القائمة إغلاق

الطريق الحق الحياة – الجزء 1 The Way, The Truth, The Life – Part

 

 

لمشاهدة العظة على الفيس بوك أضغط هنا

 

لمشاهدة العظة على اليوتيوب

 

 
 
 
 
الطريق الحق الحياة – الجزء 1

 

  • الحياة الروحية لها طرق
  • طريق شجرة الحياة
  • اختار موسى أن يعرف طرق الرب
  • كل فكرة هي بداية طريق
  • أول الطريق؛ أن تقتني الحكمة
  • هل يمكن لأحد أن يحب اللعنة؟
  • النور أصبح حياة

 

  ما أسهل التعامل مع العالم الأرضي عندما نكون فاهمين الطريقة التي خلق بها الرب الأرض وتعامل مع كل شيء فيها، فنحن نحيا في وسط عالم الروح، وعندما تسلك بالكلمة تكتشف كيف تنال أقوى وأقصى استفادة من الذي عمله الرب يسوع، وتفهم قوانين عالم الروح.

  • الحياة الروحية لها طرق

   إن كنت متوقعًا أن تحدث الأمور بصورة تلقائية، ستجد نفسك تريد نتائج فورية ولا تحصل عليها ولا تعلم لماذا يحدث معك هذا! فقد تصلي لأجل أمر معين ولا تجد نتائج أو استجابة لصلاتك. يعطينا الكتاب تفسيرًا لهذا إنه في بعض الأوقات تحتاج الملائكة إلى وقت لكي تنجز الأمر الذي صليت لأجله، وطاقة الملائكة مرتبطة بنا نحن، لأجل هذا توجد طريقة للتعامل مع الأمور التي تأخذ وقتًا طويلًا، فإن توقفت في المنتصف فأنت بذلك توقف الإمداد والزرع والري لهذا الأمر.

   مِن المعروف إن الزرع يأخذ وقتًا وإن لكل نبات طريقة في الزرع والحصاد، ولكن في الأمور الروحية يحدث تشتيت بسبب عدم فهم إن الأمور الروحية أيضًا لها طريقة محددة تحدث بها.

   “١ لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِي. ٢ فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، ٣ وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا، ٤ وَتَعْلَمُونَ حَيْثُ أَنَا أَذْهَبُ وَتَعْلَمُونَ الطَّرِيقَ». ٥ قَالَ لَهُ تُومَا: «يَا سَيِّدُ، لَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ تَذْهَبُ، فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّرِيقَ؟» ٦ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.” (يوحنا ١٤: ١-٦).

  “وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا”، يتحدث الرب عن مكان بالمفرد، وكان يقصد مدينة الله صهيون، المدينة السماوية التي لها تأثير أرضي، عندما قال الرب “مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ”(يوحنا18:36) لأن هذا العالم وُضع في الشرير، هذا لا يعني أن الرب ليس له تأثير على هذا العالم، لكن كان يتحدث مع ملك ويقول له أن نوع السيادة التي تسودها في مملكتك تختلف عنها في مملكتي، وإنه من الأساس هذا المَلك موجود في مكانه بسبب إن الآب قد أعطى له هذا السلطان.

   يفسر البعض هذه الآيات إنه لنا بركات روحية فقط وليس لها علاقة بأي شيء في الأرض، لكن نجد الرب نفسه عندما تحدث إلى بطرس في وقت الصلب قال له إنه بإمكانه أن يطلب من الآب أن يرسل ملائكة له لإنهاء الأمر الحادث ولكن الرب أكمل لأجل خلاصنا. مملكة ليست من هذا العالم.

  “وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ”، كلمة “إن” توحي بالشك، لكن هذه الترجمة ليست دقيقة، والأدق منها كلمة “حينما”، فالرب يتكلم بثقة وشكل يقيني ليس به أية احتمالات.

  “قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي”، معنى هذا أن المكان الذي سيذهب إليه الرب يسوع هو الآب، والطريق هو الرب يسوع شخصيًا، وقال إنه سيذهب ليعد لنا مكانًا. إذًا الرب نفسه سيأخذ طريقًا، وهو نفسه طريق، وكان الرب يقصد إنه سيذهب إلى الآب عبر موته، فهو الطريق إلى الحضور الإلهي، ولأنه فعلها وهو إنسان سمح لنا أن نفعلها نحن أيضًا.

  عندما نرجع لفكرة الذبائح؛ كان الرب نفسه هو رئيس الكهنة وهو أيضًا الذبيحة، فهو قدم ذاته. صنع الرب يسوع عملًا متكاملًا ولا يوجد أحد غيره تتوافر فيه هذه الشروط جميعها، لهذا كان يجب أن يتجسد الرب.

  قال الرب: “لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي” عندما قال يسوع إنه هو الطريق للآب كان يريد أن يوضح لنا أن كل من أخذ هذا الطريق فهو وصل إلى نفس المكان، فمثلاً إذا كنت تصف لشخص مكانًا معينًا، إن اتخذ الشخص الطريق الموصوف فهو بذلك وصل إلى المكان، هكذا أي شخص قبل الرب يسوع فهو وصل للآب ولا يحتاج إلى أي مؤثرات خارجية لكي يصل إلى الرب.

  يعلمنا الروح القدس إننا وصلنا عند الآب الآن، وليس إننا مازلنا في مرحلة اتخاذ الطريق، لأجل هذا أفكار مثل؛ “السماء مفتوحة أو مغلقة في الاجتماع”، مَن يفهم الكلمة بصورة عميقة لا يحتاج إلى أجواء تُفتَح أو تُغلَق، فهو يحيا بداخل الحضور الإلهي، ومدرك إنه وصل إلى الآب.

