القائمة إغلاق

تمسك بكلمة الحياة – الجزء Hold Fast The Word Of Life – Part 1

 

 

لمشاهدة العظة علي الفيس بوك اضغط هنا 

لسماع العظة علي الساوند كلاود اضغط هنا

لمشاهدة العظة علي اليوتيوب

 

 

 تمسك بكلمة الحياة – الجزء 1

▪︎ البساطة في الكتاب المقدس!

▪︎ الفِكْر الواحد ومدى أهميته؟

▪︎ لا تنظر لِمَّا لنفسك.

▪︎ كلمة الحياة وكيف تجسَّدتْ!

▪︎ النظام المُزدوَج.

▪︎ “أبناء الله”، ماذا يُعني هذا اللفظ!

▪︎ كيف أستطيع عَيش هذا المُلك الآن؟

︎ مِن زَرْعٍ لا يَفنَى!

 

 في ظلّ ما يَحدُث في العالم من استقطاب وانقسام (وهذا ما تَحدَّثَ عنه الكتاب المقدس بدقة منذ آلاف السنين) سيظل التَمسُّك بكلمة الحياة هو الحلّ والطريقة الكتابية الوحيدة التي تستطيع بها الثبات وعدم التَأثُّر بما يَحدُث في العالم.

 أيضًا خُذْ في الاعتبار أن ثباتك يساوي ثبات آخرين أيضًا، فإن كنت أنت ربَ الأسرة ثباتك يساوي ثبات أسرتك، أما إنْ كنت غير مُرتبِط فثباتك يعني عدم ارتباكك واتّخاذك لقرارات خاطئة، فالثبات يعني اتّخاذ الكلمة مسارها في ذهنك، وهذا ما تَحدَّثتُ عنه في سلسلة “ثِقْ لا تتزعزع“.

▪︎ البساطة في الكتاب المقدس!

 دعونا نقرأ هذا الشاهد الكتابي؛ “١٢ إِذًا يَا أَحِبَّائِي، كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ، لَيْسَ كَمَا فِي حُضُورِي فَقَطْ، بَلِ الآنَ بِالأَوْلَى جِدًّا فِي غِيَابِي، تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، ١٣ لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ. ١٤ اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ، ١٥ لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَدًا ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيل مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ. ١٦ مُتَمَسِّكِينَ بِكَلِمَةِ الْحَيَاةِ لافْتِخَارِي فِي يَوْمِ الْمَسِيحِ، بِأَنِّي لَمْ أَسْعَ بَاطِلاً وَلاَ تَعِبْتُ بَاطِلاً. ١٧ لكِنَّنِي وَإِنْ كُنْتُ أَنْسَكِبُ أَيْضًا عَلَى ذَبِيحَةِ إِيمَانِكُمْ وَخِدْمَتِهِ، أُسَرُّ وَأَفْرَحُ مَعَكُمْ أَجْمَعِينَ. ١٨ وَبِهذَا عَيْنِهِ كُونُوا أَنْتُمْ مَسْرُورِينَ أَيْضًا وَافْرَحُوا مَعِي.” (فيلبي ٢: ١٢-١٨).

 “١٥ بُسَطَاءَ”: لا يُقصَّد بالبساطة الاستهانة أو تبسيط الأمور ولكن الرؤية بمشهدٍ واحدٍ فقط وليس مشاهدان مُزدوَجين، فيقول الرسول بولس ضمنيًا: “رؤيتكم للأمور بمشهد واحد فقط ستُؤدي بكم إلى حياة جميلة مِمّا يجعلني أفتخر بكم أمام كرسي المسيح لسبب ما فعلته في حياتكم والعكس صحيح إنْ لم تروا الأمور بالنظرة الإلهية أو برؤية مُزدوَجة، تارةً حسب الكلمة وأخرى حسب العالم فهذا سيُؤدي إلى تعطيل افتخاري بِكُم في يوم المسيح وسيكون كل ما سعيت له وما بذلت نفسي فيه من أجلكم قد ضاع هباءً”.

 تكلَّمَ بولس عن نفسه هنا في العدد السابع عشر وكأنه السكيب الذي يُسكَب على الذبيحة. كان يوجد بعض من أنواع الذبائح في العهد القديم التي يُسكَب عليها الخمر، فقد اعتبر كفاحه وجِهاده وتَعرُّضه للاضطهادات مِثل السكيب وهذا كله في سبيل أن يعيشوا حياة مُستقِرة.

 قد نَعتبِر للوهلة الأولى أن الرسول بولس يتكلَّم بكآبة عن نفسه لكن من خلال معرفتنا برسالة فيلبي نستطيع أن نفهم أن الجو النفسي السائِد على هذه الرسالة ليس هو الكآبة؛ فرسالة فيلبي هي رسالة الفرح وقد ذُكِرَتْ كلمة الفرح هذه كثيرًا جدًا في الرسالة، وعلى الرغم من كَم الاضطهادات التي ذاقوها إلا إنهم كانوا مُمتلِئين بفرح غير معتاد!

 لنقف عند كلمة “مُتَمَسِّكِينَ” المذكورة في العدد السادس عشر، فما السبب الذي يجعلنا نتمسَّك بكلمة الحياة؟

 نجد الإجابة في العدد الخامس عَشر من الإصحاح نفسه وهي: “تُضِيئُونَ” (فيلبي ٢: ١٥)، لكي نُضيء لكل مَن هُمْ في العالَم، فكلمة “تُضِيئُونَ” تُعني ضمنيًا وجود ظلمة في هذا العالَم الذي نعيش فيه، ولكن الكتاب يشرح لنا كيف نستطيع أن نضيء ويكون لنا اكتفاءٌ ذاتيٌّ غير مُرتبِطين بنور ومصادر العالَم.

