لمشاهدة العظة علي الفيس بوك أضغط هنا
لسماع العظة علي الساوند كلاود أضغط هنا
لمشاهدة العظة علي اليوتيوب
الإيمان العامل – الجزء 4
▪︎ أعمدة أساسية لإيمانٍ فَعَّالٍ:
- الفرق بين “الحقيقة” و “الواقع”.
- بماذا تتشبَّثْ؟
- تدريبات صغيرة لمواجهات كبيرة.
- القيمة والاعتبار.
- أعمدة أساسية لإيمان فَعَّال:
- الفرق بين الحقيقة والواقع:
تتمثَّل “الحقيقة” في كلمة الله و “العيان” في الواقع مِن حولك، والإيمان هو تحويل ما هو موجود في عالم الروح وتجسيده في عالم العيان.
“مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ.” (أفسس ١: ٣).
يتكلَّم هنا عن أن البركات التي نلناها موجودة في السماويات (عالم الروح)، فهي ليست في السماء (مكان عرش الله، أو السماء الثالثة والأخيرة)، وقد نوهت من قبل أن هنالك أُناس استخلصت مبدأ من هذا الشاهد ألا وهو أنّ البركات روحية فقط، لا! لكن مادة تكوينها هي التي روحية وكل ما عليَّ فِعْله هو استحضارها من عالَم الروح للعالم المادي.
دورك كمؤمن مولود من الله هو استحضار ما لك في المسيح من ميراث وبركات في عالَم الروح إلى العالم المادي، وأبسط مثال على ذلك: هو تكثيف بخار الماء عندما يتعرَّض لسطع بارِد، أي تمَّ تجسيد بخار الماء الذي في الهواء أو الذي نخرجه أثناء التَنفُّس إلى مادة ملموسة سائلة.
“الإيمان”: هو مادة الشيء.
كل ما تحتاجه من ترقية في عملك، أو شفاء لجسدك، أو تصليح لعلاقاتك…إلخ، موجود كمادة في عالم الروح.
لا تُخطئ الفَهْم عندما تقرأ في الكتاب أن البركات في السماويات مُعتقِدًا أننا سننالها عند ذهابنا للسماء، فالكتاب يُحدِّثنا أيضًا بأن العهد الجديد هو عهدٌ أفضل (العبرانيين ٧: ٢٢) من القديم الذي كان مليئًا بالبركات المادية، وكانت مُقتصِرة البركات الروحية فيه على تغطية الخطية. تمّ محو الخطية في عهدنا الجديد أي ما بعد مجيء يسوع، مِمَّا يُعني أننا في وَضْع أعلى وفي حالة سيطرة على الشيء -الخطية- الذي كان يُسبِّب انتكاسات في القديم!
كلمة “كفارة” “kâphar“ تُعني تغطية وليس محوًا، لذلك عندما تقرأ تلك الكلمة في العهد الجديد من المفترض أن تأتي بمعنى “محو” ولكن تلك أخطاء الترجمات.
أُزيل السبب الرئيسي الذي كان يمنعك من أَخْذ ما لك في المسيح، أُكرر، هذا دورك وليس الله، إنها لمضيعة للوقت إن انتظرته يفعل شيئًا هو أتمَّه بالفعل وما عليك سوى أخذه من خلال معرفة فِكْره والسلوك بناءً عليه. تذكَّرْ معي أضخم حدث حصل في حياتك؛ “الميلاد الثاني” وكيف أخذته، فهذا الخلاص كان موجودًا من ألفي عام! وأنت ما إلّا استقبلته.
“أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ (وليس المُؤمِنون فقط) لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ.” (٢ كورنثوس ٥: ١٩).
عندما ترى أحدهم يفعل أبشع الخطايا تَذكَّرْ أنها مغفورة له بشهادة الله نفسه كما في الشاهد أعلاه، فما يقوله قانون ولا رجعة في ذلك. إذًا لماذا سيذهب الخاطئ للجحيم؟ لأنه لم يقبل النور والحل الإلهي “يسوع” بحسب المكتوب:
“وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً.” (يوحنا ٣: ١٩)، إذًا مِن كلام الرب هنا نستنتج أن خطية الذهاب للجحيم هو عدم قبول يسوع (الخلاص).
أيضًا نستنتج من هذا أن الخلاص متاحٌ مِن ألفي عام كشيء موجود في عالم الروح ويجب استحضاره عَبر سلوكك بالنظام الذي وضعه الله أي الاعتراف بربوبية يسوع على حياتك، فلن يتم الاستفادة منه تلقائيًا! يشبه الخلاص الكهرباء الموجودة طوال الوقت ولكن للاستفادة منها عليك وضع فيشة الجهاز المُراد استخدامه في مدخل الكهرباء.
