القائمة إغلاق

المحبة الواهبة – الجزء 4 The Giving Love – Part

 

 

لمشاهدة العظة على الفيس بوك أضغط هنا 

لسماع العظة على الساوند كلاود أضغط هنا 

لمشاهدة العظة على اليوتيوب

video
play-sharp-fill
   
video
play-sharp-fill

(العظة مكتوبة) 

المحبة الواهبة – الجزء 4

  • محبة مُوَجَّه للجميع.
  • يمكنك الاستناد على حبه لك لتنتصر.
  • هبات هذه المحبة المعطاءة:
  • أولاً، أعطت قيمة للإنسان.
  • ثانيًا، أعطتنا أن نصبح أولاد الله.
  • ثالثًا، أعطانا الروح القدس ليسكن بداخلنا.
  • أُعطي لك الروح بلا حدود لأنك من فوق.
  • ما هو دور الروح القدس بداخلنا؟
  • الروح في داخلك سر المجد.
  • كيف تستوعب الكلمة بمستويات عالية؟
  • ما هو سر قوتك؟

 

  • محبة مُوَجَّه للجميع:-

المحبة الواهبة هي أساس وجذر القوة الإلهية، إبليس هو أول مَن عرف هذه المحبة ورأى أن الله لا يفكر في ذاته، لكنه لم يستفد منها، هذه المحبة موجهه ومعروضة على كل شخص مثل الجاذبية الأرضية.

أوضحت سابقًا أن كل الأمور الروحية وما في العالم الروحي ظاهر وله تشبيه في الأمور الأرضية: “لأَنَّ أُمُورَهُ غَيْرَ الْمَنْظُورَةِ تُرىَ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ…” (رومية ١: ٢٠) المحبة مثل الجاذبية الأرضية لا تنتقي ولا تميز الشخص سواء شرير أو صديق، الكل متأثر بها، أي أنّ كل شخص مُعَرّض لها.

 ربما تسأل إن كانت هذه حقيقة، لماذا تحدث معي كل هذه الأمور السلبية؟ أشجعك أن تتصفح موقعنا (الحق المغير للحياة) وستجد مقالات وعظات لتدرس الكلمة وتعرف فكر الله، للإجابة على هذا التساؤل عليك أن تفهم مَن وراء هذا التحطيم الحادث بحياتك، إنه إبليس. محبة الله لا تتغير ولا تنقص ولا تبرد لأن المحبة الإلهية ثابتة وقوية، لا يمكن أن تنطفئ لأنها غزيرة جدًا ومعطاءة.

  • يمكنك الاستناد على حبه لك لتنتصر:-

٣١ فَمَاذَا نَقُولُ لِهذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟ ٣٢ اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟ ٣٣ مَنْ سَيَشْتَكِي عَلَى مُخْتَارِي اللهِ؟ اَللهُ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُ. ٣٤ مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ اَلْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضًا، الَّذِي هُوَ أَيْضًا عَنْ يَمِينِ اللهِ، الَّذِي أَيْضًا يَشْفَعُ فِينَا. ٣٥ مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ ٣٦ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ». ٣٧ وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. ٣٨ فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً، ٣٩ وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا” (رومية ٨: ٣١-٣٩).

٣١فَمَاذَا نَقُولُ لِهذَا؟” يقصد بكلمة “لهذا” أي ماذا نقول بعد كل ما سبق وشرحه من بداية الإصحاح، “٢٩ لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ. ٣٠ وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ، فَهؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ، فَهؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ بَرَّرَهُمْ، فَهؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضًا” (رومية ٨: ٢٩، ٣٠).

“٣٠ فَهؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضًا أخطأ الإنسان وأعوزه مجد الله، تحدثت في سلسلة “المجد الحالي بالقيامة” أن الله مَجّدَ الإنسان عبر انحيازه وتقديره له، جاء لفظ “مجدهم” في الماضي أي أنها حدثت وتمت بالفعل.

 “٣١فَمَاذَا نَقُولُ لِهذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟” يتحدث بصيغة استفهامية استنكارية وليس خبرية، اجعل هذه الكلمات تدخل وتجدد ذهنك.

يأتي العدد الخامس والثلاثون هكذا في الأصل اليوناني: من سيفصلنا عن محبة المسيح؟ هل الظروف أم الاضطهادات أم المواقف؟ مع العلم أنه يتكلم عن الاضطهادات للكنيسة لأنه يقول “أننا من أجلك نمات كل النهار”. وليس أن تكون حياة الإنسان تعيسة، أي شخص يستطيع أن يكون غالب ومنتصر إن سلك مع هذا الإله.

٣٧ وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا” هذا هو نهاية الطريق الذي أنت تسلكه، نهاية منتصرة بالذي أحبك.

 إن اكتشف شخص أن شريك حياته يخونه، أو إن سُرِقتَ، أو كنت تعاني من مرض… أي كانت الفاجعة أو المشكلة التي من المحتمل أن تمر بها، إن لم يكن لديك رصيدًا كافيًا من كلمه الله لن تستطيع أن تصلي وترى نهاية الموقف، لكن الكلمة تعلمنا أننا منتصرون يعظم انتصارنا في كل المواقف وليس بعضها، بل في جميعها!

 المحبة هي الرصيد الذي يمكنك أن ترتكز عليها لتنتصر، لهذا سأل الرسول بولس هذه الأسئلة تحديدًا: “مَن علينا؟ مَن سيشتكي؟ مَن يدين؟ مَن سيفصلنا من المحبة الأبدية؟”.

