القائمة إغلاق

أحداث أواخر الأيام والاختطاف The End Days & Rapture Events 1

لسماع العظة على الساوند كلاود Sound Cloud

لمشاهدة العظة على الفيس بوك Facebook

لينك العظة على اليوتيوب YouTube

تسارعت الأحداث، وتصاعدت الأسئلة في الوقت الماضي، وكَثُرَتْ الأقاويل بشأن أواخر الأيام، ويوجد شد وجذب حول حقيقة “أهناك اختطاف أم لا؟!”، “هل ستجتاز الكنيسة الضيقة أم لا؟!” وكثير من تلك الأسئلة يتم تطارُحها.

سأوضّح لك أساسًا كتابيًا عن تسلسل أحداث أواخر الايام، وسألقي بالضوء على ما يجب أن تفهمه وتعرفه -على الأقل- كخطوطٍ عريضةٍ.

ما عَبَرَتْ به الأرض في الوقت الماضي هو ستة آلاف سنة؛ أربعة آلاف منها هي فترة العهد القديم، وألفان فترة العهد الجديد، ونحن الآن في نهاية هذه الفترة.

 “ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاجْتِمَاعِنَا إِلَيْهِ، أَنْ لاَ تَتَزَعْزَعُوا سَرِيعًا عَنْ ذِهْنِكُمْ، وَلاَ تَرْتَاعُوا، لاَ بِرُوحٍ وَلاَ بِكَلِمَةٍ وَلاَ بِرِسَالَةٍ كَأَنَّهَا مِنَّا: أَيْ أَنَّ يَوْمَ الْمَسِيحِ قَدْ حَضَرَ. لاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا، لأَنَّهُ لاَ يَأْتِي إِنْ لَمْ يَأْتِ الارْتِدَادُ أَوَّلاً، وَيُسْتَعْلَنْ إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ، ابْنُ الْهَلاَكِ، الْمُقَاوِمُ وَالْمُرْتَفِعُ عَلَى كُلِّ مَا يُدْعَى إِلهًا أَوْ مَعْبُودًا، حَتَّى إِنَّهُ يَجْلِسُ فِي هَيْكَلِ اللهِ كَإِلهٍ، مُظْهِرًا نَفْسَهُ أَنَّهُ إِلهٌ. أَمَا تَذْكُرُونَ أَنِّي وَأَنَا بَعْدُ عِنْدَكُمْ، كُنْتُ أَقُولُ لَكُمْ هذَا”. (٢تس٢: ١←٥)

 

 “لاَ تَتَزَعْزَعُوا سَرِيعًا عَنْ ذِهْنِكُمْ وَلاَ تَرْتَاعُوا” هذا يعني أن الارتعاب يأتي عن طريق الذهن بأن تفكر أفكارا خاطئة.

“أَمَا تَذْكُرُونَ أَنِّي وَأَنَا بَعْدُ عِنْدَكُمْ، كُنْتُ أَقُولُ لَكُمْ هذَا”

من هنا نستطيع فَهْم أن هناك كلامٌ قاله بولس شفهيًا، والآن هو يكتب الرسالة الثانية ويوجد بين تلك الرسالة والأولى شهورٌ، ولكنه تكلم في الرسالتين عن الأخرويات.

تُعْتَبَر الرسالتان المكتوبتان إلى أهل تسالونيكي من أوائل الرسائل التي كُتِبَتْ بينما رسائل يوحنا أواخر الرسائل.

نحتاج لفَهْم بعض المبادئ والقوانين التي ستساعدنا في فَهْم الأخرويات، وأيضًا لفهم تلك المبادئ يلزم فَهْم كيف كُتِبَتْ نبوات العهد القديم.

إليك هذا المثال لمزيد من الفَهْم؛ تَكَلَم إشعياء النبي في بداية سِفْره عن مجيء شخصٍ ستكون الرياسة على كتفه (إش٦:٩)، وفجأةً توقف وتنبأ عن أحداثٍ تختص بشعب الله ثم عاد واستأنف حديثه مرة أخرى عن المسيا في الإصحاحات الأخيرة من السِفْر، إنْ لم تكن مُدرِكًا لهذا المبدأ في التفسير، مُعْتَقِدًا خطًأ بأن هناك تسلسلٌ زمنيٌ للإصحاحات والآيات، وقتها ستعتقد خطأً بأن هناك شخصان يدعا المسيا، وحينئذ ستخطئ في تفسير النبوات.

للنبوات مفاتيح، وتكمن المشكلة عند البعض في عدم فهمهم لبعض الألفاظ التي ذُكِرَتْ، وما تعريفها عند الكاتب، وأيضًا قد يكون الكاتب تائهًا عن أمرٍ ما.