«الله من طرفه صالح الإنسان، فعندما يُصدق ذلك الإنسان هذا ويُؤمِن (يقتنع) به ويسلك بناءً عليه تَحدُّث معجزة الخلاص معه، وباقي المعجزات تَحدُّث بنفس الطريقة». نرى الفرق بين الحقيقة والواقع جلية فيما قرأناه توًا، حيث إنه يجب على الخاطئ أن يرفض تصديق (الواقع) من “أفعال شريرة ودينونة” وقبول (الحقيقة) بأن “الله غير حاسِب له خطاياه”.
“١١ وَفِي ذَهَابِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ اجْتَازَ فِي وَسْطِ السَّامِرَةِ وَالْجَلِيلِ. ١٢ وَفِيمَا هُوَ دَاخِلٌ إِلَى قَرْيَةٍ اسْتَقْبَلَهُ عَشَرَةُ رِجَال بُرْصٍ، فَوَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ ١٣ وَرَفَعوُا صَوْتًا قَائِلِينَ: «يَا يَسُوعُ، يَا مُعَلِّمُ، ارْحَمْنَا!». ١٤ فَنَظَرَ وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا وَأَرُوا أَنْفُسَكُمْ لِلْكَهَنَةِ». وَفِيمَا هُمْ مُنْطَلِقُونَ طَهَرُوا. ١٥ فَوَاحِدٌ مِنْهُمْ لَمَّا رَأَى أَنَّهُ شُفِيَ، رَجَعَ يُمَجِّدُ اللهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، ١٦ وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ شَاكِرًا لَهُ، وَكَانَ سَامِرِيًّا.” (لوقا ١٧: ١١-١٦).
“فَوَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ” قَصَدَ الكتاب سَرْد ذلك لأنهم كانوا غير مسموح لهم بالاقتراب، فحتى مقابلة يسوع لهم كانت خارج المدينة، فهم كانوا يقفون بعيدًا عن باب المدينة بسبب ما يُعانوه من برص.
“١٤ فَنَظَرَ وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا وَأَرُوا أَنْفُسَكُمْ لِلْكَهَنَةِ»”؛ ما الذي كان يدور في عقل الرب يسوع حينها؟ إنّ المرض لم يكن حقيقيًا في أجسامهم! فكونهم لجئوا للحقيقة، بالفعل قِيلت لهم من فم الرب يسوع. تخيَّل معي الآن هؤلاء البُرَّص سيذهبون برجليهم للهلاك المُقنَّن في الشريعة ويُسلِّمون أنفسهم للكهنة وللرجم من قِبَل الشعب، فبحسب المراجع المسافة بين المكان الذي كانوا فيه للكهنة كانت تستغرق عشر دقائق.
ما حدث كان مُختلِفًا تمامًا عَمَّا هو مُتوقَعٌ، فكونهم صدقوا وساروا بناءً على تلك الحقيقة التي قيلت لهم، دون مُتابعة الأعراض وانتظار حدوث شيء، شُفُوا في الحال، وإيمانهم هذا نتج عن معرفتهم المُسبَقة بما تعنيه كلمات الأنبياء لهم، فهم كانوا يعتبروه نبيًّا.
يوجد عملية للوصول لحالة الاقتناع تلك وهذا ما سأشرحه في هذه السِلسلة، حيث نرى أن عملية نوال المعجزة تتمّ كالآتي: يتولَّد رجاء وأمل نتيجة سماع الحقيقة من الكلمة← ثُم التأمُّل في تلك الحقيقة حتى الاقتناع بها← بعد ذلك السلوك بناءً عليها والتَكلُّم بها = حدوث المعجزة.
يختلط عند البعض مفهوم “الرجاء” مع “الإيمان” ولكن في الحقيقة يوجد اختلاف ضخم، حيث إن “الرجاء” هو اكتشاف الحلّ (الحق الكتابي) وقبوله عقليًا أما “الإيمان” فهو تصحيح مسار ذهنك، وفي نظر البعض هي حالة (شقلبة) الذهن، نعم هو تصحيح ذهنك واستقامة تفكيرك بالكلمة.
كيف صار الخاطئ بارًا؟ مِن خلال تصديق الحقيقة إنه غير مَحسوب له خطاياه التي قد تكون مُسجَّلة عند الحكومة في السجون، أو مُسجَّلة عند الناس، ولكن عندما سَلَكَ بناءً على الحقيقة المُنافية تمامًا للواقع تمّ محو سِجلاته كلها ولم يَعُدْ مديونًا بشيء! «كونك قَبِلت الرب يسوع كل ما كان عليك مِن سجلات لأخطائك، الله لا يعتبره، وهذا ليس لتشجيعك بل هذه حقيقة، والله يُمسَك من كلامه!»
