القائمة إغلاق

The day of rest part 4 يوم الراحة الجزء الرابع

العظة مكتوبة

▪︎ هل يمكن أن تكون كلمة الله غير نافعة؟

▪︎ من هو المسيحي؟

▪︎ هل تريد أن تحيا في راحة؟

▪︎ مفاتيح عن كيف نسلك في هذه الراحة:

▪︎ كيف تُدخِل أفكار الروح القدس في حياتك؟

١/ لكي تسلك مع الروح القدس تحتاج أن تتحدث إليه وهو يتحدث معك

  • لماذا كانت الألسنة بعد وقت الرب يسوع على الأرض؟

٢/ تستقبل من الروح القدس كلمات

  • “اللوجوس” و”الريما”
  • كيف تأخذ الكلمة في روحك؟

٣/ أن تسكن الكلمة بداخلك بغنى وأن تتكلم بها

▪︎ هل يمكن أن تكون كلمة الله غير نافعة؟

١ فَلْنَخَفْ، أَنَّهُ مَعَ بَقَاءِ وَعْدٍ بِالدُّخُولِ إِلَى رَاحَتِهِ، يُرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ أَنَّهُ قَدْ خَابَ مِنْهُ! ٢ لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا قَدْ بُشِّرْنَا كَمَا أُولئِكَ، لكِنْ لَمْ تَنْفَعْ كَلِمَةُ الْخَبَرِ أُولئِكَ. إِذْ لَمْ تَكُنْ مُمْتَزِجَةً بِالإِيمَانِ فِي الَّذِينَ سَمِعُوا. ٣ لأَنَّنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ نَدْخُلُ الرَّاحَةَ، كَمَا قَالَ: «حَتَّى أَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي: لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي» مَعَ كَوْنِ الأَعْمَالِ قَدْ أُكْمِلَتْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. ٤ لأَنَّهُ قَالَ فِي مَوْضِعٍ عَنِ السَّابعِ هكَذَا: «وَاسْتَرَاحَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ». ٥ وَفِي هذَا أَيْضًا: «لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي». ٦ فَإِذْ بَقِيَ أَنَّ قَوْمًا يَدْخُلُونَهَا، وَالَّذِينَ بُشِّرُوا أَوَّلاً لَمْ يَدْخُلُوا لِسَبَبِ الْعِصْيَانِ، ٧ يُعَيِّنُ أَيْضًا يَوْمًا قَائِلاً فِي دَاوُدَ: «الْيَوْمَ» بَعْدَ زَمَانٍ هذَا مِقْدَارُهُ، كَمَا قِيلَ: «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ». ٨ لأَنَّهُ لَوْ كَانَ يَشُوعُ قَدْ أَرَاحَهُمْ لَمَا تَكَلَّمَ بَعْدَ ذلِكَ عَنْ يَوْمٍ آخَرَ. ٩ إِذًا بَقِيَتْ رَاحَةٌ لِشَعْبِ اللهِ! ١٠ لأَنَّ الَّذِي دَخَلَ رَاحَتَهُ اسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضًا مِنْ أَعْمَالِهِ، كَمَا اللهُ مِنْ أَعْمَالِهِ. ١١ فَلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ أَحَدٌ فِي عِبْرَةِ الْعِصْيَانِ هذِهِ عَيْنِهَا. ١٢ لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ” (عبرانيين ٤: ١-١٢).

 “لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ“، بالرغم من قوة كلمة الله إلا إنها لم تنفع هؤلاء بسبب عدم إيمانهم بها، فهي لم تمتزج بالإيمان لديهم.

 تخبرنا الآية أننا نحن المؤمنين ندخل الراحة، لم يقل سندخل، ونجدها في اليونانية بصيغة مستمرة، فهي بدأت ومستمرة. ذُكِر لفظ “يوم الراحة” للمرة الأولى وقت الخلق، والمرة الثانية عندما دخل يشوع وشعب الله أرض الموعد، ثم تحدث عن يوم ثالث وهو يوم داود وهذا اليوم بدأ ونحن فيه الآن، ولم ينتهي ولم يكتمل بعد، لأن الملكوت بدأ بعد قيامة وصعود وجلوس الرب يسوع.

▪︎ من هو المسيحي؟

 المسيحي أو المؤمن؛ هذا ليس اسمًا بل المؤمنون هم مَن قبلوا يسوع في قلوبهم وينبغي أن يسلكوا بالإيمان في كل زوايا حياتهم، ليس فقط إيمان تجاه الأمور الروحية ولكن السلوك بالإيمان كأسلوب حياة. الإيمان هو تجاوب الروح الإنسانية مع الكلمة، وقد تحدثنا عن ثلاث خطوات لكي يعمل الإيمان، ١/ الحساب، ٢/ الاعتبار، ٣/ التيقن.

 الحسابات هي ضبط الذهن على أمر في الكلمة، فوحدها الكلمة هي التي تضبط تفكير الإنسان لكي ما يفكر بالطريقة الصحيحة، بعد هذا يجب أن يدخل الشخص إلى مرحلة إنه لا يعتبر، فيتحرك بناء على معلومات الكلمة فقط ولا يعتبر أي شيء آخر.

 هناك مَن يعاني مِن أمر عدم اعتبار العيان، وهذا سببه أن الذهن لم ينضبط تمامًا بالكلمة ومازال يوجد به تفكير خاطئ، وبالتالي ينظر ويعتبر الأمور التي يعتبرها العالم، فعندما تخبرنا الكلمة عن تجاهل العيان وعدم اعتباره فهذا لكي نخلق أمرًا آخر في حياتنا نريده بناء على ما قالته كلمة الله لنا. أنت لا تسلك كمؤمن بناء على ما تراه أو تسمعه أو تشعر به، ولكن تسلك بما تؤمن به، فلا تعتبر ما تراه، لكنك تعطي اعتبارًا للمعلومات والمعطيات التي من الكلمة.

▪︎ هل تريد أن تحيا في راحة؟

“تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.” (متى ١١: ٢٨).

