القائمة إغلاق

تمسك بكلمة الحياة – الجزء Hold Fast The Word Of Life – Part 4

لمشاهدة العظة علي الفيس بوك اضغط هنا 

لسماع العظة علي الساوند كلاود اضغط هنا

لمشاهدة العظة علي اليوتيوب

تمسك بكلمة الحياةالجزء 4

  • كيف تتمسك بكلمة الحياة؟
  • علاقة إبليس وسقوطه بالتمسك بالكلمة.
  • التمسك بالكلمة هو أن تأكلها (يسوع هو الخبز النازل من السماء).
  • يُمكنك تجسيد كلمة الله في حياتك!
  • أمور تبدو أنها رموز لكنها تُجسِد كلمة الله في حياتك:
  • الكلمة تحتاج لعزم القلب لكي تتمسك بها:
  • كيف تتمسك بكلمة الحياة:-

“١٢ إِذًا يَا أَحِبَّائِي، كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ، لَيْسَ كَمَا فِي حُضُورِي فَقَطْ، بَلِ الآنَ بِالأَوْلَى جِدًّا فِي غِيَابِي، تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، ١٣ لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ. ١٤ اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ، ١٥ لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَدًا ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيل مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ. ١٦ مُتَمَسِّكِينَ بِكَلِمَةِ الْحَيَاةِ لافْتِخَارِي فِي يَوْمِ الْمَسِيحِ، بِأَنِّي لَمْ أَسْعَ بَاطِلاً وَلاَ تَعِبْتُ بَاطِلاً. ١٧ لكِنَّنِي وَإِنْ كُنْتُ أَنْسَكِبُ أَيْضًا عَلَى ذَبِيحَةِ إِيمَانِكُمْ وَخِدْمَتِهِ، أُسَرُّ وَأَفْرَحُ مَعَكُمْ أَجْمَعِينَ. ١٨ وَبِهذَا عَيْنِهِ كُونُوا أَنْتُمْ مَسْرُورِينَ أَيْضًا وَافْرَحُوا مَعِي” (فيلبي ٢: ١٢-١٨).

أوضحت لكم المرات السابقة أن تمسكنا بكلمة الحياة مرتبط بفهمنا أن كلمة الحياة هي تَجَسُد هذا الإله.

“٧ فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ. ٨ وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ…” (التكوين ٣: ٧، ٨).

“وَسَمِعَا صَوْتَ” تأتي في الأصل العبري مُعَرّفة بـ ال “سمعا الصوت”

مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ” لا تشير هذه العبارة لصوت احتكاك القدم بالأرض بل تشير لصوت حنجري، بمعنى إن كُنّا مكان آدم وحواء لسمعنا صوت شخص يتكلم. من سفر التكوين نرى الرب يتقابل مع الإنسان ويكلمه في شكل حوار وكلام، هكذا علاقته مع الملائكة هي حوار وكلام. وعندما يلتزم الذهن البشري بالفكر الإلهي يصبح الشخص غير قابل للتزعزع، لا يسقط عندما تأتي ظروف الحياة بل يثبت.

  • علاقة إبليس وسقوطه بالتمسك بالكلمة:

 كيف سقط إبليس؟ كيف أتى بالأفكار؟ لم يدفعه أحد ليخطئ، فكيف حدث السقوط إذًا؟!

“أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ” (يوحنا ٨: ٤٤).

ما معنى أنّ إبليس لم يثبت في الحق؟! هل كان عليه أن يدرس الكلمة كل يوم؟ عندما نقول فلان لم يثبت في الحق نفهم أنه لم يدرس الكلمة ولم يكن في علاقة حية مع الرب، فما معنى عدم ثبات إبليس في الحق؟ سبب سقوطه هو عدم التزامه بأفكار الله واستَقّلَ عنها وفَكّرَ في ذاته. الخطية أنانية، لن يخطئ أحد لأجل شخص آخر، من يخطئ فهذا لأنه توجّع أو متضايق أو لأنه يريد شيئًا جسمه يريده.

لنفهم أكثر كيف لم يثبت إبليس في الحق.