بنفس سهولة تصديق أن الشخص الواقع في أبشع الخطايا يمكن تحويل حالته في لحظة لشخص بار بالكامل هكذا يجب أن يكون السلوك بالإيمان فتصير المعجزة سهلة الحدوث. يتوقَّف البعض عند مرحلة القبول العقلي فقط دون مزج ما سمعوه من حقّ كتابي بالإيمان، فهذا ما قاله الكتاب بخصوص ذلك: “… لَمْ تَنْفَعْ كَلِمَةُ الْخَبَرِ أُولئِكَ. إِذْ لَمْ تَكُنْ مُمْتَزِجَةً بِالإِيمَانِ فِي الَّذِينَ سَمِعُوا.” (العبرانيين ٤: ٢)؛ لأجل هذا لم يستفيدوا منها.
«الإيمان هو حالة تحويل قناعاتك لقناعات إلهية وتبدأ في رؤية الأمور كما يراها هو»
آمَنَ البُرَّص بكلام الرب يسوع، لأنهم يعلمون جيدًا من خلال الشريعة مدى تأثير كلمات النبي، حيث ذَكَرَ الكتاب: “…آمِنُوا بِالرَّبِّ إِلهِكُمْ فَتَأْمَنُوا. آمِنُوا بِأَنْبِيَائِهِ فَتُفْلِحُوا.” (أخبار الأيام الثاني ٢٠: ٢٠). هُم كانوا يعلمون هذا الكلام جيدًا، بسبب خلفيتهم اليهودية، إنهم ما كان عليهم إلّا أن يسيروا بناءً على ما قيل لهم دون متابعة الأعراض، وأيضًا هدف ذهابهم للكهنة هو تأكيد المعجزة ليُقبَلوا بحسب الشريعة. يا له مِن إيمان!!
لا تُضيِّع وقتك في لوم الرب في كونه لم يفعل شيئًا في حين أنه دورك، لا تكتفِ فقط بالاقتناع العقلي (الرجاء) بأن الله قادرٌ أن يفعل إنْ شاء، كفى انتظار! فكل ما عليك معرفته هو أن ما في عالم الروح -أي المذكور في كلمة الله- هو الحقيقي والعيان هو المُزيَّف، وهذا سأشرحه تفصيلًا في هذه السلسلة.
- بماذا تتشبَّث؟
يوجد فرقٌ طفيفٌ جدًا لكنه خطيرٌ بين (تفكيري الزائد بما أمارس إيماني فيه) وبين (أنني أريد أن أعرف فِكْر الرب تجاه الشيء الذي أريد ممارسة إيماني فيه)، فهذا أحد الأعمدة الضخمة الذي يستند عليها إيمانك.
تَذكَّرْ معي المبدأ المذكور في سِفْر الأمثال: “٤ لاَ تَتْعَبْ لِكَيْ تَصِيرَ غَنِيًّا. كُفَّ عَنْ فِطْنَتِكَ. ٥ هَلْ تُطَيِّرُ عَيْنَيْكَ نَحْوَهُ وَلَيْسَ هُوَ؟ لأَنَّهُ إِنَّمَا يَصْنَعُ لِنَفْسِهِ أَجْنِحَةً. كَالنَّسْرِ يَطِيرُ نَحْوَ السَّمَاءِ.” (الأمثال ٢٣: ٤، ٥).
يُعلِّمنا الكتاب أن الذي ستُفكِّر تجاهه بصورة خاطئة (حسب فطنتك البشرية) سيطير منك، لكن لاحظ إنه لا يمنع التفكير بصفة عامة. لأجل هذا نسمع البعض أحيانًا يقولون إنهم كلما أرادوا اتّخاذ خطوة تجاه أمر ما يريدون معجزة فيه، تسوء الأحوال أكثر، نرى الآن أحد أسباب ذلك ولكن هذا ليس السبب الوحيد حيث يوجد عوامل أخرى.
يتشبَّث البعض بمشكلتهم مُعطِّلين حياتهم فقط لأنهم يريدون معجزة، فإذا لم تَحدُّث، يتركون الرب كالكلب الذي يمسك في عظمة بشدة ولا يريد إفلاتها! هكذا البعض يتشبَّثون بمعجزتهم ويوقِفون حياتهم عليها.
دعونا نرى الصياغة السليمة لهذا الأمر وهي كالآتي: ستُركِّز تفكيرك على الأمر الذي تريد فيه المعجزة ومِن ثَمَّ تعرف فِكْر الرب تجاهه ولكن الخطأ هو أن تتمحور حياتك حول المعجزة، فإن تمحور تفكيرك تجاه المعجزة ستطير منك، ولكن الصحيح هو أن تعرف فِكْر الرب في العام والشامل ولا تنشغل بأمر واحد فقط.