 أي شخص قبل يسوع يتبع هذه الآية، فهو شخص يحيا في راحة، وهذه الراحة ليست تخديرًا أو قوة لاحتمال الألم لكنها تعني حل المشكلة. عندما كان الرب على الأرض كان يحل المشكلة ولا يعطي القدرة على احتمالها، وهذا يصطدم مع مَن لا يؤمنون ببدء يوم الراحة.

 هناك من يؤمن إننا في أرض العناء ولابد لأي مؤمن أن يعاني هنا على الأرض، ويطلق البعض على أنفسهم محاربي الصلاة اعتقادًا منهم أن الصلاة هي عبارة عن حرب، وهذا غير كتابي. الصلاة هي وقت تقضيه مع الروح القدس لتنجز أمورًا، حتى وإنْ كانت صلاة شفاعية لا داعي للحرب بها، بمعنى إنه لا احتياج للشخص أن ينتهر أرواحًا شريرة من أماكن، ولكن فقط عند إعطاء الكلمة للناس تجدهم يخرجون من مملكة الظلمة برغم وجودهم في العالم، مثل الجاذبية التي هي مستمرة ومع ذلك نجد الطائر يطير ويرتفع ويكسرها.

 الحسابات هي راحتك لأنها البداية الصحيحة للإيمان، تبدأ الراحة عندما تنضبط حساباتك بالكلمة، وتأتي كلمة “يحسب” في اليونانية بمعنى يطابق شيئًا على شيء، مثال؛ عندما يتحدث الكتاب عن من أنت في المسيح فهذا يعني أنك تضبط ذهنك على كلمة الله في هذه الزاوية وليس على الواقع الذي تعبر به، فالحسابات هي أن تطابق ذهنك مع ما تقوله الكلمة، وعندما تفعل هذا تجد حياتك بدأت تتغير.

▪︎ مفاتيح عن كيف نسلك في هذه الراحة:

 تحدثنا المرة السابقة عن الإيمان، وسنتحدث هذه المرة عن الروح القدس.

 لكي تسلك بهذه الراحة هنا على الأرض تحتاج أن تفهم عن الإيمان وعن كيف تتفاعل مع الروح القدس.

“لأَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ بِهَا عَنْكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَفْكَارَ سَلاَمٍ لاَ شَرّ، لأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً” (إرميا ٢٩: ١١).

 “أَفْكَارَ سَلاَمٍ” أي شالوم ونهاية حسنة أو أمل، أفكار الله تجاهك هي شالوم في العبرية وهي تشمل كل زوايا الحياة، روحيًا ونفسيًا وجسديًا. لكي ما يقودك الروح القدس تحتاج أن تعرف أفكاره وتفهمها، وهذه حياة المؤمن الذي بدأ في فهم الكلمة تتحول أفكاره إلى إنها صارت كتابية. يقول الرب عن نفسه إنه هو يعرف هذه الأفكار عنك يتبقى أنْ تُميّزها أنت، وشغل الرب الشاغل أنك تحيا هذه الأفكار وتذوقها في حياتك.

 تعني كلمة “شالوم” في العبرية الكمال في الزوايا الصحية والمادية، أي يسدد لك الرب جميع احتياجاتك، وأيضًا تعني الحماية والسلام الداخلي، وأفكار مستقرة ليست شر، ينفي هذا كلام الناس الذي يقول نحن لا نعرف فكر الله في هذا الأمر، فعندما جاء الرب يسوع أوضح لنا ما هو الفكر الإلهي لكل شخص.

١١ فَمَنْ مِنْكُمْ، وَهُوَ أَبٌ، يَسْأَلُهُ ابْنُهُ خُبْزًا، أَفَيُعْطِيهِ حَجَرًا؟ أَوْ سَمَكَةً، أَفَيُعْطِيهِ حَيَّةً بَدَلَ السَّمَكَةِ؟ ١٢ أَوْ إِذَا سَأَلَهُ بَيْضَةً، أَفَيُعْطِيهِ عَقْرَبًا؟ ١٣ فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآبُ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ، يُعْطِي الرُّوحَ الْقُدُسَ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ؟” (لوقا ١١: ١١-١٣).

 أوضح الرب يسوع لنا في هذه الآيات أنه من المستحيل أن يطلب ابن شيئًا من أبيه ويعطيه الأب شيئًا غيره مزيف، بل سيعطيه نفس الشيء الذي سأله الابن. تعريف الرب عن العطايا الجيدة في المَثل نفهم منه أن لفظ “جيدة” لدى الله هو نفسه وُجد بالفطرة بداخل الإنسان، فيعرف الإنسان ما هو جيد وما هو ضار بالنسبة له، نجد أن الفطرة بداخل الإنسان تجعله لا يقبل الأمور السلبية في حياته، إذًا ما هو جيد في نظر الله هو أيضًا واضح للإنسان وجيد أيضًا في نظره.

▪︎ كيف تُدخِل أفكار الروح القدس في حياتك؟

١/ لكي تسلك مع الروح القدس تحتاج أن تتحدث إليه وهو يتحدث معك

 يتحدث الناس معظم الوقت مع آخرين لحل مشاكلهم، وبدأ البعض ينحرفون في احتياج شديد ومُلِح لإخراج ما بداخلهم للآخرين، وهذا غير كتابي، وأيضًا من الخطأ عدم التكلم نهائيًا، ولكن تحدث إلى الشخص الصحيح وهو الله.

“لأَنَّ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ لاَ يُكَلِّمُ النَّاسَ بَلِ اللهَ، لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَسْمَعُ، وَلكِنَّهُ بِالرُّوحِ يَتَكَلَّمُ بِأَسْرَارٍ”. (١ كورنثوس ١٤: ٢).

 التكلم بألسنة هو أكثر وقت تقدر فيه أن تكلم الله، برغم عدم فهمك للألسنة، وهي صُمّمَتْ أن تكون غير مفهومة لكي تأخذ روحك السيادة على ذهنك. إن كنت تريد حلول لمشاكلك أو تدخُل إلهي في حياتك، أو إنْ كنت تريد راحة صلي بألسنة.