“٢٤ وَأَمْطَرَ عَلَيْهِمْ مَنًّا لِلأَكْلِ، وَبُرَّ السَّمَاءِ أَعْطَاهُمْ. ٢٥ أَكَلَ الإِنْسَانُ خُبْزَ الْمَلاَئِكَةِ. أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ زَادًا لِلشِّبَعِ” (المزامير ٧٨: ٢٤، ٢٥).

يعطنا هذا الإصحاح نبذة سريعة عن المن الذي في السماء، هو مادة استطاع الشعب جمعها ووضعها في إناء وأكلوها، ويجمعون في يوم الجمعة الضعف لأنه غير مسموح لهم بهذا يوم السبت، ومن هنا نفهم أن المن شيء ملموس ومرئي، في الحقيقة هو تجسيد لأمر روحي، لذا هو شيء روحي ومادي في ذات الوقت.

أَكَلَ الإِنْسَانُ خُبْزَ الْمَلاَئِكَةِ” نفهم من هذا أن الإنسان أكل خبز الملائكة. معنى كلمة المن هو “ما هذا؟” عندما سأل الأطفال أباءهم ما هذا الذي نأكله؟ أجابوهم “لا نعلم” فسمي بهذا الاسم، لكن اسمه في السماء هو خبز الملائكة. ما هو هذا الخبز؟ سقط إبليس لأنه لم يأكل من خبز السماء!

“٣٣ لأَنَّ خُبْزَ اللهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ». ٥٠ هذَا هُوَ الْخُبْزُ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ، لِكَيْ يَأْكُلَ مِنْهُ الإِنْسَانُ وَلاَ يَمُوتَ. ٥١ أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ»” (يوحنا ٦: ٣٣، ٥٠، ٥١).

“٩ ثُمَّ صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، ١٠ وَرَأَوْا إِلهَ إِسْرَائِيلَ، وَتَحْتَ رِجْلَيْهِ شِبْهُ صَنْعَةٍ مِنَ الْعَقِيقِ الأَزْرَقِ الشَّفَّافِ، وَكَذَاتِ السَّمَاءِ فِي النَّقَاوَةِ. ١١ وَلكِنَّهُ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى أَشْرَافِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَرَأَوْا اللهَ وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا” (الخروج ٢٤: ٩-١١).

قال لهم الرب أن يصعدوا ليأكلوا ويشربوا معه، ليس لأن جسدهم يحتاج طاقة، كما أن الملائكة لا تأكل لأنها تحتاج لطاقة. لكن الأمر هنا مرتبط بفهم الرب وفهم الحق الذي يُقدمه وإلا سيموت البشر في خطاياهم كما قال الرب يسوع في انجيل يوحنا.

تأكل الملائكة خبزًا روحيًا تجسد للبشر وأكلوه فأخذوا منه طاقة جسدية. هذا يفهمنا أن العلاقة بين الرب وإبليس هي انسجام فكري، لكنه لم يثبت فيه وانعزل عنه وكرهه ونَفَرَ مما كان يعطيه الطاقة والحياة وهو اتفاقه مع الرب والسيد والاله.

“…لَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ…” (يوحنا ٨: ٤٤) كيف حدث هذا مع إبليس؟ تعني أنه ابتعد فكريًا عما كان يُطعَم بهِ، لأن الملائكة كائنات عاقلة لها إرادة وليست كالإنسان الآلي، وبالتالي كان ينبغي عليهم معرفة هذا الإله وفهمهِ والاتفاق معه عن عمد، ويضعون إرادتهم تحت إرادته.

ما جعل إبليس لا يثبت في الحق هو تفكيره في ذاته كما ذُكِرَ في (إشعياء ١٤: ١٢-١٥) ظن إنه يمكنه الاستيلاء على هذه المملكة، بدأ الأمر بأنه فَكَرَ في ذاته باستقلالية عن الله وأصبح له فِكره المختلف عن الرب، وبحث كيف يُتمِم خططه ومن ثم بدأ يتحدث مع الملائكة الأخرى حتى اقتنع به عدد منهم وانجرفوا وراء افكارهِ غير عالمين ما سيواجههم من مصير مظلم.