مثالٌ على ذلك: من كتبوا العهد القديم لم يكن لديهم إدراكًا لفترة الكنيسة، فكانوا يتطلعون على هذه الفترة قائلين: “متي سيحدث هذا الكلام؟!” “الْخَلاَصَ الَّذِي فَتَّشَ وَبَحَثَ عَنْهُ أَنْبِيَاءُ، الَّذِينَ تَنَبَّأُوا عَنِ النِّعْمَةِ الَّتِي لأَجْلِكُمْ، بَاحِثِينَ أَيُّ وَقْتٍ أَوْ مَا الْوَقْتُ الَّذِي كَانَ يَدِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الْمَسِيحِ الَّذِي فِيهِمْ، إِذْ سَبَقَ فَشَهِدَ بِالآلاَمِ الَّتِي لِلْمَسِيحِ، وَالأَمْجَادِ الَّتِي بَعْدَهَا”(١بط١ :١٠-١١)

كانت على عيونهم غشاوة؛ فلم يستطيعوا أن يفهموا ما هي الكنيسة، بينما صارت الألفاظ أكثر وضوحًا على يديّ يوحنا الرسول حيث إنّ سفر رؤيا يوحنا هو السفر النبوي الوحيد في العهد الجديد، ولكن واقعًا ستجد رسائل بطرس نبويّة أيضًا وخاصًة الثانية، وكذلك بعض المقاطع في رسائل بولس.

أحد المفاتيح المُهِمّ فَهْمها في تفسير النبوات هو أنه يوجد للنبوة الواحدة أكثر من تطبيق، إنْ فَهِمْت هذه النقطة ستعرف وقتها كيف كُتِب سِفْر الرؤيا.

★هناك نبوات تتحقّق في الحال عندما يقولها النبي.

★هناك نبوات لها بُعْدان زمنيان.

★هناك نبوات ذات ثلاثة أبعاد زمنية.

رجوعك لكُتّاب الوحي سيساعدك في فَهْم النبوات وتفسيرها، علمًا بأن اليهود يتوارثون طريقة تفسير النبوات، ومن هنا تفهم أن سفر رؤيا يوحنا كُتِب بالطريقة نفسها التي كُتِبَتْ بها نبوات العهد القديم، فمن الممكن أن تُسْرَد أحداث ما في سِفْر ما ثم يُعاد ذكرها مرةً أخرى.

سأتناول مثالًا يجعل الأمر أكثر وضوحًا؛ قام دانيال بتفسير حُلم نبوخذ نصر في الإصحاح الثاني من نبوته، ثم نجده يتعامل مع تلك الأحداث عينها في الإصحاحات الأخيرة؛ السابع والثامن والتاسع ولكن بصورةٍ مختلفةٍ، فلو لم تَكُن مُكتشفًا هذا السر ستعتقد إنه يتحدث عن أحداث مختلفة.

إليك مثال آخر لمزيد من الفَهْم؛ ذُكِرَ المئة والأربعة والأربعون ألف خادم في سفر الرؤيا ثم تكرر ذكرهم مرة أخرى في نفس السِفْر، ولهذا السبب اعتقد البعض أن هؤلاء مختلفون عن الذين ذُكِروا سابقًا، لكنهم في حقيقة الأمر ذُكِروا في بعض الإصحاحات بصورة نبوية، وفي إصحاحاتٍ أخرى بصورة معلوماتية، وهؤلاء هم الخدام الذين سيخدمون في تلك الفترة.

أين نحن في الخط الزمني؟

تكلم الكتاب في سِفْر هوشع إنه سيحيي شعب الله بعد يومين “يُحْيِينَا بَعْدَ يَوْمَيْنِ. فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يُقِيمُنَا فَنَحْيَا أَمَامَهُ.” (هو ٦: ٢) يَوْمَان هنا تُعني ألفي عام وتلك هي الحقبة التي نحن (الكنيسة) فيها الآن، وطبقًا للإصحاح الحادي عشر من الرسالة إلى أهل رومية، تُعْتَبَر الفترة الحالية هي حقبة رَفْض شعب الله ليسوع “أَنَّهُ إِنْ كَانَ رَفْضُهُمْ هُوَ مُصَالَحَةَ الْعَالَمِ، فَمَاذَا يَكُونُ اقْتِبَالُهُمْ إِلاَّ حَيَاةً مِنَ الأَمْوَاتِ؟” (رو ١١ :١٥)، مُعتقدين أن المسيا لم يأتِ بعد، ولهذا السبب يوجد عدم فَهْم لبعض الآيات، هناك أيضًا آيات فُهِمَتْ خطأً عن يسوع فلم يروا أن الآيات حُققت في يسوع، مع العلم أنّ هناك نبوات أخرى تُثْبِت أن هذا هو يسوع.

ما حدث في أيامهم، هو ذاته الذي يحدث الآن؛ حيث إن البعض كان يقول: “ليس هناك اختطاف” وآخرون يقولون: “بلى، هناك اختطاف”.

ذات مرة قال الرب يسوع لا أحد يعلم اليوم ولا الساعة “وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ.” (مت ٢٤: ٣٦)،

وفي حينٍ آخر يُذْكَر عدد معين من الأيام ثم يأتي يسوع، هل يضارب الرب نفسه في كلمته؟!! أيتكلم الروح القدس -كاتب كلا المقطعين- كلامًا غير متوافق مع بعضه؟!! بالطبع، يستحيل هذا!

دعنا نفهم هذا؛ عندما قال يسوع: “لا أحد يعلم اليوم ولا الساعة” فهنا كان يقصد الاختطاف، أما مجيء الرب العلني وظهوره للملأ، ميعاده معروف، فهو يلي الاختطاف بسبع سنين، التي هي فترة الضيقة.