١١ إِنَّهُ بِشَفَةٍ لَكْنَاءَ وَبِلِسَانٍ آخَرَ يُكَلِّمُ هذَا الشَّعْبَ، ١٢ الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ: «هذِهِ هِيَ الرَّاحَةُ. أَرِيحُوا الرَّازِحَ، وَهذَا هُوَ السُّكُونُ». وَلكِنْ لَمْ يَشَاءُوا أَنْ يَسْمَعُوا.” (إشعياء ٢٨: ١١، ١٢).

 يفسر البعض هذا الشاهد على إنه قضاء، لأن بعد هذا المقطع في نفس الإصحاح يوجد قضاء، لكن هذا الشاهد لا يتحدث عن قضاء، فنجد بولس يقتبس هذا الشاهد كشيء إيجابي في (كورنثوس الأولى١٤) وهو يتحدث عن الألسنة.

 قد تسأل لماذا عندما تصلي بألسنة لا تحدث هذه الراحة التي تتحدث عنها الآية، هذا سببه عدم معرفتك لبعض المفاهيم الكتابية عن الألسنة والطريقة الكتابية لفعلها. ربما لا تعرف أن تمارس الصلاة بألسنة بصورة صحيحة بسبب عدم معرفتك لهذه الطريقة؛ فَمِن الممكن أن تصلي بألسنة ولكن ذهنك مُشتَتٌ، أو يكون بداخلك عدم إيمان تجاه الألسنة أو قد تنتبه بذهنك إلى ما تقوله بالألسنة، أو لا تعرف أن تكثر من كلمات جديدة.

 الصلاة بألسنة هي وقت التكلم مع الله، ويقول الكتاب هذه هي الراحة، لأنه كان يتنبأ عن دخول الروح القدس بداخل الإنسان. لم يكن الرب يسوع في (مرقس ١٦) أول شخص تحدث عن الألسنة حيث تحدث عنها إشعياء النبي سابقًا.

 “أَرِيحُوا الرَّازِحَ، وَهذَا هُوَ السُّكُونُ“؛ تأتي في بعض الترجمات إنه عندما تشعر بضغط أو ضيق أو حزن في يومك صلي بألسنة، تعلم أن تصلي بألسنة بكل قلبك، أطلق روحك للعمل، روحك الإنسانية تحتوي الحياة الإلهية. عندما قال الرب يسوع تعالوا إليَّ فنحن قد أتينا إليه ولذلك نحن في الراحة الآن.

 تجعل الصلاة بألسنة روحك تعمل وتنشط، وإنْ كنت مازالت تتشتت أثناء صلاتك بألسنة أخرى، هذا لأن ذهنك يأخذ السيادة في هذا الوقت، فعندها يجب أن تصلي بصوت أعلى، هذه مبادئ وقوانين في الكلمة إنْ تراخيت تجد نفسك اُبتُلِعتْ من إبليس لأنه يجول ملتمسًا من يبتلعه.

“لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ لِيَ الرَّبُّ: «كَمَا يَهِرُّ فَوْقَ فَرِيسَتِهِ الأَسَدُ وَالشِّبْلُ الَّذِي يُدْعَى عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الرُّعَاةِ وَهُوَ لاَ يَرْتَاعُ مِنْ صَوْتِهِمْ وَلاَ يَتَذَلَّلُ لِجُمْهُورِهِمْ، هكَذَا يَنْزِلُ رَبُّ الْجُنُودِ لِلْمُحَارَبَةِ عَنْ جَبَلِ صِهْيَوْنَ وَعَنْ أَكَمَتِهَا”. (إشعياء ٣١: ٤).

 هذه الجرأة صفة إلهية، إذًا هي موجودة في روحك لأنك مولود من الله، في هذه الآية يتحدث عن تهديدات تُرسَل لك؛ إنك لن تأخذ ما لك في المسيح، ففي الآية يجتمع رعاة ويصوّبون أسلحتهم على الأسد، فيزأر وكلما يقتربون منه يزأر أكثر ولا يخاف. ما أنت تعبر به في حياتك هو تهديدات وهميّة، عندما تعطيها فرصة في حياتك تبتلعك، وهذا عكس الشاهد إنه ينبغي لك في هذا الوقت أن تزأر أكثر.

 عندما تعطي فرصة لإبليس ليصيبك بخوف، أو تنتبه إلى أعراض في جسدك، إنْ كنت تسلك بهذه الأفكار فأنت بذلك تُسلّم نفسك لإبليس وهذا عكس الشاهد السابق، لأنك في وقت هذه الأفكار يجب أن تزأر أكثر ولا تستسلم، وهذا ما رأيناه في يسوع في التجارب التي حدثت معه، وكيف كان صَلِبًا أمامها.

 الصلاة بألسنة هي أن تُكلم الله عن الموقف. يصلي البعض بألسنة بعدما لجأوا إلى جميع الناس ولم يستفيدوا شيئًا، في حين إنه يجب أن تبدأ بالألسنة منذ بداية الأمر، وأيضًا تحتاج أن ترجع إلى الشخص الذي يرعاك روحيًا، عندما تجد نفسك مُشتَّتًا فأنت تحتاج أن تكثر الصلاة بألسنة.

 عندما ترفع صوتك في الصلاة أنت تضع قلبك، عندما تعبد وترفع يديك فأنت تضع جسدك وعواطفك في نفس خط روحك، فتحب الرب إلهك من كل قلبك ونفسك وفكرك وتفعل هذا عن عمد. دراسة الكلمة لها دور في حياتك ولا شيء يقوم بدورها، كذلك الصلاة لها دور، ففيها أنت تتحدث إلي الله، وفي دراسة الكلمة الله هو الذي يتكلم إليك، وأثناء الصلاة يحدث انسجام بين روحك والروح القدس. عندما تصلي بألسنة أنت تكلم الله، والروح القدس يتحرك في حياتك، ربما تجد ذهنك يتعجب مِن هذه الصلاة، هذا طبيعي، بسبب سيادة الحواس الخمس في بداية الأمر، ثم تدريجيًا يسود الروح عليها.

“لأَنَّهُ أَمْرٌ عَلَى أَمْر. فَرْضٌ عَلَى فَرْضٍ. هُنَا قَلِيلٌ هُنَاكَ قَلِيلٌ”. (إشعياء ٢٨: ١٠).

