القائمة إغلاق

ما هي الحياة المسيحية وكيف تحياها – الجزء 7 What Is Christianity And How To Live – Part

العظة على فيس بوك اضغط هنا

العظة على ساوند كلاود اضغط هنا

العظة مكتوبة 

▪︎ لا تتوقع أنْ يكلمك الرب إلا مِن خلال الكلمة.

▪︎ معوقات للإيمان تحتاج أنْ تُهدَم.

  • أولاً: فهم الإيمان بصورة خاطئة.
  • ثانيًا: عدم وجود قوانين ومبادئ يتعامل بها الرب مع الإنسان.
  • ثالثًا: عدم فَهْم القوة الداخلية.
  • رابعًا: عدم فَهْم الروح والنفس والجسد.
  • خامسًا: التوقف عن تعليم الكلمة والعظات بحجة أنّ الإنسان شبع واكتفى.
  • سادسًا: سيردني الرب إنْ ابتعدت.
  • سابعًا: يستخدم الله الألم والمشاكل والظروف الصعبة لتعليم المؤمنين دروسًا.

▪︎ كيف تزيد النعمة في حياة الشخص؟

▪︎ ثلاثة أشياء مهمة جدًا.

▪︎ أكذوبة فقدان الشهية للكلمة.

▪︎ مرحلة الطفولة الروحية.

▪︎ عقلية الشعب اليهودي والمعجزات.

▪︎ ما معنى أنْ يصير يسوع ربًا على حياتك؟

▪︎ معيار الرب أن تكون تلميذًا.

▪︎ كن حذرًا في العلاقات!

▪︎ أنْ تعمل أعمال الله هو أن تفعل مشيئته.

▪︎ أنْ يكون يسوع ربًا وسيدًا على حياتك هو أن تجعله سيدًا على مادياتك.

▪︎ أنْ يكون يسوع ربًا على حياتك معناها أنْ تصير كلماتك هي كلماته.

▪︎ أنْ يكون يسوع ربًا وسيدًا على حياتك هو أنْ تجعله ربًا وسيدًا في علاقاتك.

 

▪︎ لا تتوقع أنْ يكلمك الرب إلا مِن خلال الكلمة:

 كلما تمتلئ بالمعرفة الكتابية تصير أمور الحياة أسهل لك، فالحق الكتابي هو ذات يسوع. عبر الرب يسوع أمام الناس ولم يعرفوه لأنه كان لديهم توقعات معينة، مثلما يفعل بعض الأشخاص ويقولون: إنْ لم يكلمني الرب بهذه الطريقة المُعَيَّنة فهو لم يتكلم لي مِن الأساس، في حين أنّ الرب يتكلم إلينا مِن خلال الكلمة وهذه هي الطريقة الكتابية، فربما تكون الطريقة المُتوقَعة لديك أو التي تحددها له ليست هي طريقة الله في التواصل، فتصل لمرحلة أنّ الرب تكلّم معك من خلال الكلمة وأنت غير مصغٍ له.

 حدث هذا أيضًا منذ ألفي عام حينما تحرك الرب يسوع على الأرض يخدم ويعظ ويشرح الكلمة لمدة ثلاث سنوات ولكن اليهود لم يعرفوه، فَهُمْ اختاروا أنْ يأتي المسيا بتوقعاتهم كملكٍ أرضيٍّ ويخلصهم مِن الرومان، حتى الآيات والعجائب التي صنعها أمامهم لم تأتِ بنتيجةٍ أولئك الذين اختاروا عدم التصديق، فقد تحقق فيهم قول الكتاب المقدس الوارد في (أفسس 4)إِذْ هُمْ مُظْلِمُو الْفِكْرِ، وَمُتَجَنِّبُونَ عَنْ حَيَاةِ اللهِ لِسَبَبِ الْجَهْلِ الَّذِي فِيهِمْ بِسَبَبِ غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ.” (أفسس 4: 18).

 يشبه هذا الأمر البذرة المُتكلِسة (التالفة) Calcified عندما تزرعها وتهتم بها وتقوم بريّها وهي لا تأتى بنتيجة، لذا ضعّ في الاعتبار أنّ الروح القدس يتكلم إليك بالطريقة الرسمية وهي الكلمة. توجد استثناءات يفعلها الرب لبعض الناس، فربما يظهر للبعض أو يُرَى في أحلامٍ لآخرين وهذا حسب تقدير الرب، فإن وُجِدَ احتياجٌ ليصل إليك عبر رؤى أو أحلام سيفعلها لأنه لن يرتكب خطيةً لأجل شيءٍ تؤمن به، فبالتالي أنتَ لست في احتياج سوى للكلمة.

 ويل لهؤلاء الناس الذين رفضوا كلام الله عندما أُعْطِي لهم، بسبب اختياراتهم البعيدة عن الكلمة ودوافعهم الشخصية، فقد اتجهوا إلى اختيارات أفسدت حياتهم. هناك اختيارات وقرارات اتخذتها في الماضي تؤثر على حياتك وأنت في الوقت الحالي. توجد أمور عالقة في ذهنك تعتقد أنها منتهية لأنها لم تعد تأتي على ذهنك، ولكن الحقيقة أنها ستظل تصيبك بثقل روحي لأنك لم تتعامل معها فأنت لم ترى الحقيقة فيها.

 يسوع هو الحقيقة؛ إنْ لم ترَ الحقيقة وتتحول عَمَّا كنت تعتقده حقيقة وتستبدل أفكارك العالمية بالفِكْر الإلهي فأنت تخرج خارج يسوع. يسوع هو الكلمة وإنْ كنت تريد السلوك بالكلمة واستمرار يسوع ربًا على حياتك عليك أن تسلك بما يقوله الرب مُقتنِعًا بكلامه.

 

▪︎ معوقات للإيمان تحتاج أن تُهدَم:

 هناك معوقات لابد مِن هدمها في أفكارنا لأنها جعلَتْ المؤمنين يتثقلوا بها وهي أيضًا تعيق حياتهم الروحية.

 

  • أولاً: فَهْم الإيمان بصورة خاطئة:

 تعتبر مِن أبرز المعوقات، فاعتقاد الشخص بأنّ كونه يحب الله إذًا فهو يؤمن به، أمرٌ خطيرٌ حيث إنّ حب الله ليس مُساويًا للإيمان به. كرنيليوس -مثالٌ لذلك- الذي كان شخصًا مُحبّاً لله وكان يعطى تقدمات بسخاء ولكنه لم يكن مولودًا ميلادًا ثانيًا.

 قِس على هذا، يوجد أناسٌ مولودون ميلادًا ثانيًا ويحبون الله ويعطون بسخاء ومواظبون على حضور اجتماعات الكنيسة، إلا إنهم غير سالكين بالإيمان، يمكنك الرجوع للتعليم الخاص بزاوية الإيمان، لكن تَذَكَّرْ أنّ حبك للرب ليس معناه إيمان.

 هنا تكون الصدمة عندما يقع الشخص المؤمن في هذا الفخ، فمِن المُمكن أنْ يكون شخصًا رائعًا وخادمًا في الكنيسة وفجأة تجده مُنكسِرًا في الحياة أو ربما يحدث له أمرٌ ما يجعله شبه مُدمَّرٍ، وقد تتعجب وتقول: “إنه كان شخصًا رائعًا، فلماذا حدث معه ذلك؟” وهذا يُظهِر لديك حقيقة الأمر أن الحياة المسيحية هي فكر الله حينما يُزرَع في الإنسان فيصير الإنسان سالكًا بنفس مبادئ الله ويقيس الأمور كما يقيسها الله وليس كما يقيسها العالم.

 هكذا؛ عندما تتوالى الأحداث أمامك وحولك تجد نفسك تجيد تقيِّمها بالطريقة الصحيحة، فما يحتفل به الناس مِن المُحتمَل أنْ يبكيك أنتَ. عندما نظر الرب يسوع إلى الهيكل وقالوا له: “انظر إلى جمال وروعة الهيكل”، أجابهم بأنه لن يصير كما هو بل لن يبقى فيه حجرٌ على حجرٍ لأنه سيُهدَم، لا يعني ذلك أن الرب كان شخصًا كئيبًا، كلا، بل يرى الأمور بنظرةٍ أخرى طبقًا لِما يراها الآب، فبينما كان الناس مُنبهِرين بالمبنى كان الرب يرى المبنى بالنظرة الروحية التي يخجل الكثيرون أنْ يتكلموا بها.

 يخشى الكثيرون أنْ يضعون طريقة التفكير الإلهية على أذهانهم لأنهم يعتقدون أنهم سيتقيدون ويُطالَبون بأمور معينة معتقدين أنها ستسلب حقوقهم في الحياة حينما يسلكون بالطريقة الإلهية، ولكن الحقيقة هي أنُ أكثر وقت تكون فيه أعظم مِن مُنتصِر عندما تسلك بالطريقة الإلهية.

 ما ذكره الكتاب المقدس في (رومية 12) يُعتبَر مثالٌ على ذلك؛ “.. لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ” (رومية 12: 19)، لا مكان للغضب فالرب هو مَن يدافع عنك، ولكن مِن المؤسف وجود بعض المؤمنين الذين يمنعون الله مِن التدخل ويفضلون أَخْذ حقهم بذراعهم أو يدخلون شخصًا ما كواسطة وهو يصَلون في نفس الوقت فيعملون الأمرين في الوقت نفسه، وبهذا هم يمنعون تدخل الله في الأمر، وحينما يخسرون؛ يُصدَمون بنهاية السعي التعيس وذلك لأنهم لم يضعوا الرب أولًا.

 حدث هذا مع الملك آسا الذي مات بسبب المرض وكان مِن الممكن أنْ يُشفَى، وذلك لأنه لم يلجأ إلى الرب أولًا بل لجأ إلى الأطباء. ليس هذا الأمر شيئًا في الماضي وقد اختلفت الحياة الآن، لا؛ فالكتاب المقدس لا يعفى عليه الزمن لأن المبادئ ثابتةٌ، ليس لأن الأطباء مُجرِمون، بالعكس شكرًا لهؤلاء الأطباء لأنهم يسعون إلى التعامل مع المرض، لكن اترك ذلك لمَن لا يعرفون الكلمة ولا السلوك بها، وضَعْ في قلبك أنْ تسلك بالكلمة، فيوجد إله هو يهوه رفا.

 

  • ثانيًا: عدم وجود قوانين ومبادئ يتعامل بها:

 التعامل بدون قوانين أي إنّ الرب يتعامل مع البشر بمحاباةٍ، وهذا سببه عدم فَهْم النعمة بصورة صحيحة. توجد بعض القصص البارزة التي تأتي على أذهان الناس والتي تُرخِّص لهم التفاوت روحيًا فيقولون: “ها هو إبراهيم كذب وقال على امرأته إنها أخته وقد حافظ الرب عليها في النهاية”، وأيضًا يستندون على أخطاء حدثَتْ مِن موسى وداود، وكيف حماهم الرب رغم ذلك.

 أقولها لك صراحةً، أنت لا تعلم القوانين الإلهية؛ إنْ تَكلَّمنا بهذا المُنطلَق، فلن يكون لكلامهم معنى واحدٌ وهو أنّ هذا الإله مُتسيِّبٌ وبذلك فهو يخطئ، ولكن حاشا؛ الحقيقة أنه توجد فترة سماحية مِن الرب للناس لكي يكبروا روحيًا وليس ليستمروا هكذا. ستجد أنك أنت نفسك تفعل ذلك سواء في بيتك أو في عملك. إنْ كان لديك أطفال أو أشخاص مُتسيِّبون في العمل ستقوم بإعطاء فترة مِن السماحية والصبر عليهم وتنذرهم بتكرارٍ، إلى أنْ تضطر للتدخُل بعقوبة لكي تصححهم.

 يخبرنا الكتاب المقدس إنك إنْ لم تُربِ ابنك بصورة سليمة فأنت تُهلِكه في الجحيم بيديك بينما تكون مُعتقِد إنك تحبه، هذا لأنك تخشى التصحيح فتخشى أنْ تصحح أبنائك.