 

  • التمسك بالكلمة هو أن تأكلها (يسوع هو الخبز النازل من السماء).

“٥٨ هذَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. لَيْسَ كَمَا أَكَلَ آبَاؤُكُمُ الْمَنَّ وَمَاتُوا. مَنْ يَأْكُلْ هذَا الْخُبْزَ فَإِنَّهُ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». ٥٩ قَالَ هذَا فِي الْمَجْمَعِ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي كَفْرِنَاحُومَ. ٦٠ فَقَالَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، إِذْ سَمِعُوا: «إِنَّ هذَا الْكَلاَمَ صَعْبٌ! مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَسْمَعَهُ (أي يفهمه)؟» ٦١ فَعَلِمَ يَسُوعُ فِي نَفْسِهِ أَنَّ تَلاَمِيذَهُ يَتَذَمَّرُونَ (يتسائلون) عَلَى هذَا، فَقَالَ لَهُمْ: «أَهذَا يُعْثِرُكُمْ؟ ٦٢ فَإِنْ رَأَيْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ صَاعِدًا إِلَى حَيْثُ كَانَ أَوَّلاً! ٦٣ اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي. أَمَّا الْجَسَدُ فَلاَ يُفِيدُ شَيْئًا. اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ” (يوحنا ٦: ٥٨-٦٣).

لا يتحدث هذا الشاهد عن كسر الخبز أو المناولة أو شركة جسد الرب ودمه.

أَهذَا يُعْثِرُكُمْ” عندما كان لدى التلاميذ أسئلة غير مجاب عليها تعثروا في الرب. مما يفهمك أن الأسئلة غير المُجاب عليها هي معثرة لك.

اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ” طاقة الملائكة هي كلام الرب.

تلخيصًا لما سبق: سَمِعَ آدم وحواء صوت الرب (voice not sound) يتمشى في الجنة، أي سمعوه يتحدث معهم ويكلمهم، من هنا نفهم أن الرب إله مُتكلِم، وتسمع الملائكة كلامه فتحيا به، وعندما انشق ابليس وأتباعه فكريًا عن الرب؛ سقط ولم يثبت في الحق.

إن أردت أن تفهم أكثر كيف تتمسك بكلمة الحياة فهو: انحيازك الفكري لكلمة الله. في وسط كل هذا الذي يحدث حولنا، كيف تقرأ الأحداث؟ هل تراها كما يراها الرب أم كما يراها العالم وتمتلئ بالخوف والرهبة والغيظ؟ هل تفهم الناس بالصورة الصحيحة وتلتمس لهم العذر وتمارس الرحمة معهم أم تراهم بمقدارهم العلمي وتصفهم بالغباء وعدم الفهم؟ إن تمسكت بفكر الرب في هذه الزوايا تأتي للمعجزات الأكبر تجدها سهلة بسبب تمسكك بكلمة الحياة في مواقف سابقة أصغر.

تمسكك بكلمة الحياة هو المضاد لما فعله إبليس هو عدم ثباته في الكلمة وعدم استمراريته في أكل المن السماوي؛ أي الصوت الخارج من فم الله. الرب ليس إلهًا يجلس على كرسيه في صمت وغضب كما رسمته لنا الصور التي رأيناها عنه، أقرَّ كل من رأى الرب أنه يختلف تمامًا عن الصور التي رُسِمَت عنه.

 الصورة الصحيحة عن الرب هي التي رأيناها في جنة عدن، بعد السقوط لم يجلس الرب في حزن ورفض التحدث مع الإنسان، بلا، لكنه تحرك له، وحينما اختبأ آدم منه، ناداه: “آدم أين أنت؟” هو إله متكلم، عندما تخطئ يبادر بالتواصل ويخبرك: “هيا أنا معك لتقوم مما سقت فيه” هذا هو صوته الحقيقي وليس صوت الإدانة أو الحزن.

يتعجب بعض الناس كيف يسقط إبليس وهو يرى روعة الرب وجماله؟ تكرر نفس المشهد مع يهوذا الإسخريوطي كيف له أن يترك الرب وينقلب ضده ويسلمه؟ يبدأ الأمر عندما يفكر الشخص في ذاته فينعزل فكريًا عن الرب.