ماذا إن كنت لا تشعر بهذا الحضور؟ هنا دور الكلمة، فهي تعمل على ذهنك لتفهم هذا، “فالطريق” هو الحل الوحيد للبشرية.

  • طريق شجرة الحياة

  “٢٢ وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضًا وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». ٢٣ فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا. ٢٤ فَطَرَدَ الإِنْسَانَ، وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ، وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.” (التكوين ٣: ٢٢-٢٤).

  كان مِن المفترض أن نأكل مِن شجرة معرفة الخير والشر عندما يحين وقت أن نقاضي الملائكة، لكن الإنسان أكل منها في غير الوقت المحدد له. لم يكن فكر الله أن تكون الشجرة موجودة لكي يجرب الإنسان ولا أن ينشغل بالخطية في هذا الوقت، لكن كان سيأتي الوقت ويأكل الإنسان مِن هذه الشجرة لكي يفهم الفرق بين الخير والشر ويحاكم ملائكة “أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّنَا سَنَدِينُ مَلاَئِكَةً؟” (1كورنثوس 6: 3).

  “وَالآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضًا وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ” لم يفعل الرب هذا كعقوبة لأجل أن الإنسان أكل من شجرة معرفة الخير والشر، لكن لأن الإنسان سقط فلكيلا يحيا في هذه الحالة من التعاسة إلى الأبد على الأرض، الأفضل له أن يموت، لأنه كان هناك وقت طويل إلى أن يأتي الرب يسوع، وكان الإنسان سيتعذب في هذه الفترة. قبل أن يأكل الإنسان من شجرة معرفة الخير والشر كان من المفترض أن يحيا على الأرض على الأقل ألف سنة، التي هي يوم أمام الرب، وبعد هذا يصعد أو يُختطَف.

  “فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا” خلق الله آدم خارج الجنة ثم أخذه ووضعه فيها -هذا مذكور في تكوين ٢- وبعد السقوط أخرجه الرب منها. تكشف لنا المراجع اليهودية بخصوص طرد الله للإنسان؛ إن آدم بدأ يتولد لديه حالة من الرغبة الشديدة في الاستمرار في الجنة، فأضطر الرب أن يستخدم معه أسلوب من الإلحاح إنه يجب أن تخرج.

  “وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ، وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ” لم يقل لحراسة شجرة الحياة، بل الطريق. توجد طرق للحياة؛ أي شخص فينا سالك في أكثر من طريق، وأي واحد أنت تسلك فيه سيؤدي إلى نهاية، أي يأتي بك إلى مكان، مثلما قال الرب: “أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي”(يوحنا14: 6).

  “١٠ لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ. لَنْ تَدَعَ تَقِيَّكَ يَرَى فَسَادًا. ١١ تُعَرِّفُنِي سَبِيلَ الْحَيَاةِ. أَمَامَكَ شِبَعُ سُرُورٍ. فِي يَمِينِكَ نِعَمٌ إِلَى الأَبَدِ.” (المزامير ١٦: ١٠، ١١).

يتحدث المزمور عن الرب يسوع عندما مات وقام، ففي وقت الثلاثة أيام لم يصعد إلى السماء لكنه نزل إلى الهاوية إلى المكان الذي يرأسه إبليس، لإنه كان ومازال غير محبوس الحبس النهائي في هذا المكان. عمل إبليس الآن هو إنه يأخذ الناس إلى الهاوية، وهو محكوم عليه أن يُحبس ويتواجد في هذه المنطقة فقط، ولكن ليس مغلقًا عليه غلقًا نهائيًا.

  “تُعَرِّفُنِي سَبِيلَ الْحَيَاةِ” الحياة المسيحية هي الطريق الذي هو الرب يسوع، لكن يوجد في داخل الطريق الواحد طرق، أي تفاصيل، وهي تأتي بالجمع في العهد الجديد أي أن التفاصيل الآن اُمسكت بين أيدينا عَرَّفْتَنِي سُبُلَ الْحَيَاةِ”(أعمال2: 28).

   لم يكن ممكناً في العهد القديم أن يتحكم الإنسان في حواسه، لذلك كان مسموحًا بتعدد الزوجات، لكن الآن غير مسموح بهذا لأن الإنسان عرف الطرق وليس فقط الطريق إلى الخلاص، وعرف كيف يتعامل مع جسده وظروفه وكيف يحيا في كل زوايا حياته.

   لأجل هذا استُخدِمت كلمة “سبل” في العهد الجديد و”سبيل” في العهد القديم، لأنهم كانوا يعرفون فقط أن الإنسان يحتاج إلى الخلاص، ولكن الآن الإنسان يحيا الخلاص ويكتشف كيف يحيا الحياة كما أرادها الله له في الخطة الأصلية، لذلك يذوق الإنسان الآن هذا السرور، الآن أتينا إلى الحضور الإلهي.. إلى الآب.

  • اختار موسى أن يعرف طرق الرب

“١٢ وَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: «انْظُرْ. أَنْتَ قَائِلٌ لِي: أَصْعِدْ هذَا الشَّعْبَ، وَأَنْتَ لَمْ تُعَرِّفْنِي مَنْ تُرْسِلُ مَعِي. وَأَنْتَ قَدْ قُلْتَ: عَرَفْتُكَ بِاسْمِكَ، وَوَجَدْتَ أَيْضًا نِعْمَةً فِي عَيْنَيَّ. ١٣ فَالآنَ إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَعَلِّمْنِي طَرِيقَكَ حَتَّى أَعْرِفَكَ لِكَيْ أَجِدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ. وَانْظُرْ أَنَّ هذِهِ الأُمَّةَ شَعْبُكَ” (الخروج ٣٣: ١٢، ١٣).