أسمعك يا مَن تقول: “لكنني ركزت تفكيري في أمر ما من قَبْل وحدثت المعجزة”، سأجيبك بأن هذه كانت فترة طفولة روحية ولكن عندما تنضج سيكون تَعامُل الروح القدس معك مُختلِفًا، حيث سيسألك: “لماذا تريد ذلك الشيء؟ وهل تشعر بأنك ناقِصٌ بدونه؟!” فيتحوَّل الأمر من ممارسة إيمان فقط إلى علاقة مع الروح القدس.
على سبيل المثال إنْ جاء إليَّ أحد الرعية قائلًا لي إنه اتَّخذَ قرارًا ليتزوَّج من فتاة مُعيَّنة، سيكون ردي عليه بسؤال: “لماذا تريد الارتباط؟ ولما اخترت تلك الفتاة بالأخص وليس غيرها؟”
الأمر ليس فقط إنني سأُبارك الأمر وانتهينا، لكن يوجد نظام يجب اتّباعه، ففي بعض الأحيان يكون سبب الارتباط هو جوعٌ يريد الشخص إشباعه، لكن هذا سيُؤدي لارتباط فاشل، وعلى الجانب الآخر بالنسبة للبنت: “لماذا وافقتي عليه، في حالة القبول؟ أو لما رفضتيه، في حالة عدم القبول؟”.
ينبغي أن تَعلَّم الأسباب الكتابية بخصوص كل زاوية من زوايا حياتك وكيفية التَحرُّك فيها بناءً على الكلمة، فَمِن جهة الزواج لا تكتفي بممارسة إيمانك والصلاة لتجد شريكة حياة مناسبة دون أن تتقدَّم لأحدهم، أو من جهة عملك لا تسعى لجمع المال ولكن اسعَ لتُحسِّن مجتمعك، للاستفاضة يُمكنك الرجوع لسِلسلة “كيف تكون ناجِحًا ومُثمِرًا في الأرض”.
تَعلَّمْ أن تُفكِّر اتّجاه ما تمارس فيه إيمانك من خلال معرفة فِكْر الله تجاهه ولكن لا تُفكِّر فيه بفطنتك، ولا تسمع لِمَن يمنعون التفكير نهائيًا فالكتاب يُعلِّمنا أننا ينبغي أن نقتنص الأمر ونمتلكه من خلال التأمُل المَبني على الكلمة والذي بدوره لن يكون مُرتبِطًا بما يَحدُّث في العيان.
مثلًا مَن يمارس إيمانه من أجل تجارة ما سيكون مُتقلِّبَ المزاج بسبب تقلبات السوق، أو من أجل مرض فسيكون مُتزعزِعًا بسبب متابعة التقارير الطبية. فعندما تتابع العيان فهكذا صار كنزك أي قلبك هناك فتنشغل بالعيان وتفقد المعجزة.
«عندما تُفكِّر في الأمور من خلال فِكْر الله ستأتي تحت رجليك، لكن عندما تُفكر مِن خلال فطنتك ستبتكر طريقة وتطير منك، لأنه من غير القانوني أن تتمسَّك بأمور أرضية»
يتحوَّل عند البعض موضوع “ميراثهم في المسيح” إلى تحدي! حيث إنك إنْ أردت الترقية للانتقام مِمَّن قَلَّلوا منك فهذه دوافع خاطِئة وستجعل الترقية تطير منك، ففي بعض الأحيان يختار الشخص الذي يسلك بحسب فِكْر الله رفض الترقية إذا كانت ستسحب وقته وتُشغِله عن الرب، لما؟ لأن دوافعه صُحِّحَتْ مِن خلال الكلمة وبدأ يفهم كيف تسير الأمور.
إنْ كنت تريد ممارسة إيمانك من أجل إنجاب طفل، هل تعلم أن هذا الطفل مشروع أم تظن بأنك ستنجبه وترمي به لأمه وانتهينا على ذلك؟! ففي الحقيقة الطفل مسئولية وإن لم تدرك ذلك ستنجب أطفالًا للجحيم! ويُحرَق قلبك عليه.
هنا دوافع غير نقية ليس لأنه شرير بل لأنها ليست حسب الرب فهناك مَن يُنجِب أطفالاً وهو لم يستطِع بعد تنظيم وقته ناسيًا أننا في عد تنازلي الآن، مُقترِبين من نهاية كل شيء، أو لم يستقر ماديًا مُلقيًّا كل الحِمل على الأم.