٣٥ مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟” ليس المقصود هنا محبتك لله وأن مهما حدث لك لا تترك محبتك للرب، لا.. هذا شرح غير صحيح، إنما المقصود هنا محبة الله لك. الترجمة الأصلية توضح أن الله لن يتركك أبدًا، لا توجد احتماليه لهذا.

 لا يوجد قوة على وجه الأرض تستطيع أن تضعف جذب هذه المحبة تجاهك وانحصارك فيها، ربما لا ترى هذه المحبة في حياتك نتيجةً لعدم معرفتك بهذه المبادئ سابقًا، فجاءت ظروف الحياة وطبقت عليك وظننت خطئًا أنها مشيئة الله لك.

٣٨ فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ..وَلاَ.. وَلاَ…تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا” يوجد عوالم وخلائق أخرى كما ذكرت في (سلسلة الرب قريب) ورؤساء وقوات وأمور حاضرة ومستقبلة لكنها لا تستطيع فصلك عن هذه المحبة، الشخص الوحيد الذي يستطيع ابعادك عن هذه المحبة هو أنت.

تذكر الذي لم يشفق على ابنه لأجلك، لا تظن أن الأمر سهلاً على الآب أن يُقدِم ابنه، فهذه الكلمة تكشف لنا أعماق الآب إنه أعطى وبذل. إن درست السلاسل التي تحدث فيها عن القيامة وعن اسم يسوع ستعرف كيف عانى يسوع بنزوله الهاوية وأخلى نفسه لكي لا يكون أعلى منّا ويقدر أن يفدينا، انفصل عن الآب من أجلك. كُشفَ لبولس ويليه يوحنا هذه الأسرار السماوية، وهو يعلم جيدًا أن الآب لم يبخل عنا بابنه.

 لم ينظر يسوع بمعّزٍة لنفسِه (فيلبي ٢: ٦-١١)، عليك أن تستسمن هذا العمل، بنفس هذا المقدار تستطيع أن تستند على هذه المحبة الباذلة في مواجهه مواقف الحياة لأن رصيدك هنا بالذي أحبك وبذل نفسه لأجلك. إن أردت أن تصلي بطريقة صحيحة لظروفك عليك أن ترى ما يريده الرب لك، تخيل أنّ شخص ما ركب وسيلة مواصلات لكنه لا يعلم إلى أين يذهب! كذلك مَن يصلي ولا يعرف كيف يصلي ولا يتوقع النتائج.

 ما لم تُلسَع من محبة الله لن تعرف أن تعيشها، مثل الكهرباء التي ربما سمعت عنها لكن لم تلمسها. التلامس مع محبة الله هو اختبار استنارة، تعرف أنك مفعول به في هذه المحبة. لذا فكر فيها طوال الوقت، وفكر كيف توصلها للآخرين.

خوذة الخلاص هي تحصين أفكارك في مواجهة المواقف بهذه المعرفة، إن كنت تواجه تحديًا وعلى الحافة طبيًا أو ماديًا؛ حصِّن ذهنك بخوذة الخلاص، يمكنك ألا تمر على هذا الضغط الفكري. وعظت منذ سنين عن البر الذي من ضمن بركات ادراكه أن تفكر بشكل صحيح ولا تشعر بالضغطة أبدًا.

لا أعني أنك لن تحارب بأفكار ضغطة، لكن سيكون صوت الكلمة أعلى بداخلك، مثل شخص يسكن بجوار محطة القطار، والصوت مزعج لكنه اعتاد عليه ولم يعد يشكل له مشكلة ويمكنه أن ينام ويركز في ظل وجوده.

بينما تتدرب تحت يد الروح القدس والكلمة تصير بشر غير عادي، لديك إدراك وفهم غير عادي، لا يوجد شيء يغضبك ولن تحاول أن تحارب الزعل من الأساس، تحصين أفكارك بخوذة الخلاص يأخذك لهذا المستوى. يعظم انتصارك في هذه الحياة وليس في السماء. لا يوجد ما يهددك في الحياة أنت فقط منتصر، يعظم انتصارنا بالذي أحبنا. الكلمة تعني ما تقوله “انتصار” بمعنى انتصار وقوة وسيطرة، وليس شعور تخديري. وهذا ما رأيناه في حياة يسوع هنا على الأرض.

 ما هو رصيد انتصارك؟ إنه المحبة! لكن عليك أن تكتشفها، وأكرر هي ليست اختبار مشاعري وبكاء، هذا حال الطفل الروحي الذي يعتمد على الحواس، إنها أعمق بكثير من هذا، إنْ داعب الروح القدس ولاغي مشاعرك فهذه مرحلة إلى أن تنضج.

يستخدِم كثيرون صلوات وآيات وترانيم ليتذكروا اختبار حدث معهم. لا تضع نفسك في هذا القالب لا تخدع ذاتك، فأنت في حضور الله طوال الوقت ومغمور بمحبة فائقة لا يمكن للمشاعر احتمالها، كما لا يمكن توصل جهاز ١٢ فولت على ٢٢٠ فولت وإلا سيحترق، هكذا روحك وحدها هي التي تستطيع تحمل محبته وتدركها.

