القائمة إغلاق

الطريق الحق الحياة – الجزء 3 The Way, The Truth, The Life – Part

لمشاهدة العظة على الفيس بوك أضغط هنا

لمشاهدة العظة على اليوتيوب

 

 

 

العظة مكتوبة

▪︎ كل طريق له ثمر.

▪︎ لا نسلك بالمشاعر.

▪︎ لسانك يشبكك بالحياة أو بالموت.

▪︎ لا تفشل بل تَحَلَّ بالصبر.

▪︎ أمور أرضية تؤثر عليك روحيًا.

▪︎ كن جادًا في حب الكلمة.

▪︎ سبب ظلمة الفكر.

▪︎ المواهب هامة ولكن…

▪︎ الطريق الفكري الذي تسلك فيه.

▪︎ كل طريق له ثمر:

 الطرق هي؛ طريقة تفكير أو سلوك، وهو قد تكون تلك الطرق صحيحة أو خاطئة أو مزدوجة. عرفنا أن الشخص الذي يسلك بطريقة مزدوجة يسقط فجأة؛ “اَلسَّالِكُ بِالْكَمَالِ يَخْلُصُ، وَالْمُلْتَوِي فِي طَرِيقَيْنِ يَسْقُطُ فِي إِحْدَاهُمَا(أمثال 28: 18). كل طريقة تسلك بها سواء في تفكيرك أو صلاتك أو سلوكك، فأنت تعمل على ما هو آتٍ، لأنه يوجد حصاد أنت تتحرك فيه.

“بَلْ رَفَضْتُمْ كُلَّ مَشُورَتِي، وَلَمْ تَرْضَوْا تَوْبِيخِي. فَأَنَا أَيْضًا أَضْحَكُ عِنْدَ بَلِيَّتِكُمْ. أَشْمَتُ عِنْدَ مَجِيءِ خَوْفِكُمْ. إِذَا جَاءَ خَوْفُكُمْ كَعَاصِفَةٍ، وَأَتَتْ بَلِيَّتُكُمْ كَالزَّوْبَعَةِ، إِذَا جَاءَتْ عَلَيْكُمْ شِدَّةٌ وَضِيقٌ. حِينَئِذٍ يَدْعُونَنِي فَلاَ أَسْتَجِيبُ. يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ فَلاَ يَجِدُونَنِي. لأَنَّهُمْ أَبْغَضُوا الْعِلْمَ وَلَمْ يَخْتَارُوا مَخَافَةَ الرَّبِّ لَمْ يَرْضَوْا مَشُورَتِي. رَذَلُوا كُلَّ تَوْبِيخِي. فَلِذلِكَ يَأْكُلُونَ مِنْ ثَمَرِ طَرِيقِهِمْ، وَيَشْبَعُونَ مِنْ مُؤَامَرَاتِهِمْ.” (أمثال1: 25-31)

 “يَدْعُونَنِي فَلاَ أَسْتَجِيبُوالسبب هو؛ “أَبْغَضُوا الْعِلْمَ” أي أبغضوا المعرفة الكتابية عن عمد، وأيضًا؛ “لَمْ يَخْتَارُوا مَخَافَةَ الرَّبِّأي لم يختاروا أن يحبوا الرب. يُترجَم حُب الرب في صورة أن تسعى وتدرس وتأخذ وقتك مع الكلمة وتخضع لمَن يتابعك روحيًا، لأن هذه هي الطريقة التي بها يدعو الشخص الرب فيستجب له.

 “يَأْكُلُونَ مِنْ ثَمَرِ طَرِيقِهِمْ” كل طريق له ثمر. إن أخذت وقتًا أمام الكلمة بكثافة، وسمحت لها أن تأخذ مجالها في أفكارك، وأصبحت تفكيرك، ففي هذا الوقت ستحصد مِن ثمر هذا الطريق الذي سلكته. كل ما يعيشه الإنسان هو نتيجة طريق سلكه بالفكر والقول والفعل.

▪︎ لا نسلك بالمشاعر:

 شرحنا سابقًا أن الخوف يصنع فخًا، والحزن يجلب لعنات. لم يعلّمنا أحدٌ سابقًا أن الحزن جريمة كتابيًا، وإنما تعلمنا أن الحزن والخوف هي مشاعر طبيعية، مما أدى إلى دخول إبليس مِن أوسع الأبواب في حياة الناس الذين يقولون إنهم يحبون الرب. لابد أن نعرف أن هناك فرق بين الحب والمعرفة، فهناك من يصلون ويمارسون إيمانهم لسنين طويلة قد تصل إلى العشرات ولم يحصلوا على استجابة! يا تُرَى أنت تصلي بأي طريقة؟

 توجد طريقة للصلاة، فقد عَلَّم الرب الناس حينما يصلون أن يقولوا أو أن لا يقولوا كذا..، لكنه لم يعلمهم أن يُعبِّروا فقط عمَّا بداخلهم مِن مشاعر حينما يصلون. توجد طرق في الصلاة، إن لم يعرفها الشخص فسيشرب مِن هذا الطريق الذي يسلك فيه عن جهل ودون أن يقصد، وهذا ما يحدث أيضًا عندما يسلك الشخص بالحزن، فهو دون أن يدري يأتي باللعنات على حياته.

 حدث هذا مع أيوب -كما شرحنا سابقًا- فهو لم يرتعب فقط، لكنه ظل يتخيل المشاكل والكوارث في فِكْره، إلى أنْ حدثَتْ بالفعل بعد ذلك حرفيًا؛ “لأَنِّي ارْتِعَابًا ارْتَعَبْتُ فَأَتَانِي، وَالَّذِي فَزِعْتُ مِنْهُ جَاءَ عَلَيَّ.(أيوب 3: 25). لم يكن أيوب مِن الشعب اليهودي، لكنه بحسب المراجع كان يحيا في وقت إبراهيم، ولكونه إنسانًا تقيًا طُلِبَتْ منه مشورة، فكان ضمن مَن أشاروا على فرعون بقتل الأطفال في أيام موسى، لكن المشورة الأساسية كانت مِن بلعام، الذي وقف أولاده -ينيس ويمبريس- ضد موسى فيما بعد.