لا تُنجِب لأن هناك ضغطًا من الأهل لشوقهم أن يروا أحفادهم، فإن كان هذا ما يشغل تفكيرك فَمِن المُحتمَل إن قابلتكما مشاكل أثناء الحمل، لا تستطيعا السيطرة عليها بالكلمة وتطير المعجزة مِنك، هذا لأنك خالفت القوانين المُنظَّمة للأرض كمَن لمس الكهرباء وتأذَّى منها، وهذا نجده مذكور في سِفْر الأمثال:
[4]”The Lord has made everything [to accommodate itself and contribute] to its own end and His own purpose–even the wicked [are fitted for their role] for the day of calamity and evil“ (Proverbs 16:4) AMPC.
“[4] لقد صَنَعَ الرب كل شيء [ليكون مُساهِمًا ومُشترِكًا] في غرضه وقصده الخاص، حتى الأشرار [مُهيأون لدورهم] ليوم البلية والشر.” (أمثال ٤:١٦) الترجمة المُوسَّعة الكلاسيكية.
هنا ليس أن الرب هو السبب بل لسوء استعمال القوانين، فالكتاب يُعلِّمنا أن الأرض ستلفظك إن أسأت استعمال القوانين.
حَذَّرَ الله شعبه ذات مرة مِن تقليد الوثنيين في تقديم ذبائح بشرية لئلا تلفظهم الأرض كأنها كائن حي واللفظ المذكور معناه كأن الشخص يتقيّأ، فليس لأنهم محبوبون من الله لا يمشون بقوانينه ومبادئه بل سينزل عليهم قضاءٌ تلقائي إن خالفوها، وهذا نجده في تعليمات الله لشعبه في سِفْر اللاويين.
“٢١ لاَ تُجِزْ أَحَدَ أَبْنَائِكَ فِي النَّارِ قُرْبَاناً لِلْوَثَنِ مُولَكَ، لِئَلاَّ تُدَنِّسَ اسْمَ إِلَهِكَ. أَنَا الرَّبُّ ٢٥ فَقَدْ تَنَجَّسَتْ بِهَا الأَرْضُ، لِهَذَا سَأُعَاقِبُ الأَرْضَ بِذَنْبِهَا فَتَتَقَيَّأُ سُكَّانَهَا.” (اللاويين ١٨: ٢١، ٢٥) ترجمة الحياة.
«تَمَسُكَّك بالمعجزة بطريقتك سيجعلها تطير منك، لكن إن تمسَّكت بها من خلال معرفة فِكْر الله بخصوصها ستطمئن من جهة النتيجة وستصير ثابِتًا ثبات غير طبيعي أمام تقلُّبات العيان، فأنت بذلك أصبحت ترى المشهد كما يراه الله، ولم يَعُدْ قلبك في المشكلة أو العيان»
- تدريبات صغيرة لمواجهات كبيرة:
“إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمُ الأَرْضِيَّاتِ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِنْ قُلْتُ لَكُمُ السَّمَاوِيَّاتِ؟” (يوحنا ٣: ١٢).
نرى أن لهذا الإله “نظامًا مُتدرِّجًا”، حيث نفهم من كلام الرب يسوع هنا مع نقوديموس رئيس اليهود الذي اعترف بمجيء الرب يسوع من الله ولكن لم يُولَد ثانيةً، الذي استطاع فَهْم الأرضيات سيرتقي ليفهم الأعلى السماويات.
عليك أن تُدرِّب عضلة إيمانك في الأمور الصغيرة أولًا كالصداع والبرد وأنت تَعبُر طريقًا مُظلِّمًا (بأن تتخيّل ملائكة حولك) وما إلى ذلك، وإن كنت ستُمارِس إيمانك في شفاء مرض مُعيَّن يجب أن يكون ذلك بقيادة الرعاية الروحية لئلا يكون قرارك مُتهوِّرًا ليس لضخامة المرض بل لأنك لازلت لا تعرف بعض الأمور ولم تنضج فيها بعد.
تعلَّمْ أن تقاوم إبليس من بداية الأمر قبل أن يتفاقم، كما شرحت سابقًا في سلسلة “اصحوا واسهروا”.
- القيمة والاعتبار:
“وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى. لأَنَّ الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ.” (٢ كورنثوس ٤: ١٨).
“نَاظِرِينَ” أتت في الأصل “skopeō” بمعنى “مُعتبِرين” أي لا تُعطي قيمة للعيان مُحتقِرًا ومُتجاهِلًا إياه غير مُعتبِر قوة الشيء، فإن كان عندك اعتقاد بأنّ تقلبات السوق أو نوع المرض أو أيًا كان الشيء، أنّ له قوة، فلن تقدر عليه وإيمانك لن يعمل.
يُحدِّثنا هنا الكتاب عن طريقة تغيير العيان، فهنا يُرينا أن الحلّ في النظر للأشياء التي لا تُرَى أي ما تقوله كلمة الله عن الشيء أو الموقف، حيث إن الأشياء التي تُرَى وقتية (قابِلة للتغيير) أما التي لا تُرَى فلها قوة أبدية وغير قابِلة للفناء ذات السِمة الإلهية كونها أبدية.