 ربما لا تكون مُدرِكًا لدورك فبالتالي تطبق الحزن الداخلي الذي لديك عليهم لئلا يتضايقون، وتبدأ بخلق الأعذار لهم عندما يخطئون، كقلة النوم والسهر أو التعب والإرهاق كعُذر على أخطائهم، ويترعرع الطفل دون تصحيح أو تقويم، ويبدأ في التكلُم بأسلوب خطأ، ستجد أنك أنت نفسك لا تقبل هذا التفاوت في حياتك ولا تقبل تفاوت الموظفين الذين تحت قيادتك، ولا تفاوت العامل الذي يقوم بإصلاح شيء في بيتك، ذلك لأن الطبيعة البشرية مخلوقة أن تقبل الصواب وتنفر مِن الخطأ، فهل يُعقَل أنْ يترك الله الأخطاء دون معايير!

 كان الرسول بولس ينذر الشخص مرةً واثنين، وإنْ لم يرجع عن خطأه يعزله، ففي رسالته إلى تيموثاوس ينبهه بعدم التدخُل في خطايا الآخرين وألّا يحكم على أحدٍ دون سماع شهادةٍ واثنين وثلاث وخاصةً الشيوخ الذين هم الرعاة أو مَن هم في قيادةٍ، ولكنه بعد ذلك عليه أنْ يتَدَخَّل وينذر حتى يخاف الجميع، وهذا موجودٌ في العهد الجديد.

“لاَ تَقْبَلْ شِكَايَةً عَلَى شَيْخٍ إِلاَّ عَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ. اَلَّذِينَ يُخْطِئُونَ وَبِّخْهُمْ أَمَامَ الْجَمِيعِ، لِكَيْ يَكُونَ عِنْدَ الْبَاقِينَ خَوْفٌ.” (1 تيموثاوس 5: 19-20).

 توجد فترة مِن السماحية لتحسين الوضع مُتوقَعٌ فيها أنْ يقوم الشخص بممارسة بعض التدريبات الروحية لكي يسلك باستقامة، لكن لن تكون هذه الفترة مدى الحياة، وهناك بعض القصص المشهورة التي تأتى على أذهاننا مثل قصة موسى التي توضح هذا الأمر؛ ففي بداية حياة موسى النبي ذُكِرَ أنه قتل جنديًا مصريًا، ولكن لأنه لم يكن ناضجًا مرّ بفترة سماحية، لأنّ بلا شك قتل إنسانٍ هو خطية.

 ظهر الرب لموسى في العليقة وتكلم معه ولم يذكره بهذه الخطية ولم يقل له: “تُبْ عنها قبل أن تكلمني لأني إلهٌ بارٌ ونقيٌ ولا يصح أنْ تكلمني وفى عنقك دمٌ وخطيةٌ”، لم يحدث ذلك، فالرب لم يقم بذكر هذا الأمر أثناء حديثه مع موسى النبي ولم يحسب هذا الأمر وذلك لأن موسى عندما فعل هذه الخطية لم يكن ناضجًا، فالأمر إذًا ليس بالنوايا الحسنة وإنما حقيقة الأمر هي معايير ومبادئ يتعامل بها الله مع جميع الناس دون محاباة ولابد أن تعرفها.

 ربما تكون فترة السماحية انتهت بالنسبة لك بينما أنت لا تعلم، ففي قصة موسى النبي عندما تعامل بصورة خاطئة مع الصخرة وضربها بدلًا مِن أن يكلمها كما أمره الرب، تكلم إليه الرب قائلاً له: “لن تدخل أرض الموعد لأنك نزعت نفسك منها أي منعت نفسك منها لأنك لم تكرمني أمام الشعب لأنك لم تفعل ما أمرتك به”.

“خُذِ الْعَصَا وَاجْمَعِ الْجَمَاعَةَ أَنْتَ وَهَارُونُ أَخُوكَ، وَكَلِّمَا الصَّخْرَةَ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ أَنْ تُعْطِيَ مَاءَهَا، فَتُخْرِجُ لَهُمْ مَاءً مِنَ الصَّخْرَةِ وَتَسْقِي الْجَمَاعَةَ وَمَوَاشِيَهُمْ». فَأَخَذَ مُوسَى الْعَصَا مِنْ أَمَامِ الرَّبِّ كَمَا أَمَرَهُ، وَجَمَعَ مُوسَى وَهَارُونُ الْجُمْهُورَ أَمَامَ الصَّخْرَةِ، فَقَالَ لَهُمُ: «اسْمَعُوا أَيُّهَا الْمَرَدَةُ، أَمِنْ هذِهِ الصَّخْرَةِ نُخْرِجُ لَكُمْ مَاءً؟». وَرَفَعَ مُوسَى يَدَهُ وَضَرَبَ الصَّخْرَةَ بِعَصَاهُ مَرَّتَيْنِ، فَخَرَجَ مَاءٌ غَزِيرٌ، فَشَرِبَتِ الْجَمَاعَةُ وَمَوَاشِيهَا. فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمَا لَمْ تُؤْمِنَا بِي حَتَّى تُقَدِّسَانِي أَمَامَ أَعْيُنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لِذلِكَ لاَ تُدْخِلاَنِ هذِهِ الْجَمَاعَةَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا.” (عدد 20: 8-12).

 خرج الماء مِن الصخرة لكن رغم حدوث المعجزة إلا أن الرب له رؤية مختلفة ومعايير أخرى، فالصخرة كانت رمزًا ليسوع؛ وَجَمِيعَهُمْ شَرِبُوا شَرَابًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَابِعَتِهِمْ، وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ.”(1 كورنثوس 10: 4)، لذلك لا تُضرَب الصخرة مرتين لأن يسوع لا يُصلَب مرتين، ولأن موسى النبي كان ناضجًا في هذه المرة فحُسبَت عليه، بالتالي توجد فترة سماحية يعطيها الرب للإنسان لكى يتدرب فيها على السلوك بالكلمة إلا أنه وللأسف يوجد بعض الناس يعطون أنفسهم رخصة للتفاوت روحيًا ويضيعون فترة السماحية التي كان مِن المفترض أن يتعلموا ويتدربوا فيها .

 

  • ثالثًا: عدم فَهْم القوة الداخلية:

 عدم معرفة الروح القدس والمبادئ الكتابية تجعلك ترى الروح القدس كشخص خامل وتجعلك تجهل ما صنعه الرب لأجلك ولا تستطيع الاستمتاع به. كثيرًا ما تسمع عن احتياجك لنعمة لتحقيق أمرٍ ما، لكن لابد أن تفهم أن الكتاب المقدس لا يتكلم الكلمة بصورة عشوائية ولكن كل كلمة لها معنى وقصد، فعندما ذكر قصة باراباس أثناء الصلب ووقف بيلاطس وقال لليهود: “أأطلق لكم يسوع أم باراباس؟”

 تَذْكُر المراجع أن باراباس كان اسمه يسوع، لكن الذين كتبوا الأناجيل رفضوا أنْ يدعوه يسوع لأن هذا الاسم كان يعنى في هذا الوقت المُخلِّص الذي يخلص بالقوة والضرب، لذلك عرض بيلاطس على اليهود: “أأطلق لكم يسوع هذا المخلص مِن الخطية أم يسوع هذا المخلص القوى جسمانيًا الذي يخلص اليهود مِن الرومان بالقوة والضرب؟” كان اليهود في احتياج لمُخلِّصٍ يخلصهم مِن الرومان، إذًا ما أريد قوله إنّ هناك تشابه في الألفاظ ولكنها مختلفة في المعنى والتعريف.

 بنفس هذا المُنطلَق، عدم فهمك للروح القدس وقوته وتأثيره على حياتك وعدم فهمك للنعمة يجعلك مثلك مثل العبد الذى لا يمتلك شيئًا، فالوارث الجاهل لا يختلف عن العبد كما قال الكتاب؛ “وَإِنَّمَا أَقُولُ: مَا دَامَ الْوَارِثُ قَاصِرًا لاَ يَفْرِقُ شَيْئًا عَنِ الْعَبْدِ، مَعَ كَوْنِهِ صَاحِبَ الْجَمِيعِ.” (غلاطية 4: 1).

 

☆ كيف تزيد النعمة في حياة الشخص؟

 يسعى الجميع إلى ذلك، لكن واقعًا توجد طريقة أساسية ويليها الطريقة الثانوية التي هي عبر الصلوات ووضع الأيدي والتي هي مُقدَّرة جدًا ولكنها ليست الطريقة الأساسية؛ لِتَكْثُرْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلاَمُ بِمَعْرِفَةِ اللهِ وَيَسُوعَ رَبِّنَا.” (2 بطرس 1: 2).

 تَكثُر النعمة والسلام عن طريق معرفة الكلمة. هناك ثلاثة أشياء لابد أن تضعهم في ذهنك لأنه مِن هنا يسقط أو يقوم كثيرون. قيل عن يسوع إنه وُضِعَ لقيام وسقوط كثيرين. كان الرب يسوع مِن وجهة نظر أُناسٍ رائعًا لكنه كان لآخرين حجر سقوط. يوجد مَن ينسحب مِن هذا الأمر اعتقادًا مِنه أنّ معرفة الرب ستفتح عليه طاقاتٍ وأرواحًا شريرةً وهذا سببه تعاليم خاطئة عن الأرواح الشريرة.

 يخبرنا الكتاب المقدس في هوشع: “قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ.” (هوشع 4: 6) بمعنى غالب أو مغلوب، أي إنك إنْ لم تعرف الكلمة ستهلك وتضيع، وفي بعض الترجمات تأتي: “طُحِنوا وعانوا مِن عدم المعرفة”. لابد أنْ تعرف أنّ عدم المعرفة وحده دون عمل خطية هو في حد ذاته خطية وطاقة شيطانية ستهاجمك، لكن عندما تعرف الكلمة ستحظى بالنعمة والسلام.

 يحدث في البداية بعض المناوشات لأن إبليس يرتعب مِن الشخص الذي لديه المعرفة بالكلمة، ولكنك عندما تزداد في المعرفة بشغف ستنمو سريعًا في النعمة والسلام وسيكون نموك أسرع مِن مخططات إبليس، فهو ليس مُستعِدًا وجاهزًا طوال الوقت. يخبرنا الكتاب المقدس أنّ إبليس ترك يسوع إلى حينٍ، إذّا هو لا يعرف أنْ يرتب الأمور.

 يستدعي إبليس الأرواح التي تراقبك منذ يوم ولادتك وهي ما يطلق عليها “أرواح العرافة” لكي يأخذ مِنهم تقريرًا عنك؛ ماذا يضايقك وماذا تحب أو تكره، ثم يبدأ في التخطيط لماذا سيفعل تجاهك ليجربك به، فإنْ كنت تنمو سريعًا في المعرفة الكتابية وتحافظ على ثباتك لن يجد إبليس وطأةَ قدمٍ ليدخل بها في حياتك. هللويا.

 هناك بعض الأخطاء العقائدية، مثلًا؛ تُعتبَر قصة السائح المسيحي مِن أحد الكتب الرائعة التي قرأتها في المرحلة الإعدادية وصنع معي فرقًا كبيرًا، ففيه ترى الشخص المسيحي يعيش ويحيا حياته في صورةِ قصٍة ويواجه مغريات، وهناك أوقات يسقط فيها ثم يقوم وبعدها يسقط ويقع في يأسٍ ثم يتحرر ويفرح إلى أنْ استفاق ورأى المدينة، فعلى قدر الاستنارة تقدر أنْ ترى.

 حياتك هي رحلةٌ، ماذا تفعل فيها؟ هل تفعل الشيء الصحيح؟ هل إبليس مُطمئن عليك لأنك لا تقترب مِن الكلمة؟ هذه كارثة، عليك أنْ تعرف الكلمة وتنمو في المعرفة وتدخل المعركة حتى ولو جُرِحْتَ فهذا أشرف لك مِن أنْ تصير مغلوبًا دون أي أدنى مقاومة مِنك. كفّ عن الإيمان بهذا المبدأ الخاطئ الذي ينص على؛ إنك إنْ اقتربْتَ مِن الربِ ستُضرَب مِن الأرواح الشريرة.

 وقعَتْ حادثةٌ لأحدِ الأشخاصِ وذهب أصدقائه لزيارته والاطمئنان عليه، فقال له أحدهم: أنت الآن تُكسَر؛ بمعنى أنّ الإناء لابد مِن كسره لكي يخرج مِنه الذهب. يوجد اعتقادات بأنّ الشخصَ المسيحي مثل الإناء المملوء بالذهبِ ولابد مِن كسر هذا الإناء لُيخرج الذهبَ أو النورَ الذي بداخله.