 بل والأعظم من هذا أن العالم لن يستطيع أن يُطفئنا. كما نلاحظ أن اللغة التي يتحدَّث بها بولس هي لغة شخص يُسيطِر على ظروف حياته ويتعامل مع الحياة بسيادة وهذا ما دفعه لتشجيع مُؤمني فيلبي على التَمسُّك بكلمة الحياة فهي السِرّ وراء السيادة والتَسلُّط على ظروف الحياة وعيش الحياة الجميلة الرائعة ولكي لا يُضيِّعوا ما بَذَلَه في سبيل خدمتهم وبالتالي يستطيع الافتخار بهم أمام كرسي المسيح.

 “مُتَمَسِّكِينَ”: لفظ تَمسُّك يعني الاستمرار وهذا الاستمرار يتطلَّب من الشخص أن يُخلي وقته ويتعامل مع الكلمة كشيء أساسي ومحوري في حياته ويعطيها انتباهه وتركيزه ويُبقيها في ذهنه طوال الوقت كي ينتصر في حالة الحرب الفِكْرية التي تواجهه.

 يفتتح بولس الرسول جذر هذا الكلام بدايةً من الإصحاح الأول من الرسالة: “فَإِنِّي مَحْصُورٌ مِنْ الاثْنَيْنِ: لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا” (فيلبي ١: ٢٣).

 فيقول هنا: “إنه متحيرٌ ما بين أن يبقى في الجسد أو يكون مع المسيح”، فهو مُخيَّرٌ وليس مُسيَّرًا، وقد اختار أن يبقَى معهم ويُثمِر في وسطهم، فيقول في العدد الخامس والعشرين: “٢٥ فَإِذْ أَنَا وَاثِقٌ بِهذَا أَعْلَمُ أَنِّي أَمْكُثُ وَأَبْقَى مَعَ جَمِيعِكُمْ لأَجْلِ تَقَدُّمِكُمْ وَفَرَحِكُمْ فِي الإِيمَانِ، ٢٦ لِكَيْ يَزْدَادَ افْتِخَارُكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ فِيَّ، بِوَاسِطَةِ حُضُورِي أَيْضًا عِنْدَكُمًْ.” (فيلبي ١: ٢٥، ٢٦).

 سيأتي الوقت ويفتخروا به أمام كرسي المسيح كما هو أيضًا سيفتخر بهم! لتأخذْ هذا في الاعتبار وتجعله يُلهِب قلبك.

▪︎ الفِكْر الواحد ومدى أهميته!

“فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ وَرَأَيْتُكُمْ، أَوْ كُنْتُ غَائِبًا أَسْمَعُ أُمُورَكُمْ أَنَّكُمْ تَثْبُتُونَ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ، مُجَاهِدِينَ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ لإِيمَانِ الإِنْجِيلِ.” (فيلبي ١: ٢٧).

 كان بولس معهم بكل الطرق سواء بالحضور جسديًا أو بإرسال أشخاص أو عَبْر رسائل لكي يكبروا وينموا في إيمانهم ولهذا فَضَّلَ أن يمكث ويبقى في الأرض لفترة أطول عن أن يذهب ليرى الرب وجهًا لوجه، وشَجَّعَهم على أن يعيشوا طبقًا لإنجيل يسوع المسيح وهذا من خلال أن يكونوا مُتَّحدي الفِكر وأن يثبتوا في روح واحد، فهذا ليس دور الرب أن يجعلك تعيش طبقًا للإنجيل ولكنه دورك أنت.

 السبب الذي دَفَعَ بولس لتشجيعهم على أن يكونوا مُتَّحدي الرأي في روح واحد، هو حتى يكونوا غير مُتزعزِعين بالأمور الحادِثة في الأرض.

 “بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ”: لا تعني النَفْس البشرية بل الفِكْر الواحد، وتأتي في ترجمات أخري؛ “أريدكم أن تكونوا روحًا واحدًا عن طريق اتّحادكم الفِكْري، وبذلك تستطيعون أن تُحارِبوا من أجل الإنجيل” ويقول أيضًا: “أن سِرّ الاتّحاد الفِكْري هو الخضوع لنَفْس طريقة التفكير وردود الأفعال”.

 أن يكون لنا فِكْرٌ واحدٌ هذا يجعلنا نسلك بما يقوله الكتاب كالسلوك بالمحبة والإيمان وعدم الاستسلام، كما يجعلنا نُلّجِّم ونسيطر على أذهاننا للدرجة التي تجعلنا نسلك السلوك نفسه في ذات الموقف فيرانا الناس وكأننا مُبرمَّجون.

 هذا ما رأيناه في الرُسل في (أعمال الرسل ٤)، فعندما اُضطهِدوا ومُنِعوا عن أن يتكلَّموا عن اسم يسوع لم ينسحب أحدهم أو يسعَ إلى واسطة لإلغاء هذا القرار بل فعلوا ما عَلَّمَنا إياه الرب يسوع، فيقول الكتاب: “فَلَمَّا سَمِعُوا، رَفَعُوا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ صَوْتًا إِلَى اللهِ وَقَالُوا: «أَيُّهَا السَّيِّدُ، أَنْتَ هُوَ الإِلهُ الصَّانِعُ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا.” (أعمال الرسل ٤: ٢٤).