الله روح، وخامة المحبة روحية لذا روحك هي التي تستطيع التواصل مع محبة الله وتدركها. كذلك أيضًا الخطية روحية لأنها طبيعة. المحبة هي مبادئ تحتاج أن تفهمها حتى يكون لديك أساس متين في الصلاة لتصلي بفهم دون شك واحتمالية فشل، لا خزي لشخص يسير بالكلمة، وستفهم أنك لا تحتاج أن تترجى الرب وتبكي لتستدر عطفه.

  • هبات هذه المحبة المعطاءة:-
  • أولاً، أعطت قيمة للإنسان:

فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذكُرَهُ؟ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ؟” (المزامير ٨: ٤)

  • ثانيًا، أعطتنا أن نصبح أولاد الله:

 “اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ” (١ يوحنا ٣: ١).

 رسائل يوحنا لها علاقة وثيقة بإنجيل يوحنا، لذلك بعض الكلمات لا يمكن فهمها إلا بالرجوع للإنجيل الذي كتبه.

اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ” أي أنظروا ما هي خامة ونوعية هذه المحبة، حتى يضع طبيعته فينا. عندما تتأمل في هذه المحبة ينبغي أن تفكر في ذلك، قد وضع طبيعته فيَّ، وُلدِت منه، صرت ابنه، جعلني في مكانة أعلى من الملائكة، ينظر لي أنني ابنه.

٧ فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضًا أَنْ يَمُوتَ. ٨ وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا” (رومية ٥: ٧، ٨).

 ٧ فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ” لأن الأمر ليس سهلاً ولكنه يحتاج لجسارة وشجاعة.

“١٣ لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ” (يوحنا ١٥: ١٣).

 أخذ الرب التعاسة والحزن والفقر وكل ما عانى منه الإنسان، لم ينحصر كل اهتمام الرب في أن يرفع الخطية كي تدخل السماء، هذه نظرة ضيقة وخطيرة جعلت أجيال عدة تعتقد أن السماء هي الحل لمعاناتهم، ولم تفهم أن ما يمتلكونه في المسيح هو ضخم وعظيم.

قال يوحنا: “اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ!” ما معنى هذا الكلام عند شخص دارس الشريعة ودارس كتابات الأباء بدايًة من أدم وما كتبه وأخنوخ؟ سنفهم هذا من الشاهد التالي:

٢٦ولكنكم لستم تُؤْمِنُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي، كَمَا قُلْتُ لَكُمْ. ٢٧ خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. ٢٨ وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. ٢٩ أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. ٣٠ أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ». ٣١ فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضًا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. ٣٢ أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي. بِسَبَبِ أَيِّ عَمَل مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟ ٣٣ أَجَابَهُ الْيَهُودُ قَائِلِينَ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَل حَسَنٍ، بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلهًا» ٣٤ أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟” أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ ٣٥ إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لأُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللهِ، وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ” (يوحنا ١٠: ٢٦-٣٥).

“٣٢ أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي. بِسَبَبِ أَيِّ عَمَل مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟” كان الرب يسوع جرئًا يستطيع الردِ، على عكس ما يظنه الناس أن المؤمن لا يمكنه أن يجيب على الآخرين.

“٣٤ أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟” فهم اليهود إنه كون الرب قال “٣٠ أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ” أنه هو الله، فتناولوا الحجارة ليرجموه، ومع ذلك لما يتراجع الرب عن المعنى الذي فهموه بل وأضاف المزيد من الشرح مستشهدًا بما قاله كاتب المزمور الثاني والثمانون ولا يمكن أن ينقض المكتوب:

 ” ١ اَللهُ قَائِمٌ فِي مَجْمَعِ اللهِ. فِي وَسْطِ الآلِهَةِ يَقْضِي: ٢ «حَتَّى مَتَى تَقْضُونَ جَوْرًا (حكم خاطئ) وَتَرْفَعُونَ وُجُوهَ الأَشْرَارِ؟ سِلاَهْ. ٣ اِقْضُوا لِلذَّلِيلِ وَلِلْيَتِيمِ. أَنْصِفُوا الْمِسْكِينَ وَالْبَائِسَ. ٤ نَجُّوا الْمِسْكِينَ وَالْفَقِيرَ. مِنْ يَدِ الأَشْرَارِ أَنْقِذُوا ٥ «لاَ يَعْلَمُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. فِي الظُّلْمَةِ يَتَمَشَّوْنَ. تَتَزَعْزَعُ كُلُّ أُسُسِ الأَرْضِ. ٦ أَنَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ”(المزامير ٨٢: ١-٦)

 هذا هو معنى كلمه “ابن الله” أي أنه أخذ ذات الطبيعة الإلهية، وعندما نعود لأقوال الأبائيات قبل عصر الهرطقات تجد أن أحدهم ذكر: “صار الله إنسانًا كي يصير الإنسان إلهًا” ليس المقصود هنا أن تكون إلهًا وتُعبَد مِن الآخرين إذ يتضارب هذا المفهوم مع كلمة الله بعديها القديم والجديد.

لكي تفهم المعنى الصحيح أنظر مرة أخرى ليوحنا ١٠، “٣٥ إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لأُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللهِ…” شارك الرب فكرهُ مع الإنسان ليفكر مثله فأصبح في ذات المستوى مع الله، تخيل معي إن شاركتَ حيوان بحياتك وأفكارك ففي هذه اللحظة أنت تتدنى وترفع من شأنه. لكن عندما يفعلها الله مع الإنسان فهو لم يخطئ لأنه يراه في المكانة المرتفعة حيث يُمكن مشاركته بأفكاره.