  في ظل كل الإعلانات والاستنارة التي أخذها موسى؛ كان يحتاج أن يعرف ما هي الطريقة هذا الموقف، لأجل هذا تكلم الله معه وأوضح له إنه سيعرفه كيف يتراءف وكيف يرحم، وما هو الدستور الإلهي وكيف يسلك به.

  نحن نرى فقط مشهد لقاء الرب مع موسى وإنه رأى مجد الرب وهذا هو الانطباع الذي لدينا، ولكن في الحقيقة عندما ترجع إلى الأعراف اليهودية، تجد أن موسى بعد هذه المقابلة استنار في الموقف الذي كان يعبر به والمواقف التي تليه، أخذ نعمة أكثر من الرب.

  “عَرَّفَ مُوسَى طُرُقَهُ، وَبَنِي إِسْرَائِيلَ أَفْعَالَهُ” (المزامير ١٠٣: ٧).

  عرف الله موسى طرقه، لكن شعب إسرائيل عرفوا نتائج هذه الطرق. اختار الشعب أن يحيا في منطقة بعيدة عن الرب، وأن يضعوا موسى هو الذي في المواجهة ليقابل الرب في الجبل، كانوا خائفين وكان موسى أيضًا مرتعبًا، لكنه اختار أن يعرف طرق الرب.

   امتلأ ذهن موسى بالمفاهيم والشخصية الإلهية التي كانت تناسب العهد القديم، وعندما تكلم الرب يسوع عنه قال للشعب إن موسى هو من قال لكم يُكتب كتاب طلاق، وكأن الرب يُبرئ ذمته من الأمر. كان الشعب يعلم أن الله هو من أوحى لموسى أن يكتب هذا الكلام، ولكن هذا يدل إن الاستنارة التي أخذها موسى كانت على قدر ما كان يستطيع أن يستوعبه في العهد القديم، وكان هو أعلى أنبياء العهد القديم باستثناء يوحنا المعمدان الذي قال عنه الرب إنه أعظم منهم.

  أخبرنا الكتاب أن موسى عرف طرق الرب، وهذا هو ما يُفترض أن كل شخص يبحث عنه؛ طريقة عبور الموقف. مِن الأفضل أن يبحث الشخص عن الطريقة قبل دخوله في الموقف، ويخزِّن الكلمة ليعرف كيف يكون ناجحًا في العمل، وكيف يحب الرب، ويعمل على تنظيف مشاعره ودوافعه، لذلك يجب أن تدرك كيف يسلك الروح القدس معك وأنت في الطفولة والمراهقة وليس أن تحيا حياتك لنفسك.

  • كل فكرة هي بداية طريق

توجد طرق يريد الروح القدس تخزينها في الشخص من الطفولة والمراهقة وفي كل مرحلة. اسأل نفسك ما الذي يعبر في ذهنك؟ ما الذي تسمح به؟ كل فكرة هي بداية طريق، أو قد تكون قطعت شوطًا في الطريق وسلكت فيه، ثم تكتشف أن عالم الروح وعالم العيان ملتحمَين، لأنه توجد أمور أرضية تؤثر على عالم الروح وأمور روحية تؤثر على عالم العيان، وما يحدث الآن هو تعتيم شيطاني على مفاهيم الناس عن حقيقة عالم الروح، والتعامل بصورة كلها وهمية وظاهرية، ومن يتكلم عن الأمور الروحية يسخر منه الناس ولا يكون مقبولًا، فأصبح التعامل مع الأمور من ناحية نفسية بشرية وليست روحية. سلسلة الحكمة الإلهية.

  لَيْسَتْ هذِهِ الْحِكْمَةُ نَازِلَةً مِنْ فَوْقُ، بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ نَفْسَانِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ. (يعقوب ٣: ١٥).

  تخبرنا الآية أن الأمور النفسانية اتصفت إنها شيطانية وأرضية، نجد من يصف حالته بأنه شخص يحقد ويغير من الناس، وآخر يؤمن أنه إذا وُجدت فيه هذه الأعراض فإذاً هو في هذه الحالة حقاً، وهذه كلها مفاهيم نفسانية شيطانية ليست كتابية. عندما تدرس معاني الكلمات الأصلية في اليونانية، تجد وصفًا لحالات شخص متحمس ويريد أن يتخذ قرارًا سريعًا ومتحزب لرأيه ولا يريد سماع رأي آخر يصححه، ولكن يعقوب يتحدث عن الحكمة التي من فوق وكيف يستقبلها الشخص ويحيا بها.

  يريدك الرب أن تعرف الطريقة مِن الكلمة، الطرق الآن متاحة في العهد الجديد لأن الرب يسوع أعطانا أن نحيا حياة إلهية هنا على الأرض. توجد طرق فكرية -مثل السرحان والأفكار والكلمات- تدخلك إلى عالم الروح وأنت في مكانك، مثلًا؛ عندما تفرح ما هو مصدر فرحك؟

   إن كنت تشكو أن هذا النظام سيجعلك مدققًا مع نفسك، لكن هذا هو النظام الكتابي الصحيح. دائمًا ما يجد الناس أعذارًا أن الحياة الروحية ليست سهلة، ولكن لا توجد أعذار الآن لأن الرب يسوع نزعها وأعطانا القوة الإلهية هنا على الأرض، إذًا بعد ما صنعه الرب يسوع لا يوجد عذر أن تحيا لنفسك.

  “٢٤ مِنَ الرَّبِّ خَطَوَاتُ الرَّجُلِ، أَمَّا الإِنْسَانُ فَكَيْفَ يَفْهَمُ طَرِيقَهُ؟ ٢٥ هُوَ شَرَكٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَلْغُوَ قَائِلاً: «مُقَدَّسٌ»، وَبَعْدَ النَّذْرِ أَنْ يَسْأَلَ! ٢٦ اَلْمَلِكُ الْحَكِيمُ يُشَتِّتُ الأَشْرَارَ، وَيَرُدُّ عَلَيْهِمِ النَّوْرَجَ. ٢٧ نَفْسُ الإِنْسَانِ سِرَاجُ الرَّبِّ، يُفَتِّشُ كُلَّ مَخَادِعِ الْبَطْنِ.” (الأمثال ٢٠: ٢٤-٢٧).