 يريد الرب كنيسة مجيدة بلا غضن، لقد تحدَّثتُ عن هذا الموضوع منذ سنوات. وأفراد هذه الكنيسة لهم فِكْرٌ واحدٌ تجاه مواقف وظروف الحياة. إليك مثالٌ؛ عندما ترى حادِثًا ما وأنت تَعبُر الشارع فلن تتكلَّم إلّا بحياة للأشخاص الذين تعرضَّوا لهذا الحادث وبينما تشاهد الأخبار حتمًا ستُصلي من أجل وقوف كنيسة الله على أرجلها في هذا المكان (هذا هو الفِكْر الواحد).

 لا أُعني بصلاتي للكنيسة أن نكون أنانيين ولكن علاج النكبة أو الحرب أو الزلزال في منطقة ما، هو صلاة الكنيسة واتّحادها في فِكْر كتابي واحد فالكنيسة تُسانِد الحق الكتابي والحق الكتابي يساند الكنيسة واختطاف الكنيسة هو بمثابة كارثة حقيقية بالنسبة للأرض، فبدون الكنيسة لا يوجد حقٌّ كتابيٌّ قائمٌ في الأرض.

 كلمة الله تضع الإطار والمبادئ التي نُفكِّر فيها، وهي أيضًا ترسِّم وتُشخِّص المواقف، فإن كنت ترى أن عملك أو صحتك أو أي شيء يَخُصَّك قد تأثَّر بأحداث معينة فهذا ليس صحيحًا، فالمشكلة ليست في الأحداث لكن في طريقة استلامك للخبر، فما حدث ليس هو المهم ولكن ما ستفعله تجاه المشكلة أو الظرف تلك هو المهم.

 يكون الاتّحاد الفِكْري بين اثنين مُرتبِطين أو أنت ونَفْسك البشرية، فلا ينبغي أن يكون هناك اختلافٌ بين قناعاتك وما تقوله أو مصدر معلوماتك فالاختلاف يجعلك في حالة من الازدواجية والارتياب وبالتالي لن تنال شيئًا. ولأنك ترى مشهدين مختلفين تجد نفسك في حالة من الريبة في كل زوايا حياتك، وغير مُحدِّدٍ لهدفك ممَّا يُصيبك بالأمراض.

 لذا يجب أن نكون بفِكْر واحد بلا دمدمة ولا مجادلة. أيضًا على سبيل المِثال عندما يكون الزوج والزوجة لهما فكر واحد وواضعين إطارًا واحدًا مثل قطبي السكة الحديد، لن يتضايقا ولن يُستفَزّا لأنهما قد بنيّا ارتباطًا رائعًا وصحيحًا بل وسيضيئان في العالم، ولذا يوصينا الكتاب أن نجاهد ليكون لنا فكرٌ واحدٌ.

 من ضمن شروط الفِكْر الواحد الميلاد الثاني، لنا أبٌ واحدٌ، وسُقينا روحًا واحدًا. لكن الميلاد الثاني ليس كل شيء، فيوجد مَن هو مولود ثانيةً ولكنه يُفكِّر طبقًا للبشرية والأمور الحِسيَّة (ما يراه أو ما يسمعه أو ما يشعر به) وبالتالي يبتعد عن هذه الوحدانية، ولكنه يستطيع أن يرجع إلى هذا الاتّحاد الفِكري بأن يرى المشهد كما يرَاَه الله.

 روى رجل الله كينيث هيجين (وقد كان في خدمة النبي) في كُتبه عن ظهور الرب له والرؤى التي رآها (على الأقل خمس رُؤى) وكتب عن ما يَحدُّث في عالَم الروح في وقت الصلاة، فقد رأى الصلاة في مشهد قويٍّ كشلالات خارجة من كل شخص يُصلي تجرف ما يفعله إبليس في طريقه!

 لا أقول هذا مِن مُنطلَق اعتمادي على الرؤى ولكن أحيانًا أحتاج أن أُوضِّح ما جاء في كلمة الله من خلال الرؤى التي يراها رجال الله في عالم الروح، مثلما شَبَّهَ الكتاب صلوات القديسين بالبخور؛ “فَصَعِدَ دُخَانُ الْبَخُورِ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ مِنْ يَدِ الْمَلاَكِ أَمَامَ اللهِ.” (رؤيا ٨: ٤).

“فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ وَرَأَيْتُكُمْ، أَوْ كُنْتُ غَائِبًا أَسْمَعُ أُمُورَكُمْ أَنَّكُمْ تَثْبُتُونَ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ، مُجَاهِدِينَ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ لإِيمَانِ الإِنْجِيلِ.” (فيلبي ١: ٢٧).

 فَمِن الصعب أن يسعى الشخص بشغف ويجاهد ويحارب من أجل الإنجيل إنْ كان مُنقلِبًا على نفسه، فتارةً يستمع للروح القدس والملائكة وتارةً للناس والأرواح الشريرة، فكل مملكة مُنقسِمة على ذاتها عاجلًا أم آجلًا ستَخرُب، وهكذا الحال بالنسبة للمُتزوِجين ولجسد المسيح.

 إذا غاب الفِكْر الواحد تجد الشخص مُتألِّمًا ولا يَعلَّم مِن أين الألم؟ ولا مِن أين المشكلة؟ وقد يعتقد السبب في أمور أخرى كالتحاقه بالجامعة مثلاً أو ارتّباطه ويظن أن هذه الاعتقادات هي صوت الرب له ولا يدري أنه في يدّ إبليس عَبْر ابتعاده عن كلمة الله!