أضف على هذا أننا صرنا شركاء الطبيعة الإلهية بعد قيامة الرب يسوع، إن كان قال آلهة عن أولائك الذين شاركهم بأفكاره وأصبحوا في ذات الرتبة معه، فكم بالحري مَن صاروا شركاء الطبيعة الإلهية. هل فهمت الآن معنى وضخامة أن نُدعى أولاد الله؟! تأمل ما جودة هذه المحبة! لهذا أمسك اليهود الحجارة ليرجموه لأن معنى كلامه إنه مساوي للآب.

“١٧ فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ». ١٨ فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلاً نَفْسَهُ بِاللهِ. ١٩ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ” (يوحنا ٥: ١٧-١٩).

عندما قال الرب: “أبي يعمل…” أراد اليهود أن يقتلوه لأنه جعل نفسه معادلاً ومساويًا للآب، ومع ذلك لم يَخَف الرب منهم بل استمر في كلامه موضحًا إنه يعمل أعمال أبيه التي يراها. كيف جعل الله الإنسان في رتبته؟ عبر أن شاركه كلمته.

 نعم سيظل الرب هو الله وهو الذي يُعبَد، لكن الإنسان صار في علاقة وتواصل معه وهذا لم يفعله مع الملائكة، فهو لم يعطيهم كلمته لم يمنحهم الخلاص، لم يمد يده للملائكة لكنه ساعدنا نحن (عبرانيين ٢: ١٦)، لذا افهم محبه الله الضخمة المحيطة الغامرة المعطاءة، أعطانا ابنه أعطانا ذاته.

  • ثالثًا، أعطانا الروح القدس ليسكن بداخلنا:

لم يُعطِنا الله طبيعته في أرواحنا فقط بل أيضًا روحه القدوس، ما الفرق بين الإثنين؟ الأمر يشبه طفل مولود من أبويه بنفس الجينات، والفصيلة الخاصة بطبيعة البشر، لكن يختلف الأمر عندما يضع الأباء كل أفكارهم في ذهن وروح الطفل. فالمرحلة الأولى أخذ فيها الطفل الطبيعة البشرية، أما الثانية فقد أخذ الجوهر الفكري، أي روح الأم والأب.

كثيرًا ما نستخدم مفهوم “الروح” بمعنى روح الشيء مثلما نقول: “روح القانون” أي لُب القانون أي الهدف منه أن يحقق العدل. لم يُعط الرب فقط طبيعته للإنسان وهو ميلاد حرفي له وليس فقط تنقيه أو تحسين لنوعه، بل وهبنا أيضًا روحه ليسكن فينا.

 “٦أَنْ لاَ يَتَطَاوَلَ أَحَدٌ وَيَطْمَعَ عَلَى أَخِيهِ فِي هذَا الأَمْرِ، لأَنَّ الرَّبَّ مُنْتَقِمٌ لِهذِهِ كُلِّهَا كَمَا قُلْنَا لَكُمْ قَبْلاً وَشَهِدْنَا. ٧ لأَنَّ اللهَ لَمْ يَدْعُنَا لِلنَّجَاسَةِ بَلْ فِي الْقَدَاسَةِ. ٨ إِذًا مَنْ يُرْذِلُ لاَ يُرْذِلُ إِنْسَانًا، بَلِ اللهَ الَّذِي أَعْطَانَا أَيْضًا رُوحَهُ الْقُدُّوسَ. ٩ وَأَمَّا الْمَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ فَلاَ حَاجَةَ لَكُمْ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنْهَا، لأَنَّكُمْ أَنْفُسَكُمْ مُتَعَلِّمُونَ مِنَ اللهِ أَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا” (١ تسالونيكي ٤: ٦-٩).

 يخبرهم هنا بولس الرسول: “أن مَن يرفض كلامنا لا يرفضنا نحن بل الرب الذي أعطانا روحه القدوس، لذا يجب أنْ نُقَدَّر كرُسل للمسيح، ليس هذا فقط بل يجب أن تقدروا إخوتكم في المسيح ولا تشتهوا زوجاتهم”

استنادًا على هذا القول، فأي إساءة تتعرض لها لم توجه لك فقط بل للروح القدس ذاته الذي يسكن بداخلك، والسبب إنه أعطاك روحه القدوس. يظن البعض أن كونه أخطأ تجاه أولا الله ولم يسقط ميتًا في الحال أن الأمر يمر عادي ولا يوجد عواقب لما فعله.

مثلما يقول سفر الجامعة: “لأَنَّ الْقَضَاءَ عَلَى الْعَمَلِ الرَّدِيءِ لاَ يُجْرَى سَرِيعًا، فَلِذلِكَ قَدِ امْتَلأَ قَلْبُ بَنِي الْبَشَرِ فِيهِمْ لِفَعْلِ الشَّرِّ” (الجامعة ٨: ١١). لأنه لم يرَ قضاءً فوريًا استباح الشر، كذلك مَن لا يهتم ويدرس الكلمة بشكل يومي ويظن أنه في أمان ولا يعلم أن إبليس يجهز له كارثه. ينبغي أن تفهم هذا جيدًا: أي شيء يُفعل معك هو يتم تجاه الرب شخصيًا.

 “وَمَنْ يَحْفَظْ وَصَايَاهُ يَثْبُتْ فِيهِ وَهُوَ فِيهِ. وَبِهذَا نَعْرِفُ أَنَّهُ يَثْبُتُ فِينَا: مِنَ الرُّوحِ الَّذِي أَعْطَانَا” (١ يوحنا ٣: ٢٤).

“بِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نَثْبُتُ فِيهِ وَهُوَ فِينَا: أَنَّهُ قَدْ أَعْطَانَا مِنْ رُوحِهِ” (١ يوحنا ٤: ١٣)

كيف تعرف أنه يسكن فيك باستمرار وأنت فيه؟ من الروح الذي أعطاه لك وسَكَن فيك، هذا الأمر مُقَدّر في اللكمة.

نَثْبُتُ فِيهِ وَهُوَ فِينَا” تعني السكنى والاستقرار والبقاء والاستمتاع بالعلاقة.

  • أعطي لك الروح بلا حدود لأنك من فوق:-

“٢٧أجَابَ يُوحَنَّا وَقَالَ: «لاَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ السَّمَاءِ. ٢٨ أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ: لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ بَلْ إِنِّي مُرْسَلٌ أَمَامَهُ. ٢٩ مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ، وَأَمَّا صَدِيقُ الْعَرِيسِ الَّذِي يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ فَيَفْرَحُ فَرَحًا مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْعَرِيسِ. إِذًا فَرَحِي هذَا قَدْ كَمَلَ. ٣٠ يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ. ٣١ اَلَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ، وَالَّذِي مِنَ الأَرْضِ هُوَ أَرْضِيٌّ، وَمِنَ الأَرْضِ يَتَكَلَّمُ. اَلَّذِي يَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ، ٣٢ وَمَا رَآهُ وَسَمِعَهُ بِهِ يَشْهَدُ، وَشَهَادَتُهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُهَا. ٣٣ وَمَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ أَنَّ اللهَ صَادِقٌ، ٣٤ لأَنَّ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمِ اللهِ. لأَنَّهُ لَيْسَ بِكَيْل (بحدود) يُعْطِي اللهُ الرُّوحَ. ٣٥ اَلآبُ يُحِبُّ الابْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ. ٣٦ الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ»” (يوحنا ٣: ٢٧-٣٦).

٣١ اَلَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ، وَالَّذِي مِنَ الأَرْضِ هُوَ أَرْضِيٌّ، وَمِنَ الأَرْضِ يَتَكَلَّمُيتحدث هنا يوحنا عن مكانه الشخص هل هو أرضي أم سماوي، هذا ما يهم حقًا. هذا الشاهد مرتبط بالشاهد التالي:

 “١أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ. ٢ بِهذَا تَعْرِفُونَ رُوحَ اللهِ: كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، ٣ وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ، فَلَيْسَ مِنَ اللهِ. وَهذَا هُوَ رُوحُ ضِدِّ الْمَسِيحِ الَّذِي سَمِعْتُمْ أَنَّهُ يَأْتِي، وَالآنَ هُوَ فِي الْعَالَمِ. ٤ أَنْتُمْ مِنَ اللهِ (أي خارجين منه) أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، وَقَدْ غَلَبْتُمُوهُمْ لأَنَّ الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ. ٥ هُمْ مِنَ الْعَالَمِ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ يَتَكَلَّمُونَ مِنَ الْعَالَمِ، وَالْعَالَمُ يَسْمَعُ لَهُمْ. ٦ نَحْنُ مِنَ اللهِ. فَمَنْ يَعْرِفُ اللهَ يَسْمَعُ لَنَا، وَمَنْ لَيْسَ مِنَ اللهِ لاَ يَسْمَعُ لَنَا. مِنْ هذَا نَعْرِفُ رُوحَ الْحَقِّ وَرُوحَ الضَّلاَلِ. “(١ يوحنا ٤: ١-٦)

٥ هُمْ مِنَ الْعَالَمِ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ يَتَكَلَّمُونَ مِنَ الْعَالَمِ” هذا ما قاله يوحنا في إنجيله، مَن هو مِن السماء يتحدث من السماء وفوق الجميع، ومَن هو مِن الأرض يتحدث لغة الأرض، هذا يعني أن كلماتك تختلف عن البشر العادي لأنك من السماء أي من الله.

 أنت من السماء، ومن هو من السماء هو فوق الجميع، هذا لا يعني أن تتكبر على الناس، لكن المقصود أنّ طبيعتك مختلفة، لا يوجد شيء يستطيع أن يغلبك، بداخلك أسد في روحك، لا يستطيع العالم أن يفهمك لأنك تتحدث وترى أمور من السماء، لا يمكن للعالم أن يراها. لديك القدرة لقراءة المواقف بشكل مختلف، تعرف المشكلة الأساسية في الاقتصاد، الأسعار وكل المجالات ليس كما يفسر العالم إنه بسبب أزمة كورونا أو غيره.

لا تتكلم مثل العالم “إن سلًمت على فلان سأخذ عدوى منه” ولا أعني بكلامي أن تُغير كلماتك وما في داخلك يبقى كما هو، ولكن حقًا تتكلم لغة السمائيين وترى المواقف من السماء، أبناء السماء أعطي لهم الروح بلا حدود وبكامله.

“٩ فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا. ١٠ وَأَنْتُمْ مملوئون فِيهِ، الَّذِي هُوَ رَأْسُ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ” (كولوسي ٢: ٩، ١٠).