السبعون أسبوعا الوارد ذكرهم في الإصحاح التاسع من نبوة دانيال، طُبِق منهم تسعة وستون أسبوعًا وحسب، فانتهاءهم كان بقطع المسيح حسب كلام الملاك مع دانيال النبي، والأسبوع السبعون يمثل الضيقة.

فترة ما بين التسعة وستين أسبوعًا والأسبوع الأخير (سبع سنين الضيقة) هي فترة الكنيسة، وكأن الساعة كانت تَدُق إلى أن اكتمل التسعة والستون أسبوعًا، حينئذ توقفت، وستعود وتَدُق ثانية لإتمام الأسبوع السبعون، وهذا يفسر لنا سبب حيرة اليهود في فَهْم هذا الأمر، وحيرتهم هذه ليست كناية عن غموض الكتاب، فالصورة متكاملة في نبوات أخرى، لفَهْم الأخرويات لابد من فَهْم نبوات العهد القديم وتحديدًا نبوة دانيال، وليس سِفْر رؤيا يوحنا وحسب.

ما أريد قوله هو إنه لا يُمْكِن للكنيسة أن تجتاز الضيقة، ستُنْقَذ منها بالاختطاف، استرح واطمئن. اعلم أن كثيرين قد يحتاجون إلى شواهد كتابية تؤكد هذا الكلام، ولكن لضيق الوقت سأكتفي بذِكْر بعض الشواهد، وسأستفيض في مراتٍ لاحقة.

“إِعْلاَنُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَعْطَاهُ إِيَّاهُ اللهُ، لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَنْ قَرِيبٍ، وَبَيَّنَهُ مُرْسِلاً بِيَدِ مَلاَكِهِ لِعَبْدِهِ يُوحَنَّا” (رؤ ١:١)

استقبل يوحنا هذه الرؤيا وأُطْلِقَت في عالم الروح ثم كتبها، والملاك المُخصَص لهذه الكنيسة عمل على الراعي. كان يوحنا يكتب إلى ملاك كل كنيسة، “وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ…” (رؤ١:٢) وبالتالي يذهب الملاك ليكلم راعي تلك الكنيسة، فهناك ملائكة مُخصَّصة لكل كنيسة، أُرْسِلَتْ هذه الرسائل وقُرِئت هناك.

هذا ما حدث مع يوحنا ذاته، أن كل ما قد رآه قد عملت الملائكة من أجله؛ لكي يعرفه، وهكذا تحرك يوحنا للكنائس.

عنوان سفر الرؤيا ليس “أواخر الأيام”، بالفعل هو يتحدث عن أواخر الايام ولكن هدف وغرض هذا السفر في الواقع هو “إِعْلاَنُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَعْطَاهُ إِيَّاهُ اللهُ” هذا يجعلك تُقبِل لدراسة هذا السفر لأنه يُعلِن يسوع المسيح.

من الممكن أن نضع شعارًا للسِفْر ألا وهو “إعلان يسوع الذي سيأتي مُنتصرًا على الأرض” وقد أُعْطَى هذا الانتصار للكنيسة وهي تسلك الآن في هذا الانتصار، وسيأتي يسوع نتيجة أن الكنيسة حافظت على هذا الانتصار.

لكي يتم مجيء يسوع لابد من إتمام مُقاضاة الناس في الستة آلاف سنة عَبْر أن تُرْفَع الكنيسة “لأَنَّ سِرَّ الإِثْمِ الآنَ يَعْمَلُ فَقَطْ، إِلَى أَنْ يُرْفَعَ مِنَ الْوَسَطِ الَّذِي يَحْجِزُ الآنَ” (٢تس ٢: ٧)

“بَعْدَ هذَا نَظَرْتُ وَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ فِي السَّمَاءِ، وَالصَّوْتُ الأَوَّلُ الَّذِي سَمِعْتُهُ كَبُوق يَتَكَلَّمُ مَعِي قَائِلاً: «اصْعَدْ إِلَى هُنَا فَأُرِيَكَ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَصِيرَ بَعْدَ هذَا»” (رؤ٤: ١)

 بعد أن تكلم معه عن الكنيسة في الإصحاحات الثلاثة الأولى من السِفْر، انتهي ذِكْر الكنيسة منذ ذلك الوقت حيث إنها اُخْتُطِفَتْ، وبدأ الاختطاف من خلال بوق، صوت هذا البوق له هيبة البوق ولكنه يحتوي على كلمات، التي تقول: ” اصْعَدْ إِلَى هُنَا”. “لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً.” (١تس ٤: ١٦)

 أي أن محتوى كلام هذا البوق سيكون “اصْعَدْ إِلَى هُنَا”.

يعتقد البعض أن صوت البوق سيكون مُعْلَن للناس كلها، ولكن هذا مفهوم خاطئ، فسيكون مُعْلَن فقط للكنيسة، وسيُسْمَع في أرواح المؤمنين. كلما كنت حساسًا لروحك ونشيطًا روحيًا، سيكون بإمكانك تمييز هذا الصوت، وما دمت مُجْتَمِعًا “اجتماعنا إليه” أي “اتحادنا إليه” مع أخوتك هذا أيضًا سيجعلك قادرًا على سماع ذلك الصوت.