 ظهرَتْ بعض الترانيم التي تؤيد هذا المبدأ مثل ترنيمة (اكسرنا ونورنا بنورك) فصار لدى هؤلاء الأشخاص الذين يعتقدون هذه المعتقدات الخاطئة الخوف مِن الاقترابِ للربِ لأنه لو اقترب سيُكسَر، فيُفضِل الشخص الابتعاد عن الرب وهو لا يعلم إنه مُحتضَنٌ مِن إبليس أو هو بالأحرى بداخل فم إبليس الذي يقول عنه الكتاب إنه “.. إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ” (1 بطرس 5: 8).

 كما ذُكِرَ في الرسالة الثانية إلى تيموثاوس عن هؤلاء مَن هم تحت أيوب إبليس؛ “فَيَسْتَفِيقُوا مِنْ فَخِّ إِبْلِيسَ إِذْ قَدِ اقْتَنَصَهُمْ لإِرَادَتِهِ” (2 تيموثاوس 2: 26)، وإرادته هنا تعود على الرب أي لكي يعودوا لإرادةِ الربِ، فيبدأ إبليس يعمل على المقاومين لأنفسهم لأنهم مُقتنَصين بالفعل.

 تخيل معي أسدًا اقتنص حيوانًا وبدأ يستفرد به، يوجد الكثيُر مِن الناس الذين يضعون هذه الأعذار لحياتهم مُعتقدِين أنه كلما اشتعل الشخص روحيًا ازدادت مشاكله، الحقيقة إنه لو حدث ذلك فهذا يعني أنك غير مُلتزِمٍ بنظامٍ في حياتِك لأن إبليس يرتعبُ مِن النظامِ. لابد أنْ تضع الربَ أولًا حتى ولو ظهر لك إبليس لابد أن تكون الكلمة أولاً وهذه هي التقوى والالتصاق والحميمية دون مقابلٍ، يمكنك مراجعة سلسلة العظات الخاصة بالتقوى.

☆ لنضع ثلاثةَ أشياءٍ مهمين جدًا في ترتيبٍ:

أولًا: المعرفة.

ثانيًا: الأفعال.

ثالثًا: النعمة.

 هذا هو الترتيب الطبيعي والصحيح؛ المعرفة ثم الأعمال ثم النعمة لأنه إنْ كان بطرس الرسول يقول: لِتَكْثُرْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلاَمُ بِمَعْرِفَةِ اللهِ وَيَسُوعَ رَبِّنَا.” (2 بطرس 1: 2) المعرفةُ بدونِ أعمالٍ تساوي إيمانًا ميتًا، لذلك يجب أنْ أسلك بالمعرفة. يعتقد بعض الناس أنّ الربَ يعطي نعمةً أولًا، ثم ثانيًا أتحرك وأدرس الكلمة وتأتي المعرفة ثالثًا، لكن هذا المعتقد غيرُ صحيحٍ وغيرُ كتابيٍّ.

 

 تأتي المعرفةُ الكتابيةُ أولًا ثم الأفعال المبنية على تلك المعرفة ثانيًا، وتأتي نعمة الله فتُظهر قوته التي بداخلي. قد يسأل أحٌد؛ وماذا عن الشهية المفقودة تجاه الكلمة؟ سأجيبك صراحةً إنها أكذوبةٌ رُوِجَ لها وللآسف صُدِقَتْ!

 

☆ أكذوبة فقدان الشهية للكلمة:

 ربما تجد تعليمًا عن كيف تواجه تلك الشهية المفقودة نحو الكلمة، ولكن كعنوان فقط، إنما التشخيص الواقعي لهذه الحالة ليست شهية مفقودة، حتى طبيًا إنْ اشتكى شخصٌ ما مِن فقدان شهيته، يبدأ الطبيب بفحص السبب الحقيقي لأن فقدان الشهية ليس أمرًا طبيعيًا، هكذا أيضًا فالسبب الرئيسي لفقدان الشهية الروحية هو الجهل الُمتعمَّد لضرورةِ الكلمةِ.

 دعنا نعطي مثالاً: تخيّل معي إنك رجعت مِن عملك مُرهَقًا جدًا وجلسْتَ على الكرسي وفجأةً قيل لك: “هناك حريقٌ في البيت”، وقتها ستجد قوةً ظهرَتْ في جسدِك للانتفاض والحفاظ على حياتك، مِن أين جاءت هذه القوة؟ لأنه يوجد معلومة لديك وهى أنْ أحفظ حياتي، فأصبح لديك شهية أنْ تقومَ وتجري رغم إنك كُنْتَ مُتعَبًا، مِن هنا نرى أن أمر الشهية هي أكاذيب رُوِج لها وصُدِقَتْ.

 ربما يدّعي شخصٌ أنّ ليس لديه شهيةٌ بسبب ضيق الوقت، ورغم ذلك تجده يقضي وقتًا طويلًا في استعمال وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهدة الأفلام والأخبار والخروج مع الأصدقاء، وعندما تواجهه بذلك وتحاصره يبدأ يكتشف أنه لديه الوقت لدراسة الكلمة ويستطيع أيضًا أنْ يجد الوقت، إنْ أُصِيب بمرضٍ، للذهاب للطبيب، وعندما تواجهه بهذه الحقيقة يقول إنه ليس لديه الشهية. إنها الأكذوبة والجهل المُتعمَد بضرورة الكلمة أو تجاهل الأمر عن عمدٍ لأنه لم يرَ ضرورة الكلمة في إنها المُنقِذ لحياته.

 الكلمة هي الحياة فالكتاب المقدس يقول: “لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ.” (متى 4: 4). قد يقع الشخص داخل أكاذيب ويبررها لدى نفسه بأنه فاقد الشهية تجاه الكلمة وأنه محتاجٌ لنعمةٍ مِن الربِ ليقرأ الكلمة أو يطلب الصلاة مِن أجله حتى ينتبه في دراسة الكلمة ولا يخور.

 يخبرنا الكتابُ المُقدَّسُ قائلاً: “مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ، وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ.” (متى 11: 12)، تَذَكَّر إنك تسيرُ عكس التيار فَمِن الطبيعي أنْ تجد مقاومةً. ربما تسألُ؛ لماذا كانت الأمور سهلةً في بداية قبولي ليسوع ولم تكن هناك صعوبة في دراسة الكلمة؟ سأجيبك قائلاً: “عندما كنت طفلًا كانوا يضعون الطعام في فمك، لكن بعدما كبرت بدأت تُطعِم نفسك بنفسك وهذا هو الطبيعي وهو علامةٌ جيدةٌ على نضوجك”.

 

مرحلة الطفولة الروحية:

 هناك مرحلة مِن الطفولة الروحية والتي فيها يحملك الروح القدس لكن بعد فترةٍ يدربك أن تفعلها أنتَ بنفسِك لأنه وضع فيك القوة على فِعْلها، أنت قادرٌ على مواجهة الحياة، وليس هذا لأنّ الروح القدس تغيّر تجاهك.

 يدللُ بعضُ الآباءِ أبنائهم، فيبدأ الابن المعتاد على التدليل بتطبيق ذلك مع الرب مِمّا وَلَّدَ أفكارًا لدى هؤلاء الأشخاص بأنّ الرب سيدللني أيضًا. بالتأكيد يوجد جزءٌ مِن التدليل للأطفال ولكن هناك أيضًا مبادئ حينما تُزرَع داخل الأشخاص فهي ستُشكّل خطرًا عليهم وعلى حياتهم إنْ تمادوا في هذه الحالة. يعلمنا الكتاب المقدس عن الحياة المسيحية والتعامل بطريقة سليمة وليس أنْ تكرر الأخطاء التي رأيتها في حياتك أو في حياة الآخرين.

 كنت أعرفُ أحدَ الأشخاصِ الذي قضى حياته كلها في الخطية وعاش إلى سن السبعين، وأعرف آخر كان يذهب إلى بيت الرب ورغم ذلك عاش إلى سن الأربعين فقط، وهنا تولّدت لدي أسئلة؛ لماذا مات المؤمن في سن الأربعين والخاطئ في السبعين؟! سؤال مِثل هذه الأسئلة ليس بخاطئٍ لأنها ليست للحكم على الناس بل لفهم المبادئ الكتابية، فالشخص الذى كان يذهب للكنيسة كان مُفترضًا أن يُطعَم الكلمة كي يحيا عُمرًا طويلًا، فقد قال الرب للكتبة والفريسيين: “وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ” (متى 23: 13).

 ربما تتساءل: لماذا عاش الشرير طويلًا؟ يوجد الكثيرُ مِن الأشياء أنتَ لا تعلمها، مِن الممكن أنْ يكون هناك مَن كان يتشفعون مِن أجله، وقد يكون أُعطِيت لهذا الشخص فرصٌ كثيرةٌ بسبب أعمال حسنة يقوم بها وأنت لا تعلم قلبه، ربما يكون مِن توبة إلى خطية ومن خطية إلى توبة وأنت لا تعلم، لذا يُعطَى له فرصٌ واكن سيأتي الوقت ويمتلئ كأسُ غضبه، وربما توجد زوايا أخرى أنت لا تعلمها. أيضًا مِن الممكن أنْ يكون الشخص البار هذا رفض العيش طويلاً بسبب مرضٍ ما أو آلام، لأن هذا هو إيمانه…إلخ.

 

☆ عقلية الشعب اليهودي والمعجزات:

 ستسألني لماذا شُفِي المفلوج وأصحابه هم الذين حملوه على أجنحة إيمانهم؟ أنت تحتاج أن تفهم خلفية هذا الشعب اليهودي الذي ترعرع على أن هذا الإله صانع معجزات. لقد وجد هذا الشعب مشاكل مع موسى النبي في المعجزات لمدة أربعين سنة بسبب عقلية العبودية التي تأثر بها في مصر، وكانت المعجزات تحدث بصورة دائمة لدرجة إنه قيل أنّ الجبل ارتفع عن الأرض عندما ظهر رب المجد عليه وحدثت بروقٌ ورعودٌ، وتوجد ألفاظ في العبرية تعني أنهم كانوا تحت الجبل، فالرب دعا شعبه أن ينزلوا تحت الجبل ليقابلوه فرأوا أمورًا خارقة للطبيعي؛ رأوا جبلًا عظيمًا يرتفع أمام عيونهم.

 اعتاد الشعب اليهودي على المعجزات فَهُمْ لديهم العقلية والتفكير عن هذا الإله أنه إلهٌ صانعُ معجزاتٍ وأمورٍ خارقة للطبيعي، مما جعل يسوع يصنع المعجزات بكل سهولة وأيضًا لأن يوحنا المعمدان هيأ الطريق أمام الرب.

 نذكر أيضًا جيل موسى وجيل يشوع، فجيل موسى كان دائمًا مُعانِدًا وكان يرى أنّ المعجزاتِ شيءٌ صعبٌ ومستحيلٌ لدرجة أنهم كانوا يستغربون نزول المن (الذي يعني ما هذا؟) وذلك بسبب فترة العبودية وفكر العبودية التي اعتاد عليها هذا الجيل والتي تعبت موسى في التعامل معهم وأيضًا لم ترضي الرب.

 بعد انتهاء هذا الجيل دخل يشوع النبي على جيل جديد ترعرع في المعجزات فقط ولم يمر بفترة العبودية، مثل تجديد الذهن بالنسبة لك الآن بأن تضع الأفكار الصحيحة عن الرب فترى المعجزات تحدث بطريقة سريعة. رأى جيل يشوع معجزات فقط، فدخل يشوع على تعب موسى. ربما يظهر أمامك أنّ موسى قليل الحروب والتحديات لكن واقعًا موسى النبي هو مَن أسس يشوع.

 أحيانًا تنتظر أن يعطيك الرب نعمةً لكي تقدر أن تدرس الكلمة، إنما الحقيقة هي أنك غير مُقتنِعٍ بأهمية الكلمة في حياتك وأنها ليست أمرًا ضروريًا وتوجد لديك أمورٌ أخرى لها الأهمية بالنسبة لك، والعلاج الحقيقي لهذا الأمر أن تفهم وتدرك أهمية الكلمة فالاهتمام بها يساوي الاهتمام بيسوع شخصيًا لأن يسوع هو الكلمة.