سفر الأمثال من الأسفار الشعرية، تحتاج أن تفهم في قراءتك لهذه الأسفار إنه من الممكن أن توجد آية مرتبطة بجمل سابقة في نفس الإصحاح، وقطعها ثم ربطها مرة أخرى، مثل القافية والسجع الذي في الشعر.

  “مِنَ الرَّبِّ خَطَوَاتُ الرَّجُلِ، أَمَّا الإِنْسَانُ فَكَيْفَ يَفْهَمُ طَرِيقَهُ؟”، في ترجمة أخرى الله هو من يقود خطوات الإنسان فكيف يعرفها الإنسان؟ هذا سؤال.. والإجابة عليه في عدد ٢٧، “نَفْسُ الإِنْسَانِ سِرَاجُ الرَّبِّ، يُفَتِّشُ كُلَّ مَخَادِعِ الْبَطْنِ”، كلمة نفس غير دقيقة، فهي تعني روح الإنسان، وهي سراج الرب الذي به يقدر أن يبحث في كل ما يحتاجه الإنسان، هذا يعني أن روح الإنسان هي القائد له.

  “قَلْبُ الْحَكِيمِ يُرْشِدُ فَمَهُ وَيَزِيدُ شَفَتَيْهِ عِلْمًا.” (الأمثال ١٦: ٢٣).

  كان سليمان يتحدث عن القيادة بالروح، ويوجه كلامه لمن يقولون إن الأمر في يد الرب ونحن لا نعلم شيئًا، فهو كان يكشف أن المشورة في قلب الرجل، ففي داخلك أنت تعلم ما الذي عليك أن تعمله، لكن الأمر الرائع هو اكتشاف كيف تخرج هذه المشورة إلى الخارج. كان سليمان يستمع ويدرس من تعليم موسى، الذي قال: “بَلِ الْكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنْكَ جِدًّا، فِي فَمِكَ وَفِي قَلْبِكَ لِتَعْمَلَ بِهَا”(تثنية30: 14) اقتبسها بولس بعد ذلك في (رومية10: 8).

  “٢٤ مِنَ الرَّبِّ خَطَوَاتُ الرَّجُلِ، أَمَّا الإِنْسَانُ فَكَيْفَ يَفْهَمُ طَرِيقَهُ؟ ٢٧ نَفْسُ الإِنْسَانِ سِرَاجُ الرَّبِّ، يُفَتِّشُ كُلَّ مَخَادِعِ الْبَطْنِ.” (الأمثال ٢٠: ٢٤، ٢٧).

  توجد طريقة في داخلك، وما تحتاج أن تتعلمه هو أن تنصت لصوت روحك وتعرف كيف تجعل ذهنك يتماشى مع روحك. توجد طرق خطيرة يسلك الناس فيها وهم لا يعلمون إنها متصلة بعالم الروح.

  “تُوجَدُ طَرِيقٌ تَظْهَرُ لِلإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةً، وَعَاقِبَتُهَا طُرُقُ الْمَوْتِ.” (الأمثال ١٤: ١٢).

توجد عدة طرق تؤدي إلى الموت، ويسلك الإنسان في طريق لا يعلم إنه في النهاية يؤدي به إلى الموت.

  “حَمَاقَةُ الرَّجُلِ تُعَوِّجُ طَرِيقَهُ، وَعَلَى الرَّبِّ يَحْنَقُ قَلْبُهُ.” (الأمثال ١٩: ٣).

تجاهل الرجل لكلمة الله هو ما يعوج طريقه وليس الرب، ثم بعدها يغضب مِن الرب ويلقي بالاتهام عليه، ولا يرى نفسه إنه هو المخطئ ولكن يحنق قلبه على الرب.

  “أَيْضًا كَوْنُ النَّفْسِ بِلاَ مَعْرِفَةٍ لَيْسَ حَسَنًا، وَالْمُسْتَعْجِلُ بِرِجْلَيْهِ يُخْطِئُ.” (الأمثال ١٩: ٢).

“كَوْنُ النَّفْسِ بِلاَ مَعْرِفَةٍ” أي الشغف الذي بلا معرفة، بمعنى شخص متحمس لعبادة الرب ويجد سخونة داخلية في التسبيح وعبادة الرب ولكن دون سماع الكلمة؛ هذا ليس حسناً. اعتقد الكثيرون أن حبهم للرب هو العواطف التي تخرج في التسبيح والعبادة وهذا ليس خطأ.. فهو حب للرب، لكن ماذا إن لم تتعلم ماذا تفعل في المواقف، لذلك يقول بعدها “حَمَاقَةُ الرَّجُلِ تُعَوِّجُ طَرِيقَهُ” فالحماقة هي تجاهله للكلمة.

  ليس مِن الجيد أن تكون شخصًا متحمسًا في حياتك دون معرفة فتتحرك تحرك مشاعري غير مدروس. تحرك الرب يسوع لخدمة الناس بعد ثلاثين عاماً من الإعداد والتدريب، ولم يكن هذا وقتًا ضائعًا، لكنه خدم بعد ذلك ثلاث سنوات أثروا في كل البشرية إلى يومنا هذا، لأنه تعلم الطاعة مما تألم به.