 معنى الآية هو إعطاء الناس الكلمة أكثر من مرة، وإعطاء الشريعة مرة بعد مرة، هذا يوضح تدرُج السلوك بالروح والحياة مع الروح القدس. إن كنت شغوفًا سيعطي لك الروح أكثر وأكثر، وتجده مستمرًا في عطاءه لك ولا يتوقف.

 الصلاة بألسنة هي أعلي وأروع طريقة في التكلم إلى الله، يصفها الكتاب إنها التكلم بطريقة حسنة. يسأل البعض عن ضرورة التكلم بألسنة لأن حياتهم مليئة بالأفكار الحسية، فأنت تتحدث معه عن الصلاة بألسنة من عالم الروح وهو يتحدث معك من عالم العيان، لا يوجد تلاقي بين الاثنين، لذلك يجب أن تصلي لأجل هذا الشخص ولا تجبره على شيء.

 نجد بولس في الرسائل أعطى اهتمامًا كبيرًا للصلاة بألسنة، لذلك اكتشف أمور روحية أكثر جدًا.

 تكمن مشكلة الناس في السلوك بالحواس الخمس، مثل شخص يريد علاقة بينه وبين الرب مرئية وملموسة بالجسد مثلما كان الرب يسوع على الأرض، ولكن عندما صُلِبَ الرب صُلِبَ بالجسد وارتفع عن الأرض لتكون العلاقة بعد ذلك بالروح القدس وبسكناه فينا، فيجب أن تكون طريقة التواصل الآن روحية وليست جسدية، لهذا السبب لم يُصلِ التلاميذ بألسنة عندما كان الرب معهم بالجسد لأنهم كانوا يحتاجون إلى الميلاد الثاني وسكنى الروح القدس فيهم.

  • لماذا كانت الألسنة بعد وقت الرب يسوع على الأرض؟

 كان الناس يتعاملون مع الرب بالجسد ويأخذون منه أمور روحية، لكنه صار الآن بالروح بداخلنا، اختلف الأمر في التواصل لكن النتيجة ذاتها، نفس الحميمية، بإمكانك الوصول إلى ذات العشق إنْ سلكْتَ مع الروح القدس. يوجد من يسأل ويقول إن الله لا يشترط الصلاة بألسنة لكي تتم الاستجابة له، وهذا حقيقي، لكنها هي في حد ذاتها روعة في الصلاة، جودة في الصلاة، فقد زكاها الرب يسوع نفسه ووضع لها أهمية.

 ٢/ تستقبل من الروح القدس كلمات

 لا تحيا حياتك بالمعرفة الكتابية فقط، إنْ عرفت الكلمة ودرست حقًا كتابيًا رائعًا لا تقف عند هذا الحد، يجب أن تأخذ الكلمة في روحك وتبدأ في التكلُم بها وسماعها بداخلك.

“فَأَجَابَهُ يَسُوعُ قِائِلاً: «مَكْتُوبٌ: أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ” (لوقا ٤: ٤).

 قال الرب إنّ الإنسان يحيا بكل كلمة من الله، واستخدم لفظ “ريما”، بمعنى كلمة منطوقة إليك، إن لم تسمع الكلمة في روحك وأنت تصلي لن تعيش حياة مُسرة وفرحة، لأن الصلاة هي تواصل، لأجل هذا تحتاج أن تسمع الكلمة بداخلك، وقت الصلاة بألسنة، ودراستك للكلمة هي أكثر وقت تسمع فيه الكلمة.

 هذا هو مفتاح أن تحيا حياة طوال الوقت حية، فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة منطوقة في روحك، هذه هي الطريقة التي تسلك بها بدون جفاف، بدون معاناة وفي راحة داخليًا برغم المشاكل والتحديات التي تواجهها.

 يسأل البعض لماذا هم في الأرض ولماذا يعيشون هذه الحياة الآن، هذا السؤال يُطرَح من المُلحِدين، وكلمة الله تحتوي على الإجابات، لكن ببساطة الروح القدس يريد أن يدخل في علاقة حية معك، وأنت المنتفع من هذه العلاقة، وبالتالي أنت تحتاج أن تفهم كيف تعيش وتأكل خير الأرض. إذًا أنت تتكلم مع وإلى الله، وتسمع صوت الروح القدس بداخلك.

  • “اللوجوس” و”الريما”

“لِمَاذَا لاَ تَفْهَمُونَ كَلاَمِي؟ لأَنَّكُمْ لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَسْمَعُوا قَوْلِي.” (يوحنا ٨: ٤٣).

 ليس الأمر أن تأخذ معلومات كتابية، ولكن أن تأخذ الكلمة في روحك ويصير لها صوت بداخلك. يعني الرب في هذا الشاهد لماذا لا يفهمون لغتي، والسبب هو إنهم لا يعتبرون “اللوجوس” الذي هو إعلان الله للإنسان، هذا أمر ضخم فهو يعني أن يفهم الإنسان الله.

 مثلما كنت طفلاً صغيرًا ثم شُرِحَتْ لك مسائل رياضية وأنت غير قادر على فهمها فتخمن ما معنى هذا الكلام، هذا يحدث لأنك غير قادر على فهم إعلان اللوجوس بالنسبة لهذه المادة العلمية التي شُرِحَتْ لك، بمعنى غير قادر على فهم أصول هذه المادة التي تريد فهمها، وعندما تفهم اللوجوس الإلهي وهو كلمة الله يبدأ الروح القدس أن يتحدث إليك وتصير الكلمة منطوقة بداخلك (ريما).

 يقول لهم الرب إنهم لا يقدرون على فهم لغته، وهنا لا يقصد الرب عدم فهمهم للغة العبرية أو الآرامية، لكن كان يقصد لغة كلامه، أسلوب كلامه، مثل قراءتك لكاتب ذي لغة عميقة في كتاباته لا يستطيع الجميع فهمها، لكنك أنت تفهمها لأنك تعرف هذا الكاتب وتعرف أسلوبه، فيقول لهم الرب إنهم لا يقدرون على فهم أسلوبه في الكلام لأنهم من البداية غير معتبرين اللوجوس.