 ▪︎ لا تنظر لِمَّا لنفسك:

“٢٨ غَيْرَ مُخَوَّفِينَ بِشَيْءٍ مِنَ الْمُقَاوِمِينَ، الأَمْرُ الَّذِي هُوَ لَهُمْ بَيِّنَةٌ لِلْهَلاَكِ، وَأَمَّا لَكُمْ فَلِلْخَلاَصِ، وَذلِكَ مِنَ اللهِ. ٢٩ لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ. ٣٠ إِذْ لَكُمُ الْجِهَادُ عَيْنُهُ الَّذِي رَأَيْتُمُوهُ فِيَّ، وَالآنَ تَسْمَعُونَ فِيَّ.” (فيلبي ١: ٢٨-٣٠).

“١ فَإِنْ كَانَ وَعْظٌ مَا فِي الْمَسِيحِ. إِنْ كَانَتْ تَسْلِيَةٌ مَا لِلْمَحَبَّةِ. إِنْ كَانَتْ شَرِكَةٌ مَا فِي الرُّوحِ. إِنْ كَانَتْ أَحْشَاءٌ وَرَأْفَةٌ، ٢ فَتَمِّمُوا فَرَحِي حَتَّى تَفْتَكِرُوا فِكْرًا وَاحِدًا وَلَكُمْ مَحَبَّةٌ وَاحِدَةٌ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، مُفْتَكِرِينَ شَيْئًا وَاحِدًا، ٣ لاَ شَيْئًا بِتَحَزُّبٍ أَوْ بِعُجْبٍ، بَلْ بِتَوَاضُعٍ، حَاسِبِينَ بَعْضُكُمُ الْبَعْضَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ. ٤ لاَ تَنْظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لآخَرِينَ أَيْضًا.” (فيلبي ٢: ١-٤).

“وَعْظٌ”: تشجيع.

“تَسْلِيَةٌ”: تعزية.

“بِتَوَاضُعٍ”: يقول الرسول بولس لكل من يرى أنه يقرأ المشهد بشكل صحيح بعيدًا عن الكلمة “اتضع”.

“حَاسِبِينَ بَعْضُكُمُ الْبَعْضَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ”: تأتي في الترجمات الأكثر دِقة “مُقدِّرين الآخرين”، أن تُعطِي الأولوية للآخر عن نفسك وتُقدِّره.

“لاَ تَنْظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لآخَرِينَ”: لا تأتي في اللغة الأصلية بمعنى فِكْر المقارنة.

 عندما يُفكِّر الشخص في نفسه ويلتفت إليها ويتحسَّر على عدم تقدير الآخرين له وسؤالهم عليه، من هنا يرى صورة مُختلِفة مَبنية على قناعاته الشخصية، فدون أن يدري يتكبَّر ويبتعد عن الرب، والتَكبُّر في الكتاب المقدس ليس فقط التباهي أمام الناس، ولكن عدم الخضوع لِما تقوله الكلمة.

“٦ الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. ٧ لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. ٨ وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. ٩ لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ.” (فيلبي ٢: ٦-٩).

“وَضَعَ نَفْسَهُ”: أتاح وبَذَلَ نفسه ليس فقط للتَجسُّد ولكن لدرجة الموت؛ “لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ”.

 ▪︎ كلمة الحياة وكيف تجسَّدتْ!

“١٢ إِذًا يَا أَحِبَّائِي، كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ، لَيْسَ كَمَا فِي حُضُورِي فَقَطْ، بَلِ الآنَ بِالأَوْلَى جِدًّا فِي غِيَابِي، تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، ١٣ لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ. ١٤ اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ، ١٥ لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَدًا ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيل مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ. ١٦ مُتَمَسِّكِينَ بِكَلِمَةِ الْحَيَاةِ لافْتِخَارِي فِي يَوْمِ الْمَسِيحِ، بِأَنِّي لَمْ أَسْعَ بَاطِلاً وَلاَ تَعِبْتُ بَاطِلاً.” (فيلبي ٢: ١٢-١٦).

“كَلِمَةِ الْحَيَاةِ”: هي الذات والجوهر الإلهي نفسه.

 “مُتَمَسِّكِينَ بِكَلِمَةِ الْحَيَاةِ”: أي مُلْزَمين بها طوال الوقت، ولاحظ إنه لم يَقُل “الكلمة” بل قال “كَلِمَةِ الْحَيَاةِ”: الكلمة هو ذات الله “يسوع” الذي اختارَ أن يتجسَّدَ ويَظهر للعالَم ويقوم بعملية الفداء، فهو ذات الله مُعبَّر عنه في كلمات. كلمة word لدينا تُعنِي لدينا كلمة تُكتَب أو تُسمَع لكن ما يعنيه الكتاب ب “كَلِمَةِ الْحَيَاةِ” أضخم من ذلك.

“١ فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. ٢ هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. ٣ كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ.” (يوحنا ١: ١-٣).

 كلما تلتَّفت للكلمة فأنت تلتَّفت ليسوع، فالكلمة هي الذات الإلهية وكلما تفهمها، فأنت بذلك تفهم هويتك والخامة التي وُلِدت منها.

 “كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ”: انتبه! لا تندرج تحتها المشاكل والمصائب. يُذكَر الإطناب بالترادُف في الكتاب المقدس لإثبات شيئًا مُعيَّنًا أو لإضافة معنى آخر، مثلما نضيف ألوانًا على صورة ما لكي تكتمل تفاصيلها.

“وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ.” (يوحنا ١: ٥).