 

  • رابعًا: عدم فَهْم الروح والنفس والجسد:

 أشجعك بقراءة المقال الخاص بالتعليم عن “الروح والنفس والجسد

أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ، 23وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ، 24وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ. 25لِذلِكَ اطْرَحُوا عَنْكُمُ الْكَذِبَ، وَتَكَلَّمُوا بِالصِّدْقِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ قَرِيبِهِ، لأَنَّنَا بَعْضَنَا أَعْضَاءُ الْبَعْضِ. 26اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ، 27وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَانًا. 28لاَ يَسْرِقِ السَّارِقُ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يَتْعَبُ عَامِلاً الصَّالِحَ بِيَدَيْهِ، لِيَكُونَ لَهُ أَنْ يُعْطِيَ مَنْ لَهُ احْتِيَاجٌ. 29لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ. 30وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ. 31لِيُرْفَعْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ. 32وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ.” (أفسس 4: 22-32).

 يسلك الإنسان العتيق الفاسد بحسب حواسه الخمس أو حسب الشهوات التي تغري الشخص ببريقها الباطل. “وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ” أي اعكسوا طريقة التفكير. الذهن ليس له روح وبعد البحث في اللغة اليونانية وُجِدَ إنها تعنى؛ اجعل روحك تجدد ذهنك. توجد قوة في روحك تنطلق عندما يسلك ذهنك بطريقة تفكير صحيحة.

 تزداد وتكثر النعمة على حياتك كلما ازدادت المعرفة بالكلمة، وعليك أن تستمر في المعرفة والازدياد والنمو في النعمة ولا تصدق الأقاويل المُنتشِرة عن موضوع الشهية فهذه أكاذيب روج لها كما سبق إيضاح ذلك، فهذه ليست مبادئ كتابية سواء في العهد الجديد أو في رسائل بولس أو بطرس أو يوحنا، وذكر ذلك الرسول بطرس بقوله “الْحَقِّ الْحَاضِرِ(2 بطرس 1: 12)، يوجد حقٌّ خاص بهذا الزمن يختلف عن الحق في زمن العهد القديم.

 اختلف الأمر تمامًا بعد قيامة يسوع، فنحن مقيمون في النعمة وعلينا فقط أن ندرك ذلك ونسلك فيها بالإيمان، فعندما تعرف أن روحك المولودة ثانيةً لديها القوة أن تجدد ذهنك، وإنّ النفس التي هي الفِكْر والعاطفة والإرادة والجسد يحتاجون إلى سيطرة، بالفعل قُمْتُ بشرح هذا بشكلٍ مُستَفيض في عظات “خلاص نفوسكم“.

 

 كيف تتم السيطرة؟ دعنا نضرب مثلاً ليتضح الأمر؛ عندما يقود الإنسان سيارة يحتاج إلى الديركسيون لكي يتحكم فيها، هكذا الروح البشرية هي الإنسان (فالإنسان كائن روحي) والدريكسيون هو النفس البشرية والجسد هو السيارة، فالعبرة إذًا هي بالإنسان وليس بالديركسيون أو السيارة.

 الحل هو أنْ تُعطَى معلومات ومبادئ كتابية صحيحة لروحك وينتج عن ذلك قيادة صحيحة لنفسك وجسدك. وبدلاً مِن انتظار الرب ليتدخل ويعطى نعمةً، واقعًا هو أعطاك ما يكفيك للتعامل مع حياتك هنا على الأرض يبقى أن تكتشف وتدرك وتزداد وتنمو في المعرفة الكتابية التي ينتج عنها زيادة النعمة والسلام في حياتك.

 

 تبدأ روحك الإنسانية المولودة ثانيةً أنْ تتكلم الكلمة مع النفس البشرية، وقد يوجد بالنفس بعض الأفكار التي تحتاج أن تُستبدَل بالكلمة، وهذا تفعله أنتَ عن عمدٍ ولا تنتظرُ أحدًا يفعله لك ولا تنتظر حدوثه تلقائيًا مع مرور الوقت بل لابد أنْ تتعمد فِعله.

 هناك بعض الأشخاص الذين قبلوا يسوع ربًا على حياتهم أكثر مِن ثلاثين سنة ولم يجددوا أذهانهم بالكلمة عن عمد، فيصيروا مثل الأشخاص العاديين الذين لم يقبلوا يسوع ربًا على حياتهم، بل ويتحولوا إلى أُناسٍ مُعاقيين روحيًا.

 

 توجد مرحلة تقوم فيها روحك بتجديد ذهنك، فهذه القوة التي بداخل روحك هي قوة الخلق التي هي قوة الله شخصيًا، فهي التي أقامت الموتى وهي التي تستطيع السيطرة على نفسك وجسدك. أنت تحتاج فقط إلى معلومات كتابية تستبدل بها المعلومات الخاطئة الموجودة لدى النفس البشرية.

 هذه المعلومات العالمية الخاطئة الموجودة لدى النفس البشرية هي التي تعطل عمل الديركسيون إن صَحّ التعبير، وعندما تستبدلها بالكلمة والمعرفة الكتابية تبدأ النفس البشرية تتحرك، فتبدأ تسيطر على جسدك وتقوده بكل سلاسة.

 

يتكلم الرسول بولس في الشاهد السابق وفي العدد التاسع والعشرين عن أشياء جديدة لم تكن تحدث قديمًا، فالنعمة التي كانت تطلبها الناس، أنت الآن تعطيها؛ لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ”.

 إن لم تستفِد بما فعله الرب إذًا أنت لا تحيا الحياة المسيحية الرسمية الإلهية بالطريقة التي وضعها الرب وبذلك فأنت تضع نفسك خارج الرب تدريجيًا.

 

 

  • خامسًا: التوقف عن تعليم الكلمة والعظات بحجة أنّ الإنسان شبع واكتفى:

 “لقد شبع الإنسان مِن تعليم الكلمة”، “قدم للناس محبةً وكُف عن وعظهم”، وعبارات مثل هذ كثيرة ارتفع صوتها في الآونة الأخيرة، وعندما يتحدث شخصٌ عن مشاكله لأحد الخدام ويبدأ الخادم بتذكيره بالكلمة فيرفض الشخص سماع الكلمة وهو لا يعلم أن ما يفعله هو استعلان للأرواح الشريرة التي تقوده، مُعتقِدًا أنه عندما يفعل ذلك سيأتي الرب ويرده عندما يبتعد مُستنِدًا على قول المزمور: “يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ”(مزمور 23: 3)، بينما الحقيقة هي إنه لدى مرحلة معينة إن لم ترفض الارتداد عندها لن يردك الرب.

 يخبرنا الكتاب المقدس قائلاً: “تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ” (رومية 12: 2)، فالكلمة هي الحل في أي موقف؛ في وقت مناسب أو غير مناسب، هذا ما قاله الرسول بولس لتيموثاوس؛ “..اعْكُفْ عَلَى ذلِكَ فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ” (2 تيموثاوس4: 2). عندما تبعد عن الانتباه للكلمة فأنت تضع نفسك ضد الرب شخصيًا.

 

 نجد الكتاب المقدس يخبرنا؛ “إِلَى الشَّرِيعَةِ وَإِلَى الشَّهَادَةِ. إِنْ لَمْ يَقُولُوا مِثْلَ هذَا الْقَوْلِ فَلَيْسَ لَهُمْ فَجْرٌ”(إشعياء 8: 20)، بمعنى إنه إنْ لم يلتفتوا للكلمة لن يخرج عليهم فجر أو لن يكون لهم نور أو استنارة.

 الكلمة هي النور وتستحق كل قبول والرسول بولس تكلم عن هذا الأمر؛ 9صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ وَمُسْتَحِقَّةٌ كُلَّ قُبُول. 10لأَنَّنَا لِهذَا نَتْعَبُ وَنُعَيَّرُ، لأَنَّنَا قَدْ أَلْقَيْنَا رَجَاءَنَا عَلَى اللهِ الْحَيِّ، الَّذِي هُوَ مُخَلِّصُ جَمِيعِ النَّاسِ، وَلاَ سِيَّمَا الْمُؤْمِنِينَ. 11أَوْصِ بِهذَا وَعَلِّمْ.”(1 تيموثاوس 4: 9-11)، أي إنّ الكلمة تستحق أن تُقبَل في كل وقتٍ مهما كان ما تشعر به أو ما تمر به مِن ظروف إيجابية أو سلبية، فالكلمة هي العلاج الوحيد لأي شيء ولأي موقف وفى أي وقت تستحق كل قبول.

 

  • سادسًا: سيردني الرب إنْ ابتعدت.

 لدى الرب قواعد ومبادئ للتعامل مع الإنسان، نعم الرب يتغاضى عن أزمنة الجهل وذلك في مرحلة الطفولة الروحية، لكن ماذا لو أراد شخصٌ أنْ يظل طفلاً روحيًا لكي يعيش في أطول وقت ممكن من مرحلة السماحية ويظل محمولاً على ذراع الروح القدس؟ هذه حماقة! لأنك ستتحول إلى معاق روحيًا.

 

 هذه الفترة من السماحية مُحدَدة بوقتٍ معينٍ وبذلك فهي محسوبة عليك سواء نضجت روحيًا أم بقيت طفلًا غيرَ ناضجٍ، هي فترة تُحسَب عليك في ملكوت الله لأنك مِن المفترض أنْ تكبر، ولن تقف مملكة الظلمة في هذه الحالة مكتوفة الأيدي بل ستبدأ بالهجوم عليك.

 أبسط مثالٍ على ذلك ما جاء في قصة الابن الضال المشهورة لدى الجميع؛ فالأب الذي يرمز إلى الرب لم يمسك بيد الابن ليمنعه عن تنفيذ قراره ولكنه قسّم له الميراث كما طلب، والابن هو الذي تعب وعانى وكان سيهلك جوعًا حسب قوله وندم ورجع إلى أبيه.

 تتكلم هذه القصة واقعًا عن شعب إسرائيل وليس عن الخطاة، لكن يصح أن نستنتج منها مبدأً كتابيًا وهو أنّ الله يقبل الخطاة، ففي هذه القصة وإنْ كان واقعًا يتكلم عن شعب إسرائيل، فالرب لم يسعَ وراء ابنه الضال ولم يرسل إليه أحدًا لكي يرجعه لأن هذا الابن يعلم جيدًا مَن هو الأب وكان مِن المفترض أنْ يسلك بطريقةٍ صحيحةٍ طبقًا للمبادئ الإلهية.

 لم يحاول الأب في هذه القصة استرجاع ابنه الضال بل فقط انتظر رجوعه وعودته لأن هذا الابن في مستوى مِن النضوج وعليه أن يعود بنفسه وبقراره. فلنكف إذًا عن هذه الأعذار المُعيقة للحياة المسيحية. يخبرنا الكتاب المقدس؛ “صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ وَمُسْتَحِقَّةٌ كُلَّ قُبُول.” (1 تيموثاوس 1: 15).

 استقبل الكلمة في حياتك بكل سلاسة ولا تعتمد على أنّ الرب سيردك إنْ ابتعدت أو سيكلمك عن طريق أحد الأشخاص أو سيظهر لك في حلمٍ أو رؤيا.

 ما فعله الرب في مرحلة الطفولة الروحية وفى مرحلة السماحية مِن طرق ووسائل ليردك إليه لن يتكرر بعد انتهاء فترة السماحية.

 لا تعتمد على هذه الأمور معتقدًا تكرارها لأنها كانت مرحلة استثنائية في مراحل نضوجك الروحي، والغرض أو الهدف منها كان لنموك الروحي لذا اعتبر كل يوم من أيام حياتك فرصة لتنمو روحيًا، مثل الوجبات الغذائية التي تأكلها لنمو جسدك يوميًا ولا يصح إنقاصها أو الإهمال فيها حتى لا يضعف جسدك، هكذا أيضًا النمو الروحي والحياة المسيحية تحتاج إلى الكلمة.

 

  • سابعًا: يستخدم الله الألم والمشاكل والظروف الصعبة لتعليم المؤمنين دروسًا.

“أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ. 2كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ. 3أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ. 4اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ.” (يوحنا 15: 1-4).

 مِن الأسباب الرئيسية التي أعاقت المؤمنين اعتقادهم أنّ الله يستخدم الألم والمشاكل لتعليمهم دروسًا، أنتم الآن أنقياء بسبب الكلام وليس لأني أصبتكم بشيء. كان التلاميذ يتشاجرون دائمًا على مَن هو الأعظم فيهم، ورغم ذلك لم يصيبهم يسوع بمرضٍ أو مشكلةٍ بل قال لهم أنتم أنقياء بسبب الكلام الذي كلمتكم به، فالرب ينقى بالكلمة وليس بالمشاكل.