 اللوجوس هو كلمة الله شخصيًا هو فكر الله العام، تُترجَما كلمتي اللوجوس والريما في اللغة العربية إلى لفظ الكلمة، لكنهما مختلفان في اللغة اليونانية. يتحدث الرب إليهم إنهم لا يقدرون على فهم لغته أو ما يقصد أن يقوله لهم، إذًا بداية كل شيء هو فهم كلمة الله وفكره ناحية المواقف والحياة والأمور المادية والحماية والعلاقة مع الله والبر وناحية كل الأمور الحياتية، الأمور التي عندما لا تفهمها من الكلمة تكون مُعرَّضًا للهزيمة. إنْ كنت تخدم أشخاصًا وتحكي لهم قصصَ الكتاب المقدس قبل أن تخدمهم عبر إعطائهم فهم للكلمة في زوايا الحياة، فأنت تجعل هؤلاء الأشخاص غير مُشبَّعين بالكلمة.

 “لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَسْمَعُوا قَوْلِي” بمعنى إنكم غير مُعتبِرين الكلمة (اللوجوس) التي يتكلم بها الرب، أي إنهم لا يعتبرون الكلمة العامة فلم يقدروا على فهم شرحها، مثل شخص أهمل قوانين رياضية في سنة دراسية، فلن يقدر أن يستوعب بنجاح هذه المادة في السنة التالية، هذا بسبب أن الأمور تُبنَى على بعضها البعض.

“اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي. أَمَّا الْجَسَدُ فَلاَ يُفِيدُ شَيْئًا. اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ”. (يوحنا ٦: ٦٣).

 لفظ “أُكَلِّمُكُمْ” هنا يُقصَد بها “الريما” وهي تعني كلمة منطوقة لشخص معين في ظرف معين وفي وقت معين، الريما هي كلمة منطوقة إلى شخص معين. ولكن عندما قال لهم الرب “لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَسْمَعُوا قَوْلِي” أي كلامي، وهو كلام عام موجه إلى الجميع، مثل مُدرِّس يشرح في الفصل فَمِن المفترض إنه يكلم الجميع ولكن يوجد من يعطي انتباهًا وهناك من لا يعطي، لكن عندما يتلمذ مُدرِّسٌ شخصًا معينًا فهو يتكلم له كلمة خاصة به هو ويعطي له فهمًا لما يحتاجه بصفة خاصة. إذًا الريما هي تخصيص الكلمة لك، أي أنت تأخذها لنفسك، تخصصها لك.

“اَلَّذِي مِنَ اللهِ يَسْمَعُ كَلاَمَ اللهِ. لِذلِكَ أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ اللهِ”. (يوحنا ٨: ٤٧).

 يستخدم الرب هنا لفظ “ريما”، أي كلام الله الخاص لك، هنا يجب أن يأخذ كل شخص الكلام له، فبرغم أن الكلام يُقال إلى الجميع، إلا إنك تخصصه لك، فتجعل “اللوجوس” “ريما” لك ولحياتك.

 لا ينبغي أن يُلمّع الله آيةً بعينها أمامك كي تجعلها ريما، إنْ تكلمت الكلمة” اللوجوس” فأنت تحولها إلى ” ريما” لك، وهذا ما يُحدِث التغيير في حياتك. الكلمة التي تسمعها وتدركها في روحك هي التي تحيا بها، يعمل اللوجوس بداخلك ولكن يجب أن يكون له صوتٌ، وإلا لن تقدر أن تحياه، إنْ لم تسمع الكلمة في روحك تجد نفسك جافًا وغير مُشتعِلٍ في الصلاة، حتى إن كنت تصلي بألسنة وقتًا كثيرًا، يجب أن تسمع الكلمة بداخلك.

 ما يُحدِث التغيير في حياتك هو أن تخصص الكلمة وتأخذها لك. مثال؛ عندما كرز لك شخصٌ أو قرأت في كتاب رسالة الخلاص ففي اليوم الذي قبلت فيه الرب أنت أخذت هذه الكلمة التي تُقال للجميع لك بشكل خاص وعندها حدث التغيير ووُلِدْتَ من الله، هكذا حياتك فيما بعد يجب أن تتعامل مع كل كلمة إنها لك. عندما يتكلم إليك الروح القدس فهذا ليجعلك تفهم، ويستخدم “اللوجوس” ويتحدث به إليك، لأجل هذا إنْ كان “اللوجوس” غير مفهوم لك ستقع في فخاخ وتستنج استنتاجات غير صحيحة.

 ليس “اللوجوس” معلومات فقط، ولكنه إعلان يكشفه لك الروح القدس، وهو حق كتابي ثمين، وليس لأنك تريد سماع “الريما” فبالتالي تهمل “اللوجوس”، يستخدم الروح القدس “اللوجوس” ويتكلم به إليك، وهنا يصير “ريما” بالنسبة لك.

٦٠ فَقَالَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، إِذْ سَمِعُوا: «إِنَّ هذَا الْكَلاَمَ صَعْبٌ! مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَسْمَعَهُ؟» ٦١ فَعَلِمَ يَسُوعُ فِي نَفْسِهِ أَنَّ تَلاَمِيذَهُ يَتَذَمَّرُونَ عَلَى هذَا، فَقَالَ لَهُمْ: «أَهذَا يُعْثِرُكُمْ؟ ٦٢ فَإِنْ رَأَيْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ صَاعِدًا إِلَى حَيْثُ كَانَ أَوَّلاً! ٦٣ اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي. أَمَّا الْجَسَدُ فَلاَ يُفِيدُ شَيْئًا. اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ” (يوحنا ٦: ٦٠-٦٣).

 يستخدم الرب هنا لفظ ريما، إذًا الريما تعطي الحياة. شُبِهَتْ كلمة الله بالخبز، هذا الخبز إنْ لم تُقدِّره وتفهمه فلن تسعى إلى أكله، يجب أن تُحفَّز على أكله. مثال: عندما كنت صغيرًا كان أبواك يحفزانك على الأكل الجسدي وأطعت كلامهما حتى وإن كنت غير فاهم، وعندما تفعل هذا تجد نفسك مُهتمًا بأكل ما قالا لك إنه مهم، وهذا يحدث في حياة مؤمنين كثيرين إذا كانوا يحبوا الرب بقلوبهم ويسلكوا بالكلمة، يجدوا أنفسهم يفعلون أشياء صحيحة ثم بعد هذا يكتشفون أهمية ما كانوا يفعلونه عندما يدرسون الكلمة. الكلمة هي طريقة حياة تحياها عندما يتكلم بها الروح بداخلك.

“أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ” (يوحنا ١٥: ٣).

 استخدم الرب هنا لفظ “اللوجوس”، فيقول أنتم الآن أنقياء لأنكم استفدتم باللوجوس وجعلتموه ريما بالنسبة لكم، جعلتم الكلام خاصًا لكم.

 “إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كَلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ”. (يوحنا ١٥: ٧).

 كان الرب هنا يتكلم إلى التلاميذ في أواخر أيامه على الأرض، وقال لهم: أنتم من اعتبرتم اللوجوس لكم واستفدتم به لكم برغم إنه كان يُقال للجميع، احتفظوا به بداخلكم واستخدم لفظ “ريما”، فعندما قال ثبت كلامي فيكم لم يكن اللفظ المستخدم هنا لوجوس ولكن استخدم ريما، لأنه كان يتكلم عن ناس بدأوا يقدّرون كلماته، فكان الرب يمدحهم ولكن يبقى أن يحتفظوا به بداخلهم.

 عندما يعطي لك الروح القدس كلمات خاصة، قدِّر هذه الكلمات بداخلك، وكُن مُستمِرًا في دراسة اللوجوس، وعلى قدر مستواك الروحي يتكلم معك الروح القدس مِن اللوجوس. إنْ كنت تصلي وتطلب مجد الرب يُرى في حياتك يقول لك الرب الطريقة هي أن تأخذ اللوجوس وتقدِّره وتخصّصه لك.

 يعتقد البعض أن الآية التي تلمع أمامهم هو صوت الرب لهم اليوم، وهذا ليس خطأ أن تجد آيات لمست قلبك فلا تغلق قلبك أمامها، ولكن ليست هذه هي الإجابة على تساؤلاتك، فعندما تدرس الكلمة بشكل صحيح وتفهم مبادئها تجد أن ذهنك بدأ يكون مُنظَّمًا وتجد نفسك مُرتَبًا في أولويات حياتك ومادياتك وإدارة عملك بشكل ناجح. لكي تُحدِث تغييرًا في المواقف تحتاج إلى رصيد كافٍ داخلك من اللوجوس التي درستها وعرفتها وتبدأ في التكلُم بها.

  • كيف تأخذ الكلمة في روحك؟

 تحتاج أن تُفعِّل الروح القدس في حياتك، لأنه هو من يفعل لك هذا عندما يكون ذهنك مضبوطًا ناحيته ولا يوجد خصومة أو دينونة بينك وبينه، ولا تقبل أي أفكار إدانة أو تقصير عليك، لأن كل هذه الأفكار تجعلك غير قادر على سماع صوت الروح القدس.

١٤ بِسَبَبِ هذَا أَحْنِي رُكْبَتَيَّ لَدَى أَبِي رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ١٥ الَّذِي مِنْهُ تُسَمَّى كُلُّ عَشِيرَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَعَلَى الأَرْضِ. ١٦ لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ، أَنْ تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ، لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ”. (أفسس ٣: ١٧-١٤).

 أي إن الآب يقويكم في أرواحكم بالقدرة لكي تدركوا سكنى الروح القدس فيكم، فعندما تدرك هذا الأمر الضخم وتستوعبه داخلك هذا من وراءه تقوية الروح القدس لروحك.

١٨ وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ، ١٩ وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ”. (أفسس ٣: ١٨، ١٩).

 محبة الله هي كلمة الله، وأنتم بداخلها. يأتي لفظ “تُدْرِكُوا” بمعنى أن تأخذوا وتستوعبوا وتستقبلوا مع جميع القديسين أبعاد هذه المحبة، أي إن تأخذ قوة من الروح القدس لتصير المحبة مكشوفة ومُستعلَنة ومفهومة في روحك. يقويك الروح القدس لكي تقدر أن تستقبل كلام الله في روحك.

 عندما تدرس الكلمة وتفهم فكر الله، وتجد نفسك جافًا داخليًا، هذا بسبب إنك لا تسمع صوت الروح القدس في روحك، ومن الممكن أن تصلي بألسنة بكثرة وفي نفس الوقت لا تسمع لصوت روحك، والحل هو أن تسمع لصوت الروح القدس وهو يتكلم اللوجوس بداخلك، وفي بعض الأوقات تجده يقول ماذا سيحدث معك في يومك، عندما تأخذ هذا الكلام باهتمام تجد حياتك تشتعل، وعند حدوث هذا الأمر الرائع في حياتك استمر في دراسة اللوجوس ولا تتوقف لأنك بدأت تأخذ من الروح القدس وتسمعه في روحك.

 يقويك الروح القدس لكي ما تكون الكلمة “ريما” في روحك أي الكلمة مُخصَّصة لك، يجب أن تمتلئ من الروح القدس كل يوم، ويوجد مستوى رجولة روحية عندما تدرك معنى وجود وسكنى الروح القدس بداخلك بطريقة أعمق مما كنت. أخذت “اللوجوس” أي إنك فهمت فكر الله في زوايا حياتك يبقى أن تستمع إليها في روحك عن طريق الصلاة بألسنة، وهي عبارة عن تنشيط لروحك الإنسانية فتقدر أن تستوعب الكلمة في روحك التي هي “ريما”.

“لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ” (لوقا ١: ٣٧).

 تأتي في ترجمات أخرى لا توجد كلمة خالية من القوة أن تُنجَز وتتم، الكلمة هنا تأتي بمعنى ريما، أي لا توجد ريما إلا ويجب أن تتم، هذه الكلمة هي التي تحدث بها تغيير في حياتك.

 عندما ذكرنا سابقًا عن أسوار أريحا إنها كانت مُحصنة لا أحد يدخل أو يخرج، وهذا مثل مواقف الحياة التي تواجهها. عندما تمارس إيمانك في موقف وتجده مُحصَّنًا لا يتحرك ولا توجد نتائج، حل هذا الأمر هو أن تأخذ في روحك كلمةً. إن كنت تعرف فكر الله ناحية ما تعبر به، فستجد الروح القدس يكلمك في روحك به ويعطي لك مفتاحًا لحل الموقف.