يجب ألّا تستسلم عندما تواجه عيانًا مُضادًا كأخبار سلبيَّة بخصوص عملك، أو إن كنت تمارس إيمانك لزوال أعراض مرض من ابنك مثلاً بالأخص إنْ كان عُمره لا يسمح باتّخاذ قرار إرادي فإن كان سِنه أكبر سيكون الأمر مُختلِفًا، فالأمر في بعض الأحيان يحتاج إلى الرجوع للرعاية الروحية إنْ كان للأمر عوامل كثيرة.
دعنا نُفكِّك عبارة “اهتزاز أو تَزعزُع إيمانك”:
١- يدل على أن لديك اعتقادًا أن هذا العيان غير قابِل للتغير.
٢- تعتقد أنّ ما حدث قد حدث ولا يمكن تغييره.
٣- ترى أنّ “اصبعك تحت ضرس أحدهم!” مما يدل على أنك لم تَعُدْ تُعطي للكلمة السلطان الأوحد على حياتك وليس لأشخاص.
يفهم البعض كلمة “وَقْتِيَّةٌ” فهمًا خاطِئًا على أنها ستأخذ وقتها وترحل، لكن لا! بل تُعنِي إنه يمكنك أن “تضع لها حدودًا وتُغيِّرها”.
يُعلِّمنا الكتاب ألّا نتجاهل العيان بل أن ننظر لشيء آخر مُضاد له، وليس أن تتجاهل ولا تأخذ خطوة حياله. افهم هذا، ردّ فِعْل أي شخص يواجه أي شيء يكون واحد من ثلاثة:
- يهرب منه.
- أو يتجاهله ولا يأخذ أي ردّ فِعْل بخصوصه.
- أو يواجهه!
يوجد في بعض الأحيان خلط بين تلك النقاط الثلاث، أي يمكن أن يُواجه في البداية ويهرب بعدها. نجاح الروح القدس في حياتك هو أن يزرع في ذهنك: «ألّا تعتبر العيان مُصحِّحًا القيم لديك، ومعرفة أنك في تلك الحياة “فاعِلٌ” أي تُحدِث تغيير وليس “مفعولاً به” أي ما يَحدُّث معك يسري عليك»
احذر من أن تُهَوِّل الأمور حتى تصل لمرحلة أنك لا ترى غيرها، تَذكَّرْ أن ما تراه هو ما سيَحدُّث وستتغيَّر له بحسب (٢ كورنثوس ٣: ١٨) ولكن ليس كل ما تراه بل ما “تراه وتعطيه قيمةً أو اعتبارًا” فهذا ما أوضحه في (٢ كورنثوس ٤: ١٨).
تَذكَّرْ أن كلمة “انتهار” “epitimaō“ التي استخدمها الرب يسوع عندما انتهر الريح (لوقا ٨: ٢٤) أتتْ بمعنى (التحقير والتقليل مِن) أي “ماذا تظنين نفسك يا ريح! أو ماذا تظن نفسك يا أيها الروح الشرير؟!” لكن ردّ الفِعْل هذا لم يظهر فجأةً بل نرى إنه كان نتيجة إدراك داخلي لديه طوال الوقت وما إلّا ظَهَرَ في هذا الموقف، لاحظ أيضًا إنه لم يحتقر البشر بل الأيدي الشيطانية المُحدِثة للأمور السلبية.
لا تَقُل إن هذا كان للرب يسوع فقط! حيث كان التلاميذ يفعلون ذلك أيضًا فَهُم تعلَّموها منه. كما أنّ ردّ فِعْل التلاميذ في هذه الحادثة كان يَنُم على عدم وجود إدراك داخلي وفَهْم لأحجام الأمور الحقيقية؛ لهذا وَبَّخَهم الرب يسوع على عدم إيمانهم (متى ٢٠:١٧).
تَعلَّمْ ألّا تهاب أسماء أمراض مُعيَّنة، تلك التي لا يشفون الناس منها كالضغط والسكر إلى آخِره، فهناك مَن يحضر معنا الاجتماعات إن كان بالحضور أو من خلال البث وتَخلَّصَ من هذا الأمر، كيف؟ عن طريق إنه سار بناءً على الكلمة وليس كما يقول الطب! أتذكر أنه كان أهالي البعض منهم يتضايقون من ردّ فِعْل مَن كان مريضًا فحينما كانوا يقيسون له الضغط أو السُكر يجدونه طبيعيًّا! وردّ فِعْلهم هذا ناتِجٌ عن هيبة المرض في عيون الناس.