  تحتاج أن تفهم ما الذي يعلمه الكتاب لنا عن الطريق، نعم أنت قد وصلت للآب لكن توجد طرق في الأرض؛ كيف تسلك في كل موقف وكيف تصنع معجزة فتنفيذ المعجزة لم يعد في يد الله! قد يكون هذا الكلام صادمًا للبعض؛ تذكَّر عندما تحدث الرب مع موسى قال له: لماذا تصرخ إليّ، مد عصاك قد وضعت فيك المسحة، هذا ما يحدث حينما تجد نفسك متذبذبًا في اتخاذ قرار، فيرد عليك الروح القدس لماذا تصرخ؟! يعلمنا الكتاب أن الرب يريدك أن تأخذ أنت القرار، تحتاج أن تأخذ موقف مع إبليس وتقول له لا، وإلّا سيستمر ويزداد.

  • أول الطريق؛ أن تقتني الحكمة

 “اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ، مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ، مُنْذُ الْقِدَمِ.” (الأمثال ٨: ٢٢).

تتحدث الحكمة هنا في هذه الآية، أول كل شيء لكي تفهم هذا الإله يجب أن تقتني الحكمة فهي طريقة الفكر الإلهي، ولكي ما يفهم الإنسان الله، ويفهم كيف تُدار الأمور في الأرض، وضع الرب أفكاره في صورة مكتوبة. لم يكتسب الله حكمة فهو ذات الحكمة، فهي ذات الله وفكره، ومن ضمن أرواح الله السبع هي الحكمة، لذلك كلمة قناني أي أخرجني كي يعرف الناس كيف تسير الأرض.

 أول طريقة قبل أن يبدأ أي شيء، قرر الرب أن يضع الحكمة ويجعلها متاحة للناس، التي بها يعرفون كيف صُنعت الأرض وكل الأشياء التي يكتشفها العلماء بالحكمة البشرية، أما الذين يريدون أن يعرفوا الرب يكتشفون الحكمة الإلهية نفسها ويبدئون في فهم أبعاد أكثر من البعد العلمي العادي.

  “١أَلَعَلَّ الْحِكْمَةَ لاَ تُنَادِي؟ وَالْفَهْمَ أَلاَ يُعْطِي صَوْتَهُ؟ ٢ عِنْدَ رُؤُوسِ الشَّوَاهِقِ، عِنْدَ الطَّرِيقِ بَيْنَ الْمَسَالِكِ تَقِفُ. ٣ بِجَانِبِ الأَبْوَابِ، عِنْدَ ثَغْرِ الْمَدِينَةِ، عِنْدَ مَدْخَلِ الأَبْوَابِ تُصَرِّحُ: ٤ «لَكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ أُنَادِي، وَصَوْتِي إِلَى بَنِي آدَمَ. ٥ أَيُّهَا الْحَمْقَى تَعَلَّمُوا ذَكَاءً، وَيَا جُهَّالُ تَعَلَّمُوا فَهْمًا. ٦ اِسْمَعُوا فَإِنِّي أَتَكَلَّمُ بِأُمُورٍ شَرِيفَةٍ، وَافْتِتَاحُ شَفَتَيَّ اسْتِقَامَةٌ. ٧ لأَنَّ حَنَكِي يَلْهَجُ بِالصِّدْقِ، وَمَكْرَهَةُ شَفَتَيَّ الْكَذِبُ. ٨ كُلُّ كَلِمَاتِ فَمِي بِالْحَقِّ. لَيْسَ فِيهَا عِوَجٌ وَلاَ الْتِوَاءٌ. ٩ كُلُّهَا وَاضِحَةٌ لَدَى الْفَهِيمِ، وَمُسْتَقِيمَةٌ لَدَى الَّذِينَ يَجِدُونَ الْمَعْرِفَةَ. ١٠ خُذُوا تَأْدِيبِي لاَ الْفِضَّةَ، وَالْمَعْرِفَةَ أَكْثَرَ مِنَ الذَّهَبِ الْمُخْتَارِ. ١١ لأَنَّ الْحِكْمَةَ خَيْرٌ مِنَ الَّلآلِئِ، وَكُلُّ الْجَوَاهِرِ لاَ تُسَاوِيهَا. ١٢ «أَنَا الْحِكْمَةُ أَسْكُنُ الذَّكَاءَ، وَأَجِدُ مَعْرِفَةَ التَّدَابِيرِ. ١٣ مَخَافَةُ الرَّبِّ بُغْضُ الشَّرِّ. الْكِبْرِيَاءَ وَالتَّعَظُّمَ وَطَرِيقَ الشَّرِّ وَفَمَ الأَكَاذِيبِ أَبْغَضْتُ. ١٤ لِي الْمَشُورَةُ وَالرَّأْيُ. أَنَا الْفَهْمُ. لِي الْقُدْرَةُ. ١٥ بِي تَمْلِكُ الْمُلُوكُ، وَتَقْضِي الْعُظَمَاءُ عَدْلاً. ١٦ بِي تَتَرَأَّسُ الرُّؤَسَاءُ وَالشُّرَفَاءُ، كُلُّ قُضَاةِ الأَرْضِ. ١٧ أَنَا أُحِبُّ الَّذِينَ يُحِبُّونَنِي، وَالَّذِينَ يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ يَجِدُونَنِي. ١٨ عِنْدِي الْغِنَى وَالْكَرَامَةُ. قِنْيَةٌ فَاخِرَةٌ وَحَظٌّ. ١٩ ثَمَرِي خَيْرٌ مِنَ الذَّهَبِ وَمِنَ الإِبْرِيزِ، وَغَلَّتِي خَيْرٌ مِنَ الْفِضَّةِ الْمُخْتَارَةِ. ٢٠ فِي طَرِيقِ الْعَدْلِ أَتَمَشَّى، فِي وَسَطِ سُبُلِ الْحَقِّ، ٢١ فَأُوَرِّثُ مُحِبِّيَّ رِزْقًا وَأَمْلأُ خَزَائِنَهُمْ.” (الأمثال ٨: ١-٢١).