 كان أيوب شخصًا تقيًا يعشق الرب، لكن العشق شيءٌ والمعرفة شيءٌ آخر. كُشِفَتْ لنا مشكلة أيوب حينما تاب عنها، حيث قال: “بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ، وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي(أيوب42: 5). الخوف هو طريق يؤدي إلى نكبات وكوارث، وهناك الكثيرون الذين يتخيلون أشياءً سلبية فتحدث لهم بالفعل.

▪︎ لسانك يشبكك بالحياة أو بالموت:

 لنرَ الآن طرق أخرى تصلنا بعالم الروح، ونحن متورطون فيها سواء إيجابيًا أو سلبيًا. كلماتنا لها علاقة بأمور خطيرة جدًا في حياتنا؛ “إِنْ عَلِقْتَ فِي كَلاَمِ فَمِكَ، إِنْ أُخِذْتَ بِكَلاَمِ فِيكَ” (أمثال 6: 2)، مِن الممكن أن يضع الشخص نفسه في فخاخ عن طريق كلماته.

“مِنْ ثَمَرِ فَمِ الإِنْسَانِ يَشْبَعُ بَطْنُهُ، مِنْ غَلَّةِ شَفَتَيْهِ يَشْبَعُ. اَلْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ فِي يَدِ اللِّسَانِ، وَأَحِبَّاؤُهُ يَأْكُلُونَ ثَمَرَهُ. (أمثال 18: 20-21).

 يعني هذا أن لسانك بإمكانه أنْ يشبكك بالحياة أو بالموت، وهذا يرتبط بما تقوله مِن كلمات. يتأثر البعض بتعليم الكلمة المنطوقة، لكنهم على أرض الواقع لا يسلكون هذا الطريق، وهنا هم يحتاجون أن يضعوا هذا التعليم وضع التنفيذ.

 لا تطلق كلمات سلبية على حياتك ثم تتعجب لما يحدث فيها. يخبرنا الرسول يعقوب أن لساننا كالدفة التي تقود سفينة حياتنا؛ “هُوَذَا السُّفُنُ أَيْضًا، وَهِيَ عَظِيمَةٌ بِهذَا الْمِقْدَارِ، وَتَسُوقُهَا رِيَاحٌ عَاصِفَةٌ، تُدِيرُهَا دَفَّةٌ صَغِيرَةٌ جِدًّا إِلَى حَيْثُمَا شَاءَ قَصْدُ الْمُدِيرِ. هكَذَا اللِّسَانُ أَيْضًا، هُوَ عُضْوٌ صَغِيرٌ وَيَفْتَخِرُ مُتَعَظِّمًا” (يعقوب 3: 4-5).

 كلما تعلن ما يحدث في حياتك مِن تحديات مُعترِفًا بها وأنت تعظمها، تزداد هذه الأحداث. كلما عَبَّرْتَ عن مشاعرك السلبية كلما يلتقطها طفلك منك، لكن إن كان طفلك مُحصَّنًا بتعليم كتابي وسمع كلمات سلبية مِن الخارج، فسيستغرب على حالة هؤلاء الناس، إذًا فالأمر مُرتبِطٌ بما نزرعه في أطفالنا. يوجد تأثير للتربية والمجتمع حدث في حياة كل منا، لكن ماذا فعلت أنت في هذا التأثير بما اكتشفته في الكلمة فأصلحت به طريقة تفكيرك. نحن لا نتكلم الكلمات الإيجابية، بل نتكلم بالكلمة.

 يستند البعض على الفكر التفاؤلي وقوة التفكير الإيجابي، لكن حينما تستند على الكلمة فأنت تستند على رصيد ما عمله يسوع، لذلك فهي الوحيدة التي تحدث بالفعل. كلماتك الخارجة مِن فمك تجعلك تذوق ما تتكلم به، لذلك تجد البعض يذوقون شيئًا، وهناك بجانبهم مَن لا يذوقونه.

 “فَإِنَّهُ لَمَّا تَكَلَّمَ رَجُلُ اللهِ إِلَى الْمَلِكِ قَائِلًا: «كَيْلَتَا شَعِيرٍ بِشَاقِل وَكَيْلَةُ دَقِيق بِشَاقِل تَكُونُ فِي مِثْلِ هذَا الْوَقْتِ غَدًا فِي بَابِ السَّامِرَةِ» وَأَجَابَ الْجُنْدِيُّ رَجُلَ اللهِ وَقَالَ: «هُوَذَا الرَّبُّ يَصْنَعُ كُوًى فِي السَّمَاءِ! هَلْ يَكُونُ مِثْلَ هذَا الأَمْرِ؟» قَالَ: «إِنَّكَ تَرَى بِعَيْنَيْكَ وَلكِنَّكَ لاَ تَأْكُلُ مِنْهُ». فَكَانَ لَهُ كَذلِكَ. دَاسَهُ الشَّعْبُ فِي الْبَابِ فَمَاتَ”. (2 ملوك 7: 18-20).

 يربط البعض حياتهم بكلماتهم، فيكون اثنان في نفس المكان، يحدث مع أحدهما شيءٌ ولا يحدث مع الآخر، وذلك طبقًا للطرق والمبادئ التي يتّخذها. لابد أن تعرف أن هذه الطرق تأخذ فترة زمنية إلى أنْ تحصد منها وترى نتائجها. تجد معظم الناس الذين لم يدرسوا الكلمة بشكل كافٍ، يكونون قصار النفس ويسلكون بالجسد والحواس الخمس ويريدون حلًا سريعًا، لكن طريقة الحل هي المعرفة ودراسة الكلمة، وعدم السلوك بالإحباط مما مضى.