أنت ممتلئ بالألوهية، ليس عن يسوع فقط الذي فيه يحل كل ملء اللاهوت، ولكن أنت أيضًا مملوء فيه. حسب ما ذُكِرَ في الأبائيات أن إبليس ظن عن الله إنه نقص عندما أعطى من طاقته للملائكة والطبيعة. واعتقد إنه إن أخذ عدد من الملائكة معه هذا سيسقط الله.

كما يُعتَقد في بعض العبادات التي فيها يأخذ العابد من الاله فينقص، كما في أفلام وفيديوهات الأطفال من الثقافة اليونانية، هذه ليست أساطير لكن حقائق عاشوها، مثل هركليز وغيره، هم كائنات مُهَجّنه من عالم الروح وعالم العيان، مرسوم مثلها على الجدران ويحاولون إخفاءها لأنها تحتوي على أدلة على تغيير في جينات البشر.

خدع إبليس ذاته عندما فكر أن الله نقص بعطاءه للملائكة والخلية أجزاء منه وأن لطاقة الرب نهاية فيمكنه أن يغلب الرب، كان بإمكان الله أن يعطي للإنسان جزءً من الروح القدس خوفًا مما حدث معه عندما انقلب إبليس وملائكته عليه، لكنه لم يفكر بهذه الطريقة، ولم يفكر بذكريات سلبية تجاه ما حدث، وأعطانا روحه بالكامل.

  • ما هو دور الروح القدس بداخلنا؟

“١ وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ، ٢ وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ. ٣ وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ، فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ، وَلاَ يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ أُذُنَيْهِ ٤ بَلْ يَقْضِي بِالْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ، وَيَحْكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ، وَيَضْرِبُ الأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ، وَيُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ. ٥ وَيَكُونُ الْبِرُّ مِنْطَقَهَ مَتْنَيْهِ، وَالأَمَانَةُ مِنْطَقَةَ حَقْوَيْهِ. ٦ فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ، وَيَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ، وَالْعِجْلُ وَالشِّبْلُ وَالْمُسَمَّنُ مَعًا، وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا” (إشعياء ١١: ١-٦).

“رُوحُ الرَّبِّ” هو روح السيادة، هو من يعطيك السيادة على المواقف. السبع أرواح هذه هي إظهارات للرب، وليس أنه مُتَجَزئ بل هو ذات الروح، مَن لا يفهم التثليث والتوحيد لن يفهم أرواح الله السبعة لأن فهم عالم الروح يختلف عن فهم عالم العيان.

إن كنت اليوم تستطيع صنع نسخ كثيره من ذات الشيء، وصوتي أيضًا يمكن أن يُسمع في أكثر من مكان وقارة في آنٍ واحد، وإن كنا كبشر يمكننا أن نفّصل من أنفسنا نُسَخ عِدة، كم بالحري الرب وهو الاله الذي خلق كل شيء وأعطى للإنسان القدرة أن يصنع هذا.

روح الرب هو روح السيادة، إن كنت ذاهب لمقابله شخص صعب لا يهاب الله ولا يهاب إنسان، يمنحك الروح القدس السيادة على الموقف وتتمكن من التعامل معه بسهوله، وباحترام وتقدير لأن الكتاب يخبرنا أن نعطي الاحترام لمن له الاحترام.

 قُل هذه الاعترافات كل يوم: “أنا فيَّ روح الله، روح السيادة، أنا أتعامل بوداعه مثل يسوع، الذي تعامل بوداعة دون خنوع ولا خوف مثل الأسد”.

“رُوحُ الْحِكْمَةِ” الحكمة هو أن ترى المواقف كما يراها الله، وتفهم أبعادها، الحكمة هي مسكن المعرفة وبيتها. هي أن ترى المواقف بأفكارك السليمة، فالتحليلات والتفسيرات البشرية هي التي تقود للفشل لذا تعامل بالحكمة الإلهية، ولا تحكم كما يحكم البشر بل حسب رؤية الروح.

رُوحُ الْفَهْمِ” هو أن تفهم الأمور بصورة سليمة، امتلئ بالروح القدس وكن واعيًا له يوميًا، استغل الحب الإلهي عالمًا إنه وضع ذاته فيك، هذا ما عليك أن تُعيد به وتملأ به ذهنك، أنت موضوع حبه. لم يعطك شيء مما يمتلكه أو وقته لكنه أعطاك ذاته، لم يعطك الروح القدس بحدود، لذا يمكن لكل أرواح الله السبعة أن تظهر وتتجلى في حياتك، تجد نفسك تفهم المواقف بشكل سليم.

 “ رُوحُ الْمَشُورَةِ” تعرف ماذا تفعل، حينما تعبر بموقف صعب لا تقل: “أنا لا أعرف” ينبغي أن تنتهي هذه الجملة من حياتك لأنها تقلل من كفاءة روحك، العالم يقول: “لا نعلم شيء” لكن أنت بداخلك روح المشورة، روح المعرفة.

 “رُوحُ الْقُوَّةِ” يمكنك التعامل مع المواقف دون أن تسقط بداخلك لأن لديك قوة وطاقة. القوة تشمل القوة الروحية والجرأة وأيضًا القوة البدنية وتشمل صناعه المعجزة. انظر إلى حياة يسوع ومعجزاته.

“رُوحُ الْمَعْرِفَةِ” قل هذا: “بداخلي روح المعرفة لذا يمكنني معرفة التصرف في المواقف، الروح القدس يخبرني بأمور آتية”. هل يمكن أن يستعلن الروح القدس في حياة شخص في زاوية وزوايا أخرى لا؟ااأ   نعم. وما يجعله يستعلن بكامل اظهاراته في حياتك هو دراستك للكلمة، لأنه لن يتحدث معك خارجها.