“أَلَعَلَّ الْحِكْمَةَ لاَ تُنَادِي؟ وَالْفَهْمَ أَلاَ يُعْطِي صَوْتَهُ؟” أي هل تعتقدون أن الحكمة لا تنادي؟ إنها تعطي صوتها وتنادي.

“عِنْدَ رُؤُوسِ الشَّوَاهِقِ، عِنْدَ الطَّرِيقِ بَيْنَ الْمَسَالِكِ تَقِفُ. ٣ بِجَانِبِ الأَبْوَابِ، عِنْدَ ثَغْرِ الْمَدِينَةِ، عِنْدَ مَدْخَلِ الأَبْوَابِ تُصَرِّحُ” الحكمة موجودة في أكثر الأماكن التي تُعرف من خلالها، في أكثر الأماكن التي لا يحتار أحد في الوصول إليها.

 “كُلُّهَا وَاضِحَةٌ لَدَى الْفَهِيمِ، وَمُسْتَقِيمَةٌ لَدَى الَّذِينَ يَجِدُونَ الْمَعْرِفَةَ” أي أن كلمة الرب سهلة الفهم ولكن للشخص الذي يريد أن يفهم، فإن كنت تريد أن تفهم يقول الكتاب إنك ستفهم، عندما تدرس كلمة “يجدون المعرفة” أي بحثوا سابقاً فوجدوا.

  “١٧ أَنَا أُحِبُّ الَّذِينَ يُحِبُّونَنِي، وَالَّذِينَ يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ يَجِدُونَنِي. ١٨ عِنْدِي الْغِنَى وَالْكَرَامَةُ. قِنْيَةٌ فَاخِرَةٌ وَحَظٌّ. ١٩ ثَمَرِي خَيْرٌ مِنَ الذَّهَبِ وَمِنَ الإِبْرِيزِ، وَغَلَّتِي خَيْرٌ مِنَ الْفِضَّةِ الْمُخْتَارَةِ. ٢٠ فِي طَرِيقِ الْعَدْلِ أَتَمَشَّى، فِي وَسَطِ سُبُلِ الْحَقِّ، ٢١ فَأُوَرِّثُ مُحِبِّيَّ رِزْقًا وَأَمْلأُ خَزَائِنَهُمْ”

 الشخص الذي يسعى إلى الرب بكل قلبه سيجده. في كل مرة تجد نفسك في موقف ولا تعرف ما هو فكر الله فيه فأنت لم تخزن معرفة كتابية سابقة أو عُرضت عليك الكلمة ولم تحبها، لم تلتفت إلى الحكمة التي تنادي في روحك وفي الكلمة. لكي تفهم طريقة حل المواقف تحتاج أن تقتني الحكمة التي هي كلمة الله، أي شخص سيأخذ هذا الطريق من الطبيعي سيقابل الأشخاص الصحيحون ويتخذ القرارات الصحيحة ويعرف جيداً أن يستمع لصوت الروح القدس لأنه بداخل الطريق الصحيح، لكن يوجد أشخاص يعتقدون إنهم يسلكون في طرق تبدو مستقيمة لهم.

   “فَأُوَرِّثُ مُحِبِّيَّ رِزْقًا وَأَمْلأُ خَزَائِنَهُمْ” أي شيء أنت تحبه سترث منه، إن كنت تحب مشاهدة التليفزيون ستجد نفسك تتعامل مع الناس بنفس طريقة ما تشاهده من خيانة وشكوك في الآخرين، وتكون في حالة قلق بصفة دائمة، لأنك ورثت مما أنت تحبه. يجب أن تحفظ قلبك للرب فقط.

“فَرِحَةً فِي مَسْكُونَةِ أَرْضِهِ، وَلَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ” (الأمثال ٨: ٣١).

يستلذ الروح القدس أن يكون في علاقة معك، فهو لم يقل لذاتي في بني آدم، لا يتحرك الله بصورة المصلحة، أي إن الروح القدس عندما يجدك فرِحًا يتلذذ هو معك.

  “لَمَّا وَضَعَ لِلْبَحْرِ حَدَّهُ فَلاَ تَتَعَدَّى الْمِيَاهُ تُخْمَهُ، لَمَّا رَسَمَ أُسُسَ الأَرْضِ” (الأمثال ٨: ٢٩).

 أَسَّس الله الأرض عن طريق الحكمة. عندما تتعامل مع عملك أو دراستك أو مع أي مشكلة في الأرض، فأعلم أن أسس الأرض هي الحكمة، لذلك لكي تعرف كيف تتعامل مع كل شيء يجب أن تتعلم الحكمة الإلهية التي هي مبادئ الكلمة.

  • هل يمكن لأحد أن يحب اللعنة؟

“١ يَا ابْنِي، أَصْغِ إِلَى حِكْمَتِي. أَمِلْ أُذُنَكَ إِلَى فَهْمِي، ٢ لِحِفْظِ التَّدَابِيرِ، وَلْتَحْفَظَ شَفَتَاكَ مَعْرِفَةً. ٣ لأَنَّ شَفَتَيِ الْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ تَقْطُرَانِ عَسَلاً، وَحَنَكُهَا أَنْعَمُ مِنَ الزَّيْتِ، ٤ لكِنَّ عَاقِبَتَهَا مُرَّةٌ كَالأَفْسَنْتِينِ، حَادَّةٌ كَسَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ. ٥ قَدَمَاهَا تَنْحَدِرَانِ إِلَى الْمَوْتِ. خَطَوَاتُهَا تَتَمَسَّكُ بِالْهَاوِيَةِ. ٦ لِئَلاَّ تَتَأَمَّلَ طَرِيقَ الْحَيَاةِ، تَمَايَلَتْ خَطَوَاتُهَا وَلاَ تَشْعُرُ.” (الأمثال ٥: ١-٦).