 كل حدث يحدث في حياتك قد يكون سببه قرارات أُخِذَت خطأ بسبب عدم المعرفة الكتابية أو ربما يكون سببها إبليس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فالله صالح حرفيًا؛ “أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ إِذَا سَأَلَهُ ابْنُهُ خُبْزًا، يُعْطِيهِ حَجَرًا؟ وَإِنْ سَأَلَهُ سَمَكَةً، يُعْطِيهِ حَيَّةً؟ فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ.” (متى 7: 9-11).

 إذًا فالبيضة هي البيضة وليست العقرب، مَن منكم يطلب منه ابنه خبزًا، فيعطيه حجرًا؟ بالتالي إذا كان هذا معيار الصلاح بالمَثل الذى ضربه الرب وبالمفهوم الذى لدينا عن كلمة صالح، إذًا الله صالح ولا يجرِب بالشرور كما إنه لا يعلم دروسًا بالمرض والمشاكل والظروف السيئة، حتى في قصص العهد القديم كان لكِل قصةٍ سببٌ ولكن في النهاية الرب لا يصنع سلبيات لأنه إلهٌ صالحٌ.

 هنا يأتي السؤال؛ كيف ينقينا الرب؟ يقول الرب في هذا الشاهد: أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ” وفى تيموثاوس الثانية يقول: “كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ” (2 تيموثاوس 3: 16)، أي إنّ كلمة الله صالحة للتعليم وللتأديب وللتقويم وبالتالي نستنتج مِن ذلك أنّ الله يعلم ويؤدب ويقوّم بالكلمة وليس بالمشاكل والأمراض كما يعتقد الكثيرون.

 

▪︎ ما معنى أن يصير يسوع ربًا على حياتك؟

 لو لم تفهم معنى أنْ يصير يسوع ربًا على حياتك، اعلم جيدًا إنه يوجد لديك مشكلة في التعليم عن الحياة المسيحية. مِن الطبيعي أنك لا تدرك ذلك عندما أخذت هذه الخطوة، مثل الطفل الذي لا يعلم أنه وُلِدَ طبيعيًا، لأنك عندما تمر بهذه المرحلة “الميلاد الثاني” تعتمد على قيادة أحد الأشخاص أو قيادة كتابٍ، وعندما تقول إنّ يسوع صار ربًا على حياتك تكون غير مُدرِكًا لمعناها، لكن المشكلة هي عندما تنضج روحيًا وأنت لازالت لا تدركها.

 

1فَإِنِّي لَسْتُ أُرِيدُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْهَلُوا أَنَّ آبَاءَنَا جَمِيعَهُمْ كَانُوا تَحْتَ السَّحَابَةِ، وَجَمِيعَهُمُ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ، 2وَجَمِيعَهُمُ اعْتَمَدُوا لِمُوسَى فِي السَّحَابَةِ وَفِي الْبَحْرِ، 3وَجَمِيعَهُمْ أَكَلُوا طَعَامًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، 4وَجَمِيعَهُمْ شَرِبُوا شَرَابًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَابِعَتِهِمْ، وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ. 5لكِنْ بِأَكْثَرِهِمْ لَمْ يُسَرَّ اللهُ، لأَنَّهُمْ طُرِحُوا فِي الْقَفْرِ. 6وَهذِهِ الأُمُورُ حَدَثَتْ مِثَالاً لَنَا، حَتَّى لاَ نَكُونَ نَحْنُ مُشْتَهِينَ شُرُورًا كَمَا اشْتَهَى أُولئِكَ. 7فَلاَ تَكُونُوا عَبَدَةَ أَوْثَانٍ كَمَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْهُمْ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «جَلَسَ الشَّعْبُ لِلأَكْلِ وَالشُّرْبِ، ثُمَّ قَامُوا لِلَّعِبِ» 8وَلاَ نَزْنِ كَمَا زَنَى أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَسَقَطَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا. 9وَلاَ نُجَرِّبِ الْمَسِيحَ كَمَا جَرَّبَ أَيْضًا أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَأَهْلَكَتْهُمُ الْحَيَّاتُ. 10وَلاَ تَتَذَمَّرُوا كَمَا تَذَمَّرَ أَيْضًا أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَأَهْلَكَهُمُ الْمُهْلِكُ. 11فَهذِهِ الأُمُورُ جَمِيعُهَا أَصَابَتْهُمْ مِثَالاً، وَكُتِبَتْ لإِنْذَارِنَا نَحْنُ الَّذِينَ انْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ الدُّهُورِ. 12إِذًا مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ، فَلْيَنْظُرْ أَنْ لاَ يَسْقُطَ. 13لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ. وَلكِنَّ اللهَ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا. 14لِذلِكَ يَا أَحِبَّائِي اهْرُبُوا مِنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ.” (1 كورنثوس 10: 1-14).

 

 اجتاز الشعب تحت الروح القدس والمعمودية أي قبلوا يسوع بلغة اليوم وعُمِدوا في المياه، معمودية المياه هي إعلانٌ خارجيٌّ عمّا حدث في خروجك مِن العالم، قبولك يسوع بالطبع هو خروجك مِن العالم وأنت الآن تحيا فيه، لذلك يجب أن تكون روحك هي القائد على نفسك وجسدك، فإن لم تعطِها السلطان للقيادة فالجسد هو الذي سيأخذ الصدارة في القيادة.

 حدث التعميد هنا بالتغطيس وليس بالرش لأن الكتاب يوضح ذلك، ففي الأصل اليوناني تعني وضع الشيء بالكامل في المياه. كان اليهود يؤمنون بشريعة الاغتسال، وكل ما يختص بالاغتسال كان عن طريق الرش، لكن عندما ظهر يوحنا المعمدان لُقِبَ بالمعمدان لأنه فعل طريقة جديدة للاغتسال وهي عن طريق التغطيس وليس بالرش.

 يتبين في هذا الشاهد الكتابي كم كانت يد الروح القدس قوية مع اليهود، ورغم ذلك في ذات الشاهد الكتابي يقول: لكِنْ بِأَكْثَرِهِمْ لَمْ يُسَرَّ اللهُ، لأَنَّهُمْ طُرِحُوا فِي الْقَفْرِ”، فالجسد في حد ذاته ليس له طبيعة شريرة ولكنه عندما يُترَك دون قيادة ويفعل كل ما يريده هنا يتحول إلى شرٍّ، وهذا غير مفهومٍ لدى الكثيرين بسب الشاهد الكتابي الوارد ذكره في (رومية 6) والآية المشهورة التي تقول عبارة (جسد الخطية) فاعتقدوا أن عبارة جسد الخطية تعني الإنسان العتيق، لكن ماذا عن الرب يسوع فهو قد اُعْطِيَ نفسًا وجسدًا مثل الذي لك ولكن طبيعته الروحية كانت طبيعة الله.

 بالرجوع إلى عبارة “فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ.” (كولوسي 1: 22) نستنتج أنّ الرب يسوع كان لديه نفسٌ وجسدٌ أيضًا، بالتالي ليست المشكلة في الجسد ذاته إنما المشكلة في إتباع شهوات الجسد؛ “وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ.” (يعقوب 1: 14)، لكن عندما تسيطر على جسدك عن طريق روحك ولا تتبع شهواته تنتهي المشكلة، فمن الطبيعي أن يتحرك الجسد وراء شهواته إنْ لم يتم توجيهه والسيطرة عليه، مثل السيارة تحتاج لقائد يقودها ويوجهها للاتجاهات الصحيحة وإلا ستُصطدَم بما يقابلها وتقع الحوادث.

 كان الرسول بولس في هذا الشاهد يصحّح هذه الكنيسة لأنها كانت مليئة بالمشاكل والجسديات فكان يحذرهم، لذلك أدعوك أن تثور على حياتك الروحية وأن تشك في نفسك إنْ كنت تجهل هذه الأمور لأن ثقتك في رأيك ستكون سبب مشكلتك لاعتقادك بصحة رأيك فبالتالي لن تهتم برأي الآخرين. في هذا الشاهد الكتابي يقول: رغم إنهم خرجوا بيدٍ قديرةٍ وأكلوا طعامًا واحدًا روحيًا وشربوا شرابًا واحدًا روحيًا لكن بأكثرهم لم يسر الرب لأنهم طُرحوا في القفر.

 

5ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَل، وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِرًا بِهَا. 6فَجَاءَ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ. فَقَالَ لَهُ ذَاكَ: «يَا سَيِّدُ، أَنْتَ تَغْسِلُ رِجْلَيَّ!» 7أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ، وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ». 8قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «لَنْ تَغْسِلَ رِجْلَيَّ أَبَدًا!» أَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ لاَ أَغْسِلُكَ فَلَيْسَ لَكَ مَعِي نَصِيبٌ». 9قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا سَيِّدُ، لَيْسَ رِجْلَيَّ فَقَطْ بَلْ أَيْضًا يَدَيَّ وَرَأْسِي». 10قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الَّذِي قَدِ اغْتَسَلَ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ إِلاَّ إِلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ، بَلْ هُوَ طَاهِرٌ كُلُّهُ. وَأَنْتُمْ طَاهِرُونَ وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ». 11لأَنَّهُ عَرَفَ مُسَلِّمَهُ، لِذلِكَ قَالَ: «لَسْتُمْ كُلُّكُمْ طَاهِرِينَ».” (يوحنا 13: 5-11).

 أنْ يكون يسوع ربًا على حياتك هو أنْ تتفق على رأيه ومبادئه، وأن ما يقوله هو ما يجب أنْ تقتنع به، وليس أنْ تمتلك نفسك فأنت لم تعد مِلْكًا لنفسك فهو قد اشتراك وأنت باختيارك وقّعْتَ على هذا الاتفاق ووافقت على الخضوع له. كم مِن المرات التي اقتنعت فيها بالمبادئ العلمية التي تخص الطبيعة والفضاء والفلك والكيمياء والفيزياء والجسد والأمراض والصحة والمبادئ المحاسبية في عملك وتمسكت بها ولم تأخذ رأي الرب في هذا الأمر!

 بهذه الطريقة أنت لم تجعل يسوع ربًا على حياتك ونتيجة لذلك تضعف وترتد إلى الهلاك. في هذا الشاهد الكتابي كان يسوع المسيح يغسل أرجل التلاميذ فقال له بطرس: “يَا سَيِّدُ، أَنْتَ تَغْسِلُ رِجْلَيَّ! أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ، وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ، قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «لَنْ تَغْسِلَ رِجْلَيَّ أَبَدًا!» أَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ لاَ أَغْسِلُكَ فَلَيْسَ لَكَ مَعِي نَصِيبٌ.” (يوحنا 13: 6-8).

 لماذا كانت كلمات الرب يسوع شديدة مع بطرس رغم أن بطرس لم يكن يعلم ما وراء ذلك بدليل أنّ الرب يسوع قال له: لست تعلم الآن ما أنا أصنع! رغم ذلك لم يعطِه الرب عذرًا. كان رفض بطرس لما يصنعه الرب هو عبارة عن عدم اقتناع برأي الرب فيما يصنعه فلم يجعل يسوع ربًا على حياته حتى ولو كان فعلها بحسن النية، ورغم أن بطرس لم يرفض يسوع كَرَبٍّ على حياته وأنه المسيا المنتظر ولم يرتد ارتدادًا واضحًا، لكن برفضه لرأى يسوع في الموقف هو ارتدّ ارتدادًا جزئيًا، لذلك قال له الرب يسوع: “إن كنت لا أغسلك فليس لك معي نصيب”، بمعنى إنه سيهلك.

 أن يكون يسوع ربًا على حياتك هو أن يكون ربًا على أفكارك ومبادئك وأن يشكّل في شخصيتك، فلو أنك لازلت تتضايق وتتعثر مِن الآخرين بسبب أعمالهم، وتكره أو تفضل أناسًا عن غيرهم، اعلم جيدًا إنك لم تضع يسوع ربًا على حياتك في تلك الزاوية.

 وجد باستور كريس أحد الأشخاص حزينًا بسبب عدم زيارة أحد مِن خدام الكنيسة له أثناء غيابه عن الكنيسة فقال له بتعجب: هل لازلت تتضايق مِن ذلك، هذا المستوى للأطفال وليس لك! لا تكن كذلك بل اجعل الروح القدس يعمل فيك وفى شخصيتك وفى عملك وفى كل أمور حياتك.