الاختطاف هو إنقاذ من الضيقة، وهذا الإنقاذ لن يتم وهي في حالة من الاضطراب والخوف، للاستفاضة في هذا الموضوع يمكنك دراسة مقال “هل نحن في أواخر الأيام أم لا؟”، شرحت فيها أن يسوع سيأتي للكنيسة وهي في أقصى درجات نشاطها. “مَجْدُ هذَا الْبَيْتِ الأَخِيرِ يَكُونُ أَعْظَمَ مِنْ مَجْدِ الأَوَّلِ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ.” (حج٢: ٩) وهذا يُعني أن المجد الذي سيتم في الكنيسة في هذه الفترة أعظم بكثير من ذي قبل، وفي أثناء تلك الفترة سيكون أيضًا هناك مَنْ يرتدّ ويترك الرب.

 “وَالصَّوْتُ الأَوَّلُ الَّذِي سَمِعْتُهُ كَبُوق يَتَكَلَّمُ مَعِي قَائِلاً: “اصْعَدْ إِلَى هُنَا…”

هو صوت إنقاذ وخروج من الأرض، وفي هذه اللحظة سيُسْتَعلَن الوحش وسيحاول أن يظهر في المشهد قبل الاختطاف، ولكنه لن يستطيع التَحرُك؛ لأن الكنيسة ستكون مُقيدة إياه من خلال صلواتها وكرازتها بالإنجيل.

في تلك الفترة ستجد العالم على صفيح ساخن، الآن نرى هذا ولو بصورة مُصغَّرة، ستجد الأمور هَدِئتْ قليلاً ثم عادت مرة أخرى، لو قمنا برسم مُخْطَطًا لتوضيح ضربات القلب للتعبير عن شكل الأحداث، لوجدنا في البداية أن المنحنيات بسيطة، وتزداد في السرعة مع الوقت إلى أن يصير المعدل ثابتًا وتعتاد الناس على هذا، فيسبب لهم ضغطًا فيقولون نعم لأي شيء، وكل هذا يُعْتَبَر تهيئة لظهور ضد المسيح الذي سيسيطر على ربع العالم.

“لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ. وَلكِنْ سَيَأْتِي كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ، يَوْمُ الرَّبِّ، الَّذِي فِيهِ تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً (هنا يتكلم بطرس بلغة نبوية)، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا.” (٢بط٩:٣)

“لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ”

 يقول البعض: “كثيرًا ما سمعنا منذ مئات السنين عن مجيء الرب إنه قريب، ولكنه لم يأتِ بعد!”

هناك ما يسمى بقانون الإشارة المزدوجة؛ إذا كنت ترى شيئين في نفس الخط، ستعتقد إنهما ملتصقان ببعضهما، ولكن واقعًا هما مبتعدان، ولكنك تراهما هكذا لأنك تنظر إليهما من خط واحد، ولكن إن نظرت إليهم من الجانب سترى أن هناك مسافة بينهما، فهنا يتكلم الرسول بطرس سريعًا عن الكنيسة، ولعدم فَهْم هذه الآيات يعتقد الناس أن يوم القيامة هو يوم واحد، بينما الكتاب يخبرنا بأنّ هناك قيامتين.

يتكلم الرسول بطرس عن يوم الرب إنه سيأتي كلص في الليل، ثم انتقل بسرعة إلى مشهد آخر يراه في نبوته وهو نهاية الأرض -وهذه الطريقة نفسها المُستخدَمة من قِبَل أنبياء العهد القديم- وهنا رأى الحدثين ملتصقين، ليس لأنه لا يعرف بل؛ لأنه مهتم بذِكْر الحدث الأخير.

تسلسل الأحداث في الوقت القادم: –

 يُعَدّ الاختطاف هو المحطة القادمة لنا، يليه الضيقة وهي سبع سنوات، وتنقسم الضيقة إلى نصفين: ثلاث سنين ونصف أولى وبمبتدأ الأوجاع، وثلاث سنين ونصف ثانية تُعرف بالضيقة العظيمة.

بابل الزانية هي الأشخاص الذين لم يُخْتَطَفوا وتعاملوا مع العالم بصداقة وأحبوه أي أحبوا مبادئه ونظامه؛ لذلك لن يُخْتَطَفوا وسيجتازوا الضيقة.

بعض من هؤلاء الذين سيجتازون الضيقة مؤمنون، والبعض الآخر يبدو عليهم الإيمان، وآخرون ليسوا مؤمنون من الأساس. هؤلاء مَنْ تجدهم يرددون عبارات كالآتي “لا تأخذ الأمور بمنطلق روحي، الرب ليس كل شيء.” ويدّعون أن المعجزات شيء خيالي ورمزي، تحت غطاء إن أهم شيء إنك تدعو باسم الله، لا! هناك مخلص هو يسوع المسيح. لدي البعض قناعات يتحركون فيها الآن وهم لا يعلمون.

في الفترة الأولى من الضيقة سيكون هناك قبول ليسوع، لن يُغلَق باب الخلاص في وجه الأمم، فستظل نعمة الإله مستمرةً، ويُكْرَز بالإنجيل في كل الأرض.

الاختطافات التي ستتم في حِقبة الضيقة: –

ستحدث اختطافات أخرى غير الذي يسبق الضيقة -اختطاف الكنيسة المشتعلة- داخل هذه الحقبة ومنها:-

١) اختطاف المؤمنين الذين رُبِحوا على يد اليهود الذين سيعودون مرةً أخرى ويؤمنون بيسوع.

