تعليم المعمودية Baptism Teaching

لسماع العظة على الساوند كلاود أضغط هنا 

لمشاهدة العظة علي اليوتيوب 

 تعليم المعمودية

• المعمودية هي من التعاليم التأسيسية.
• العمودية بين العهد القديم والجديد.
• أولاً، استخدام الرش للتطهير.
• ثانيًا، التغطيس لتكميل كل بر.

 يسوع يصلي وهو يعتمد!

• ما نتائج معمودية الرب يسوع؟

1. انفتحت السماء متجاوبة مع.
2. جاء صوتًا منَ السماءِ.
3. حلّ عليه الروح القدس.

 أهمية معمودية الماء للمؤمن.

• تأكيد لضمير صالح.
• تفصلك وتعزلك عن العالم.
• تقودك للسلوك في الحياة الجديدة.

• المعمودية هي من التعاليم التأسيسية:-

 السماء تفهم أمر المعمودية وتشاهده، ويتفاعل الرب بنفسه معه، لذا ينبغي علينا فهمه جيدًا، لذلك سأقدم لكم الحق الكتابي الخاص به.

“١ لِذلِكَ وَنَحْنُ تَارِكُونَ كَلاَمَ بَدَاءَةِ الْمَسِيحِ، لِنَتَقَدَّمْ إِلَى الْكَمَالِ، غَيْرَ وَاضِعِينَ أَيْضًا أَسَاسَ التَّوْبَةِ مِنَ الأَعْمَالِ الْمَيِّتَةِ، وَالإِيمَانِ بِاللهِ، ٢ تَعْلِيمَ الْمَعْمُودِيَّاتِ، وَوَضْعَ الأَيَادِي، قِيَامَةَ الأَمْوَاتِ، وَالدَّيْنُونَةَ الأَبَدِيَّةَ، ٣ وَهذَا سَنَفْعَلُهُ إِنْ أَذِنَ اللهُ” (العبرانيين ٦: ١-٣).

 ونحن تاركون عقيدة المسيح التأسيسية ندخل أكثر لتعليم أنضج، ولا نضع التعاليم التأسيسية مرة أخرى، منها تعليم المعموديات، وهذا سنفعله إن أذن لنا الروح القدس. ويمكننا أن نفهم من هذا المقطع أن تعليم المعموديات من التعاليم التأسيسية، وأتت بالجمع لأن هناك أكثر من معمودية.

أول من مارس التعميد هو يوحنا المعمدان، لذا سُمي يوحنا الذي يعمد. عمّد يوحنا بطريقة تختلف عن تلك التي يُعمِد بها اليهود حيث يتطهرون بالرش.

• العمودية بين العهد القديم والجديد:-

• أولاً، استخدام الرش للتطهير:

“١٢ وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُول، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيًّا. ١٣ لأَنَّهُ إِنْ كَانَ دَمُ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ وَرَمَادُ عِجْلَةٍ مَرْشُوشٌ عَلَى الْمُنَجَّسِينَ، يُقَدِّسُ إِلَى طَهَارَةِ الْجَسَدِ، ١٩ لأَنَّ مُوسَى بَعْدَمَا كَلَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِكُلِّ وَصِيَّةٍ بِحَسَبِ النَّامُوسِ… أَخَذَ دَمَ الْعُجُولِ وَالتُّيُوسِ، مَعَ مَاءٍ، وَصُوفًا قِرْمِزِيًّا وَزُوفَا، وَرَشَّ الْكِتَابَ نَفْسَهُ وَجَمِيعَ الشَّعْبِ” (العبرانيين ٩: ١٢، ١٣، ١٩).

رشَّ موسى كتاب شريعة العهد القديم مع أنه لا يحتاج لتطهير. يُستخدم الرش أيضًا للتدشين أي الافتتاحية لبدء شيء جديد أو للتخصيص، فعندما قام موسى برش الكتاب صار مخصصًا للرب.

يتعامل العهد القديم مع الإنسان من الخارج لذا استخدموا الرش، أما العهد الجديد فيتعامل من الداخل لهذا يتم تخصيصنا بالمعمودية لكي يتم تغطيسنا بالكامل على عكس الرش الذي ربما يكون هناك أمامكن في جسم الإنسان لا يطالها الماء.