“رُوحُ مَخَافَةِ الرَّبِّ” أي الهيبة، أن تُعامل بتقدير وهيبة. هل يعني هذا أن الرب يسوع لم يتطاول عليه أحد؟ بلا، لكن يوجد هيبة وتقدير. تذكر أن العالم لا يمكنه فهم الرب ولا التواصل معه وهكذا نحن، لكن من هو من السماء سيعرف الرب ويفهمه ونحن أيضًا، وأخبرنا أن العالم سيبغضنا كما أبغضوه، لأننا ورثنا محبة هذا الإله لذا فالعالم يبغضنا مثله.

 من ضمن إظهارات روح مخافة الرب أن تستلذ بدراسة الكلمة ولا تشعر بثقل وكأنك تفعل الأمر بصعوبة بالغة، أو تحب الأفلام والمسلسلات وأما الكلمة والأمور الروحية فتبتعد عنها ولا تستمتع بها، والسبب أن أرواح الله غير ظاهرة في حياتك.

ما الذي تمتلئ به طول اليوم وتسرح فيه؟ لا تتعذر بمشغوليتك في الشغل والدراسة، فهناك ملوك استطاعوا أن يتواصلوا مع الرب وسط يومهم مثل داود، وهناك مساجين عبدوا الرب في السجن كبولس، والسر في التأمل! فيما تقضي وقتك وتوجه تفكيرك؟ عندما تفكر في الرب ستستمتع به، في البداية لن تشعر بلذة، تمامًا مثل بداية وقت المدرسة والمذاكرة، لكن بعد وقت ستستلذ بها، فما يحدث هو ترويض الجسد.

عندما تأخذ قرارًا أن تدرس الكلمة وتصلي لا تشك في نفسك إن لم تجد استمتاع وتعتقد أن روح الله لا يعمل فيك، حيث يخبرنا الرب في متى: “لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ…” (متى ٦: ٢٤) فمادمت توجهت للكلمة والعلاقة مع الرب فأنت أخذت قرارك أن تخدم يسوع، ولا يمكنك فعل العكس إلا إن سلكت في طريق معاكس، وحتى إبليس لا يمكنه أن يُبعدك عن هذا إلا إن سمعت له.

لكن الذي يحدث في ذلك الوقت هو سحب وسحر في صورة زهق وملل فتعقد أنها منك وهي مُلقاه عليك من إبليس، لكن الكلمة خارقة إلى مفرق النفس والروح، وهنا استخدم لفظ جزارة، كما يقطع الجزار اللحم ليكشف وليصل إلى قطعة معينة فيه، كذلك الكلمة تقوم بكشف الروح والنفس وقتها تعرف أن هذه المشاعر لا تخصك وليست خارجه منك. سير بالأيمان ولا تشك في نفسك، وبعد مرور وقت من تخزينك بالكلمة ستجد لذة غير عادية.

 “فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ، وَلاَ يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ أُذُنَيْهِ” لا تحكم بما تراه أو تشعر به أو تسمعه، تكلم بما تراه من السماء من فوق لأنك من فوق. هذه أعراض الشخص الممتلئ بكل ملء الله (أفسس ٣: ١٩). لا تتحرك بحالة من الذعر بل بروح القوة، ولا بلبخة بل بروح الحكمة والمعرفة، تستطيع أن تأخذ قراراتك بسبب روح المشورة.

الظروف لا تغلبك، وتستطيع التحكم في النفس البشرية بسبب روح الرب، روح السيادة، تصبح فوق الأمور البشرية وعناصر العالم وتعلو وتسيطر.

٤ بَلْ يَقْضِي بِالْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ، وَيَحْكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ” بهذا تتصلح أسس الأرض، عكس مزمور٨٢ الذي تزعزع فيه أسس الأرض.

٤ وَيَضْرِبُ الأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ، وَيُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ” الكلمات المنطوقة تعمل وتأتي بنتائج.

 “٦ فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ، وَيَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ، وَالْعِجْلُ وَالشِّبْلُ وَالْمُسَمَّنُ مَعًا، وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا” شرحت في سلسلة “الرب قريب” أن الجزء الأخير سيطبق في الملك الألفي، لأن في هذه الأية إشارة مزدوجة (Double Reference).

قلت أيضًا أن الملك الألفي هو حياه معاشه بالنسبة للكنيسة الآن، أما في الملك الألفي فهي الحالة الأقل جودة، لأن الأعلى والأنجح أن تحيا حياة السيادة والسيطرة الآن في ظل وجود إبليس، كما قال يسوع إن كنت أخرج الشياطين بأصبع الله فقد أتى عليكم ملكوت السماوات، أي هذه قوه الروح القدس.

كانت هذه هي أول مرة يشاهدون الأرواح الشريرة تخرج بكلمة، بعد أن حاولوا إخراجها مرارًا تكرارًا. الآن يمكنك أن ترى أرواح الله السبعة ظاهرة في الطعام وعلى المرض، ذُكِرَ عن الرب إنه رفع عينيه وبارك وكسر ثم سار بالأيمان وأعطاهم ليأكلوا وكثر الطعام بالفعل..