٢) اختطاف المئة والأربعة والأربعون ألف خادم الذين خدموا الفئة الأولى المذكورة أعلاه.

٣) اختطاف كل الأشخاص الذين اُسْتَشهِدوا.

٤) اختطاف الشاهدان (رؤ١١) في نهاية النصف الثاني من الضيقة بعد قتلهما وحصولهما على الأجساد الممجدة.

تسمى كل هذه الاختطافات بالقيامة الأولى ولكنها تَحْدُث على مراحل.

سيأتي يسوع على السحاب ليأخذ الكنيسة (الاختطاف) ترحابًا بها كما وقف واستقبل استفانوس وقت استشهاده “فَقَالَ: «هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً، وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ»” (أع٧: ٥٦). لاحظ الأمور التي يصنعها الرب يسوع احترامًا للأشخاص، لقد وقف له؛ لأنه يقدِّره، وهكذا سيأتي الرب ويأخذ كنيسته.

سنصعد للسماء ونقضي السبع سنين هناك، وفي ذلك الوقت كل من سيُخْطَف سيصعد للسماء -ولكن يسوع لن يخرج لاستقباله- ووقتها يتم عشاء عُرْس الخروف، وهذا هو وقت كرسي المسيح وستُوَزَع فيه المهام.

ذُكِر تعليم الاختطاف هذا في تعليم الآبائيات في فترة ما بين سنة مئتين ميلادية إلى ثلاث مئة ميلادية، فهذا ليس تعليم أشخاص بعينهم بل تعاليم الآباء الذين أخذوا التراث السليم عن الأخرويات من رسل الرب يسوع، ولكن اختلف الأمر بعد ذلك حيث دخلت تعاليم خاطئة مزيفة وحدث لغط في أثناء حُكْم قسطنطين، أراد استخدامها لصالح مُلْكه ثم بعد ذلك دخلت تعاليم أخرى خاطئة.

بعد اختطاف الشاهدين (انتهاء سبع سنين الضيقة) سيأتي يسوع على الأرض بظهوره العلني ومعه الملائكة القديسين ونحن أيضًا معه ونسود على الأرض، وهذا الكلام قاله أخنوخ، كما جاء في سِفْر يهوذا (يه١٤:١-١٥).

كل هذا يُعْتَبَر يوم الرب بدءًا من الاختطاف إلى مجيء يسوع العلني على الأرض.

مجيء يسوع وظهوره العلني على الأرض: –

سيأتي يسوع وسيظهر لمدة يومٍ كاملٍ في السماء وفي هذه اللحظة ستراه كل العيون أي إن؛ الأشخاص النائمون في نصف الكرة الأرضية الثاني سيستيقظون ويرونه، وتنوح عليه الناس قائلين: “لقد اعتقدنا إنه خيال” ويقولون أيضًا “صلبناه ” بمعني إننا رفضناه “وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ.” (مت ٢٤: ٣).

تقف الشاشات في ذلك الوقت عن عَرْض أي شيء، ومنذ الآن يمكنك رؤية الارتباك الذي يحدث في العالم، ثم ينزل يسوع ويملك على الأرض ألف سنة والتي فيها سيُوَكَّل الأشخاص الذين في السماء (مَنْ اُخْتَطِفوا) على مدن مثلما قال الرب للعبد الأمين في مَثَل “الأمناء” “فَجَاءَ الأَوَّلُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ، مَنَاكَ رَبحَ عَشْر أَمْنَاءٍ. فَقَالَ لَهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ! لأَنَّكَ كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ، فَلْيَكُنْ لَكَ سُلْطَانٌ عَلَى عَشْرِ مُدْنٍ. ثُمَّ جَاءَ الثَّانِي قَائِلاً: يَا سَيِّدُ، مَنَاكَ عَمِلَ خَمْسَةَ أَمْنَاءٍ. فَقَالَ لِهذَا أَيْضًا: وَكُنْ أَنْتَ عَلَى خَمْسِ مُدْنٍ.” (لو ١٩ :١٦←١٩).

خلق الرب الأرض في ستة أيام وفي اليوم السابع استراح والسابع هذا يشير للمُلْك الألفي، كم أن هذا سيكون وقتًا رائعًا!! فسيُقيد إبليس ألف سنة، مَنْ قبلوا يسوع في فترتي الضيقة والمُلْك الألفي سيحيون طويلاً لما بعد المُلْك الألفي؛ لأنه ليس هناك خطية في الأرض. سنصعد للسماء ثانيةً بعد المُلْك الألفي، ويُحَلّ إبليس زمانًا يسيرًا أي قليلًا ليضل الناس.

هناك حرب ستحدث في نهاية الضيقة “حرب هرمجدون”، وستنشب حرب أخرى بعد فترة المُلْك الألفي بعدما يحاول إبليس تجييش الأرض مرة أخرى والتي تُدعى “حرب جوج ومجوج”، حينئذ سَيُبيد الرب إبليس الذي صنع هذا النظام بنفخة مِنْ فمه، وهذا لن يستغرق ساعةً من الزمان. إبليس سيُباد في وقت قصير جدًا، وتلك هي الحرب التي ستنحل فيها العناصر محترقة وملتهبة.