المعمودية التي ستحدث على يد الرب يسوع مختلفة، هي تغطيس كامل (full immerse).

“٤ «وَتُقَدِّمُ هَارُونَ وَبَنِيهِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَتَغْسِلُهُمْ بِمَاءٍ. ٥ وَتَأْخُذُ الثِّيَابَ وَتُلْبِسُ هَارُونَ الْقَمِيصَ وَجُبَّةَ الرِّدَاءِ وَالرِّدَاءَ وَالصُّدْرَةَ، وَتَشُدُّهُ بِزُنَّارِ الرِّدَاءِ، ٦ وَتَضَعُ الْعِمَامَةَ عَلَى رَأْسِهِ، وَتَجْعَلُ الإِكْلِيلَ الْمُقَدَّسَ عَلَى الْعِمَامَةِ، ٧ وَتَأْخُذُ دُهْنَ الْمَسْحَةِ وَتَسْكُبُهُ عَلَى رَأْسِهِ وَتَمْسَحُهُ” (الخروج ٢٩: ٤-٧).

فعل موسى مع هارون ثلاث أشياء: أولاً، قام بغسله بماء. ثانيًا، ألبسه الثياب. ثالثًا، مسحه بالدهن. انتبه لهذا لكي تفهم لماذا قال الرب يسوع: “ينبغي أن نكمل كل بر”. جاء ليصنع البر للآخر وليس لأنه فعل خطية.

“١٢ وَتُقَدِّمُ هَارُونَ وَبَنِيهِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَتَغْسِلُهُمْ بِمَاءٍ. ١٣ وَتُلْبِسُ هَارُونَ الثِّيَابَ الْمُقَدَّسَةَ وَتَمْسَحُهُ وَتُقَدِّسُهُ لِيَكْهَنَ لِي. ١٤ وَتُقَدِّمُ بَنِيهِ وَتُلْبِسُهُمْ أَقْمِصَةً. ١٥ وَتَمْسَحُهُمْ كَمَا مَسَحْتَ أَبَاهُمْ لِيَكْهَنُوا لِي. وَيَكُونُ ذلِكَ لِتَصِيرَ لَهُمْ مَسْحَتُهُمْ كَهَنُوتًا أَبَدِيًّا فِي أَجْيَالِهِمْ” (الخروج ٤٠: ١٢-١٥).

“٦ فَقَدَّمَ مُوسَى هَارُونَ وَبَنِيهِ وَغَسَّلَهُمْ بِمَاءٍ. ٧ وَجَعَلَ عَلَيْهِ الْقَمِيصَ وَنَطَّقَهُ بِالْمِنْطَقَةِ وَأَلْبَسَهُ الْجُبَّةَ وَجَعَلَ عَلَيْهِ الرِّدَاءَ، وَنَطَّقَهُ بِزُنَّارِ الرِّدَاءِ وَشَدَّهُ بِهِ. ١٠ ثُمَّ أَخَذَ مُوسَى دُهْنَ الْمَسْحَةِ وَمَسَحَ الْمَسْكَنَ وَكُلَّ مَا فِيهِ وَقَدَّسَهُ” (اللاويين ٨: ٦، ٧، ١٠).

فعل موسى الأمر ذاته مع هارون وبنيه.

• ثانيًا، التغطيس لتكميل كل بر:

“١١ أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ، وَلكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ. ١٢ الَّذِي رَفْشُهُ فِي يَدِهِ، وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ، وَيَجْمَعُ قَمْحَهُ إِلَى الْمَخْزَنِ، وَأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأُ». ١٣ حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ. ١٤ وَلكِنْ يُوحَنَّا مَنَعَهُ قَائِلاً: «أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ، وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ!» ١٥ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «اسْمَحِ الآنَ، لأَنَّهُ هكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرّ». حِينَئِذٍ سَمَحَ لَهُ. ١٦ فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ، وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى رُوحَ اللهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ، ١٧ وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ»” (متى ٣: ١١-١٧).

 “اسْمَحِ الآنَ، لأَنَّهُ هكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرّ” الرش الذي قام به موسى كان للتطهير من الخطية، أما الرب يسوع فلم يفعل خطية ولكن ليتمم البر أي لينطلق في الخدمة، لأن يوحنا المعمدان هو مَن أحضرَ يسوع للأرض رغم إنه لم يكن يعلم مَن هو يسوع، ومِن تحت يديه انطلق الرب للخدمة.