 هذا ما فعله الرب مع يشوع عندما قال له الحل بخصوص أسوار أريحا وأعطى له فكرةً مُبتكَرة، أطاعها يشوع ونفذها ولم يعطِ للتفكير البشري المنطقي مجالًا، لأنه قضى وقتًا يتتلمذ تحت موسى ويعرف فكر الله من خلاله. يعطي لك الروح القدس استراتيجية لحل المواقف والخروج منها، ويعطي لك كلمات تنطقها بفمك بعد قضاء فترة صلاة بألسنة وأنت تعرف جيدًا عن الإيمان وتصلي وأنت غير مُحبَط من شيء، فتجد الروح القدس أعطى لك كلمة خاصة لحل الموقف أمامك.

١٣ مِنْ أَجْلِ ذلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا. ١٤ فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ، وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ، ١٥ وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ. ١٦ حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ. ١٧ وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ.” (أفسس ٦: ١٣-١٧) .

 “حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ”، هذه أهم قطعة، لأجل ذلك يجب أن تدرس عن الإيمان دائمًا.

 “سَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ”، يستخدم هنا لفظ “ريما” الكلمة المنطوقة. عندما تأخذ الكلمة وتخصصها لك ثم تنطق بها، تجعلها تُنجز ما تحتاجه في حياتك. ليس بالضرورة أن كل كلمة تسمعها في روحك تشجيعية فقط أو من أجل ظروف الحياة، ولكن أيضًا الريما التي تسمعها بداخلك هي كلمات يصححك بها الروح القدس وينبهك لأمور، وتجد الروح القدس يكلمك داخلك عن الروعة والمجد الذي جعلك عليهم، ولكن ذهنك يتدخل ويحاول أن يطفئ هذه الكلمات، لهذا قال لنا الكتاب: “اعطوا تقديرًا للكلمة، اجعلوها ساكنة فيكم، اجعل لك علاقة قوية بها، وعندما يحدث هذا تطلبون ما تريدون فيكون لكم، هذه هي القوة التي تُحدِث بها تغييرًا وتصير متاحة في حياتك.

“هذِهِ الْوَصِيَّةُ أَيُّهَا الابْنُ تِيمُوثَاوُسُ أَسْتَوْدِعُكَ إِيَّاهَا حَسَبَ النُّبُوَّاتِ الَّتِي سَبَقَتْ عَلَيْكَ، لِكَيْ تُحَارِبَ فِيهَا الْمُحَارَبَةَ الْحَسَنَةَ” (١ تيموثاوس ١: ١٨).

 تأتي جملة “تُحَارِبَ فِيهَا” في الأصل بمعنى تحارب بها. كان بولس يقول لتيموثاوس أن النبوات التي قلتها لك، بها تحارب حرب الإيمان الحسنة، استخدم الكلام الذي كلمتك به وحارب به فهذا الكلام أعطاه بولس لتيموثاوس بشكل خاص، أعطي له مفاتيحًا خاصة، لهذا يجب أن تُتابَع روحيًا من مُرشِد روحي يتكلم إليك الكلمة بشكل خاص لك.

 ٣/ أن تسكن الكلمة بداخلك بغنى وأن تتكلم بها

 أن تعطي للكلمة اهتمامك، وتكتبها وتتكلم بها، ولا يكن سماع الكلمة في روحك أهم من الاستمرار في دراستها وأكلها بصورة منتظمة، فمن هذا الاستمرار في فهم اللوجوس يقدر الروح القدس أن يكلمك كلمات خاصة لك بداخلك. يتكلم الروح القدس بالكلمة في روحك لكي ما تتكلم بها أنت، فهو يصرخ الكلمة بداخلنا لكي ما نصرخها نحن ونتكلم بها.

١ أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ ٢ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيرًا. ٣ وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ، فَقُلْ لِهذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزًا». ٤ فَأَجَابَهُ يَسُوعُ قِائِلاً: «مَكْتُوبٌ: أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». ٥ ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. ٦ وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ، لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ، وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. ٧ فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». ٨ فَأَجَابَهُ يَسُوعُ وَقَالَ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». ٩ ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلُ، ١٠ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ، ١١ وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». ١٢ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلهَكَ». ١٣ وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.” (لوقا ٤: ١-١٣).

  استخدم إبليس مع الرب هذه الاستراتيجية وهي أن يقول له من المكتوب، لأن الرب استخدم معه المكتوب في الكلمة وبالتالي جاء له إبليس أيضًا بالمكتوب، إذًا إبليس يعرف أن يستخدم اللوجوس.

 “فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: إِنَّهُ قِيلَ..”، أي إن الكلمة لها صوت بداخل الرب يسوع. عندما تدرس هذه الكلمة في اليوناني تجدها أن الرب كان يقصدها (قد قيل إلي) وليس بالضرورة إنها قيلت للرب في الحال، ولكن من الممكن أن تكون قد قيلت له في روحه وهو يأخذ الكلمة ويدركها، وعندما استخدم الرب كلمات قيلت له في روحه سابقًا، في هذا الوقت تركه إبليس. يتضح لنا هنا أنه في بعض الأحيان قد تنتهر إبليس مثلما فعل الرب وانتهره، ولكن تجده يعود إليك إنه مُصِرًا على موقفه وما يفعله تجاهك.

فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا». (متى ٤: ٣).

 نجد في إنجيل متى كلمة “هذه الحجارة ” في حين يسردها إنجيل لوقا “هذا الحجر”، وهذا يعني أن إبليس لم يحاول مع الرب في حجر واحد. جاع الرب وهو يشعر بألم الجوع لأنه كان يقضي فترة صوم طويلة وهو أمر خارق للطبيعي، ولكن الروح القدس أعطاه القدرة على هذا الأمر، ثم جاع الرب، فبدأ إبليس يكلمه بمستوى ما كان يُصنَع مع موسى، وجد موسى حلولًا وشق البحر ووجد مَخرجًا لكل شيء. تكلم إبليس مع الرب أن يصنع حلولًا ويجد مَخرجًا لما هو يمر فيه الآن من جوع، فابتدأ يقول له أن يحول هذا الحجارة إلى خبز، وعندما ردّ الرب عليه، يوضح لنا هذا الشاهد في إنجيل متى أن إبليس رجع وحاول معه في مرات ثانية.