كيف يُبارِك في العهد القديم، بأن يتكلم كلمات البركة كما كان يبارك الكاهن الشعب بأن يتكلم عليهم بالبركة، هكذا بارك الرب أدم وحواء قال لهم: “اثمروا وأكثروا”، هذه هي الطريقة لإظهار أرواح الله السبعة لإخراج المعجزة. عندما تجد شخص يقول: “لا أعرف كيف وصلت لهذا المكان وأنا لا أملك البنزين الكافي في العربية، فاعلم أنّ هذه يد الروح القدس في الموقف.

  • الروح في داخلك سر المجد:-

“٢ السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ وَمُنْذُ الأَجْيَالِ، لكِنَّهُ الآنَ قَدْ أُظْهِرَ لِقِدِّيسِيهِ، ٢٧ الَّذِينَ أَرَادَ اللهُ أَنْ يُعَرِّفَهُمْ مَا هُوَ غِنَى مَجْدِ هذَا السِّرِّ فِي الأُمَمِ، الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ” (كولوسي ١: ٢٦، ٢٧).

هذا هو المجد المرجو هذا هو المجد الذي فيك، أنت فوق العالم، العالم كله مضطرب، يوجد ناس هاجرت لدول وبعد ذلك تفاجئوا أنها مثل باقي العالم المضطرب. الرحيل يقترب لأن هذه هي اللحظات الأخيرة، إن لم تتمسك بالرب ستُجرَح بشدة، والوقت القادم تتسارع فيه الأحداث أكثر.

 إن كنت في عملك والمدير يخبرك: “نحن جئنا إلى حارة سد!” تذهب أنت وتصلي بالروح، وأنت ممتلئ به وتقول: “أنا لا أحتار، أنا فيَّ روح المشورة، لا أخاف، أنا لست بمفردي، الروح القدس في داخلي، أنا محبوب”.

  • كيف تستوعب الكلمة بمستويات عالية؟

١٢ «إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لأَقُولَ لَكُمْ، وَلكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ. ١٣ وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. ١٤ ذَاكَ يُمَجِّدُنِي، لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ. ١٥ كُلُّ مَا لِلآبِ هُوَ لِي. لِهذَا قُلْتُ إِنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ” (يوحنا ١٦: ١٢-١٥).

يجعلك الروح القدس قادر أن تحتمل مستويات عالية جدًا من الكلمة. أراد الرب أن يخبر التلاميذ بأمور كثيرة في الكلمة لكنهم لم يكونوا قادرين على حملها، كلمة الله أثقل من أثقل شيء بل وأثقل من وزن هذا الكون لأنها هي التي كونته. فكر في هذا!

لذلك عندما تتكلم الكلمة لشخص تحل عليه القوة بسبب كلامك، لو آمنا بقوتها لخرجت الأرواح الشريرة بكلمة دون أن تحتاج لإظهار أي أمر مادي مثل السقوط على الجانب الأيمن أو الأيسر أو خروج دم من إصبعه أو القيء، الكلمة قوية ولا تحتاج لتقوية.

يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ” هذا ما يجعلك تأخذ قرارات سليمة، لأن الروح القدس يرشدك ويخبرك بأبعاد الأمور.

١٤ ذَاكَ يُمَجِّدُنِي، لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ” هذا هو سبب التمجيد، إنه يأخذ من الآب ويخبركم. العالم في حاله حزن ودمار، مشاريع تغلق، أنا لا أحيا في الفشل.

  • ما هو سر قوتك؟

“٣٥ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «النُّورُ مَعَكُمْ زَمَانًا قَلِيلاً بَعْدُ، فَسِيرُوا مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ لِئَلاَّ يُدْرِكَكُمُ الظَّلاَمُ. وَالَّذِي يَسِيرُ فِي الظَّلاَمِ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَذْهَبُ. ٣٦ مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ آمِنُوا بِالنُّورِ لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ النُّورِ». تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهذَا ثُمَّ مَضَى وَاخْتَفَى عَنْهُمْ. ٤٤ فَنَادَى (رفع صوته) يَسُوعُ وَقَالَ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي، لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي. ٤٥ وَالَّذِي يَرَانِي يَرَى الَّذِي أَرْسَلَنِي. ٤٦ أَنَا قَدْ جِئْتُ نُورًا إِلَى الْعَالَمِ، حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ. ٤٧ وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كَلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لاَ أَدِينُهُ، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لأُخَلِّصَ الْعَالَمَ. ٤٨ مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كَلاَمِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكَلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، ٤٩ لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. ٥٠ وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ، فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هكَذَا أَتَكَلَّمُ»” (يوحنا ١٢: ٣٥، ٣٦، ٤٤-٥٠).

 ٤٩ لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً…” وضح الرب إنه لم يقل كلمة من ذاته بل ما يخبره به الآب، سر قوة الرب يسوع إنه يتكلم ما يعطه الآب، وهذا هو سر قوتك أنت أيضًا يجب أن تتكلم ما يعطه لك الروح.

لكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ يوجد فرق بين أقول وأتكلم، أي أعطاني الآب ما “أَقُولُه” كحقائق نهائية “epo”، وما ” أَتَكَلَّمُ به” وأشرحه بصورة مستساغة “laleo”.

سر الرب يسوع إنه أدرك أن مَن يكرهه قد كره الذي أرسله، من يتعامل معك يتعامل مع الروح القدس في حال إن كنت منحازًا له ولن يستطيع شيء أن يقاومك وينجح، لا تسمح لشيء أن يؤثر على مزاجك أو أفكارك، بل تعامل معها بروحك.

__________ 

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$
Hide picture