 هذه الإضاءة لها علاقة بالكلمة والكلمة هي شخصٌ (لذا لم يَكُن يسوع يقول: “يقول الله لكم…” لأنه ذات الكلمة وليس ناطِقًا لها فقط)، فقد قال: “أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا.” (يوحنا ١١: ٢٥). لذلك لابدّ أن نفهم يسوع بمختلف زواياه وأوجهه ولكي نفهمه لابدّ من استنارة.

 أُشبِّهُها بالكتالوج الذي يشرح لنا طريقة عمل الجهاز فيصف لنا استعماله وما هي إمكانياته المُتاحة لاستخدامها، فكلما امتلأنا بالكلمة وأدركنا أننا من هذه الشريحة التي لا تستطيع الظلمة أن تُدرِكها، كلما استطعنا أن نَخرُج هذه القدرة الإلهية لاختراق الظلام والمشاكل والأمراض الجسدية والنفسية والأفكار المُعقَّدة، لذا يُمكننا اللعب في مملكة الظُلمة.

 هنا يأتي السؤال: هل يُمكننا اختزال يسوع وتسميته “كلمة”؟! وإن كانت الإجابة لا، فلماذا استخدمَ يوحنا هذا المصطلح ورأى يسوع بهذا المشهد وهذه الصورة في حين أنّ يسوع ذاته قال عن نفسه إنه: “الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ”؟

 دعني اقرأ معك بعض الشواهد الكتابية قبل الإجابة على هذا السؤال.

 “١ اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. ٢ فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا. ٣ الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. ٤ وَنَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً.” (١ يوحنا ١: ١-٤).

“لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ” (كولوسي ١: ١٩).

“فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا.” (كولوسي ٢: ٩).

 “فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ”: هذا ما كان الناس ينتظره وهي الحياة الأبدية أو الإلهية، فيوجد أنواع من الحياة تَكلَّمَ عنها الكتاب المقدس، ولكن هذه الحياة المقصودة التي كان الناس ينتظرها هي الحياة الإلهية غير القابِلة للتدمير، وطريقة الاستفادة من هذه الحياة هي الإخبار بها لنجعل الآخرين يستفيدون منها، ولكي يستفيد الناس من يسوع “الكلمة” لابدّ من إخبارهم به.

 يوجد من يتحسَّر لأنه لم يكن في أيام يسوع -عندما كان موجودًا بالجسد- والتلاميذ ولكن يسوع أخبرنا أننا في حالٍ أفضل لوجود الروح القدس بداخلنا.

“لكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ: إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي، وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ.” (يوحنا ١٦: ٧).

لنرجع للشاهد الأساسي

“٤ فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، ٥ وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ. ٦ كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا (المعمدان). ٧ هذَا جَاءَ لِلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ، لِكَيْ يُؤْمِنَ الْكُلُّ بِوَاسِطَتِهِ. ٨ لَمْ يَكُنْ هُوَ النُّورَ، بَلْ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ. ٩ كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ. ١٠ كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ. ١١ إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. ١٢ وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.” (يوحنا ١: ٤-١٢).

“وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ”: أي لا يُمكِنها أن تتغلَّب أو تُسيطِر عليه.

 “كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ”: أُشبِّهه بمدير أَسَّسَ شركته ولكن لم يُخبَر عنه للمُوظَّفين، فبالتالي حين ذَهَبَ ليزور شركته، لم يعرفه المُوظَّفون آنذاك. بالمِثْل إنْ لم نُخبِر الناس عن يسوع بشكل صحيح لن يستفيدوا مِنه، ولكن من يعرف ويُدرِك أنْ يسوع هو ابن الله وهو الحياة التي أُظِهَرتْ يستطيع أن يستفيد مِنه، فالسِرّ يَكمُن في المعرفة التي يضربها إبليس.

▪︎ النظام المُزدوَج:

 لقد كان أُناس العهد القديم لديهم معرفِة من التوراة والنبوات بأن الله سيتجسَّد ويظهر، وكان لديهم اشتياق لهذا. أيضًا كانوا يعلمون إنه في مرحلة ما سيكون فيها أولاد الله مُختلِفون، هذه خلفيتهم اليهودية.

 كما أنّ التلمود والمراجع اليهودية لديهم تَذْكُر أنّ موسى ذهب للسماء خلال فترة الأربعين يومًا التي قضاها على الجبل (مثلما صعد آدم وأخنوخ أيضًا) ورأى الإنسان سيّدًا على مملكتين؛ مملكتي الأرض والسماء، وهذا ما يُسمَّى بالنظام المُزدوَج.

 النظام المزدوج جعل أورشليم تخرب، منذ قديم الأزل كانوا يقولون توجد أورشليم أصلية في السماء، وأخرى على الأرض نموذج لتلك الأصلية، فلأجل ذلك كان الناس ينتظرون مجيء المسيح بعد أربعة آلاف سنة؛ أي في اليوم الرابع لأن اليوم كألف سنة عن الرب، وسيأتي أيضًا في مجيئه الثاني للأرض بعد ستة آلاف سنة وهذا ما ننتظره نحن الآن، وهو قريب جدًا، وسبق لي أن شرحت هذا الحق في عظات “الرب قريب“، يمكنك الرجوع لها لتفهم أكثر.