   أكثر أمر يتحدث عنه هذا السفر هو معرفة الحكمة، فهو يدعو كل شخص أن ينتبه إلى الحكمة، لأن الله يريد كل واحد أن يعرف كيف يدير الأمور، لذلك حافظ دائماً على كلمات فمك ألَّا تكون خارج كلمة الله.

  “لأَنَّ شَفَتَيِ الْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ تَقْطُرَانِ عَسَلاً” هذه الحكمة ستحفظك من شفتي المرأة الغريبة، وتعني كلمة الغريبة هنا إنها غريبة عن طباع الشعب أي إنها زانية، تسلك بعيداً عن طريق الرب الذي قاله بفم موسى.

  “قَدَمَاهَا تَنْحَدِرَانِ إِلَى الْمَوْتِ. خَطَوَاتُهَا تَتَمَسَّكُ بِالْهَاوِيَةِ. ٦ لِئَلاَّ تَتَأَمَّلَ طَرِيقَ الْحَيَاةِ، تَمَايَلَتْ خَطَوَاتُهَا وَلاَ تَشْعُرُ” (الأمثال ٥: ١-٦) هذا الكلام حرفي، يوجد أشخاص يتخذون خطوات يتعاملون من خلالها مع الهاوية وهم هنا على الأرض، ويوجد من يصل إلى طريق اللا عودة.

 .. تَمَايَلَتْ خَطَوَاتُهَا وَلاَ تَشْعُرُ” هي دائماً في حالة من عدم الاستقرار ولديها عمى. توجد فيديوهات أو موسيقى أو صداقات تربطك بالهاوية، وهذا يؤدي إلى استعلان إبليس في حياتك وأنت لا تدري. الحزن والارتباك يستدعي إبليس في حياتك ويجعلك في حالة العمى ولا تريد أن تفكر في طريق الحياة. يوجد من هو رافض طريق الحياة، والعلاج هو أن تميل أذنك إلى الحكمة، لتحب أن تعرف الحياة، الأمر بسيط وسهل للشخص الذي يريد أن يفهم الحكمة.

  “وَأَحَبَّ اللَّعْنَةَ فَأَتَتْهُ، وَلَمْ يُسَرَّ بِالْبَرَكَةِ فَتَبَاعَدَتْ عَنْهُ” (المزامير ١٠٩: ١٧).

لا يمكن أن يحب أحد اللعنة، وليس معنى الآية هو أن يحب الشخص اللعنة وهو مدرك وفاهم وواعي لهذا، الأمر ليس هكذا؛ لكن يوجد من هو على الأرض لكنه يشبك نفسه بالهاوية.

  “٤٧ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ لَمْ تَعْبُدِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِفَرَحٍ وَبِطِيبَةِ قَلْبٍ لِكَثْرَةِ كُلِّ شَيْءٍ. ٤٨ تُسْتَعْبَدُ لأَعْدَائِكَ الَّذِينَ يُرْسِلُهُمُ الرَّبُّ عَلَيْكَ فِي جُوعٍ وَعَطَشٍ وَعُرْيٍ وَعَوَزِ كُلِّ شَيْءٍ. فَيَجْعَلُ نِيرَ حَدِيدٍ عَلَى عُنُقِكَ حَتَّى يُهْلِكَكَ.” (التثنية ٢٨: ٤٧، ٤٨).

  “بِطِيبَةِ قَلْبٍ” أي في حالة فرح شديد جدًا. بكل تأكيد لا يحب الشخص اللعنة في حد ذاتها ولا يريد أن يُستعبَد لأعدائه، لكن أحب اللعنة عن طريق إنه أخذ طريقها؛ الذي هو الحزن والبكاء، فيوجد من يحزن على حاله ويتذكر الأمور المؤلمة السيئة التي حدثت له، وهو هكذا يجلب على حياته اللعنات التي تظهر في صورة أمراض. يتعامل الناس مع أمور لا تعلم إنها مداخل للهاوية هنا على الأرض، مثل من يظل يفكر في شخص مات ويبكي عليه لكي ما يرى الناس إنه كان يحبه، لكن يخبرنا “لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ”(1تسالونيكي4: 16).

  عالم الروح نشيط ويعمل طوال الوقت، تخيل إن لم يكن عالم الروح موجودًا أو نزعناه، فلن تجد شيء يتحرك في الأرض لأن مصدر كل شيء هو روحي دون استثناء. تكمن المشكلة في أن طرق عالم الروح تم التعتيم عليها لكيلا تُعرَف.

  صنع الرب من البداية حماية للإنسان بأنه لا يأكل من شجرة الحياة، وكان قصد الرب أن يحميه من الأكل منها حتى لا يحيا في حالة سيئة- دون أن يموت- بعد دخول الخطية. توجد أمور تفعلها هنا على الأرض هي شجرة حياة تطيل عمرك وتجعل مشروعك قائمًا في ظل ظروف اقتصادية صعبة، وتجد حياة في ارتباطك ومشروعك وأولادك.

  “هِيَ شَجَرَةُ حَيَاةٍ لِمُمْسِكِيهَا، وَالْمُتَمَسِّكُ بِهَا مَغْبُوطٌ” (الأمثال ٣: ١٨).

وضع الرب حراسة على هذه الشجرة، لكن لم يضعها على الناس الذين يسلكون بالكلمة، فستطيع الآن  أن تأكل من شجرة الحياة وتقدمها لآخرين.

“ثَمَرُ الصِّدِّيقِ شَجَرَةُ حَيَاةٍ، وَرَابحُ النُّفُوسِ حَكِيمٌ” (الأمثال ١١: ٣٠).