 لنضرب مثالاً؛ إن كان شخص يعاني مِن أعراض الأنيميا، فإن ذهب للطبيب سيعطيه علاجًا لمدة ثلاثة شهور على الأقل لكي يبني مخازن الحديد في جسمه، لكن ستظل الأعراض موجودة في الفترة الأولى. إن سلك هذا الشخص بالعيان فلن يكمل العلاج حيث يعتقد خطأً إنه بمجرد أَخْذ الدواء سيتحسن فورًا، في حين أن الأمر يحتاج وقتًا.

▪︎ لا تفشل بل تَحَلَّ بالصبر:

 إنْ كنت عبرت بتحديات كثيرة وصليت بطرق معينة، فلابد أن تعرف أن هذا الإله لا يفشل ولا يُحبِط أحدًا. إن كنت أنت فشلت في أمور معينة، فهذا ناتج عن عدم المعرفة، وليس لأن هذا الإله مُعقَّدٌ أو المعجزة مستحيلة أو الأمر صعب، لكن لابد أن تدرك أن هناك بعض الأمور التي تحتاج وقتًا.

 مثال؛ إن أعطيتَ شوالًا مِن البذار لشخص وقلت له: “أنا أعطيك ثروة، فحين تزرعها ستنتج أشجارًا وثمارًا ثم تبيعها ستجني ثروة”. إن كان لدى هذا الشخص نظرة ضيقة فلن يراها ثروة، فهو يحتاج أن يزرع ويحصد، وهذه الأمور تحتاج وقتًا وصبر وعناية.

 يحتاج الكثيرون للصبر في مواجهة تحدياتهم، فقد يظل البعض لمدة سنين يمارسون طرق مختلفة وهم مُعتقِدون إنهم يسلكون بطريقة صحيحة، لكن الأمر مُرتبِطٌ بطرق، وهل أنت تحصد أم تزرع، أم أنت في المرحلتين معًا؟! ربما تكون في مرحلة حصاد لأمر ما، وفي الوقت نفسه أنت تزرع لشيءٍ آخر، لذلك يجب أن تتحلى بالصبر وأنت تكمل في ما تزرعه منذ أن اكتشفت التعاليم الكتابية.

 يوجد ارتباط بين عالم الروح وعالم العيان. يعلّمنا الكتاب أن الفرح يطلق إيماننا، أما حالة القلق والاضطراب التي تحدث لبعض الناس يطفئ إيمانهم ظانين أن الأمر الذي يحدث لهم لا رجعة فيه، وهو لا يعلم إنه إن لم يقف ضد هذه المشاعر سيُصاب بارتباك في تفكيره وبأمراض.

 اعترف أحد أكبر أطباء القلب الأمريكيين إنه عندما كان يري قلب المرضى في عمليات القلب المفتوح ويرى جدران الأوعية الدموية وكأن بها خربشة، ولاحظ أن كل مريض من هؤلاء المرضى مُرتبِط دائمًا بحالة مِن الحزن والألم، وهي التي تجعل الدهون تتوزع بهذه الصورة في جسده، فالأمر لا يرتبط بعلو نسبة الكوليسترول ولا بالنظام الغذائي وممارسة الرياضة فقط، بدليل وجود رياضيين لديهم مشاكل صحية، فالأمر مرتبط بطرق فكرية. بلا شك يجب أن يكون الشخص مُنضبِطًا في غذائه وصحته، ولكن ليس عن خوف.

 يوجد بعض القناعات لدى الناس بسبب ما يرونه على الإنترنت مِن معلومات علمية وأنظمة غذائية ومعرفة عن التلوث وأضرار بعض الأغذية….إلخ، وعندما تريد أن تخبره عن الكلمة، لا تجد مساحة في أفكاره. يخبرنا الكتاب أن الرب يسوع وتلاميذه أكلوا مرة بأيدي غير نظيفة، لكنه رد على المُعترِضين قائلًا: “لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هذَا يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ”. (متى15: 11).

▪︎ أمور أرضية تؤثر عليك روحيًا:

“ثُمَّ عَادَ مَلاَكُ الرَّبِّ ثَانِيَةً فَمَسَّهُ وَقَالَ: «قُمْ وَكُلْ، لأَنَّ الْمَسَافَةَ كَثِيرَةٌ عَلَيْكَ». فَقَامَ وَأَكَلَ وَشَرِبَ، وَسَارَ بِقُوَّةِ تِلْكَ الأَكْلَةِ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً إِلَى جَبَلِ اللهِ حُورِيبَ”. (1 ملوك 19: 7-8).

 توجد أمور على الأرض لا يدري الناس إنها مُرتبطة بعالم الروح. يستطيع الملاك أن يطبخ طعامًا، حيث قَدَّمَ لإيليا طعامًا ساعده وقواه لفترة طويلة. توجد أشياء لها ارتباط بعالم الروح، وليس الأمر هو قصة أن فلان عمل عملاً (سحرًا)، لكن هل أنت مُحصَّن أم لا؟ بعض الناس يختلطون عن جهل بالعالم المملوء بالخطية، ويتأثرون نتيجة بعض الأشياء التي يأكلونها.

“فَمَاذَا أَقُولُ؟ أَإِنَّ الْوَثَنَ شَيْءٌ، أَوْ إِنَّ مَا ذُبحَ لِلْوَثَنِ شَيْءٌ؟ بَلْ إِنَّ مَا يَذْبَحُهُ الأُمَمُ فَإِنَّمَا يَذْبَحُونَهُ لِلشَّيَاطِينِ، لاَ للهِ. فَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ شُرَكَاءَ الشَّيَاطِينِ لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ شَيَاطِينَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَشْتَرِكُوا فِي مَائِدَةِ الرَّبِّ وَفِي مَائِدَةِ شَيَاطِينَ. أَمْ نُغِيرُ الرَّبَّ؟ أَلَعَلَّنَا أَقْوَى مِنْهُ؟” (1 كورنثوس 10: 19-22).