بعدها يأتي يوم الدينونة وهذه هي القيامة الثانية؛ حيث سيقوم الناس الذين في القبور والذين عملوا الصالحات إلى قيامة الحياة (هذا يدل على أن هناك مؤمنون لم يقوموا في القيامة الأولي) “لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هذَا، فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ، فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ” (يو٥: ١٧←١٩)

بعدما تتم القيامة الثانية ستكون الأرض احترقت، وسيُعاد خلق سماءً جديدة وأرضًا جديدة يسكن فيها البر “ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا، وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ. وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا. وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا، وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلهًا لَهُمْ.” (رؤ٢١: ١←٣)

 

ما علاقة هذا بنا الآن؟

“وَلكِنْ سَيَأْتِي كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ، يَوْمُ الرَّبِّ، الَّذِي فِيهِ تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا. فَبِمَا أَنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَنْحَلُّ، أَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فِي سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ وَتَقْوَى مُنْتَظِرِينَ وَطَالِبِينَ سُرْعَةَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الَّذِي بِهِ تَنْحَلُّ السَّمَاوَاتُ مُلْتَهِبَةً، وَالْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً تَذُوبُ. وَلكِنَّنَا بِحَسَبِ وَعْدِهِ نَنْتَظِرُ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً، وَأَرْضًا جَدِيدَةً، يَسْكُنُ فِيهَا الْبِرُّ. لِذلِكَ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ أَنْتُمْ مُنْتَظِرُونَ هذِهِ، اجْتَهِدُوا لِتُوجَدُوا عِنْدَهُ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ عَيْبٍ، فِي سَلاَمٍ. وَاحْسِبُوا أَنَاةَ رَبِّنَا خَلاَصًا، كَمَا كَتَبَ إِلَيْكُمْ أَخُونَا الْحَبِيبُ بُولُسُ أَيْضًا بِحَسَبِ الْحِكْمَةِ الْمُعْطاة مُحْتَرِقَةً”. (٢بط١٠:٣←١٥)

“تَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَلكِنَّنَا بِحَسَبِ وَعْدِهِ نَنْتَظِرُ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً، وَأَرْضًا جَدِيدَةً، يَسْكُنُ فِيهَا الْبِرُّ”.

هنا انتقل الرسول بطرس في حديثه إلى القيامة الثانية وحرب جوج وماجوج، ثم آخر محطة للأرض وهي السماء الجديدة والأرض الجديدة.

“فِي سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ” أي في سلوك مُقدس ومُنْعَزِل عن أفكار العالم وخطاياه، وليست فقط الخطايا البشعة التي يُصنفها الناس على إنها خطية، فقبولك للأفكار غير الكتابية يُعَدّ خطية.

لفظ “تَقْوَى” يعني أن تحب الرب آكلاً كلمته إلى أن تصير فكرك، تعني أيضًا أن تحب السماع والتَكَلُم عنه.

هناك نبوة قالها الرسول بولس لتيموثاوس عن أواخر الأيام، وهي إنه سيكون هناك أُناس ينتقون المعلمين حسب استحسانهم “لأَنَّهُ سَيَكُونُ وَقْتٌ لاَ يَحْتَمِلُونَ فِيهِ التَّعْلِيمَ الصَّحِيحَ، بَلْ حَسَبَ شَهَوَاتِهِمُ الْخَاصَّةِ يَجْمَعُونَ لَهُمْ مُعَلِّمِينَ مُسْتَحِكَّةً مَسَامِعُهُمْ، فَيَصْرِفُونَ مَسَامِعَهُمْ عَنِ الْحَقِّ، وَيَنْحَرِفُونَ إِلَى الْخُرَافَاتِ.” (٢تي ٤ :٣←٤).

أي سيقولون لك: ” لا تُحدثني عن الرب، أريد حلاً لمشكلتي ولكن بعيدًا عن الرب، لا تكلمني من الكلمة”، ما أخطر هذه اللغة! فتلك محاولة لإيجاد حلول بعيدًا عن الله.

من هي “بابل الزانية” في الكتاب المقدس؟؟

يعتقد البعض أن بابل الزانية هي “أمريكا”، لكن هذا خاطئ. “بابل الزانية” هي نظام، ولكي تعرفها يجب أن تعرف ما هو تعريفها المذكور عنها في العهد القديم. كتب الرسول يوحنا بمفاهيم نبوات العهد القديم؛ لذلك يجب أن نفهم من هي “بابل الزانية” في العهد القديم.

ابتدأ الكتاب يتكلم عن نسل نوح؛ سام وحام ويافث بعدما خرجوا من الفلك ثم أكمل “مِنْ هؤُلاَءِ تَفَرَّقَتْ جَزَائِرُ الأُمَمِ بِأَرَاضِيهِمْ، كُلُّ إِنْسَانٍ كَلِسَانِهِ حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ بِأُمَمِهِمْ. وَكُوشُ وَلَدَ نِمْرُودَ الَّذِي ابْتَدَأَ يَكُونُ جَبَّارًا فِي الأَرْضِ، الَّذِي كَانَ جَبَّارَ صَيْدٍ أَمَامَ الرَّبِّ. لِذلِكَ يُقَالُ: «كَنِمْرُودَ جَبَّارُ صَيْدٍ أَمَامَ الرَّبِّ». وَكَانَ ابْتِدَاءُ مَمْلَكَتِهِ بَابِلَ وَأَرَكَ وَأَكَّدَ وَكَلْنَةَ، فِي أَرْضِ شِنْعَارَ” (تك٥:١٠، ٨←١٠)

ملحوظة مهمة، عليك أن تأخذها بعين الاعتبار؛ التلمود له قوة كبيرة جدًا عند اليهود، حتى الرب نفسه اقتبس منها، ففي معظم المرات التي قال فيها: “سمعتم إنه قيل” كان يقصد ما جاء في التلمود، بينما لفظ “مكتوب” يُقْصَد به ما جاء في الوحي.