احرصْ على أن تكون أمينًا في تنفيذ التعليمات حينما تُمارس إيمانك، فالبعض يكون دافعهم هو التوقُّف عن الدواء ليس الإيمان بل كُرهًا في العلاج وهو داخليًا غير مُقتنِع بشفائه! لا تنسَّ أن العدو الحقيقي هو المرض وليس الدواء، لذلك يجب أن يكون تَحرُّكك تحت قيادة الرعاية الروحية لئلا تُنهي حياتك أو تُتلِف شيئًا في جسدك، فهناك بعض الأمراض الخطيرة حيث يكون الخطأ فيها أمرًا لا ينبغي أن يُحتَمَل حدوثه.
إن كنت مازالتْ تتقلقل في إيمانك فهذا يعني أنك لم تكن مُقتنِعًا داخليًا أولًا، وهذا يظهر جَليًّا حينما يزداد العيان سوءًا ففجأة بعدما كانت لُغته مليئة بالإيمان تجد كلمات الشك واليأس ظهرت: “أنا كنت أعرف أن هذا سيَحدُّث، ما خشيت مِنه جاء، …إلخ” مما يدل على أن كلماته الأولى كانت مَبنيَّة على حماسة وقتية وليس عن اقتناع كامل.
تَذكَّرْ ما فَعَله داود قبلما يواجه جُليات حيث قال: “هذَا الْيَوْمَ يَحْبِسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي” (صموئيل الأول ١٧: ٤٦) مُقلِّلًا مِنه وهذا الإدراك كان فيه سابقًا حتى قبل أن يواجهه، فكما شرحت سابقًا أنه لم تَكُن خطورة جُليات في ضخامته فقط بل كان أيضًا هو وبني جِنسه من آكلي لحوم البشر “carnivorous“! وكان صوتهم عاليًّا جدًا وكانوا يهزون الأرض بأرجلهم! فالأمر كان شَرِسًا جدًا وويلٌ لمَن يقع في يدهم.
لاحظ أن داود لم يأخذ خطوة فيها مجازفة قائلًا: “سأذهب والرب معي!” فهذا ما يعتقده البعض، بل كان الأمر في داخله مُسبقًا وما إلّا أظهرَ ذلك الإدراك في الموقف.
هذا يُفسِّر لماذا لم يَحدُّث شيءٌ عندما قلت باسم يسوع لذلك الروح الشرير، هذا لأنك لم تقولها عن اقتناع ظانًا أن الأمر يَحدُّث في لحظة دون شَحْن داخلي مُسبَق، ففي الحقيقة في لحظة قولك “باسم يسوع” له خرج في الحال ولكن اقتناعك الداخلي هو مَن أعاده! لأنه حتمًا يخضع لك ويُنفِّذ الأمر، لكن صوت قلبك في عالم الروح أعلى من صوت كلماتك لذلك عاد مرة أخرى.
دعنا نرى آلية صناعة المعجزة مُلخَّصة في هذا الشاهد: “١٩ وَإِذْ لَمْ يَكُنْ ضَعِيفًا فِي الإِيمَانِ لَمْ يَعْتَبِرْ جَسَدَهُ وَهُوَ قَدْ صَارَ مُمَاتًا، إِذْ كَانَ ابْنَ نَحْوِ مِئَةِ سَنَةٍ وَلاَ مُمَاتِيَّةَ مُسْتَوْدَعِ سَارَةَ. ٢٠ وَلاَ بِعَدَمِ إِيمَانٍ ارْتَابَ فِي وَعْدِ اللهِ، بَلْ تَقَوَّى بِالإِيمَانِ مُعْطِيًا مَجْدًا ِللهِ.” (رومية ٤: ١٩، ٢٠).
“لَمْ يَعْتَبِرْ” أتت في الأصل “katanoeō ou” أي امتنعَ أن يتابع أو يُلاحظ ما إن كان حقًا سينجب أم لا، فَمِن هنا يسقط البعض مُعتبِرين الواقع وما يقوله ويخلون أيديهم منه مُستسلِمين له.
“١٣ لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ الْخِبْرَةِ (بسبب تجاهُله) فِي كَلاَمِ (تعليم) الْبِرِّ لأَنَّهُ طِفْلٌ، ١٤ وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ (الناضِجين)، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.” (العبرانيين ٥: ١٣، ١٤).
أتتْ كلمة “طِفْل” في هذا الشاهد في الأصل هكذا “nēpios” بمعنى “طفل مُعاق”، حيث إنه يتكلَّم هنا عن الشخص “عديم الخبرة” أي مُتجاهِل التعليم عن “البر” قد صار كالطفل المُعاق الذي لا يستطيع فَهْم ما يجري. نرى على النقيض الأشخاص الذين التزموا بالطعام (التعليم والتَمرُّن) صارت حواسهم مُتأهِّبة للتمييز بين الخير والشر.