 إن كنت تسلك بطريقة صحيحة روحيًا، لن تتأثر بأي شيء، يمكنك الرجوع لعظات العلاقات لمزيد مِن الفهم. أنت تستطيع أن تغلق قلبك. توجد أشياء تؤثر عليك روحيًا مثل؛ السهر لوقت متأخر، بعض أنواع من الموسيقى، أو طعام يكون في شراكة مع أشخاص معينين؛ “فَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ شُرَكَاءَ الشَّيَاطِينِ”.

 لا يوجد ذبح للأوثان في وقتنا هذا، لكن يوجد ما يشبه ذلك، مِن الممكن أنْ يشجعك شخص لحضور فيلم في مكان تُقدَم فيه مشروبات معينة، أو ربما يفعل رجل أعمال هذه الأمور لكي يتماشى مع مَن حوله حتى لا يتأثر عمله، لكن يوضح لنا الكتاب إنك إن فعلت هذا فأنت تدخل في شراكة مع الأرواح الشريرة، لكنك لن ترى أعراض ذلك في الحال، بل تكتشف بعد مرور وقت أن هناك مثلًا حالة مِن العصبية، وأنت تفسرها بأنك مضغوط، ولا تعلم إن هذا روح شرير بدأ يسيطر على ذهنك، أو قد تجد أعراض مرضيّة معينة.

“لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَشْتَرِكُوا فِي مَائِدَةِ الرَّبِّ وَفِي مَائِدَةِ شَيَاطِينَ

 يعني هذا إنك في كل مرة تأخذ فيها شركة جسد الرب ودمه (وهذا هو اللفظ الصحيح كتابيًا لِما يطلقون عليه الناس لفظ “التناول”)، تحدث شراكة مع عالم الروح وليس الأمر هو مجرد طقوس بل هناك علاقة تحدث بين أمور مادية وأخرى روحية، فإن كانت الملائكة طبخت طعامًا لإيليا، فباستطاعة الشياطين -وهي ملائكة ساقطة- أن تفعل ذلك أيضًا.

 أخبرنا الراعي كريس ذات مرة إن طفلة أعطت لصديقتها لعبة جعلتها تُلبَس بأرواح شريرة. يحدث هذا أيضًا إن شاهدت فيديوهات معينة أو سمعت موسيقى ما وأنت تظن إنها بريئة لكن ما هو الروح الذي ورائها؟ رسم دافنشي صورة لعشاء الرب وكان هدفه توصيل أن الرب عابد وثن، فمائدة الفصح تختلف تمامًا عن المائدة المرسومة. وأشياء أخرى كثيرة نستخدمها دون أن ندري بمغزاها، مثل برنامج Burn الذي كان يُستخدَم مع الأقراص المضغوطة في الكمبيوتر، هذا البرنامج يُسمَى Nero وهذا اللفظ يأتي مِن نيرون الذي كان يحرق بيوت المسيحيين اضطهادًا لهم.

 يدخل عالم الروح في كل حياتنا لكن الناس لا تدري بذلك. هناك أيضًا بعض شعارات الدعاية التي ترتبط بعالم الروح، لذلك يخبرنا الكتاب إن مَن له الحكمة هو مَن سيكتشف مَن هو الوحش؛ “هُنَا الْحِكْمَةُ! مَنْ لَهُ فَهْمٌ فَلْيَحْسُبْ عَدَدَ الْوَحْشِ(رؤيا 13: 18). مع مَن تتحد؟ هل مع طرق إلهية في فكرك فتدخلك إلى حياة سلسة وسهلة، أم إنك تتّحد مع أرواح شريرة. يعود الأمر على طرق التفكير التي تتحرك فيها.

▪︎ كن جادًا في حب الكلمة:

 أمر هام آخر هو عدم حب الكلمة، يوجد البعض الذين يحتاجون أن ندفعهم حتى يدرسون الكلمة. كن جادًا لأن الأمر ليس اختياريًا، فأنت يجب أن تحب الكلمة لأن العواقب خطيرة؛ “الَّذِي مَجِيئُهُ (الوحش) بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ، وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ الإِثْمِ، فِي الْهَالِكِينَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ الْحَقِّ حَتَّى يَخْلُصُوا وَلأَجْلِ هذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ، لِكَيْ يُدَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا الْحَقَّ، بَلْ سُرُّوا بِالإِثْمِ.” (2 تسالونيكي 2: 9-12).

 “لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ الْحَقِّ” أي رفضوا أن يحبوا الحق ويدرسوا الكلمة ويدوسوا على أجسادهم التي يعطونها المجال، حتى لو الأمر يبدو ذبيحة في البداية؛ “تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً(رومية 12: 1). تم تقنين تعليم مُخفَف؛ إنك لا تحتاج إلا أن تتكلم مع الله في أي شيء، ووجد هذا الأمر رواجًا وانتشارًا لأنه سهل. لا يبتهج الجسد بأي أمر روحي إلا إن كان مُدرَّبًا على فِعله، لذلك فأي تعليم يستنير فيه الشخص ولم يكن لديه دراية به، مِن الطبيعي أن يتضايق الجسد في البداية، لكن يرتبط الأمر كيف ستكمل بعد أن أخذت تعليمًا كتابيًا.

