القائمة إغلاق

أيوب…لماذا حدثت كارثة أيوب 1  Why Happened the Tragedy of Job

الكثير لا يفهمون ما حدث لأيوب ويبدأو في تخمين ما حدث له.

 أحدهم يقول أن الله هو الذي جربه والأخر يقول أنه بسماح من الرب والأخر يقول البر الذاتي…..

لكن لنرى كلمة الله حيث عندها يقف كل تخمينات البشر حتى وأن كانوا علماء في الكتاب المقدس.

ما حدث لأيوب هو عبارة عن تطبيق لكل اللعنات في تثنية 28 : 15 – للأخر , لذا من يقرأ الكتاب بروح الأعلان سيجد أن هذه اللعنات عندما تصيب شخص ما تعني أنه فعل ما جاء في تثنية 28 : 15 أي لم يحفظ وصايا الرب فاتت هذه اللعنات عليه.

قبل ذلك يجب أن نفهم القوانين الألهية من ناحية التجربة وهذ موجود في هذه المقالة :

التجربة والإمتحان

وبعد قرائتك هيا لنذهب ونرى أيوب في ضوء ذلك :

لقد فتح أيوب ثغرة في حياته بسبب خوفه وعدم أيمانه بأن الله لا يحميه فأدى ذلك بدخول أبليس .

أيوب 3 : 25 (25) لأَنَّهُ قَدْ غَشِيَنِي مَا كُنْتُ أَخْشَاهُ، وَدَاهَمَنِي مَا كُنْتُ أَرْتَعِبُ مِنْه

فكان يرى أيوب أولاده يلفون حوله و الغنى والممتلكات التي كان يمتلكها , كان يأتي إبليس إلى ذهنه  بسهم مستغلا عدم معرفته بالله ويقول له ” ستضيع هذه الممتلكات وستضيع عائلتك … الله الذي تعبده نعم أعطاها لك ولكنه يمكنه أن يأخذها منك ثانية… “

وعندما تاب أيوب وقال علمت أنك تستطيع كل شيء (وتوبته تدل على أنه لم يكن يؤمن بأن الله يستطيع كل شيء) وبتوبته هذه أغلق الباب في وجه إبليس ورد الرب اليه أضعاف ما كان يمتلكه . ولم يستطيع إبليس ان يفعل شيء ثانيا معه لأنه عرف الله.

وأريد أن أوضح أن الله لم يأذن لأبليس بأن يصيب أيوب بل قال له “هوذا في يدك”
في العبري: أي هو طبيعي في يدك لأنه خرج من حمايتي بسبب خوفه. ولم يستطع الرب حماية أيوب لأنه لم يكن في متناول يد الرب بل في يد أبليس.

كان الرب سينجي أيوب لو كان جاعل الرب ترسا له وساكن (وليس زائر) في بيت الرب كما يقول مزمور 91 لأنه حينئذ لا تدنو (تقترب) ضربة من خيمة أيوب.

الرب لا يلعب بحمايتنا فهو لا يسلمنا لمضايقينا أبدا. لو كان الله نزع حمايته من أيوب فهو لا يفعل ما يقوله في مزمور 91 بأنه يحمينا عندما ننزل تحت ترسه وحمايته.

موضوع السماح الذي إستند عليه الكثيرون بأن الله سمح وهم يعنون أنه فعلها في بطن كلماتهم.

سأشرح موضوع السماحية بهذا المثل : تخيل أن أحد أصدقائك ذهب لزيارتك وأدخلته داخل بيتك, وقمت بإستضافته.
وفجأة قرع أحدهم الباب وفتحت ووجدته شخص عدو لضيفك , وهو أتي ويطلب منك أن تخرجه (أي تخرج ضيفك وتسلمه له) ليقتله.

ماذا ستفعل؟ الضيف في حمايتك الآن. لن تسمح له بل ستمنعه بكل قوتك.

و أثناء منعك له قام الضيف بالخروج له وخرج ليسلم نفسه لذلك العدو وخرج خارج حدود منزلك.

الآن الضيف يريد ذلك أليس كذلك ؟ فهو خرج بنفسه من حمايتك وأنت فعلت ما في وسعك ومنعت العدو ولكن ضيفك الذي أراد ذلك خرج بنفسك.
ماذا ستفعل؟ لن تفعل شيء فلن يحق لك أن تدخل في إرادة ضيفك, فهو من إختار ذلك.

ولكنك تقول له أدخل في منزلي و أنا ساحميك. ولكنه لا يفعل ذلك.

هكذا الله لا ينزع حمايته من فوقك ويتركك عاري لإبليس. بل أنت من تخرج من تحت حمايته.