 إن كنت لا تتكلم كلمته، اعلم أن هذا بسبب عدم امتلائك بالكلمة وأنه لا يوجد سيطرة لها على ذهنك وعلى قلبك، إذًا الحل هو الامتلاء بكلمته وجعله سيدًا على كل حياتك وربًا على جميع أمورك وعلى كرامتك فأنت ليس مسئولًا أن تحميها لأنها لم تعد ملكك.

 

▪︎ معيار الرب لأنْ تصير تلميذًا:

إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كَلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ.” (يوحنا 15: 7).

“فَقَالَ يَسُوعُ لِلْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ: «إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تَلاَمِيذِي، 32وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ»” (يوحنا 8: 31).

 يستخدم الرب عملة الكلمة للمعيار عن إن كان هذا الشخص تلميذه أم لا، وهذا الشاهد الكتابي يرد على جميع الاعتقادات التي ظهرت والتي تدّعي بأنك غير مُحتاجٍ لدراسة الكلمة، لكن أهم شيءٍ هو أنْ تكون مولودًا ميلادًا ثانيًا وتوجد علاقة وانسياب للمسحة في حياتك، إلى أنْ يُصدم هذا الشخص عاجلًا أو آجلًا لأنّ الكلمة لم تُزرَع فيه، وهذا الشاهد يوضح أن الحقيقة تجعلكم أحرارًا وليس تحرركم، والفرق بينهما هو كلمة “تجعلكم” أي إنك حرٌ ويبقى لك أن تدرك.

 

26فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِاخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطَايَا، 27بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ نَارٍ عَتِيدَةٍ أَنْ تَأْكُلَ الْمُضَادِّينَ. 28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ. 29فَكَمْ عِقَابًا أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقًّا مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِسًا، وَازْدَرَى بِرُوحِ النِّعْمَةِ؟ 30فَإِنَّنَا نَعْرِفُ الَّذِي قَالَ: «لِيَ الانْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي، يَقُولُ الرَّبُّ». وَأَيْضًا: «الرَّبُّ يَدِينُ شَعْبَهُ». 31مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ!” (عبرانيين 10: 26-31).

 يتكلم هذا الشاهد الكتابي عن الارتداد للهلاك وقضاء الله النهائي الذي يقول عنه: مخيف هو الوقوع بين يدى الرب، وهذا لمن وضع نفسه في معسكر العدو، ليس المقصود بالقضاء ما يحدث مِن أحداث في العالم. توجد أقضية صغيرة تنفيذها داخلي، ستجد اليهود يفسرون بعض الأحداث على أن الله هو الذي فعلها ولكن الحقيقة إنّه ليس الله، لكن يوجد البعض الذين استناروا في أنّ ذلك حصادٌ لِمَا قد زُرِعَ مِن أفعالٍ وليس أن الرب فعلها، فبالتالي يوجد ارتداد للهلاك وتوجد مسئولية عليك يجب أنْ تفهمها.

 

“أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً. 24اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كَلاَمِي. وَالْكَلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 25بِهذَا كَلَّمْتُكُمْ وَأَنَا عِنْدَكُمْ. 26وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.” (يوحنا 14: 23-26).

 

 لا يوجد معيار لمحبة الرب إلا بفهم كلامه شخصيًا، لذلك قال كلامي وليس الكلمة، وذلك عن طريق فهم العهد الجديد والذي به ستفهم العهد القديم. لن تقدر أن تفهم المزامير أو أي شيء في العهد القديم إلا عندما تفهم العهد الجديد، لن تكبر روحيًا إنْ لم تفهم العهد الجديد. كلمة يحفظ كلامي في هذا الشاهد ليس معناها أنْ يرددها، إنما بمعنى يفهمها ويسلك بها.

 

وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ. 16إِذًا نَحْنُ مِنَ الآنَ لاَ نَعْرِفُ أَحَدًا حَسَبَ الْجَسَدِ. وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لكِنِ الآنَ لاَ نَعْرِفُهُ بَعْدُ. 17إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا.” (2 كورنثوس 5: 15-17).

 لا تعِش لنفسك بل ليسوع. لا تحيا لمبادئك. يجب العمل على النفس البشرية لاستبدال الأفكار والمبادئ والعادات لتصحيح الشخصية وأن تسيطر الكلمة عليك وتنتبه لها.

 “إِنْ رَأَى أَحَدٌ أَخَاهُ يُخْطِئُ خَطِيَّةً لَيْسَتْ لِلْمَوْتِ، يَطْلُبُ، فَيُعْطِيهِ حَيَاةً لِلَّذِينَ يُخْطِئُونَ لَيْسَ لِلْمَوْتِ. تُوجَدُ خَطِيَّةٌ لِلْمَوْتِ. لَيْسَ لأَجْلِ هذِهِ أَقُولُ أَنْ يُطْلَبَ. 17كُلُّ إِثْمٍ هُوَ خَطِيَّةٌ، وَتُوجَدُ خَطِيَّةٌ لَيْسَتْ لِلْمَوْتِ. 18نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ. 19نَعْلَمُ أَنَّنَا نَحْنُ مِنَ اللهِ، وَالْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ.” (1يوحنا 5: 16-19).

 توجد خطايا ولكن هناك آثامًا وهي الخطايا العمدية. خطية الارتداد للهلاك ليست هي فقط التجديف على الروح القدس، فإن استنار الشخصُ في حقٍّ كتابيٍّ ولم يقُم بدوره فهو في طريقه للارتداد للهلاك. (ارجع للوقا 12).

 

1لِذلِكَ وَنَحْنُ تَارِكُونَ كَلاَمَ بَدَاءَةِ الْمَسِيحِ، لِنَتَقَدَّمْ إِلَى الْكَمَالِ، غَيْرَ وَاضِعِينَ أَيْضًا أَسَاسَ التَّوْبَةِ مِنَ الأَعْمَالِ الْمَيِّتَةِ، وَالإِيمَانِ بِاللهِ، 2تَعْلِيمَ الْمَعْمُودِيَّاتِ، وَوَضْعَ الأَيَادِي، قِيَامَةَ الأَمْوَاتِ، وَالدَّيْنُونَةَ الأَبَدِيَّةَ، 3وَهذَا سَنَفْعَلُهُ إِنْ أَذِنَ اللهُ. 4لأَنَّ الَّذِينَ اسْتُنِيرُوا مَرَّةً، وَذَاقُوا الْمَوْهِبَةَ السَّمَاوِيَّةَ وَصَارُوا شُرَكَاءَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، 5وَذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الصَّالِحَةَ وَقُوَّاتِ الدَّهْرِ الآتِي، 6وَسَقَطُوا، لاَ يُمْكِنُ تَجْدِيدُهُمْ أَيْضًا لِلتَّوْبَةِ، إِذْ هُمْ يَصْلِبُونَ لأَنْفُسِهِمُ ابْنَ اللهِ ثَانِيَةً وَيُشَهِّرُونَهُ. 7لأَنَّ أَرْضًا قَدْ شَرِبَتِ الْمَطَرَ الآتِيَ عَلَيْهَا مِرَارًا كَثِيرَةً، وَأَنْتَجَتْ عُشْبًا صَالِحًا لِلَّذِينَ فُلِحَتْ مِنْ أَجْلِهِمْ، تَنَالُ بَرَكَةً مِنَ اللهِ. 8وَلكِنْ إِنْ أَخْرَجَتْ شَوْكًا وَحَسَكًا، فَهِيَ مَرْفُوضَةٌ وَقَرِيبَةٌ مِنَ اللَّعْنَةِ، الَّتِي نِهَايَتُهَا لِلْحَرِيقِ.” (عبرانيين 6: 1-8).

 يتكلم الرسول بولس في هذا الشاهد الكتابي إلى العبرانيين، حيث إنه سبق وعلّمهم عن أساسيات ومبادئ الكلمة وكان مِن المُفترض أنْ يكونوا قد نموا ونضجوا في هذه المرحلة، فيقول لهم الرسول بولس: “أنتم قد صرتم ثقيلي المسامع وغير قادرين على فهم كلامي رغم إنكم أخذتم أساسيات ومبادئ الكلمة وكان يجب أن تنضجوا فيها، فهل أنتم محتاجين أن نعيد تعليم المبادئ وأساسيات الكلمة مرة أخرى الذي سبق وشرحناه؟”

 لفظ “ذَاقُوا” في هذا الشاهد الكتابي هو ذات اللفظ المُستخدَم في عبارة “لِكَيْ يَذُوقَ بِنِعْمَةِ اللهِ الْمَوْتَ لأَجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ.” (العبرانيين ٢: ٩)، يقول البعض إنّ لفظ “ذاقوا” المذكور في الرسالة إلى العبرانيين لا يعني إنهم أكلوا، إنْ كان بالفعل هذا صحيحًا إذًا يسوع أيضًا لم يمُتْ حيث ذُكِرَ عنه إنه ذاق الموت، إنما كلمة “ذاقوا” في هذا الشاهد الكتابي تعني رأوا روعته.

 “إِذْ هُمْ يَصْلِبُونَ لأَنْفُسِهِمُ ابْنَ اللهِ ثَانِيَةً وَيُشَهِّرُونَهُ”، ليس معناها أن الرب يسوع حزن منهم إنما تعنى أن هذا الأمر سيتطلب موت الرب يسوع ثانيةً وهذا لن يحدث، ومِن هنا يبدأ بعض الأشخاص في رفض هذا الكلام مُبرِرينه وهم يقولون: “هل لو أخطأ ابنك ستطرده ولن تغفر له أبدًا؟” سبق وأوضحنا ذلك في قصة الابن الضال عندما طلب الابن الأصغر ميراثه مِن أبيه فأعطاه طلبه ولم يحاول منعه عن قراره ولم يرسل له أحدًا حتى يرجعه، نعم ليست هذه حالة ارتداد للهلاك لكن لو استمر هذا الابن بعيدًا عن أبيه ومات على حالته لكان ارتد وهلك.

 ليس الارتداد للهلاك هو فقط أنْ تجدف على الروح القدس أو أنْ تقول يسوع ليس ربًا، لكنه رفض أن يكون يسوع ربًا على حياتك في المبادئ والطرق والأفكار. تذكر عندما غسل الرب يسوع أرجل التلاميذ قال لبطرس عندما رفض ذلك بحسن نية: “ليس لك نصيب معي”، ولم ينظر الرب إلى دوافع بطرس النقية لأنه كان مِن المفترض أن يتفق بطرس على رأي الرب، فالرب يتعامل بمنطلق أنك لديك ثقة في رأيه حتى لو لم تكن فاهمًا الآن ستفهم فيما بعد.

 يضع الكثيرون مبادئ العالم كطريقة لحياتهم، ويظل الرب يطرق الباب فيعتاد الشخص على صوت الرب ويرفضه وهو لا يعلم أنه يبتعد إلى أن يصل لمرحلة يقول فيها لا لربوبية يسوع على حياته. تأتي هذه المرحلة تدريجيًا فكلما ترفض صوت الرب أنت تتدرب إلى أن تصل لمرحلة الرفض. يقول الرب ليس أحدٌ يقول كلامًا ضدي سريعًا (مرقس 39:9)، بمعنى أن ذلك يأخذ وقتًا أي تدريجيًا.

 تعني جملة يسوع ربًا على حياتك؛ أن يكون أولًا ربًا وسيدًا على روحك وهذا بالميلاد الثاني، ثم ربًا وسيدًا على نفسك وجسدك وأن تتفق معه على خططه ومبادئه وإرادته فيما يخص الأرض والإنسان وما يريده لك. لا يهتم بعض الناس بكل ذلك فقط يريدون معرفة كيف يصلون، إنما يهتم الرب بجميع الأمور.

 لنعطِ مثلاً؛ إنْ جاء ابنٌ وقال لأبيه: “أنا لا يهمني أن أنجح في دراستي بل يهمني علاقتي معك فقط”، سيجيبه أبيه: “يا بني أنا أريد النجاح والعلاقة”. يوجد وهمٌ لدى بعض الناس حيث يريدون إصلاح علاقتهم مع الله، والحقيقة أن علاقة الله مع الإنسان اُصلِحَت بخلاص يسوع يبقى أن تقبل هذا الخلاص بالميلاد الثاني ولا تسلك بمشاعرك وإحساسك بالإدانة فأنت في علاقة مع الرب.