 “بِكُلِّ خَدِيعَةِ الإِثْمِ” أي ستعمل كل طاقة الخداع على الناس في هذا الوقت، لأنهم رفضوا أن يحبوا الحق حينما كان متاحًا أمامهم. في كل مرة يُخدَع فيها الشخص مِن شيء معين، فهذا يعني وجود ركن مُظلِم في ذهنه وأفكاره، لم يكن يريد معرفة فكر الله فيه، أو كان يعرفه لكنه لم يسلك به لأنه يريد أن يلتزم.

 إن لم يكن هناك حب للكلمة عن عمد فهذا يعني إنك تفتح بابًا لإبليس ليخدع ذهنك، فتأخذ قرارات خاطئة وتفسر المواقف بصورة غير صحيحة فيها غيّْ وخداعٌ، لأنك رفضْتَ محبة الحق.

 إن شعرت بالملل مِن شيء بسبب قبول أفكار عن نفسك، فأنت تسمعها مِن مصدر واحد فقط لأنك غير مُعرَّض لأشعة الكلمة ولا توجد أي ردود على الأفكار التي تُرمَى عليك، لذلك تكون لها مصداقية إلى أن تأتي الكلمة وتفحص هذه الأفكار؛ “اَلأَوَّلُ فِي دَعْوَاهُ مُحِقٌّ، فَيَأْتِي رَفِيقُهُ وَيَفْحَصُهُ(أمثال 18: 17).

 يجب عليك أن تنظف ذهنك يوميًا بالكلمة بسبب الأفكار التي تُرمَى عليك دون قصد. لا تجري على نبوات مِن أشخاص، فقد يقول الشخص نبوات أحيانًا تكون كتابية وأحيانًا أخرى تكون مِن أرواح عِرافة، لذلك نرى ضحايا لمثل هؤلاء.

 ما هو الشيء الثابت الذي لا يجعلك تُخدَع أو تضل؟ أن تحب الحق فيتحول إلى حياة وسلوك، وهذه عملية فكرية وطريق. إن كنت تريد إصلاح حياتك فلابد أن تصلح طريقك، أي طريقة التفكير. إن كنت تفهم ما تقوله الكلمة وتسلك به، ستقول: “أنا تجري مِن بطني أنهار ماء حي لأني أعلم مَن أنا في المسيح”.

 ستستطيع أن تتعامل مع حالة الملل أو البغضة أو أي مشاعر سلبية أو أي أمور جسدية أو حتى التغيرات الهرمونية في المرأة، فالأخت المؤمنة لديها القدرة للسيطرة عليها. تسيطر الطبيعة الإلهية التي أخذناها على حواسنا ومشاعرنا وعدد ساعات النوم وعلى شهيتنا للطعام وعلى كل شيء، فقط علينا تفعيلها. يضل البعض ويتخذون قرارات خاطئة لأنهم لم يحبوا الحق ولم يسلكوا بحسب الكلمة، لذلك تُفرَض علية أفكار العالم ويحصد ثمرها.

▪︎ سبب ظلمة الفكر:

“إِذْ مَعْرِفَةُ اللهِ ظَاهِرَةٌ فِيهِمْ، لأَنَّ اللهَ أَظْهَرَهَا لَهُمْ، لأَنَّ أُمُورَهُ غَيْرَ الْمَنْظُورَةِ تُرىَ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ، قُدْرَتَهُ السَّرْمَدِيَّةَ وَلاَهُوتَهُ، حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ. لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلهٍ، بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ، وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ.” (رومية 1: 19-21)

 “أَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ” أي تحدث حالة من الظلمة الحقيقية على أفكارهم في عالم الروح، وربما لا يجد الشخص تأثيرها في الحال، فمثلًا؛ إن كان طالبًا، يجد نفسه لا يستطيع الاستذكار بسبب الظلمة التي على ذهنه. العلاج هو أن تعبد بكل قلبك وتستعمل لسانك للنطق بعد ذلك طبقًا لِما جاء في الكلمة.

 “لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلهٍ”؛ لم يعطوه المقدار الذي يستحقه. استبدل الناس العبادة بأشياء تافهة، وأحيانًا في وقت التسبيح تجد البعض صامتين. يوجد اعتقاد لدى البعض عن الكنيسة قبل الاختطاف؛ سيكون الناس يترنمون في الشوارع (سبق شرح ذلك في سلسلة الرب قريب). نعم ستكون الكنيسة مُشتعِلة ولكن ليس بالصورة التي يعتقدها الناس، يتعامل الناس بحالة مِن التخمين مع هذا الأمر بصورة تبدو كتابية.

 إن كنت في وقت عبادة، يجب أن تتفاعل معه بكل قلبك ولا تسكت، فلو كنت ترى الرب شخصيًا أمامك لن تقدر أن تمسك نفسك. تستطيع أن تذوق هذا عبر الصلاة بالألسنة والعبادة عن عمد، حتى وإن لم تشعر بها، فهي كلها أمور عكس الجسد. حينما تسلك بالروح في هذا الأمر ستجد إنك لا تستطيع إمساك نفسك، وستكون في حالة مِن الهيبة والتقدير الذي يصاحبه محبة عميقة، وذلك إن كنت مستمرًا في تفكيرك العميق في الكلمة، فالأمر ليس فقط في التسبيح، لكن الكلمات تؤثر فيك أكثر من الموسيقى والجو الذي حولك.

 كونك تعبد، فهذا مرتبط بإدراكك ليسوع، فلنفترض ظهور يسوع شخصيًا لك، بالتأكيد لن يفرق معك وجود موسيقى مِن عدمها، فالأمر يرتبط بإدراكك وليس بحالة الجو مِن حولك. تستطيع أن تعيش الجو الخاص بك كما كان بنو اسرائيل يعيشون أجواء مختلفة عن العالم بداخل عمود السحاب وعمود النار، والذي لم يكن في الحقيقة عمودًا، لكنه كان كالحائط أو الستار المحيط بالشعب ويجعله يعيش في حالة منعزلة في البرية، فلا يفرق معه ما هو حادث خارج هذه الأجواء.