“الرَّجَاءُ الْمُمَاطَلُ يُمْرِضُ الْقَلْبَ، وَالشَّهْوَةُ الْمُتَمَّمَةُ شَجَرَةُ حَيَاةٍ” (الأمثال ١٣: ١٢).

“هُدُوءُ اللِّسَانِ شَجَرَةُ حَيَاةٍ، وَاعْوِجَاجُهُ سَحْقٌ فِي الرُّوحِ” (الأمثال ١٥: ٤).

  ليس المقصود بهدوء اللسان أن يكون الشخص يكون هادئًا، ولكن أن يتكلم الشخص تحت قيادة روحه. ستكون شجرة الحياة لشفاء الأمم الذين لم يأخذوا الأجساد المُمجدة، ليس لأنه سيوجد مرض ولكن لأنهم سيعملون في الأرض، فمن يُصاب منهم يأكل من هذه الشجرة، وهي الإمداد الإلهي للبشرية وليست حياة الله التي أخذناها في الميلاد الجديد، فكان من المفترض أن هذه الشجرة تمد جسد الإنسان بالطاقة والحيوية فلا يشيخ.

  عندما أكل آدم من هذه الشجرة، رأى الرب إنه لا يمكن لآدم في هذا الوقت أن يُختطَف لأنه سقط، فكان من المفترض أن ينزل إلى الهاوية، لذلك كان الأفضل له ألَّا يأكل من هذه الشجرة لكي يقدر أن يموت لكي ينهي حالة التعاسة التي كان يحيا فيها بعد السقوط، إلى أن يأتي يسوع.

  نستطيع أن نستخدم شجرة الحياة الآن عن طريق سلوكنا بالكلمة. يوجد أشخاص يحبون الخطية وعن دون قصد يصاحبون اللعنة فتأتيهم، ولا يحبون طريق البركة فتبتعد عنهم. من ضمن هذه الطرق أن الشخص لا يحفظ الكلمة، ويسلك بحزن في حياته، لا يعطي انتباهه للكلمة، وتأتي المواقف ولكنه في حماقة طوال الوقت رافضًا للكلمة، في حين أن الحكمة التي تُعرض عليه وتناديه، فإن انتبه إليها يجد فيها كل الحلول، فهي التي أسست الأرض، وسيعرف أن يتعامل في حياته من خلال هذه الحكمة.

  الحكمة هي طريقة التفكير، فعندما تواجه موقفًا به عيان مضاد تفكر إنك قادر أن تجد حلًا لهذا الأمر، وعندما تصلي بألسنة تبدأ في إخراج الحكمة، فعندما تأتي لك أفكار تستطيع أن تفحصها جيداً من الكلمة لأن الروح القدس يتكلم معك من خلال رصيد الكلمة بداخلك، فتجد طريقة حل الموقف لأنه كُشف لك.

  يوجد من يجلب لحياته لعنات بسبب عولان الهم، وهو ما يسميه الناس “تحمل المسئولية”، وهذا لا يعني أن يكون لديك لا مبالاة بالأمر، ولكن الطريقة الصحيحة هي أن تفكر بحسب الكلمة في الموقف، والكلمة هي الوحيدة المصدر السليم للحقيقة، وبهذا تكون أمسكت طريقة الحل، الذي إذا تابعته يصبح حياة مُعاشة.

  • النور أصبح حياة

“١ فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. ٢ هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. ٣ كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. ٤ فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، ٥ وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ” (يوحنا ١: ١-٥).

٣ كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ” لا يوجد شيء على الأرض بدون يسوع، كل الأشياء السليمة التي على الأرض هي به، لأنه توجد أشياء خربها إبليس، وتوجد أمراض بسبب إبليس، ولكن “كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَار”ِ (يعقوب1: 17)، كل شيء صالح على الأرض يسوع هو الذي أوجده.

   “٤ فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ”، بالنسبة للناس هي نور، إذا كنت في منطقة مظلمة فأنت تنظر إلى النور من بعيد وأنت لا تعيشه، ولكن إن مشيت وراء هذا النور إلى أن تصل إليه، يصبح هذا النور حياة مُعاشة، فهو بالنسبة للناس نور ولكن في الحقيقة هو حياة.

   “٥ وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ” الظلمة لا تقوى على النور ولا يمكنها أن تسيطر عليه، لا يوجد شخص عانى من أن الظلمة تطفئ النور الذي لديه، فإن أضأت نور غرفة لا يمكن أن تتواجد الظلمة. لا يمكن للظلمة أن تقترب ناحية شخص يفهم الكلمة، فهي تحاول ولكن لا تقدر.

  اخترق الرب يسوع المنطقة التي كان الإنسان غير قادر عليها، مملكة الظلمة كانت مسيطرة على الأرض، ودخل الرب إلى إبليس إلى منطقته وتعامل معه. لا يمكن أن تتم السيطرة على النور، فإن كنت تسلك بهذا النور ستجد أن مشروعك يثبت ولا يُضَر، ستأتي لك الحلول على هيئة أفكار من الكلمة وتصورات وتخيلات، أنت بهذا تسلك في الطريق السليم، وبناء على الحق الذي اكتشفته في هذا النور يتحول إلى حياة مُعاشة.

  “عَرَّفْتَنِي سُبُلَ الْحَيَاةِ وَسَتَمْلأُنِي سُرُورًا مَعَ وَجْهِكَ”(أعمال2: 28) عرفتني طرق الحياة، معك في حضورك يوجد سرور، وانتصارات، ولا توجد كآبة أو حزن ولا لغة الإحباط واليأس. إن كنت تستمع إلى هذا الكلام منذ وقت ابدأ في أن تحياه وانظر إلى حياتك كم ستكون رائعة.  

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

 

 

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$