 الاعتمادية على الرب كَرَد فعل أولي في المواقف معناه أنّ يسوع ربٌ على حياتك ومشاعرك. يتعامل الكثير مِن الناس مع العلاقات العاطفية برخصٍ واستتفاه وهم لا يعلمون أنّ هذا هو الزنى الروحي، وسبب هذا هو عدم الارتباط بالرب وبمبادئه. يأتي هذا بسبب ما تعلمناه؛ إنه طالما قبلت خلاص يسوع فأنت ضامنٌ الذهاب للسماء، ولم نستمع إلى تعليم عن ماذا بعد قبول يسوع ربًا على حياتي.

 إنها حياة يستمر فيها يسوع سيدًا على حياتك ومبادئك وعلى عينيك وقلبك وتخيلاتك ووقتك ودوافعك. سيكون هذا الأمر صادمًا للبعض لأنهم لم يعتادوا على التصحيح ولكن هذا هو الحق. إنْ انتشر مرضٌ وجعل جميع الناس عاجزين عن المشي على أرجلهم وأنت الوحيد الذي لم تصاب بهذا المرض، فهل عدد الناس غير القادرين على المشي على أرجلهم يجعلهم هم على صواب وأنت خطأ! بذات المنطلق راقب نفسك هل أنت تتعامل مع جميع جوانب حياتك بأن يسوع ربًا على حياتك أم لا.

 لابد مِن فهم أنّ أبوية الآب على حياتك تعنى أنْ يكون هو ملجأك. اسأل نفسك: ماذا عن رد فعلك عندما تستلم رسالة أو مكالمة تحتوي على خبر مزعج أو مشكلة؟ لو كان رد فعلك كما قالت الكلمة بسبب حضورها في ذهنك وإنك سترجع باختبار قوي في هذا الأمر لأنك أعظم مِن منتصر فأنت في المكان الصحيح، أما لو كان رد فعلك هو اللجوء إلى فلان أو أنْ تقلق وتدخل في حالة مِن الحزن والهم، إن كنت تفعل ذلك فأنت لم تجعل يسوع ربًا على حياتك وعلى ظروفك.

 ربما تقول هو ربٌ على حياتي لكني مُحتفِظٌ ببعض الأمور لي، هل يقبل الله هذا بعدما أعطاك القوة التي تحيا بها هذه الحياة! لا تقل إنك غير قادرٍ، هذا غير صحيح فأنت قادر لأنه أعطاك القدرة. قد تكون ليس لديك معرفة أو لديك المعرفة ولكنك لا تطبقها، يخبرنا بولس الرسول أنّ هذه الأمور كُتِبَتْ لإنذارنا فيجب أن نستيقظ ولا نزدري بروح النعمة.

 

 ▪︎ كن حذرًا في العلاقات:

 يخبرنا الكتاب المقدس أنّ العلاقات كافية أنْ تبعدك عن الرب وتجعلك ترتد وتهلك، وهذا الارتداد لا يحدث في لحظة لكنه مُتدرِجٌ وكل خطوة هي طوبة تُبنَى فيه فلا تستهِن بهذا. يظن البعض أنه ضامن السماء فيعيش حياة عادية على الأرض مثل أهل العالم، لكن الرب ينذرك، فكون يسوع ربًا وسيدًا على حياتك يعني أن تمتلئ بروحه.

 إنْ كنت لازلت ترى الناس كأشخاص عاديين، يوجد خطأ في طريقة تفكيرك يجب أن تراهم مُرشَحين أنْ يصيروا هياكل للروح القدس وليسوا عاديين، سيجعلك هذا تتوقف عن التفكير والنظر إلى الناس بمقدار قليل، فثمن كل واحدٍ بما فيهم أعدائك هو ثمن يسوع، وحتى المُزدرَى بهم مِن آخرين سواء عن طريق الصحف أو الأخبار مفترض أن تراهم مرشحين لقبول يسوع وأنْ يصيروا هياكل للروح القدس.

 أنْ تمتلئ بالروح القدس أي إنّ؛ الروح القدس يُرَى مِن خلالك ويتكلم مِن خلالك ويملأ كيانك ويجعلك تقيِّم المواقف بصورة صحيحة وأن تفعل مشيئته وإرادته وتسلك كما يريد وتخضع للنظام الكنسي الذي هو واضعه، وأعلم أنّ أي شيء تعانده فيه وترفضه سيكون مثلك مثل بطرس في مثال غسل الرب يسوع لأرجل التلاميذ، سيكون رفضًا ومعاندةً للرب شخصيًا حتى وإنْ كان تصرفك بدوافع نقية وبحسن نية.

 سلوكك بهذا المنطلق بأن تجعل يسوع ربًا على حياتك سيصحح مِن شخصيتك إنْ كنت شخصية انتقادية، فروسية يسوع على حياتي نتيجتها ألا أدين أحدًا.

 انظر إلى صموئيل الذي كان يقوم بدورٍ بسيطٍ جدًا في بيت الرب وهو أنْ يقص الشمعدان الذي هو المنارة وينظف بعض الأشياء، كما إنه كان يرى أولاد عالي الكاهن وهم يفعلون أمورًا سلبية في بيت الرب فقد كانوا يسرقون مِن الذبيحة ويزنون في بيت الرب ويحكمون بين الناس بالباطل. كان صموئيل النبي يرى ذلك ولا يتدخل أو ينتقد أو يدين أحدًا مِنهم، بل كان يقوم بدوره فقط في بيت الرب.

 فَكِّر في الرب فقط ولا تقُل عن البعض: “أنا أعرف معلومات تنتهي بهم إلى السجن أو أنا أعرف معلومات تفضحهم أمام الناس”. كفاك مِن كل هذا وفَكِّر في الرب فقط، لا تتكلم عن رجال الله حتى لو أخطأوا، لديهم مَن هو يعلوهم؛ راعي نفوسنا وأسقفها. مِن حقك أنْ تقول لدي بعض الأفكار والاستفسارات عن هذا وليس أكثر مِن ذلك.

 

▪︎ أن تعمل أعمال الله هو أنْ تفعل مشيئة الله:

4إِذًا يَا إِخْوَتِي أَنْتُمْ أَيْضًا قَدْ مُتُّمْ لِلنَّامُوسِ بِجَسَدِ الْمَسِيحِ، لِكَيْ تَصِيرُوا لآخَرَ، لِلَّذِي قَدْ أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لِنُثْمِرَ ِللهِ. 5لأَنَّهُ لَمَّا كُنَّا فِي الْجَسَدِ كَانَتْ أَهْوَاءُ الْخَطَايَا الَّتِي بِالنَّامُوسِ تَعْمَلُ فِي أَعْضَائِنَا، لِكَيْ نُثْمِرَ لِلْمَوْتِ. 6وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ تَحَرَّرْنَا مِنَ النَّامُوسِ، إِذْ مَاتَ الَّذِي كُنَّا مُمْسَكِينَ فِيهِ، حَتَّى نَعْبُدَ بِجِدَّةِ الرُّوحِ لاَ بِعِتْقِ الْحَرْفِ.” (رومية 7: 4).

 

 مَن مِنا يقيس حياته على هذه الآيات؟ مَن منكم يسأل نفسه أأنا أثمر لله أم لا؟ هل أنا أخرجت طبيعة الله التي في داخلي في هذا الموقف أم لا؟

 أحزن عندما أرى مؤمنين لديهم طبيعة الله في داخلهم ويتصرفون في المواقف مثلهم مثل أهل العالم معتبرين أنّ هذا هو التصرف الصحيح في الموقف، وهذا لأنهم خرجوا مِن أسرة تربي أبنائها على ذلك أو بسبب ما رأوه في الشارع أو في المدارس ولم يجدوا مَن يصححهم. قد يكون الراعي لم يصححك أو ربما يكون قام بتصحيحك وأنت لم تصغِ. هل ما زلت تتكلم مثل أهل العالم؟ هل أخرجت طبيعة الله في الموقف؟ هل غلبت الموقف؟

 سلوكك بالطبيعة الإلهية التي في داخلك لا يمنع أن تستكشف الأمور وتصحح بعض الأمور ولكن لا يصح أن تتشاجر وتنطق عبارات جارحة وتنطق الشتائم باستساغة كأنها شيء بسيط، لا يجب أن تكون الكنيسة على هذه الوضعية. يسوع رب على حياتك معناها أن كلماتك مثل كلمات يسوع وأفكارك هي أفكاره، وأن تقول أنا لدي وقت للرب وليس لدي وقت للعالم. اعلم جيدًا عندما تقول ليس لدي وقت للرب فأنت بذلك تقتل وقتك.

 يسوع ربٌ وسيدٌ على حياتك معناها أنك تسير بخطة الله على حياتك. هل تقرر أن تهاجر أم لا؟ هل تفكر في الهجرة لأجل المال أم لا؟ هل أنت تستشير وتأخذ برأي من يرعاك عندما تأخذ قرارًا مصيريًا أم لا؟

 ستوضح الإجابة هنا إن كان يسوع ربًا وسيدًا على خطة حياتك أم لا. يجب أن يكون هناك مَن يرعاك، ومن الطبيعي ألا تسافر خارج بلدك لإصلاح وضعك المالي، فيمكنك أن تنجز المعجزة المادية هنا في بلدك، لأن ذات الأرواح الشريرة التي معك هنا ستصاحبك في أي مكان تذهب إليه، يمكنك الرجوع لعظات “كيف تكون ناجحًا ومُثمِرًا ففي الأرض“.

 هناك مَن هاجروا وتغيّرت أحوالهم المالية وازدهروا بعدما كانوا يعانون من الفقر وأصبحوا من الأثرياء، كل طريق له قواعد وقوانين ومبادئ يختلف بها عن الآخر وليست الأمور نصيب كما يعتقد الكثيرون، بل هي مبادئ تُتْبَع فعندما تسلك بمبادئ الازدهار الإلهي ستنجح وإنْ لم تسلك بها فآجلًا أو عاجلًا ستفشل، هذا هو المقياس، فأي شيء مبني على غير الكلمة سينهار. هذا هو ما يخبرنا به الكتاب عن خطة الله لحياتك؛

“لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا.” (أفسس 2: 10).

“وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ.” (رومية 12: 2).

 

▪︎ أن يكون يسوع ربًا وسيدًا على حياتك هو أن تجعله سيدًا على مادياتك:

 ليست العشور والتقدمات ثقلًا على القلب ولا استقطاع وكسر لقيمة مرتبك أو دخلك، إنما هي إدخال الله على حياتك وربوبية يسوع على مادياتك.

 

1وَلَمَّا أَكْمَلَ أَقْوَالَهُ كُلَّهَا فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ دَخَلَ كَفْرَنَاحُومَ. 2وَكَانَ عَبْدٌ لِقَائِدِ مِئَةٍ، مَرِيضًا مُشْرِفًا عَلَى الْمَوْتِ، وَكَانَ عَزِيزًا عِنْدَهُ. 3فَلَمَّا سَمِعَ عَنْ يَسُوعَ، أَرْسَلَ إِلَيْهِ شُيُوخَ الْيَهُودِ يَسْأَلُهُ أَنْ يَأْتِيَ وَيَشْفِيَ عَبْدَهُ. 4فَلَمَّا جَاءُوا إِلَى يَسُوعَ طَلَبُوا إِلَيْهِ بِاجْتِهَادٍ قَائِلِينَ: «إِنَّهُ مُسْتَحِق أَنْ يُفْعَلَ لَهُ هذَا، 5لأَنَّهُ يُحِبُّ أُمَّتَنَا، وَهُوَ بَنَى لَنَا الْمَجْمَعَ». 6فَذَهَبَ يَسُوعُ مَعَهُمْ.” (لوقا 7: 1-6).

 المجمع هو عبارة عن فرع للهيكل يجتمع فيه اليهود ولكن لا تُقدَم فيه ذبائح، وعندما تكلم الرب وقال: “أبنى كنيستي”، ظنوا أن الرب سيبني مجمعًا، إنما واقعًا كان الرب يتكلم عن كيان المؤمنين. كان قائد المئة هذا مُحبًا للرب عن طريق مادياته مما جعل الرب يسوع يتحرك له، فهذا الشخص وَقَّعَ على معجزته منذ زمنٍ، وعندما جاء وقت الاحتياج لديه وجدها.

 يستهين بعض الناس بأمر العشور والتقدمات ويعتبرونها أمرًا عاديًا، لكن الرب شخصيًا قال هاتوا العشور وجربوني بمعنى استبدلوا معي؛ فهذا قانون روحي؛ هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ، وَجَرِّبُونِي بِهذَا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ كُوَى السَّمَاوَاتِ، وَأَفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تُوسَعَ.” (ملاخي 3: 10). يمكنك الاستفاضة في التعليم عن الازدهار مِن خلال العظات والمقالات الموجودة بموقع خدمتنا.