سنقرأ المشهد ذاته من إنجيل لوقا.

• يسوع يصلي وهو يعتمد!

” ٢١ وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ، ٢٢ وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ، بِكَ سُرِرْتُ»” (لوقا ٣: ٢١، ٢٢).

تعمد الرب يسوع أمام الناس، وأثناء ذلك كان يصلي ويتواصل مع الروح القدس في داخله، لم يتعامل مع الأمر كروتين أو طقس. المعمودية أمر روحي إلاهي ضخم، لذا صلي أثناء معموديتك وكن في تواصل وعلاقة مع الروح القدس.

• ما نتائج معمودية الرب يسوع؟

“٢٢ فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ، لِنُعْطِيَ جَوَابًا لِلَّذِينَ أَرْسَلُونَا؟ مَاذَا تَقُولُ عَنْ نَفْسِكَ؟» ٢٣ قَالَ: «أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبِّ، كَمَا قَالَ إِشَعْيَاءُ النَّبِيُّ». ٢٥ فَسَأَلُوهُ وَقَالُوا لَهُ: «فَمَا بَالُكَ تُعَمِّدُ إِنْ كُنْتَ لَسْتَ الْمَسِيحَ، وَلاَ إِيلِيَّا، وَلاَ النَّبِيَّ؟» ٢٦ أَجَابَهُمْ يُوحَنَّا قِائِلاً: «أَنَا أُعَمِّدُ بِمَاءٍ، وَلكِنْ فِي وَسْطِكُمْ قَائِمٌ الَّذِي لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ. ٢٧ هُوَ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي، الَّذِي صَارَ قُدَّامِي، الَّذِي لَسْتُ بِمُسْتَحِقّ أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ». ٣٠ هذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: يَأْتِي بَعْدِي، رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. ٣١ وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لكِنْ لِيُظْهَرَ لإِسْرَائِيلَ لِذلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ». ٣٣ وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ، لكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ، ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرًّا عَلَيْهِ، فَهذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ” (يوحنا ١: ٢٢، ٢٣، ٢٥-٢٧، ٣٠، ٣١، ٣٣).

  لم يكن يوحنا يعرف يسوع مع أنه كان يعرف الآب وكان في تواصل وفي شركه معه.

“٣١ وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لكِنْ لِيُظْهَرَ لإِسْرَائِيلَ لِذلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ” كان يوحنا مثل عنق الزجاجة الذي ينبغي أن يعبر عليها الرب يسوع لكي يظهر وينطلق للخدمة، لذا عندما سأل اليهود الرب يسوع “بأي سلطان تعمد؟” سألهم: “مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا: مِنْ أَيْنَ كَانَتْ؟ مِنَ السَّمَاءِ أَمْ مِنَ النَّاسِ؟” (متى ٢١: ٢٥). أجباهم هكذا لأنه مُسِح على يد يوحنا.

خلفية عن تاريخ يوحنا: كان يوحنا المعمدان متذمرًا على الكهنة ورفض أن يصبح كاهنًا مثل أباه، فأرسله والده لمدرسة تأديبية ليتعلم الشريعة بشكل متشدد ومتعصب. وهناك تساءل كيف ينسى أبويّا أنني جئت بمعجزة، كيف نسوا الملاك الذي ظهر لهم وأخبرهم عني، كيف يتعاملون معي هكذا ويؤدبونني بهذا الشكل، ولكن في النهاية خضع للتأديب.

لهذا خرج ليعمد ويعد طريق الرب، علّم الناس كيف يسيروا بنقاء ويتخلصوا من الالتواء.

من نتائج معمودية الرب يسوع والتي تنطبق علينا أيضًا هي:

1. انفتحت السماء متجاوبة معه:

انفتحت السماء وتمزقت وانفلقت أي تم قطعها بشكٍل غير منتظمْ كما تشق فرخ ورق نصفين، نعم السماء تتجاوب معك، كما حدث مع يسوع.

عندما تعمد الرب من يوحنا المعمدان كان هذا بمسابة إعلان جهاري أنه يسير تحت المنهج الإصلاحي غير المختلط بالعالم الذي ينادي به يوحنا وهو ذات منهج موسى. كأنهُ يعلن أنا مفصول عن عناصر العالم، أنا أعلن إننيِ ملك لله وحدهُ وأعيش لهُ، لذا انفتحت السماء وتجاوبت معه.

