القائمة إغلاق

مُؤسَس ومُثبت في البر Established in Righteousness

 في رسائل بولس نجد أن البر هو المفتاح، وهو يعني القدرة على الوقوف في حضرة الآب بدون أي إحساس بالخوف أو الإدانة أو صغر النفس.

هنا في إشعياء ٥٤: ١٣-١٤ الوعد بهذا البر “وَكُلَّ بَنِيكِ تَلاَمِيذَ الرَّبِّ، وَسَلاَمَ بَنِيكِ كَثِيرًا. بِالْبِرِّ تُثَبَّتِينَ بَعِيدَةً عَنِ الظُّلْمِ فَلاَ تَخَافِينَ، وَعَنِ الارْتِعَابِ فَلاَ يَدْنُو مِنْكِ.”

البركة الأعظم للخليقة الجديدة هي أن تكون مُثبت بالبر، وأن يكون لديك وعي بالبر.

اعتدنا أن يكون لدينا وعي بالضعف، وهذا ما أبقانا عبيدًا للخوف.

كشعب فإننا لدينا وعي بالضرائب وسيظل لأجيالٍ قادمة.

ولكن يا للشعور بالانتصار والحرية الذي سنمتلكه، لو عرفنا أننا صرنا بر الله وتأسسنا في هذه الحقيقة.

ضمير الخطايا (الوعي بالخطية) صنع من الجنس البشري عبيدًا، ودمر روح المبادرة لدى الكثيرين. فهو العدو الأقدم واللدود للإيمان. فلا يمكن أن تؤمن بكلمة الله وأنت تحت الاتهام والدينونة.

كما ترى فإن البر يعني القدرة على المثول في محضر الله. بدون البر تصبح بنويتنا لله بلا قيمة، إن الخليقة الجديدة وبنويتنا لله لا يستحقوا الاسم ما لم يكن البر جزءًا منهما.

لذا فإن الغرض من الفداء الذي عمله الله في ابنه، هو أن يجعل الإنسان بارًا. هذا هو الغرض الجوهري والنهائي للآب. فقد تجاسر الله وجعل ابنه بديلًا عن الجنس البشري.

لقد كنا مفلسين ومبيعين للخصم وعاجزين، أفسس ٢: ١٢ يصف هذه الحالة:

“أَنَّكُمْ كُنْتُمْ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ بِدُونِ مَسِيحٍ، أَجْنَبِيِّينَ عَنْ رَعَوِيَّةِ إِسْرَائِيلَ، وَغُرَبَاءَ عَنْ عُهُودِ الْمَوْعِدِ، لاَ رَجَاءَ لَكُمْ، وَبِلاَ إِلهٍ فِي الْعَالَمِ.”

كنا بلا رجاء وبلا إله، ولكن هنا تدخل الله ووضع على ابنه الغالي آثام جميعنا، فلم يدفع فقط عقوبة تعدياتنا، ولكنه أيضًا هزم عدونا وسيدنا الذي هو إبليس، وجرده من سلطانه، ثم جعل إعادة خلقنا ممكنة، على أسس شرعية.

الآن يمكن لله أن يعطي الإنسان حياة أبدية، أي طبيعته الخاصة. فهو يزيل من الإنسان الطبيعة القديمة، الذات العتيقة، ويعطيه ذات جديدة، طبيعة جديدة. أي أصبح الإنسان سلالة جديدة كما تُترجم في (٢كورنثوس٥: ١٧).

والإنسان العتيق الذي تتم إعادة خلقه مقصود به روح الإنسان، ثم يجدد الله ذهنه ليكون خاضعًا لروحه المخلوقة ثانيةً. ويصير الإنسان الجديد له السيادة فوق الحواس والجسد المادي، ويصبح هو السيد في المسيح. أن أصبح الإنسان الجديد هو بر الله في المسيح.

“لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ.” (٢ كورنثوس ٥: ٢١)

كما ترى، فنحن نصير بر من خلال استقبال طبيعة جديدة.

كان لدى إسرائيل بر ولكنه بر احتسابي، احُتسب لهم، لكن الخليقة الجديدة صار الله نفسه هو برها.

“لِيَكُونَ بَارًّا وَيُبَرِّرَ مَنْ هُوَ مِنَ الإِيمَانِ بِيَسُوعَ.” (رومية ٣: ٢٦)

ليس فقط أن الآب نفسه صار هو الضامن وصار برنا، لكن أيضًا نقرأ في (١كو١: ٣٠)

“وَمِنْهُ أَنْتُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرًّا وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً.” (١ كورنثوس ١: ٣٠)

الآن نحن متيقنون أن المسيح هو برنا، لأن الله جعله هكذا.

بصيغة أخرى، فإنه صار لنا الحق الشرعي أن نمثل في حضرة الآب وكأنه لم تكن هناك خطية اطلاقًا.

أن نستطيع أن نفهم هذا:

“وَالَّذِي يُقَدِّمُ بِذَارًا لِلزَّارِعِ وَخُبْزًا لِلأَكْلِ، سَيُقَدِّمُ وَيُكَثِّرُ بِذَارَكُمْ وَيُنْمِي غَّلاَتِ بِرِّكُمْ.” (٢ كورنثوس ٩: ١٠)

قال الرب يسوع: “أنا هو الكرمة، وأنتم الأغصان”. فإن كانت الكرمة بر، فالأغصان هي بر الكرمة.

فالثمار التي تحملها الكرمة من خلال أغصانها، تُدعى ثمار البر، وهذا الثمر هو نفس نوع الثمر الذي كان يحمله يسوع في مسيرته على الأرض. يا له من فرح أن نحمل نفس نوع الثمر الذي حمله يسوع أثناء رحلته في الأرض.