 “١٦ مُتَمَسِّكِينَ بِكَلِمَةِ الْحَيَاةِ”

 “كَلِمَةِ الْحَيَاةِ” هي أفكار الله، بمعنى أنك لا تستطيع أن تمسك بها وأنت كائِنٌ بشريٌّ عاديٌّ، بل لابدّ أن تكون خامتك من نفس خامة الكلمة، فيوجد من احترق في العهد القديم أثناء تقديمه للذبائح، فهذا الأمر خطيرٌ وله أبعاد ضخمة، تخيّلْ معي شخصًا ما يقترب من قرص الشمس، حتمًا سيحترق! وكأن الله يقول: “سُأظهِر نفسي أكثر للناس ولكن لابدّ مِن نظام وإلّا سيكون هناك فوضى وعدم ترتيب”.

“١٠ كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ. ١١ إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. ١٢ وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. ١٣ اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ.” (يوحنا ١: ١٠-١٣).

 امتدَّ مفعول الكلمة للبشر، ونَجَحَ في الوصول إليهم، ونجاحنا يَكمُن في توصيل هذا للناس (فنحن نسير في سجلات الناجِحين) مثلما نَجَحَ إبراهيم وبولس وغيرهم. لاحظ أسلوب النفي المُتكرِّر الذي يستخدمه يوحنا في العدد الثالث عشر عنا كأولاد لله، فهو يريد أن يُثبت أنك صرت إلهيًا بقبولك ليسوع المسيح، ليس من فراغ يستخدم هذا الأسلوب!

“١٤ وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا. ١٥ يُوحَنَّا شَهِدَ لَهُ وَنَادَى قِائِلاً: «هذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: إِنَّ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي». ١٦ وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعًا أَخَذْنَا، وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ. ١٧ لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا.” (يوحنا ١: ١٤-١٧).

 “١٤ وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا” نحتاج أن نعرف أولاً ما هي الكلمة ثم نتمسَّك بها. أيضًا يُعيِّد يوحنا في رسالته الأولى بنفس الأمر ويقول: “فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ” (١ يوحنا ١: ٢)، لأن اليهود كانوا يتوقَّعون أن هذه الحياة الإلهية ستُعطَى للبشر، فَهُم كانوا يعتقدون بمجيء المسيا منذ آدم. لم يكُنْ آدم شخصًا بُدائيًا غريبًا كما عَلَّمونا في التاريخ، فهو لم يَكُن في احتياج لتَعلُّم القراءة والكتابة. أيضًا لم يُعلِّمه أحدٌ سقي الأشجار ولكنه كان يروي حقلًا كبيرًا جدًا بمساحة شاسعة.

 كان آدم نباتيًا في البداية (كان يأكل عُشبًا فقط حسب كثير مِن المراجع)، وبدأ في أكل اللحوم بعد نوح. أيضًا تَذْكُر لنا المراجع إنه عندما تَقابلَ آدم مع أخنوخ بدأ أخنوخ يأخذ السِلك السليم للعبادة، فقد قَصَّ له آدم حياته قبل السقوط، فآدم لم يسقط في فور خَلْقه بل بعدها بثلاث سنوات كما أوضحتْ المراجع.

▪︎ “أبناء الله”، ماذا يُعني هذا اللفظ!

 “أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا.” (التكوين ٦: ٢)

 “أَبْنَاءَ اللهِ” المذكورة هنا يُقصَّد بها الأرواح الشريرة التي بدأت تتجسَّد باغتصاب السيدات، وذُكِرَ أيضًا هذا اللفظ في المزامير؛ “قَدِّمُوا لِلرَّبِّ يَا أَبْنَاءَ اللهِ، قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْدًا وَعِزًّا.” (المزامير ٢٩: ١).

 هذا اللفظ كان مُقتصِرًا فقط على شريحة الملائكة التي لم تتلوَّث، وذُكِرَ أيضًا في (أيوب ١) “بَنُو اللهِ” (أيوب ١: ٦)، إلّا أنّ هناك نبوات في هوشع كانت تقول إننا كبشر سنصبح أبناء الله في يوم من الأيام؛ “لكِنْ يَكُونُ عَدَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَرَمْلِ الْبَحْرِ الَّذِي لاَ يُكَالُ وَلاَ يُعَدُّ، وَيَكُونُ عِوَضًا عَنْ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ: لَسْتُمْ شَعْبِي، يُقَالُ لَهُمْ: أَبْنَاءُ اللهِ الْحَيِّ.” (هوشع ١: ١٠).

 توجد نبوات أخرى، لكن هذا ما هو موجود لدينا في التاناخ (العهد القديم) وهذه النبوات ضايقت الأرواح الشريرة لأنهم فَهِموا أن البشر سوف يتمّ ترقيتهم إلى هذه المكانة طبقًا لِما جاء في (مزمور ٨)، أما الملائكة المُقدَّسة فكانت مُنتظِرة لترى كيف يحدث هذا؟ فالملائكة وهي لها إرادة حُرة ولكنها مُتّضِعة وتتحرَّك بصورة سليمة فهم يقدرون الرب جدًا حتى وإن وضع البشر بدلًا منهم لأنهم رأوا أمام أعينهم ما حدث لإبليس نتيجة التَكبُّر.

“١ أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا، مَا أَمْجَدَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ! حَيْثُ جَعَلْتَ جَلاَلَكَ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ. ٢ مِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ أَسَّسْتَ حَمْدًا (هجومًا) بِسَبَبِ أَضْدَادِكَ، لِتَسْكِيتِ عَدُوٍّ وَمُنْتَقِمٍ. ٣ إِذَا أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ، الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي كَوَّنْتَهَا، ٤ فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذكُرَهُ؟ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ؟ ٥ وَتَنْقُصَهُ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ (إلوهيم)، وَبِمَجْدٍ وَبَهَاءٍ تُكَلِّلُهُ.” (المزامير ٨: ١-٥).