2. جاء صوتًا منَ السماءِ:

بينما كان يسوع يصلي ويعلن تكريسه للآب، أجابه الآب عليهِ بصوتٍ من السماء وتفاعل معه وقال: “ هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ” (متى ٣: ١٧). ياله من علاقة محبة ومعزة متبادلة بين يسوع والآب. صرخ يسوع “أنا ابنك أيها الآب ومخصص لك”. والآب أجابه “أنت حبيبي، أنت ملكي”.

3. حلّ عليه الروح القدس:

يفهم البعض هذه النقطة خطًأ، ويعتقدون أن الروح القدس يحل وقت المعمودية بالماءِ وهذا لا يحدث.

“٤ فَقَالَ بُولُسُ: «إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ، قَائِلاً لِلشَّعْبِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِالَّذِي يَأْتِي بَعْدَهُ، أَيْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ». ٥ فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. ٦ وَلَمَّا وَضَعَ بُولُسُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ، فَطَفِقُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ وَيَتَنَبَّأُونَ” (أعمال الرسل ١٩: ٤-٦).

هؤلاء الأشخاص سمعوا عن الرب يسوع واعتمدوا به، بعد ذلك وضع بولس يديه عليهم لكي يمتلؤوا بالروح القدس. لذلك يوجد فرقُ بين معمودية الماء والملء بالروح القدس.

• أهمية معمودية الماء للمؤمن:- 
• تأكيد لضمير صالح:

“٢٠ إِذْ عَصَتْ قَدِيمًا، حِينَ كَانَتْ أَنَاةُ اللهِ تَنْتَظِرُ مَرَّةً فِي أَيَّامِ نُوحٍ، إِذْ كَانَ الْفُلْكُ يُبْنَى، الَّذِي فِيهِ خَلَصَ قَلِيلُونَ، أَيْ ثَمَانِي أَنْفُسٍ بِالْمَاءِ. ٢١ الَّذِي مِثَالُهُ (أي الفلك) يُخَلِّصُنَا نَحْنُ الآنَ، أَيِ الْمَعْمُودِيَّةُ. لاَ إِزَالَةُ وَسَخِ الْجَسَدِ، بَلْ سُؤَالُ ضَمِيرٍ صَالِحٍ عَنِ اللهِ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ” (١ بطرس ٣: ٢٠، ٢١).

 “٢١ الَّذِي مِثَالُهُ يُخَلِّصُنَا نَحْنُ الآنَ، أَيِ الْمَعْمُودِيَّةُ” كما خرج نوح وأنقذَ بالفلك وانعزل عن العالم بينما هو في العالم هكذا المعمودية هي حاله انعزالك عن العالم ورفضك لهُ. تختلف كلمة مثالة هنا عن شبهِ المذكورة في (رومية ٦: ٥)، فمثاله في اليونانية تعني تشابه ولكن ليس متطابق تمامًا، إذًا الفلك شبيه بالمعمودية لكن ليس لتُخلصك بل هو إجابة على سؤالِ ضميرٍ.

أي أن المعمودية ليس هي الخلاص بل هي إجابةُ على سؤالٍ داخلي للإنسانِ، هي إعلان الخلاص وليس الخلاص ذاته. في المعمودية يحدث تأكد لديك أنك شخص مختلف لم تعد تابع للعالم بل مفصول ومعزول عنه، تترك بصمة بداخلك، تجعلك واعيًا باستمرار أنك جعلت يسوع ربًا على حياتك.

• تفصلك وتعزلك عن العالم:

“فَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: «لاَ تَخَافُوا. قِفُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ الَّذِي يَصْنَعُهُ لَكُمُ الْيَوْمَ. فَإِنَّهُ كَمَا رَأَيْتُمُ الْمِصْرِيِّينَ الْيَوْمَ، لاَ تَعُودُونَ تَرَوْنَهُمْ أَيْضًا إِلَى الأَبَدِ، الرَّبُّ يُقَاتِلُ عَنْكُمْ وَأَنْتُمْ تَصْمُتُونَ»” (الخروج ١٤: ١٣-١٤).