فهو يسمح لأنك أنت سمحت.

أنظر تسلسل الآية : ما تحلونه (اليوناني ما تسمحون به) على الأرض يكون مسموحا به في السماء و ما تربطونه (اليوناني ما ترفضونه ) على الأرض يكون مرفوضا في السماء.

أي القرار في يدك وليس في يد الله.
إضغط هنا لقراءة مقالة عن هل الله يسمح بالمشاكل ؟

كيف الله عالج ما حدث لأيوب ؟

كلم الرب أيوب من الطبيعة ليجدد ذهنه لأنه لم يكن هناك كتاب مقدس في ذلك الوقت لذلك كلمه الله من خلال ما يراه في الطبيعة. ويقول له هل ترى هذه المياه هل كنت موجود قبلها.

وقال له الله: ” أتثق في الثور الذي تترك له املاكك و لا تثق بي أنا أترى حماقة النعامة التي لا تحمي أطفالها أنا لست كذلك أنا أستطيع أن أحميك”
أيوب 39 : 11 – 17 : (11)أَتَتَّكِلُ عَلَيْهِ لِقُوَّتِهِ الْعَظِيمَةِ، وَتُكَلِّفُهُ الْقِيَامَ بِأَعْمَالِكَ (12)أَتَثِقُ بِعَوْدَتِهِ حَامِلاً إِلَيْكَ حِنْطَتَكَ لِيُكَوِّمَهَا فِي بَيْدَرِكَ؟ (13)يُرَفْرِفُ جَنَاحَا النَّعَامَةِ بِغِبْطَةٍ، وَلَكِنْ أَهُمَا جَنَاحَانِ مَكْسُوَّانِ بِرِيشِ الْمَحَبَّةِ (14)فَهِيَ تَتْرُكُ بَيْضَهَا عَلَى الأَرْضِ لِيَدْفَأَ بِالتُّرَابِ (15)وَتَنْسَى أَنَّ الْقَدَمَ قَدْ تَطَأُ عَلَيْهِ، وَأَنَّ بَعْضَ الْحَيَوَانَاتِ الْكَاسِرَةِ قَدْ تُحَطِّمُهُ (16)إِنَّهَا تُعَامِلُ صِغَارَهَا بِقَسْوَةٍ كَأَنَّهَا لَيْسَتْ لَهَا، غَيْرَ آسِفَةٍ عَلَى ضَيَاعِ تَعَبِهَا (17)لأَنَّ اللهَ قَدْ أَنْسَاهَا الْحِكْمَةَ، وَلَمْ يَمْنَحْهَا نَصِيباً مِنَ الْفَهْمِ .

وليس هذا فقط بل ومن توبة أيوب سنكتشف أيضا ماذا كان ينقص أيوب وهو عدم المعرفة بأن الله يستطيع كل شيء.

والدليل عندما تاب أيوب قال في أيوب 42 : 1 – 2
(1)فَقَالَ أَيُّوبُ لِلرَّبِّ: (2)«قَدْ علمت أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ
كُلَّ شَيْءٍ وَلاَ يَتَعَذَّرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ.

بمعنى أخر يقول أيوب “لم أكن أعرف أنك تستطيع كل شيء”. كنت أعلم بعض المعرفة وهي أنك تعطيني غنى فصرت غنيا و أن تعطيني نسل فنلت نسل ولكنني لم أكن أعلم أنك تستطيع أن تحميني فهذا عرفته

قد يقول أحدهم ” إذا قد تعلم الدرس بسبب ما حدث له “

وسأجيبه : كان بين يديه أن يعرف ذلك فقط لو سعى لمعرفة الله أكثر, ولكنه نعم عرف ذلك بعد أن خسر الكثير…. ثمن غالي كان أيوب في غنى عنه لو بحث عن الله قبل حدوث ذلك كله.

والدليل أنه لم يعرف الله في وقت حدوث المشكلة ولكنه عرف ذلك حينما كلمه الله وجدد ذهنه.
إذا فالفضل يرجع لله وليس للمشكلة. ولو كان عرف ذلك قبلا لكان واجه الخوف الذي جاءه من إبليس و قاومه لأنه يعرف إلهه الذي يحميه.

ولكن إبليس إستغل عدم المعرفة ودخل منها في حياته.

لاحظ أن أيوب قال شيء هام ” بسمع الأذن سمعت عنك ” إذا فكان سطحي في معرفته.

والإيمان يأتي بالسمع فقد سمع أيوب معلومات قليلة عن الله وحصل منها على نتائج رائعة فصار غنيا ولكنه لم يعرف أن الله يحمي ما يعطيه. فقال ” أما الآن فقد رأتك عيناي ” .