 مَن هو الذي يسأل هذا السؤال ظاهريًّا؟ يبدو في الظاهر إنه داود، ولكن في حقيقة الأمر السائل هنا هُمْ الملائكة، فقد تحققَّتْ النبوات التي تنبأ بها هوشع والأنبياء، وهذه النبوات كانت بروح الله وصارت جسدًا أي تحقَّقتْ!

“وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا.” (يوحنا ١: ١٤).

 نحن خُلِقنا من نفس خامة الكلمة، وبإدراكنا لِما فَعَله الرب بنا نستطيع أن نُدرِك إننا مسئولون عن صناعة وتحقيق الكلمة، فالأمر مُرتبِطٌ بإدراكك، فلا ينبغي أن تكون ردَّ فِعْل ولكنك فاعلٌ وصانِع للكلمة، فالكلمة مفيدة ونافعة حينما تفعلها وتَسلُك بموجبها، نرى ذلك في الطعام فهو لن يفيدك إنْ لم تقوم بعملية الطهي، ففائدته تظل نظرية إلى أن يُطهَى وتُزال منه أشياء وتُضاف له أخرى، في ذلك الوقت يمكنك الاستفادة به.

“مُتَمَسِّكِينَ بِكَلِمَةِ الْحَيَاةِ لافْتِخَارِي فِي يَوْمِ الْمَسِيحِ، بِأَنِّي لَمْ أَسْعَ بَاطِلاً وَلاَ تَعِبْتُ بَاطِلاً.” (فيلبي ٢: ١٦).

 “مُتَمَسِّكِينَ بِكَلِمَةِ الْحَيَاةِ”: مُتمسِّكين بالحياة الإلهية التي ظهرت في الكلمة، هذه الحياة لا يمكن لشيء أيًّا كان أن يقتلها، وهي قادِرة على التَعامُل مع المشاكل والأمراض، لكن لابدّ من فهم إمكانيات هذه الحياة من الكلمة، وحينما تسمح للكلمة باستبدال أفكارك وملفاتك الذهنية تُستعلَن الكلمة وتَظهر في حياتك.

“٣٤ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَبْنَاءُ هذَا الدَّهْرِ يُزَوِّجُونَ وَيُزَوَّجُونَ، ٣٥ وَلكِنَّ الَّذِينَ حُسِبُوا أَهْلاً لِلْحُصُولِ عَلَى ذلِكَ الدَّهْرِ وَالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ، لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يُزَوَّجُونَ، ٣٦ إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضًا، لأَنَّهُمْ مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ، وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ، إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ.” (لوقا ٢٠: ٣٤-٣٦).

 إذا قارننا هذه الآيات بِما جاء في أفسس؛ وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.” (أفسس ٢: ٦)، سنجد أن الرب يسوع هنا كان يقصد هذا الدهر أيضًا الذي اُفتتِحَ ببداية الكنيسة وليس فقط الدهر الآتي.

 تَحدَّثتُ عن هذا الموضوع في سِلسلة “المجد الحالي بالقيامة“، وشرحت الآيات التي توضح أن الكنيسة الآن تحيا حالة مِن المُلك والسيادة على ظروفها وهذا يختلف عن المُلك الألفي الحرفي الذي يَخُص اليهود ومَن هم سيسلكون مع الرب من الذين سيخرجون مِن الأرض من الكنيسة.

▪︎ كيف أستطيع عَيش هذا المُلك الآن؟

١- عن طريق الاستفادة من وجود الروح القدس الساكِن فيك الآن

“وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِنًا فِيكُمْ، فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ (القابِلة للموت) أَيْضًا بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ.” (رومية ٨: ١١).

٢- من خلال فهم القيامة وبالتالي السيادة على ظروف الحياة

 يقول الرب يسوع: “إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضًا، لأَنَّهُمْ مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ، وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ، إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ.” (لوقا ٢٠: ٣٦)، وهذه القوة موجودة لا يُمكِنها أن تموت أو تُدمَّر، الوحيد الذي يستطيع تدميرها هو الشخص نفسه.

  • إذًا كيف يستطيع شخصٌ ما تدمير قوة القيامة؟
  • عندما يرتدّ ويَهلك ويترُك الرب.
  • عندما يسمح لشيء خارجي بأن يُصيبه ويُوقعه أرضًا.
  • بعدم فَهمه لطبيعته الجديدة ولميراثه في المسيح.
  • بالعودة لطريقة التفكير القديمة حسب دهر هذا العالَم (وهذا يَنُم على إنه لم يَكُنْ ضابِطًا لذهنه جيدًا).

مِن زَرْعٍ لا يَفْنَى!

“١٣ لِذلِكَ مَنْطِقُوا أَحْقَاءَ ذِهْنِكُمْ صَاحِينَ، فَأَلْقُوا رَجَاءَكُمْ بِالتَّمَامِ عَلَى النِّعْمَةِ الَّتِي يُؤْتَى بِهَا إِلَيْكُمْ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. ١٤ كَأَوْلاَدِ الطَّاعَةِ، لاَ تُشَاكِلُوا شَهَوَاتِكُمُ السَّابِقَةَ فِي جَهَالَتِكُمْ، ١٥ بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ (تأتي في الأصل سلوك). ١٦ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ». ١٧ وَإِنْ كُنْتُمْ تَدْعُونَ أَبًا الَّذِي يَحْكُمُ بِغَيْرِ مُحَابَاةٍ حَسَبَ عَمَلِ كُلِّ وَاحِدٍ، فَسِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ، ١٨ عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، ١٩ بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، ٢٠ مَعْرُوفًا سَابِقًا قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلكِنْ قَدْ أُظْهِرَ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ، ٢١ أَنْتُمُ الَّذِينَ بِهِ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْطَاهُ مَجْدًا، حَتَّى إِنَّ إِيمَانَكُمْ وَرَجَاءَكُمْ هُمَا فِي اللهِ. ٢٢ طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ بِالرُّوحِ لِلْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ الْعَدِيمَةِ الرِّيَاءِ، فَأَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ.” (١ بطرس ١: ١٣-٢٢).