 إن أدركت ذلك، ستفهم إنه ليست الظروف أو شريك الحياة أو غيرها تمثل أي سبب لتعطيلك الروحي، بل ستدرك إنك في حالة مِن الانعزالية بسبب وجود الروح القدس بداخلك. هذه كلها هي طرق تفكير، فيخبرنا الكتاب إن السلوك بالروح هو إضرام روحك الإنسانية، بمعنى أن يزداد اشتعالك وإدراكك الداخلي؛ “حَارِّينَ فِي الرُّوحِ..” (رومية 12: 11)، ولا يرتبط اشتعالك بالمرنم أو الترنيمة أو الموسيقى.

 اعتاد البعض أن يقوم بتشغيل ترنيمة لكي يصلي، لكن يجب أن تفطم نفسك مِن هذا الأمر، نعم تستطيع أن تفعله لكن دون اعتمادية. حينما تعبد اجعل الكلمة فقط هي ما تؤثر فيك. كنت أخدم منذ سنين طويلة في خدمة القرى، وحينما كنت أعزف في وقت التسبيح، كان هناك الكثير مِن الأصوات التي تخرج عن اللحن، فقال لي الروح القدس: “استمتع بالكلمات ولا تشمئز”، وهنا بدأت أتأمل كلمات الترنيمة باشتعال. إذًا يرتبط هذا الأمر بعملية فكرية.

▪︎ المواهب هامة ولكن..

 نجد إنه في كنيسة كورنثوس كانت هناك حالة مِن الهرج والمرج بسبب وجود المواهب الروحية ولكن بطريقة غير مُنظَمة، وكانوا يعتقدون إن هناك بعض المواهب أعلى وأهم مِن الأخرى، فكانوا يخلطون البشرية بالأمور الروحية، لذلك بدأ بولس ينظم لهم هذا الأمر؛

 “وَلكِنْ جِدُّوا لِلْمَوَاهِبِ الْحُسْنَى (الأفضل)” (1 كورنثوس 12: 31)، يعني هذا وجود مواهب أفضل مِن الأخرى طِبقًا للاحتياج. شرح بولس في نفس الإصحاح عدم وجود مواهب أفضل مِن الأخرى؛ “الأَعْضَاءُ الْقَبِيحَةُ فِينَا لَهَا جَمَالٌ أَفْضَلُ(1 كورنثوس 12: 23)، فمثلًا الكبد هو عضو قبيح في شكله لكنه ينتج مواد نحتاج مصانع لإنتاجها.

 ربما يعتقد البعض في موقف ما إن الأمر يلزمه موهبة الشفاء، ونجد الروح القدس له رأي آخر، فهو ضرورة أن يمتلئ هذا الشخص دراية وفهمًا كتابيًا، ومِن هنا يُشفَى، وهذه هي الطريقة الأفضل طِبقًا لهذا الإله وليس طِبقًا لأهوائي. “وَأَيْضًا أُرِيكُمْ طَرِيقًا أَفْضَلَ.(1 كورنثوس 12: 31)، حينما يقول “أيضًا” فهو لم يلغِ ما قاله، أي لم يلغِ المواهب، فكنيسة كورنثوس كانت ممتلئة بها، لكنهم كانوا في حالة أنانية ودخول البشرية في الأمر، لذلك بدأ بولس يعطيهم تعليمًا يختص بحالتهم؛ “أُرِيكُمْ طَرِيقًا أَفْضَلَ“.

 يقف البعض عند هذه الآية قائلين إن المواهب ليست شيئًا، ويفسرون ذلك بقول بولس “وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ، وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي، وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ(1 كورنثوس 13: 8)، لكن بولس كان يريهم طريقًا أفضل، وهذا لا يعني انتهاء المواهب أو إنها أقل، بدليل قوله “لأَنَّنَا نَعْلَمُ بَعْضَ الْعِلْمِ وَنَتَنَبَّأُ بَعْضَ التَّنَبُّؤِ”. (1 كورنثوس 13: 9)، أي إننا نستخدم هذه المواهب ليكون لدينا بعض المعرفة، إذًا بدونها لن يكون لدينا هذه المعرفة، لذلك فالمواهب أمر هام وحتمي.

 ما قاله بولس مِن تعليم في هذا الإصحاح، كان لوجود مشكلة في كنيسة كورنثوس وليس بصفة عامة إن المواهب ليست شيئًا هامًا أو إنها انتهت. الهدف الذي نريد أن نصل إليه هو إنه يوجد طريقًا أفضل لكل شخص يحتاج أن يتعلمه، فيحتاج البعض أن يتعلم عن المحبة أو عن الخضوع أو.. وهي حالة أفضل مما هو مشغول به ومُجتذِب تركيزه.

 يقع إصحاح المحبة (1كورنثوس 13) بين الإصحاحين الذَين يتكلمان عن المواهب، ويقصد الرسول بولس أن يصلح عندهم مبدأ المحبة، لذلك شرح عن الألسنة في (1كورنثوس 14) بعد ضبط أذهانهم عن المحبة. مِن هنا أسأل نفسي؛ ما هو احتياجي؟ هذه هي الطريقة التي كان الرب يسوع يتكلم بها مع الناس.

▪︎ الطريق الفِكري الذي تسلك فيه:

 نجد قصة سيمون الذي كان ساحرًا وقد قَبِلَ الرب يسوع، لكنه كان يحتفظ بأفكار مرارة ولم يتجدد ذهنه بعد، وظهر ذلك عندما رأى التلاميذ يضعون أيديهم على الناس فيمتلئون بالروح القدس ويصلون بألسنة؛ فبدأ يرى شيئًا أقوى مما كان يعرفه عندما كان ساحرًا.