المؤمن التقي : هو من يحب الله ويتقرب له , ولكنه ليس هذا يعني أنه يعرف الله.
التقوى هي : إظهار محبة لله أمام الناس.

نعم أيوب كان تقي ولكن إبليس دخل من عدم معرفته.

هوشع 4 : 4 هلك (العبري تحطم , طحن ) من عدم المعرفة. وهذا تراه في حياة المؤمنون الذين لا يعرفون ما لهم في المسيح.

عدم المعرفة تظهر في كلام أيوب في قوله :  ” الرب أعطى والرب أخذ …. يجرح ويعصب يسحق ويداه تشفيان “

هذا كلام ينم عن عدم معرفة أو الأدق معرفة خطأ في أيوب من جهة الله.
وللأسف أجد خدام ومؤمنين يقتبسون هذه الأيات ويقولونها. ولذلك سأجيب عن ذلك :

أولا  سرد الحدث (أي سرد القصة) هو الموحى به من الله فسرده (قصه علينا) الروح لنعرف ماذا حدث, ولكن في حد ذات الكلام الذي قاله أيوب ليس موحى به من الله. مثل عندما قص الكتاب المقدس علينا قصة زنى داود , هل كان داود منقاد بروح الله ؟ بالطبع لا. ولكن سرد الحدث هو الموحى به من الله أي القصة صادقة ولكن ما حدث فيها ليس لله أي دور. فهو يسردها لنا لنتعلم من أين يدخل إبليس.

قال أيوب هذا الكلام قبل أن يجدد الله ذهنه ونفس أيوب قال بعد أن عرف الحقيقة أنه تكلم من جهل عندما تاب…. أيوب 42 :  3  حَقّاً قَدْ نَطَقْتُ بِأُمُورٍ لَمْ أَفْهَمْهَا، بِعَجَائِبَ تَفُوقُ إِدْرَاكِي.

ثانيا  لو كان الله كذلك يجرح ويعصب في آن واحد (أو يمرض ويشفي في آن واحد)  فهذا يعني أن الله ذو رأيين أي عكس ما يقوله روح الله نفسه في يعقوب 1 : 8
(8)فَعِنْدَمَا يَكُونُ الإِنْسَانُ بِرَأْيَيْنِ، لاَ يَثْبُتُ عَلَى قَرَارٍ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ.

هذا ليس الله. فهو واحد من الإثنين إما أن يشفي أو أن يمرض فهو لا يستطيع أن يفعل خطيئة بأن يفعل شيئين ضد بعضهم.

وبالطبع أي شخص حتى ولو سطحى في معرفته سينظر إلى الله الظاهر في الجسد أي يسوع ويكتشف أن يسوع كان يشفي فقط , ولم يمرض أحدا, وهو لن يغير رأيه من جهة المرض عندما صعد للسماء فهو هو (أي كما هو) في الأمس واليوم وغدا.

 الله يشفي فقط. ولا يشفي ويمرض في نفس الوقت.

إذا ما قاله أيوب, قد قاله عن جهل وهو غير صحيح.

 وهذا رأي  الله عنه فقال الله في أيوب 38 : 1
(1)ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لأَيُّوبَ مِنَ الْعَاصِفَةِ: (2)«مَنْ ذَا الَّذِي يُظْلِمُ الْقَضَاءَ بِكَلاَمٍ مُجَرَّدٍ مِنَ الْمَعْرِفَةِ؟
وهذا رأي أيوب عن نفسه  أيوب 42 : 3
مَنْ ذَا الَّذِي يُخْفِي الْمَشُورَةَ مِنْ غَيْرِ مَعْرِفَةٍ؟ حَقّاً قَدْ نَطَقْتُ بِأُمُورٍ لَمْ أَفْهَمْهَا، بِعَجَائِبَ تَفُوقُ إِدْرَاكِي.

إذا فالله يعطي فقط  ولا يأخذ ما يعطيه

والله يشفي فقط ولا يمرض

والله يعصب فقط ولا يسحق أبدا. هذا هو الله.

فهو ليس غير معروف بل هو واضح ويمكنك أن تعرف من هو لأنه ترك كلمته وروحه القدوس لك هنا على الأرض لتعرفه بطريقة صحيحة. فلا تخمن.

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

2 Comments

  1. هاله

    في ايه بتقول ان الله يقول عن نفسه انه خلق الخير وانا خلقت الضرر ولما يقول قسي الله قلب فرعون يعني كل حاجه عمل يديه

اترك رداً على admin إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$