 يعطيك الروح القدس طريقة للتصرف في كل موقف والتكلم بالكلمات المناسبة في الوقت الصحيح بالطريقة الصحيحة، فتكتشف مدى سهولة الأمر، هذه هي الطريقة التي تحيا بها حياتك بطريقة مرتفعة ومنتصرة دائمًا. اعتَد أن تكون كلمة الله لها ثقلها في حياتك لأن الروح القدس يستخدمها في أن يتكلم إليك ويخرجك إلى الراحة التي يريدها الرب إليك.

 في بعض الأحيان وأنت مُحبَطٌ تجد نفسك تريد الاستسلام، وما يجذبك أن تستعيد العلاقة مع الرب مرة أخرى، هي النفوس التي تخدمها وترعاها، وهذا أمر صحيح ولكن الرب يهتم بك أنت شخصيًا فأنت نفس من هذه النفوس. راحتك الحقيقة تبدأ في الانسجام مع الروح القدس، فعندما تعبر في اليوم الشرير، اليوم الذي به تجربة أو مشكلة، تجد نفسك مُصطَدِمًا، ولا تُحبط وتبتعد عن الرب، ففي هذه الأيام التي تقرر فيها أخذ راحة بعيدًا عن الرب يحدث هدم لأمور كثيرة في داخلك.

 الروح القدس في صفك ويقدر أن يعيد لك كل شيء، عندما تفهم هذا تجد بداخلك جرأة مثلما حدث مع إبراهيم، فهو كان يتكلم مع الله العلي، ولكنه تجرأ أن يتكلم معه عن سدوم وعمورة، ليس هذا لأن إبراهيم كان شخصًا ذكيًا أو غير خجول ويعرف أن يسأل أسئلة، ولكنه بسبب الإيمان بالرب ومعرفة وإدراك البر تجرأ أن يسلك مع الله في حوار. فهم إبراهيم الصُلح والروعة والسلام الذي بينه وبين الله، مثلما قال الرب “أَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي(رؤيا ٢٠:٣)، فلا يمكن أن تأكل مع شخص عدو، إذًا هي علاقة تستمع فيها بالبر الذي أصبحت فيه الآن.

٥ لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّهُ قَالَ: «لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ» ٦ حَتَّى إِنَّنَا نَقُولُ وَاثِقِينَ: «الرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي إِنْسَانٌ؟” (عبرانيين ١٣: ٥، ٦).

 “لأَنَّهُ قَالَ… حَتَّى إِنَّنَا نَقُولُ وَاثِقِينَ”، كون الرب تكلَّم؛ إذًا أنت لديك رصيد تقدر أن تتكلم، لن تحيا حياتك بطريقة رائعة ما لم تكن كلمة الله بداخلك ولها صوت عالٍ. ليس ازدهارك في ما تمتلكه من المال، ولكن ما تمتلكه من الكلمة.

 تحولت الكلمة التي يقرأها كاتب الرسالة إلى أن يخصصها لنفسه، هكذا يمكنك أن تحول اللوجوس إلى ريما، وليس من اللازم أن تقفز آية بعينها في خلوتك اليومية، ولكن بفهمك لفكر الله اللوجوس. لن تحيا حياة مشتعلة وأنت لا تتكلم الكلمة وصامت عن التكلم بها، فيجب أن تصلي بألسنة وتتكلم الكلمة على حياتك.

 الصلاة بألسنة هي الوقت الذي فيه يُستعلَن الروح القدس عليك، أنت الذي تسمح للروح القدس أن يُستعلَن على جسدك، وذروة هذا الاستعلان هو وقت الصلاة بألسنة، هذا عكس الأرواح الشريرة التي تقهر الشخص وتتكلم على فمه وتُستعلَن عليه بقهر دون إرادته. عندما تصلي بألسنة تجد أفكارًا وحلولاً أتت إليك، ومن الممكن أن يتكلم إليك عن أشخاص معينين لإنقاذهم.

 إن أغلقت قلبك أمام علاقة حية مع شخص الروح القدس، هذا لأنك لم تسمع صوت الروح القدس بداخلك، مثل الأشخاص الذين يقرُرون إغلاق قلوبهم أمام أي علاقات عاطفية، ففي بعض الأوقات حينما تخاف من مدح الناس إليك وتخاف أن تقع في إعطاء قيمة عالية لرأى الناس فيك، فتجد نفسك أغلقت قلبك أن تسمع مدح الروح القدس إليك داخليًا، ولكن لا تنسى أن الروح القدس يتكلم عنك وإليك بتفاصيل، ويتغنى بك بترنم؛ “ يَبْتَهِجُ بِكِ بِتَرَنُّمٍ” (صفنيا ١٧:٣).

 تكلم إلى الله، كف عن التكلم مع الناس، اجعل علاقتك مع الروح القدس عمودية وليست أفقية، كف عن التكلم في أمور عالمية أرضية، علاقة عمودية أي إن الذي فوقك هو الروح القدس، وتكلم أيضًا مع من يرعاك روحيًا. إن كنت تسأل نفس السؤال الذي كنت تسأله منذ وقت طويل ومازالت في نفس النقطة التي تسأل فيها، إذًا أنت تحتاج إلى فهم اللوجوس بشكل صحيح حتى إن كنت مُعتقِدًا إنك تفهمه بشكل صحيح.

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة  الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا

Written، collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

1 Comment

  1. Alex Helmy Garas

    نعم كلمات رائعة تشبع القلب الذي يشتاق الي علاقة حقيقية وعميقة مع الرب الروح القدس.
    شكرا جزيلا للرب الروح القدس من اجل هذه الكلمات التي تنير حياة المؤمن.
    شكرا جزيلا للرب الروح القدس من اجل هديته الرائعة لنا باستور رامز الغالي.
    شكرا لحضرتك باستور رامز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$