 “وَسِيمُونُ أَيْضًا نَفْسُهُ آمَنَ. وَلَمَّا اعْتَمَدَ كَانَ يُلاَزِمُ فِيلُبُّسَ، وَإِذْ رَأَى آيَاتٍ وَقُوَّاتٍ عَظِيمَةً تُجْرَى انْدَهَشَ. وَلَمَّا سَمِعَ الرُّسُلُ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ أَنَّ السَّامِرَةَ قَدْ قَبِلَتْ كَلِمَةَ اللهِ، أَرْسَلُوا إِلَيْهِمْ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا، اللَّذَيْنِ لَمَّا نَزَلاَ صَلَّيَا لأَجْلِهِمْ لِكَيْ يَقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَلَّ بَعْدُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ، غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا مُعْتَمِدِينَ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. حِينَئِذٍ وَضَعَا الأَيَادِيَ عَلَيْهِمْ فَقَبِلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. وَلَمَّا رَأَى سِيمُونُ أَنَّهُ بِوَضْعِ أَيْدِي الرُّسُلِ يُعْطَى الرُّوحُ الْقُدُسُ قَدَّمَ لَهُمَا دَرَاهِمَ قَائِلًا: «أَعْطِيَانِي أَنَا أَيْضًا هذَا السُّلْطَانَ، حَتَّى أَيُّ مَنْ وَضَعْتُ عَلَيْهِ يَدَيَّ يَقْبَلُ الرُّوحَ الْقُدُسَ». فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «لِتَكُنْ فِضَّتُكَ مَعَكَ لِلْهَلاَكِ، لأَنَّكَ ظَنَنْتَ أَنْ تَقْتَنِيَ مَوْهِبَةَ اللهِ بِدَرَاهِمَ! لَيْسَ لَكَ نَصِيبٌ وَلاَ قُرْعَةٌ فِي هذَا الأَمْرِ، لأَنَّ قَلْبَكَ لَيْسَ مُسْتَقِيمًا أَمَامَ اللهِ. فَتُبْ مِنْ شَرِّكَ هذَا، وَاطْلُبْ إِلَى اللهِ عَسَى أَنْ يُغْفَرَ لَكَ فِكْرُ قَلْبِكَ، لأَنِّي أَرَاكَ فِي مَرَارَةِ الْمُرِّ وَرِبَاطِ الظُّلْمِ». فَأَجَابَ سِيمُونُ وَقَالَ: «اطْلُبَا أَنْتُمَا إِلَى الرَّبِّ مِنْ أَجْلِي لِكَيْ لاَ يَأْتِيَ عَلَيَّ شَيْءٌ مِمَّا ذَكَرْتُمَا. (أعمال 8: 13-24).

 “لأَنِّي أَرَاكَ فِي مَرَارَةِ الْمُرِّ وَرِبَاطِ الظُّلْمِ“، هذا هو التشخيص الذي جعل سيمون يقرأ الموقف بطريقة خاطئة، فكان لديه حالة مِن المرارة والألم الداخلي، هذا هو فكر قلبه الذي أدى به إلى طريق خطير فطلب أمورًا غير سليمة. كان تشخيص بطرس صائبًا فاكتشف الأمر الذي كان في قلب سيمون.

 حدث نفس هذا الأمر مع بطرس، فقد وبخ الرب حينما قال إنه سيُصلَب؛ “فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلًا: «حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ»” (متى16: 22-23)، ما الذي جعل إبليس يتكلم على فم بطرس؟ أعطى الرب تشخيصًا لهذا الأمر حينما قال له: “أنت تهتم بما للناس وليس بما لله”، مما يعني أن دوافع القلب غير النقية جعلت إبليس يسيطر على هذا الشخص.

 ما تفكر فيه، وحالة التخمينات وتحليل الأمور طوال الوقت. أنت لا تعلم إنك تسير مع أرواح شريرة، وهي تربطك بشباكها مما يؤدي فيما بعد إلى أمراض ومشاكل ولعنات، فتجد نفسك تنتهر المرض بينما أنت السبب فيه من جهة أخرى، مثل شخص يريد أن يخرج الفئران مِن شقته لكنه تارك ثغرات مفتوحة لدخولهم.

 ما هو جذر المشكلة؟ هو الطريق الفكري الذي يسلك الشخص فيه، وهذا ما رآه بطرس في سيمون حينما رأى حالة مِن المرارة والحزن في داخله، لكنه لم يقل له إن هذا بسبب ما حدث لك في الطفولة أو غير ذلك مِن أمور نفسية. لا يوجد في الكلمة ما يخبرنا أن نحاول الوصول إلى أعماق الشخص بما حدث في طفولته، فليس هذا علاجًا كتابيًا.

 أخبر بطرس سيمون بالتشخيص إنه مُتمسِك بفكر معيَّن بعد أن قَبِلَ يسوع. مكوثك أمام الكلمة هو ما سيعالج أفكارك، فالكلمة تجدد ذهنك وتخلصك مِن أي أفكار غير كتابية. كلما تكتشف مبادئ في الكلمة، كلما تعرف كيف تسير الأمور.

 “حِكْمَةُ الذَّكِيِّ فَهْمُ طَرِيقِهِ، وَغَبَاوَةُ الْجُهَّالِ غِشٌّ.(أمثال 14: 8)، الذكي؛ هو الفاهم الكلمة، لذلك فحكمته تجعله يفهم طريقه، وهذا ما يهدف إليه الرب، أن تفهم الطريق وتعرف ما حدث في حياتك، أو كيف تتحاشى حدوثه، وذلك عن طريق الحكمة الإلهية وليست البشرية.

 توجد أمور فيها شوائب عالمية فكرية جسدية تؤثر على حياة الناس، وأحيانًا يقبلها البعض مِن كبار السن تقديرًا لهم. بلا شك يعلمنا الكتاب أن نهاب كبار السن، لكن افحص أفكارك ومبادئك مِن أين تأتي.