“صَاحِينَ”: ذكرتها تفصيلاً في سِلسلة “اصحوا واسهروا“.

 “١٤ كَأَوْلاَدِ الطَّاعَةِ، لاَ تُشَاكِلُوا شَهَوَاتِكُمُ السَّابِقَةَ فِي جَهَالَتِكُمْ”: فيوجد من يرجع لنَفْس طريقة التفكير القديمة غير الكتابية.

 “٢٢ طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ”: أي كونكم تَطَهَّرتُم حين أَطعتُم الحقّ. تأتي في ترجمة كتاب الحياة هكذا: “إذ قد خضعتم للحقّ فتطهَّرتْ نفوسكم“، فهي تأتي في الأصل بصيغة الماضي، أما في ترجمة فانديك فتأتي وكأنه يقول: أفعلوها! وهذا غير صحيح.

“طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ بِالرُّوحِ لِلْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ الْعَدِيمَةِ الرِّيَاءِ، فَأَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ.” (١ بطرس ١: ٢٢).

“١ فَاطْرَحُوا كُلَّ خُبْثٍ وَكُلَّ مَكْرٍ وَالرِّيَاءَ وَالْحَسَدَ وَكُلَّ مَذَمَّةٍ، ٢ وَكَأَطْفَال مَوْلُودِينَ الآنَ، اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ، ٣ إِنْ كُنْتُمْ قَدْ ذُقْتُمْ أَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ. ٤ الَّذِي إِذْ تَأْتُونَ إِلَيْهِ، حَجَرًا حَيًّا مَرْفُوضًا مِنَ النَّاسِ، وَلكِنْ مُخْتَارٌ مِنَ اللهِ كَرِيمٌ.” (١ بطرس ٢: ١-٤).

“مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ.” (١ بطرس ١: ٢٣)؛ الميلاد الأول ميلادٌ جسديٌّ، أما الثاني فهو ميلادٌ روحيٌّ. يقصد به بذرة الرجل أي الحيوانات المنوية. هللويا، وُلِدنا مِن زرعٍ لا يقبل التحطيم أو الفناء؛ كلمة الله الحية الباقية إلى الأبد.

 إن كنت تريد أن تتوقف عن الخطية كل ما عليك فِعْله هو أنْ تكتشف هويتك، فلا تصدق ما يُقال عليك إنك خبيثٌ أو مُتراخٍ أو تحيا طبقًا للعالَم أو لست من شريحة الروحيين فالكتاب يقول عنك إنك مولودٌ مِن كلمة الله غير القابِلة للفساد. بداخلك الكلمة لكي تحيا بها. ولكي تَنمو في أسلوبها، فأنت تحتاج إلى استنارة ذهنك بها.

 كلما تَمسَّكتْ بكلمة الحياة، ستعيش حياة يُفتخَر بها ولن تكون تعيسًا، بل سترى نتائج هنا على الأرض وتفرح بالإنجازات، وسيُكافِئك يسوع لأنك سِرت زمان غربتك بصورة صحيحة.

 لاحظ معي أن إبليس قد يتمثّل في بشر مثل عماليق في العهد القديم من حيث أجسامهم أو في ظروف العالم المُحيط بك أو عماليق العهد الجديد أي الذهن المُظلِم ويستطيع بهذه الأمور أن يُدخِل نظامه في أذهان الناس وقد لا يَحدُّث هذا بصورة ظاهرية، لكن المحتوى الداخلي خطيرٌ!

 عندما تُواجه تحديات ومُخططات، وخداع في الحياة أو يَحدُّث مواقف لا يدّ لك فيها، وتجدّ أشخاصًا يخذلونك، تَمسَّكْ بكلمة الحياة ولا تُعطِ فرصة لهذه التحديات أن تغلبك.

“تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ.” (فيلبي ٢: ١٥).

أنت نورٌ ولا يمكن للظلمة أن تقوى على هذا النور.

“وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْه”. (يوحنا ١: ٥).

“وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْه”: تأتي في ترجمات أخرى؛ “لا تستطيع التَمكُّن من النور”، فعندما تُضيء المكان لا تحتاج أنْ تَطرُد الظُلمة، فوجود النور= عدم وجود ظلام في المكان.

 النور هو الفاعِل وهو الفعَّال (إلّا إذا ربطنا مصدر الإضاءة هذا)، وتَمسُّكك بكلمة الحياة يجعلك تُنقِذ الموقف من خلال إخراج النور والطبيعة الإلهية الموجودة بداخلك.

 ما يبدو إنه دُمِرَ يمكن استعادته مرة أخري، لأنك الآن داخل الخارِق للطبيعي، فأنت وُضِعْتَ داخل الذات الإلهية وصرت شريكًا للطبيعة الإلهية (هذا هو ما تَكلَّمَ عنه الكتاب) وليس عليك الآن سوى اكتشافه!

ـــــــــــــــــــــــــ

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة  الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$