 

“وَقَالَ الرَّبُّ لِهَارُونَ: «وَهأَنَذَا قَدْ أَعْطَيْتُكَ حِرَاسَةَ رَفَائِعِي، مَعَ جَمِيعِ أَقْدَاسِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَكَ أَعْطَيْتُهَا، حَقَّ الْمَسْحَةِ وَلِبَنِيكَ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً.” (عدد 18: 8).

 “رَفَائِعِي” تعني مرتفعة، أي إنّ الرب جعل بني إسرائيل يعطون هارون الرفائع مقابل أنْ يأخذوا مِن المسحة التي على حياته، وهذا ما يقوله الرسول بولس في رسالة فيلبي؛ “لأنكم شركائي”. عطائك يجعل الروح القدس يتدخل في حياتك، ولكن يوجد مَن يهتم بهذا فقط، يوجد جيل تربى على إعطاء الأهمية فقط للعطور والتقدمات وإهمال حياتهم الروحية، وهذا خاطئ، فيجب أنْ نهتم بهذا ولا نترك ذاك.

 تقديم العشور هو أحد العناصر في الحياة المسيحية التي فيها يكون الرب سيدًا على مادياتك لكنه ليس بديلًا عن باقي عناصر الحياة المسيحية. يحرص بعض الناس جيدًا على أمر العشور، لكني أقول لك كما تحرص على عشورك احرص على حياتك مع الرب أيضًا. يعتقد البعض أن العشور ضريبة يدفعونها خوفًا مِن الرب وليس حبًا فيه، إن كنت تفعلها حبًا للرب فيجب عليك أن تفعلها بالطريقة التي يقول عليها الرب في كلمته أي تفهم فكر الرب وأن تصير الكلمة هي أفكارك وأن تأكلها وهذا هو تجديد الذهن؛ أن تستبدل أفكارك العادية البشرية بأفكار إلهية.

3أَشْكُرُ إِلهِي عِنْدَ كُلِّ ذِكْرِي إِيَّاكُمْ 4دَائِمًا فِي كُلِّ أَدْعِيَتِي، مُقَدِّمًا الطَّلْبَةَ لأَجْلِ جَمِيعِكُمْ بِفَرَحٍ، 5لِسَبَبِ مُشَارَكَتِكُمْ فِي الإِنْجِيلِ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ إِلَى الآنَ. 6وَاثِقًا بِهذَا عَيْنِهِ أَنَّ الَّذِي ابْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلاً صَالِحًا يُكَمِّلُ إِلَى يَوْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 7كَمَا يَحِقُّ لِي أَنْ أَفْتَكِرَ هذَا مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ، لأَنِّي حَافِظُكُمْ فِي قَلْبِي، فِي وُثُقِي، وَفِي الْمُحَامَاةِ عَنِ الإِنْجِيلِ وَتَثْبِيتِهِ، أَنْتُمُ الَّذِينَ جَمِيعُكُمْ شُرَكَائِي فِي النِّعْمَةِ. 8فَإِنَّ اللهَ شَاهِدٌ لِي كَيْفَ أَشْتَاقُ إِلَى جَمِيعِكُمْ فِي أَحْشَاءِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 9وَهذَا أُصَلِّيهِ: أَنْ تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُمْ أَيْضًا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ فِي الْمَعْرِفَةِ وَفِي كُلِّ فَهْمٍ، 10حَتَّى تُمَيِّزُوا الأُمُورَ الْمُتَخَالِفَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا مُخْلِصِينَ وَبِلاَ عَثْرَةٍ إِلَى يَوْمِ الْمَسِيحِ، 11مَمْلُوئِينَ مِنْ ثَمَرِ الْبِرِّ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِمَجْدِ اللهِ وَحَمْدِهِ.” (فيلبي 1: 3-11).

 

“وَاثِقًا بِهذَا عَيْنِهِ أَنَّ الَّذِي ابْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلاً صَالِحًا يُكَمِّلُ”، وثق الرسول بولس بذلك بسبب مشاركة أهل فيلبى له بالعطاء حيث إنهم بعطائهم هذا يشتركون في المسحة التي على بولس الرسول، لذلك قال: “فَيَمْلأُ إِلهِي كُلَّ احْتِيَاجِكُمْ.” (فيلبي 4: 19)، ولم يقل ليملأ “الله” كل احتياجكم، لكنه قال “إلهي” بمنطلق المسحة التي على حياته التي جعلوا أنفسهم شركاء فيها عبر العطاء، فهذا هو حق المسحة.

 يجوز لك أن تعطي التقدمات لأناس كالفقراء والمحتاجين، بينما تذهب العشور كاملةً للكنيسة ولا يجوز أن يدّعم بها الفقراء والمحتاجين. كان اليهود يعشروا ثلاث مرات، العشر الأول لبيت الرب أما الثاني والثالث يجوز أن يقدم إلى اتجاهات عديدة بما فيهم بيت الرب، لذلك تختلف العشور عن التقدمات، وبتقديم العشور والتقدمات أنت تجعل الرب يتسيد على أموالك مِن خلال العطاء المادي.

 

▪︎ أن يكون يسوع ربًا على حياتك معناها أن تصير كلماتك هي كلماته:

“وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَابًا يَوْمَ الدِّينِ. 37لأَنَّكَ بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ.” (متى 12: 36).

 يتوقع الرب أن تتكلم الكلمة، فكل كلمة بطالة؛ أي كل مرة تستهزئ بالكلمة وتخفف منها، أنت تخففها مِن حياتك.

 

▪︎ أنْ يكون يسوع ربًا وسيدًا على حياتك هو أن تجعله ربًا وسيدًا في علاقاتك:

 يمكن للعلاقات السلبية أنْ تؤذيك، أشجعك على الرجوع لسلسلة عظات التعليم الخاص بالعلاقات. احفظ نظرتك لرجال الله ونظرتك للخدام، فيقول بولس الرسول: “هَادِمِينَ ظُنُونًا وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ”(2 كورنثوس 10: 5) يتكلم هنا عن الأفكار تجاه الخدام وربطها بكل الأشياء التي ترتفع ضد معرفة الله رغم أن هذه ضد الخدام، فحينما تدرس النَص تجده يتكلم عن الأفكار التي ضدهم كخدام، وهي أيضًا تصلح لكل الأمور في حياتك.

 توضح لنا (كورنثوس الثانية 6) عن العلاقات وإنها عبارة عن أخذ وعطاء، وفي عظات العلاقات أوضحنا إنك عندما تفتح قلبك تنال شيئًا مِن الشخص الذي أنت في علاقة معه. إنْ كنت مُحاطًا بأناسٍ وتفتح قلبك لهم ستفاجأ بأن الكلمة خفتت مِن حياتك ولم تعد بنفس القوة لأنك أُصبِتَ من الأرواح التي على حياتهم وشربت مِن العصارة التي في داخلهم، وهنا تتساءل ماذا حدث لي؟!

 حينما لا يكون لديك النور ومعرفة الكلمة في موضوع العلاقات، تصبح غير قادر على ربط الأحداث ولا تعلم أنك انجرفت وراء الأرواح الشريرة التي تكلم عنها بولس الرسول في (كورنثوس الأولى 10) وأوضح كيف تكون شريكًا للشياطين لو أكلت ما ذُبِحَ لهدفٍ شريرٍ. هذه هي الحياة المسيحية أن تجعل يسوع ربًا على كل أمور حياتك. حبك للرب هو عبارة عن معيار، فكرامتك لم تعُد ملكك.

 “مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ” (غلاطية 2: 20)، أي ما أحياه أنا بولس الرسول أحياه كخليقة جديدة، لم تعُد حياتي ولا مبادئي ملكي بل أحيا حياة مسيحية بأنّ الرب يسوع هو ربٌ وسيدٌ على كل أمور حياتي وهذا ليس سيطرة مِن الرب ولكني أنا مَن اخترت أن يكون ربًا على حياتي.

 

 “نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ. 19نَعْلَمُ أَنَّنَا نَحْنُ مِنَ اللهِ، وَالْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ. 20وَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّ. وَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هذَا هُوَ الإِلهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. 21أَيُّهَا الأَوْلاَدُ احْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الأَصْنَامِ. آمِينَ.” (1 يوحنا 5: 18-21).

 “الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ”، تأتي في ترجمات أخرى؛ لأن الحضور الإلهي داخل هذا الشخص يحميه ضد الشر. يخاف بعض الناس مِن الحسد، نعم يوجد حسدٌ وهو عبارة عن إطلاق أرواح شريرة. يقلق البعض عندما يدخلون أماكن معينة أو عندما يدخلون مكانًا لأول مرة، أو عندما يدخل أحد الأشخاص في بيوتهم.

 يجب أن تدرك حضور الله في داخلك، فالقوة القاتلة للشر في داخلك. لا تردد مقولة “لكني أحيانًا حياةً غير مستقيمة” كعذرٍ، فهذا ليس مُبرِرًا بل عندما يسمعك إبليس تردد هذه الأقاويل يغرس أنيابه فيك. قوة الله التي بداخلنا تجعل الشرير غي قادرٍ على المساس بك، هللويا.

 طالما جعلت الرب يسوع ربًا على كل حياتك وسلوكك طبقًا للكلمة، تأكّد أنك داخل الحماية الإلهية، لكن إنْ خرجت عن السلوك بالكلمة فأنت خارج الحماية الإلهية. نَعْلَمُ أَنَّنَا نَحْنُ مِنَ اللهِ”، أي خرجنا مِن الله ووُلِدنا وانبثقنا وصُنِعنا مِنه، والعالم كله قد وُضِعَ في الشرير.

 جسدك الذي تراه في العيان صار حقيقيًا بسبب أنه خرج مِن الله، فجميع الأشياء التي تُرَى هي خرجت مِن أشياء لا تُرَى أي خرجت مِن عالم الروح؛ “بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ.” (عبرانيين 11: 3). أنت أُعطِيت الديركسيون لتقود عالم الروح فلا يوجد شيءٌ يؤثر عليك، لذلك يقول: “احْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الأَصْنَامِ“.

 لديك الآن قدرة غير موجودة لدى أي شخصٍ غير مولودٍ ثانيةً؛ أنْ ترى حقائق الأمور وحقيقة نفسك، أنْ ترى حقيقة الله وحقيقة المواقف وتأثير مملكة الظلمة وتستطيع إيقافها، أي شيءٍ كونه يُفضَح فهو انتهى. هذا هو الأمر الذي يجهله الناس.

 ربما يقول أحدهم: اكتشفت أنّ عندي سحر بالبيت، وهو لا يعلم أنّ كونه فُضِحَ إذًا الروح القدس تدخّل في الأمر، فقط مارس سلطانك، أنت لا تحتاج لحرق أوراق السحر. إنْ كانوا قد أحرقوا أوراق السحر في (أعمال 17)، فهم فعلوها لأنهم كانوا يتوبون عن أمورٍ فعلوها وليس لأن أعمال السحر يجب أن تُحرَق، فقط أبطل مفعولها بكلماتك وبسلطانك.

 هذه هي الحياة المسيحية؛ أنْ تكون لديك بصيرةٌ لتفهم الحقيقة، فإنْ لم تستخدم القوة التي في داخلك لن تفهم الحقيقة برغم أنك أُعطِيت القدرة لفهمها. لا تقضِ وقتك على وسائل التواصل أو في متابعة الأفلام والمسلسلات.

 أنت أُعطِيت هذه البصيرة الآن لترى الأمور التي لا يراها الناس بحقائقها، وهذا سبب قول الرب دائمًا عبارة “الحق الحق” والتي تعني “الحقيقة الحقيقة”، أي سأعرفكم واقع الأمور التي لم تقدروا أنْ تروها التي هي أعمق شيءٍ، بمعنى أنها لو كانت مغلفة بشيء فأنا سأعرّفك ما تحت الغلاف، وإنْ كانت مطلية بذهبٍ فأنا قادرٌ أن أعرّفك ما تحت الذهب.

 نحن أُعطينا أنْ نعرف الحقيقة، وأُعطينا البصيرة حتى نفهم الحياة بمبادئ الكلمة، وهنا تبدأ المعجزات في الحدوث في حياتك. هللويا.

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$