تَذكَّرْ ما قلته في بداية السِلسلة؛ إنه هناك مَن يخشى وضع رجليه في التدريب على أن يمارس إيمانه اعتقادًا مِنه أنه مُعقَّدٌ أو قام بتجريب هذا مِن قبل ولم يجد نتائج فيلجأ لتجاهُل الموضوع كَكُل، وعلى النقيض نجد مَن يُبالغ قائلًا: “سأُشفِي مرضى وأُقيم موتى” وهو لا يتحكَّم في جسده وهذا موضوع سنتطرق له لاحقًا، فهذا لن يَحدُّث على الرغم من إنه مُرَشَّحٌ لفِعل ذلك.
انتبه، أنا لا أُقلِّل من طموحاتك ولكن لا تفعل كالطالب الذي قال: “سأنجح وأصير الأول” وهو لا يُذاكر! فبنفس المُنطلَق أنت لن تَشفِي مرضى وتُقيم موتى وأنت لازلت غير مُتحكِّم في جسدك ومشاعرك ولسانك ومُتفوِّهًا بأي كلمات في أي وقت.
ليس بمُستَبعَد أن تصير ذلك الشخص الذي يصنع معجزات لكن هذا لن يأتي إلا عن طريق التَمَرُّن على السلوك بما تتلقاه من تعليم العهد الجديد وعقيدة البر تحديدًا.
أشرف لك أن تضع إيمانك وتَدخُل التمرينات من أن تكتفي فقط بمشاهدة مَن يسلكون بالإيمان ويحتفلون بالنتائج، فللأسف استسلامك هذا لن يمنعك فقط من التمتُّع برؤية نتائج وتغيير في مواقفك بل سيتحوَّل الأمر -من خلال دخول إبليس مُقتنِصًا تلك الفرصة- للارتداد للهلاك دون أن تدري وستصل لمرحلة عدم الإيمان بالأيدي الإلهية من الأساس وتجد نفسك مُخفِّفًا من كلمة الله وتبدأ في احتقار تعليم الإيمان أو المحبة على سبيل المثال مُعتقِدًا أن هذا ضعف، وتذهب من سيء لأسوأ!
يُعلِّمنا الكتاب أن عدم السلوك بالإيمان هو خطية؛ “…وَكُلُّ مَا لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ فَهُوَ خَطِيَّةٌ.” (رومية ١٤: ٢٣).
اعتدْ على السلوك بالإيمان طوال الوقت اتجاه:
- نفسك وطريقك وكل ما يَخُصك على إنه مَحمي، ليس خوفًا بل إدراكًا للحماية التي أنت فيها طوال الوقت.
- أموالك، أي لن يأتي اليوم الذي ستستعطي فيه.
- حواسك الخمس أي تُسيطر عليها كأن تجلس لتدرس الكلمة حتى مشاعرك نافِرة من ذلك فهذا في حدّ ذاته سلوك بالإيمان، لأنك سلكت عكس ما تشعر به حواسك.
عندما تمارس ذلك باستمرار ستتأهَّل لتصل للمرحلة التالية أي التمييز بين (الخير والشر)، لكن بماذا ستستفيد من ذلك؟ سيجعلك هذا ببساطة قادِرًا على التمييز أن ما تفعله الآن هو سلوك بحسب “مملكة النور” أم “الظلمة”؟
ستجد إنه يوجد أشياء في بعض الأحيان مُرتدية ثياب الخير وهي ستُدمِّر حياتك كالترقية في العمل حيث تكون في الظاهِر شيئًا رائِعًا ولكنها ستكون سبب دمار حياتك وستَسحب وقتك!
اخترْ الآن أن تتمرَّنْ على أن تمارس إيمانك ولا تكتفِ بتفاعُلك مع الآخرين الذين يسلكون بالإيمان، ابدأ في أن تُؤمِن بنفسك كأن تؤمن أنك قادِرٌ على التَحكُّم في أفكارك ووقتك وجسدك وليس كما يقول الناس إن هذا مستحيلُ فِعْله.
لا تُخدَع بالراحة المُزيَّفة المُتمثِلة في عدم ممارسة الإيمان، فهي في الظاهر راحة ولكن في الحقيقة هي عبارة عن تدريبات بسيطة لتجعلك في طريقك للارتداد للهلاك وتَرْك الرب بجملته على الرغم من أنك قد تقول إنك مِن المستحيل فِعْل ذلك ولكن للأسف ستفعل؛ لأنك اعتبرت أن السلوك بالإيمان هو شيءٌ اختياريٌّ وليس حتميًّا!
__________
من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.
Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.
Download