هنا مصر ترمز للعالم، أي خرجوا من العالم، واعتمدوا لموسى في البحر والنتيجة لن يعودوا يروا العالم مرة أخرى.

“١ فَإِنِّي لَسْتُ أُرِيدُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْهَلُوا أَنَّ آبَاءَنَا جَمِيعَهُمْ كَانُوا تَحْتَ السَّحَابَةِ، وَجَمِيعَهُمُ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ، ٢ وَجَمِيعَهُمُ اعْتَمَدُوا لِمُوسَى فِي السَّحَابَةِ وَفِي الْبَحْرِ” (١ كورنثوس ١٠: ١، ٢).

 أطلق بولس الرسول على عبور الشعب في السحابة والبحر معمودية للشعب. تشبه المعمودية إعلان جاهري تعلن فيها أنك للرب تمامًا ومنعزل عن العالم، مثل الفرح الذي يُعلِن فيه العروسين أنا لشريك حياتي بالكامل، ولهذا نرتدي فيها ثياب بيض.

 على الرغم من أنّ الشعب خرج من أرض مصر لكن كان عليهم أن يعلنوا أنهم معزولين عن هذه الدولة، ما يحدث مع الشخص غير المُعمَد إنه من آنٍ لآخر يحاول إبليس استدراجه إلى العالم، ويصبح متذبذبًا غير مستقر. تساعدك معمودية الماء أن تدرك أنك في حالة والتزام ومسؤولية أنك للرب، وهي أيضا إعلان كما قال موسى لن تعودوا تروا المصريين مرة أخرى كذلك لا تنظر للعالم وقم بتقطيع كل الخيوط التي تربط به، اقطع تواصلك معه.

 سأعطيك تشبيهًا بسيطًا تمامًا مثل العريس الذي قرر الارتباط بعروسه المختارةِ بعد الزواج تأتي إليه أفكار لتركها، ولكن دائمًا يذكر نفسه أنه قام بالإشهارِ جهارًا أمام الناس إنه مرتبط بها ومسؤول عنها لذا لا يمكنني التراجع بل سألتزم بها أكثر.

تساعدك المعمودية أن ترفض الميوعة الروحية وتكون صارمًا مع أفكار العالم، كما فعل المرسل الشهير مؤلف ترنيمة “أتبع يسوع بلا رجوع” قتلوا كل أبناءه أمامهُ، قال: “العالم خلفي يسوع أمامي” لا للرجوع للخلف! تذكّر موسى والشعب عبروا البحر، لا يمكن الرجوع مرة أخرى لِمصر (العالم) إذ أنّ البحر الآن أُغلق خلفك وإن حاولت عبوره مثل المصريين ستموت.

• تقودك للسلوك في الحياة الجديدة:-

” ١ فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَنَبْقَى فِي الْخَطِيَّةِ لِكَيْ تَكْثُرَ النِّعْمَةُ؟ ٢ حَاشَا! نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟ ٣ أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ، ٤ فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟” (رومية ٦: ١-٤).

اعتقد بعض من اليهود أن إكثار الخطية يُذيد من النعمةِ، لذا قال بولس: “حَاشَا! نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟”. العمودية هي بمسابة موت ودفن مع يسوع، ثم تقوم مع المسيح شخص آخر بحياة جديدة. لذا فالمعمودية تساعدك أن تحيا في الحياةِ الجديدةِ.

تذكر أن الرسول بطرس يخبرنا أنّ المعمودية هي إجابة على سؤال ضمير وليس للخلاص. وكلمة ضمير تعني في اليوناني “”suneidēsis السلوك بالفهم والإدراك والاستنارة في “أنا ليسوع” ولكن بإعلان أعلى وإدراك لهذه المسؤولية وتتبع يسوع بلا عودة.

تذكّر أيضًا عندما اعتمد الرب يسوع السماء تجاوبت معهُ، بعدها خدمَ يسوع بقوة وتعامل مع عالم الروح بإدراك أعلى وهذا بالتأكيد بسبب امتلاؤه بالروحِ. في المعموديةِ يجب أن يكون الشخص مُدركًا وواعيًا لما يفعلهُ، لذلك سوف يكون هناك معمودية خاصة للأطفالِ عندما يصلوا لسنٍ الإدراكِ، كمان هو مكتوب: “مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ” (مرقس ١٦: ١٦)

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.