فهو استطاع أن يشفي المرضى، ويُطعم الجياع ويقيم الموتى.

لدينا ثمر آخر مختلف وهو أن نقود الناس للمسيح، الذي سيمنحهم الحياة الأبدية، كما يمكننا أن نقودهم لأعماق معرفة بر الله الذي في المسيح من أجلهم، بهذا يمكننا أن نعمل شيئًا آخر في أرواح الناس لم يستطع يسوع أن يفعله وقت وجوده على الأرض، إذ لم يكن قد مات ودفع عقوبة خطايانا، ولم يكن قد أعطى هبة الخليقة الجديدة بعد.

يمكننا أن نتمتع بهذا الإثمار في المسيح، فكوننا مُثبتين في البر يعطينا أساس يُمكنّنا من الصمود والثقة في خوض الحياة.

لطالما عاش الإنسان دائمًا خادمًا للشيطان كعبدٍ ذليل، ولكنّ الخليقة الجديدة بهذا البر قد جعلته سيدًا، فلم يعد خاضعًا للعدو، بل صار سيدًا. لم يعد متكلمًا عن ضعفه وفشله، بل مبتهجًا بقدرته الجديدة المكتشفة لجعل قلب الآب فخورًا به.

وعليه أن يسلك بمعرفته لهذا البر، مستفيدًا من هذه الحقيقة أنه قد صار بر الله.

لديه دعوة ليمثل أمام العرش، ويقابل الآب في أي وقت.

“فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ” (العبرانيين ٤: ١٦)

إنه الآن يعلم أنه بر الله، تمامًا كما تعلم السيدة أنها زوجة لرجلها بعد مراسم الاحتفال. فتأخذ مكان الزوجة في بيتهم، إذ أصبح الاثنان واحدًا. هكذا الخليقة الجديدة تُدرك أنها صارت بر الله ولديها الحق الشرعي في استخدام اسم يسوع، وهذا الاسم لديه السلطان في الثلاثة عوالم (السماء والأرض وما تحت الأرض). ومن خلال وحدانيته مع المسيح، لم يرث فقط سلطان الاسم ولكنه أيضًا أصبح ممثلًا لهذا السلطان. ويمكنه أن يستخدم سلطان الاسم.

حينما قال يسوع:

“دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ” (متى ٢٨: ١٨)

هذا السلطان منحه للخليقة الجديدة وليس لنفسه.

هذا البر يجعل الإنسان واحدًا مع المسيح بالحقيقة، وأعطى الإنسان قدرة خلاقّة وروح مسيطرة، فصار غالبًا وسيدًا، والحياة الجديدة الممتلئة بالمحبة للسيد قد سادت عليه. صار بالحقيقة كيسوع، فهو يأخذ مكان يسوع على الأرض، وهو ليس مثل الشعب الذي كان تحت العهد القديم من كان لديهم بر محدود، ولكن الإنسان الجديد يمتلك برًا غير محدود. في العهد القديم كان لديهم بر احتسابي، أما الخليقة الجديدة فقد وُضع فيها البر، الذي هو ذات طبيعة الآب. صار الإسرائيليون أبرارًا من خلال المرسوم الإلهي، أما نحن فقد صرنا برًا من خلال الخليقة الجديدة. فالبر الجديد المذهل جعلنا مُؤهلين للشراكة مع يسوع وسيجعلنا مُؤهلين للعلاقة الأبدية مع الآب عبر الدهور الآتية.

هذه هي عبقرية الفداء، معجزة الخليقة الجديدة.

كن جريء أن تفكر في نفسك بنفس الطريقة التي يقولها الآب عنك. تجرأ أن تدخل حضرة الآب بفرحٍ لا يعرف الخوف، لتجعل طلباتك معروفة لدى الآب.

هو الآن أبوك، وأنت ابنه، في اسم الفادي قد صار لك دخولاً لحضور الآب في أي وقت.

“إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئًا بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ”

ما لم نأخذ مكاننا فإننا نُهين وضعنا كأبناء وكـ “بر الله”

دعونا نجعل الآب، والرب يسوع والروح القدس فخورين بنا.

رسالة قلبية:

حينما اقترب يسوع من قبر لعازر، قال: “دحرجوا الحجر”

وربما أمسكت مرثا بذراعه هامسةً: “يا معلم، لقد فات الأوان فالجسد قد أنتن”

فالتفت إليها يسوع ونظر في وجهها قائلاً: “مرثا، ألم أقل لكي إن آمنتي ترين مجد الله”

ثم دحرجوا الحجر، ووقف يسوع أمام القبر بثقة إلهية، لم يكن محتاجًا أن يشعر بالإيمان، أظهر البر بتلقائية، أظهر ما هو البر حقاً.

لقد عدت للوراء في حلمي، ووقفت بجوار السيد حينما صرخ: “لعازر، هلم خارجاً”

ارتعد قلبي، وهمست: “سيدي، لماذا صرختها بصوتٍ عالٍ؟”

أتدرون، لقد كنت خائفًا ألا يخرج لعازر، خفت على سمعة المعلم متفكراً: “تُرى ماذا سيظن الناس لو لم يخرج لعازر؟”

أفكار الخوف هذه التي هي وليدة المعرفة الحسية تمزقت، حينما علمت أن البر كان يتكلم وخرج لعازر.

نشرت بإذن من مؤسسة كينيون لنشر الإنجيل Kenyon’s Gospel Publishing Society وموقعها www.kenyons.org.
جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية بإذن من خدمة كينيون.

Taken by permission from Kenyon Gospel Publishin Society, site: www.kenyons.org. All rights reserved to Life Changing Truth.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$