كَتَبَ موسي أسفار الشريعة الخمسة، ثم بعد ذلك بدأ الناس يسألونه عن التفاصيل، مثلاً؛ كانت هناك شريعة خاصة بالدم “لا تمس الدم” في حين إنه لم تكن هناك تفاصيل أكثر عن الأمر، فإن كان هناك جزار، شخص مثل هذا في احتياج إلى تفاصيل حتى تمكنه من التعامل مع مهنته تلك، فبدأوا يسألون موسي، وكان موسي يفهمهم أمور بقيادة من الروح القدس، هذا كلام مُدَوَّن في مراجع، بإمكانك الرجوع إليه بنفسك للتأكد.

وجود التلمود ليس المقصود به بأن هناك وحي آخر يختلف عن الكتاب المقدس، حتى تفهم أكثر تلك الجزئية لابد من فَهْم طريقة جَمْع العهد القديم، فلقد قاموا بتجميعه بعدما عَرِفوا أن منصة إطلاق النبوات قد انتهت. فابتدأوا يجمعون الأنبياء ويقولون إن هذا يوضع ضمن نبوات وكتاب العهد القديم، بينما قاموا بوَضْع أمور أخرى في التلمود والتي لا داعي للناس أن تعرف تفاصيلها؛ فهناك بعض الأمور مثل قصة الخلق مذكور بالتفصيل في التلمود.

“مِنْ هؤُلاَءِ تَفَرَّقَتْ جَزَائِرُ الأُمَمِ بِأَرَاضِيهِمْ، كُلُّ إِنْسَانٍ كَلِسَانِهِ حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ بِأُمَمِهِمْ”

 حدث زلزال فتفرقت القارات، إن أردت أن تعرف التاريخ، فالكتاب يتكلم بدقة عن هذه الأمور.

“كَنِمْرُودَ جَبَّارُ صَيْدٍ أَمَامَ الرَّبِّ”

دعني أوضِّح ما جاء في الأصل العبري والتلمود أيضًا عن هذا الشخص؛ يعتقد البعض أن هذا الشخص جبّار بقوة إلهية، ولكن هذا خطأ، كلمة “جَبَّارُ صَيْدٍ” تُعني “جبّار في صيد نفوس الناس” وليس جبّار صيد حيوانات.

نمرود شخص لديه قوة لإقناع الناس، وبنى مدنًا، قام بإقناع الناس (تك١١)، حيث إن أول مدينة بناها هي “بابل”. هو يُعْتَبَر بداية خط التمرد بعد الطوفان، يا له من تمرد على الإله!!

“وَكَانَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا لِسَانًا وَاحِدًا وَلُغَةً وَاحِدَةً. وَحَدَثَ فِي ارْتِحَالِهِمْ شَرْقًا أَنَّهُمْ وَجَدُوا بُقْعَةً فِي أَرْضِ شِنْعَارَ وَسَكَنُوا هُنَاكَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «هَلُمَّ نَصْنَعُ لِبْنًا وَنَشْوِيهِ شَيًّا». فَكَانَ لَهُمُ اللِّبْنُ مَكَانَ الْحَجَرِ، وَكَانَ لَهُمُ الْحُمَرُ مَكَانَ الطِّينِ. وَقَالُوا: «هَلُمَّ نَبْنِ لأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجًا رَأْسُهُ بِالسَّمَاءِ. وَنَصْنَعُ لأَنْفُسِنَا اسْمًا لِئَلاَّ نَتَبَدَّدَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ». فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو آدَمَ يَبْنُونَهُم. وَقَالَ الرَّبُّ: «هُوَذَا شَعْبٌ وَاحِدٌ وَلِسَانٌ وَاحِدٌ لِجَمِيعِهِمْ، وَهذَا ابْتِدَاؤُهُمْ بِالْعَمَلِ. وَالآنَ لاَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ كُلُّ مَا يَنْوُونَ أَنْ يَعْمَلُوهُ. هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ». فَبَدَّدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، فَكَفُّوا عَنْ بُنْيَانِ الْمَدِينَةِ”. (تك١:١١←٨)

بعدما خرجوا من الفلك، كانت الأرض فارغة وبدأ الرب يكلمهم كما تَكَلَم إلي آدم وقال لهم اثمروا مرة أخرى، سكنوا في مكان واحد وكانوا مستدفين ببعض ولا يريدون أن يتركوا بعضهم، تكاثروا، ومنهم من أحب الرب والبعض لم يحبه. فقال لهم نمرود كما عرفنا من الإصحاح السابق “هَلُمَّ نَبْنِ لأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجًا رَأْسُهُ بِالسَّمَاء”