 إن كنت ترى نفسك ضئيلًا وتنطق بكلمات سلبية عن نفسك، ستأكل مِن ثمر ما تفكر فيه، لكن حينما تنطق بكلمات الله قائلًا: “أنا أحتوي حياة الله، أنا أُخرج البر، أنا أستطيع التعامل بطريقة صحيحة، أنا لدي الحكمة للتصرف، وحتى إن أخطأت فهذه ليست مشكلة، أنا أرفض الحزن والاكتئاب، سأسعى أن أتعلم الأمر بطريقة صحيحة، وسيساعدني الروح القدس..”، حينما تفكر وتتكلم بهذه الطريقة ستجد نتائج، حتى وإن حدثت تدريجيًا.

 ترتبط أمور حياتك بما تخرجه مِن فمك، وليس بصعوبة الظروف، كن مُدرِكًا أن “اَلْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ فِي يَدِ اللِّسَانِ، وَأَحِبَّاؤُهُ يَأْكُلُونَ ثَمَرَهُ“. (أمثال 18: 21). لا يدرك العالم ذلك، لكن هناك مَن انفتح على عالم الروح وأدرك هذا. حينما يقبل عبدة الشياطين الرب يسوع، فهم يخبرون بأنهم يتعاملون بطرق فكرية وكلمات معينة، ثم يفرضون هذا التأثير على الآخرين.

 ما هو المنهج الفكري الذي بذهنك؟ ضع الروح القدس أمامك فيجعلك تفهم طريقك. تقول كلمات ترنيمة شهيرة: “أجهل ما سوف يأتي”، لكننا نستطيع أن نقول: “لست أجهل ما سوف يأتي”، لأني الآن أفهم الكلمة، وأعرف أن طريقي صحيح وممتلئ بالبر والنور، وليس بالخوف والتعاسة، فقد جعلنا الروح القدس نفهم الطريق. إن سلك الشخص بجهل للكلمة فسيعاني في هذه الحياة.

 يجب أن ترى كل شيء مِن عالم الروح، ولا تعطِ انتباهًا لما يقوله الناس عنك إنك شخص روحاني وغيرها مِن الكلمات التي تخاف أن تسمعها ممن حولك، فإن أعطيتهم انتباهًا ستتأثر وتبدأ في إخفاء أمرك، وهنا أنت تتدرب تدريجيًا على السلوك بعدم حماس في الأمور الإلهية.

 يريدك الروح القدس أن تكون فاهمًا للأحداث وعارفًا الطريقة ومُدرِكًا إنه مسألة وقت وسيُنجَز الأمر، وتنتهي لغة الكلام التي تقول فيها: أنا لا أدري ماذا يحدث؟ أو لماذا لا تحدث استجابة رغم كثرة صلاتي؟ هذه اللغة تساوي عدم وجود رصيد مِن الكلمة لديك، لكن لا تقلق، فقط ادرس الكلمة فتصل لمعرفة الطريق. أليس هذا الإله رائعًا، فإنه عرَّفنا طرق الحياة نتيجة لما عمله يسوع. لا يستطيع العالم مهما كانت أفكاره أن يعرف الطريق، فهو يعاني ويتخبط.

“وَأَمَّا الرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ لاَ يُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ، لأَنَّهُ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ فَيُعَلِّمَهُ؟ وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ.” (1 كورنثوس 2: 15-16).

 إن كنت تسلك بالروح ستستطيع أن تحكم مِن رصيد الكلمة، فالروح القدس هو مَن يكشف لنا. “مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ”، توجد هذه الآية في العهد القديم في (إشعياء 40)، لكن الرسول بولس رد عليها قائلًا: “وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ” أي لدينا عقلية المسيح ونفس طريقة تفكيره التي أباح بها في الكلمة.

 “تُعَرِّفُنِي سَبِيلَ الْحَيَاةِ(مزمور 16: 11)، يذكر العهد القديم لفظ “سبيل” بالمفرد، لأنه كان يتكلم عن القيامة، لكنه في العهد الجديد قال: “عَرَّفْتَنِي سُبُلَ الْحَيَاةِ(أعمال 2: 28)، ذكر لفظ “سُبُل” بالجمع لأننا أخذنا الطبيعة الإلهية، ولم يعد هناك شيء مُحير.

“مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ، وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ (متى 7: 14).

 يتحدث الرب هنا عن شعب الله، فقليلون هم الذين سيقبلونه، ولا يتحدث هنا عن العالم، فهذه الآية لا تخص العالم، فيخبرنا الكتاب أن كثيرين سيُبرَرون بسببه؛ “..بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ(إشعياء 53: 11)، إذًا فعندما كان الرب يتحدث عن ضيق الباب وصعوبة الطريق، فهو كان يقصد خطوة قبول يسوع مِن اليهود في زمن وجوده، وبالفعل قليلون هم الذين دخلوا، أما الكثيرون فقد خافوا لأنهم اهتموا برأي الناس.

 “بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ” يتبرر الكثيرون بموت وقيامة الرب يسوع، ويعيشون بالحياة الإلهية هنا على الأرض، ولا يعني هذا عدم وجود تحديات أو مشاكل، لكننا لابد أن نعرف أن الباب الضيق كان المقصود به شعب إسرائيل في زمن الرب يسوع، وليس العالم أو الكنيسة، وسيتم استبدال هذه الآية في سبع سنوات الضيقة حينما يقبل اليهود الرب يسوع أَنَّ الْقَسَاوَةَ قَدْ حَصَلَتْ جُزْئِيًّا لإِسْرَائِيلَ إِلَى أَنْ يَدْخُلَ مِلْؤُ الأُمَمِ”. (رومية 11: 25).

هذا وقت أن نقبل عمل يسوع ونسلك فيه بقوة ونسير بذهن المسيح وقوة الروح القدس.

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$