 لا تعتقد إنهم أرادوا أن يبنوا ناطحات سحاب، لا، بل كان هذا بمثابة تمردًا على الله، وهذا واضح في الآتي “وَنَصْنَعُ لأَنْفُسِنَا اسْمًا لِئَلاَّ نَتَبَدَّدَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْض” وكأن نمرود يريد قول: “أتريد أن تُهلكنا مرة أخرى يا الله؟! سنعرف أن نتصدى لك، وسنبني لأنفسنا برجًا يتخطى مستوى الماء الذي تعتقد إنك سوف تُهلكنا به مرة أخرى، فإن غطى الماء أعلى جبل، سنكون أعلى منه، اصنع ما بوسعك يا الله، فلن تقدر علينا!!”

نزل الرب وبلبل ألسنتهم؛ لأنه عرف أن هؤلاء لديهم القدرة على بناء برج تستطيع، فقال: “هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ.” فهم ليسوا أحكم من الرب.

هذا هو اتجاه نمرود وقلبه، هذه هي بابل الزانية. والآن بدأت الناس في قول عبارات مثل: “اتركني! أنا لا أحب الكتاب المقدس، لا تكلمني من الكتاب” كانوا يخفونها من قبل، ولكن الآن بدأوا يفصحون عنها.

بدأ هذا الاتجاه يظهر تجاه كلمة الله والرعاة والخدام، وهو اتجاه خطير للغاية، هو يُعْتَبر اتجاه ذات دافع استقلالي، وغالبًا يبرره الناس.

ولكنه نظامٌ خبيثٌ يجعلك تثق من نفسك، تاركًا الرب تدريجيًا تحت مُسَمْى “أعرف أن أصنعها بمفردي، لست بحاجة إليك يا الله” “ليس من الضرورة أن أصلي قبل الامتحان؛ فأنا ذكي” “أعرف أن استقبل من الرب بمفردي، أليس لديّ كتاب المقدس؟!” لغة “بمفردي بمفردي بمفردي”، الكتاب يؤكد على أهمية أن تكون مزروعًا في جسد “مَغْرُوسِينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ…” (مز٩٢: ١٣).

الآن نتكلم بألسنة كعهد جديد، الآن نستطيع أن نتحد، ربما تكون مختلفًا مع أخيك في جسد المسيح على فكر كتابي ما -مع أن الكتاب له تفسير واحد وحيد- ولكن يُجمعكم ببعض شيئا واحدا وهو إنكم تصلون بألسنه، من الممكن أن يخطئ في شرحها، ولكنه يُصليها بطريقة صحيحة عبْر الألسنة، ولن يكون في سلام؛ لأن هناك شيء ما خطًأ في روحه ولكنه اعتاد على هذا.

هذا ليس وقتًا لقول “فلان هذا مُخْتَلِف معي في التعليم” احذر هذا! في الوقت القادم سيكون هناك أشخاص يتكلمون بطريقة سلبية عن أشخاص، وهو حادث الآن بالفعل، لا تنساق معهم.

احذر! فهناك قوة سحب، إنْ كنت حساسًا لروحك ستميزها، وستكون الفرص متاحة أكثر من ذي قبل وسيقولون لك “تعال وخُذ هذه التأشيرة!”. العالم في طريقه للعولمة؛ انفتاح العالم على بعضه، لذلك ستجد فرص كثيرة جدًا متاحة وهدفها عزلك عن الله دون أن تدري.

أي أناس يجب أن تكونوا أنتم؟ إياك أن تبرد بعد انتهاء موضوع “فيروس كورونا” حتمًا سينتهي، فلا يوجد شيء لا ينتهي إلا يسوع وحده، فكل شيء يأخذ فترته وينتهي ودائمًا ما يكون له استراتيجياته.

ولكن ماذا عنك؟ هل سترتاح عندما يجدون له علاجًا؟ أو عندما تُكسَر هذه الموجة؟ هل ستطمئن؟ هذا اطمئنان زائف، فإن لم يَكُنْ اطمئنانك مبنيًا على الكلمة حينئذ ستكون واقفًا بلا سند!

أي أناس يجب أن تكونوا أنتم في سيرة مقدسة وتقوي؟ هذه كلمات الروح القدس لك، لتنشط روحيًا، وإنْ كنت تريد خطوات لكيفية استعدادك للاختطاف، يمكنك الرجوع للموقع.

إنْ كان موضوع الأخرويات يُخيفك، فاعلم أن هناك شيئا بداخلك وهو إنك لست فاهمًا حب الله، والذي يتبلور في كلمته (فكره).

سوف أتحدث في المرة القادمة عن “كيفية توجيه تفكيرك بطريقة صحيحة”، وإنْ كنت قَلِقًا من موضوع الاستعداد للاختطاف، فقد حان وقت استعدادك وتوجيه قلبك للرب وفي الحال ستجد تجاوبًا من الرب.

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

FacebookFacebook MessengerWhatsAppViberEmailCopy LinkPrint

 

2 Comments

  1. أبو يوحنا

    أحب أن أعرف موقفكم من مطعوم كورونا، هذا ضروري لاعتماد كثيرين على رأيكم بشأن هذا الأمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$