  • يُمكنك تجسيد كلمة الله في حياتك:-

تحدثنا المرة السابقة عن أشخاص جسدت كلمة الله في حياتها، مما يفهمنا أن الكلمة قابلة للتجسد، ليس فقط تجسد الرب للأرض.

١٩ إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي الاسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي الْغَضَبِ، ٢٠ لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللهِ. ٢١ لِذلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرّ، فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ. ٢٢ وَلكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ” (يعقوب ١: ١٩-٢٢).

“كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ” يأتي هذا الفظ في اليوناني “poietes” والذي يعني تكوين تصنيع داخلي للشيء، فبدلاً من نقل الدم لجسم الإنسان من الخارج، يقوم الجسم بتصنيعه لذاته. يأمر الكتاب المقدس الإنسان أن يُصَنِّع الكلمة.

تحدثت في مقال بعنوان “يسوع بن الله كيف عاش وخدم كابن الإنسان” تساءلنا لوقت طويل كيف لم يعرف الرب يسوع المرأة التي لمسته، وهناك من تجرأ وقال: “لا، كان الرب يعلم مَن لمسه ولكنه يتظاهر أنه لا يعرف” شرحت في هذا المقال أن الرب تحرك معتمدًا على الروح القدس في أي شيء خارق للطبيعي ويخبره بالأمور دون الاستعانة بالألوهية الداخلية، لذا هو سأل من لمسني حقًا لأنه لم يكن يعلم.

في كل مرة يقول فيها الكتاب عن الرب “فَعَلِمَ أَفْكَارَهُمْ” (لوقا ٦: ٨)، (لوقا ١١: ١٧) تأتي للدقة “لقط أفكارهم”، كان الروح القدس يكشف له أفكار الكتبة الفريسيين عنه، مثلما نعتمد نحن أيضًا عليه في فهمنا للمواقف.

تعامل الرب يسوع بطرق طبيعية في حياته، على سبيل المثال: أخذ الرب وسائل المواصلات الطبيعة وقتها مثل استخدامه للمركب لعبور البحر، أو الحمار للسفر في البر أو يسير على الأقدام، وظهر الخارق للطبيعي وقت الاحتياج وبقيادة من الروح القدس، مثل تلك الأوقات التي اختفى فيها من وسط الجموع عندما أرادوا قتله (يوحنا ٨: ٥٩)، والانتقال المعجزي للمركب ووصولها على الشاطئ (يوحنا ٦: ٢١).

ظللنا لوقت طويل نصلي “يارب سأخبرك بما أريد وسأترك الأمر عليك لتصنعه لي” وبالتالي لم نفهم طريقة صنع المعجزات، في حين يخبرنا الرسول يعقوب “كونوا صانعين أنتم للكلمة”. يُحمِّلنا الروح القدس -بمساعدة منه- مسؤولية تصنيع الكلمة. في صنع المعجزات، هناك دور على الرب ودور على الإنسان.

في أي مرة يخبرنا الكتاب أن نصنع شيئًا، إذًا لنا دور فيه. خلاص يسوع -المثال الذي نتفق عليه جميعنا- أتمَّ الرب عملية الخلاص، إن كُرِزَ لأحدهم بطريقة صحيحة، وفَهِمَ الخلاص لكنه لم يسِر على الخطوات الكتابية ويصلي ويقبل يسوع مخلصًا شخصيًا لحياته، فهو لم يصنع الخلاص في حياته لأن له دور في تتميمه.

لهذا السبب عندما يخبرنا الكتاب “مُتَمَسِّكِينَ بِكَلِمَةِ الْحَيَاةِ” نفهم أن لنا دورًا في تصنيعها. في كثير من الأحيان عندما يسير الشخص بعقليته البشرية لا يَصنع الكلمة بل لعنات في حياته. وهناك من يسير بالكلمة يصنع أمورًا رائعة، مثل المرأة نازفة الدم التي تمسكت بالكلمة وحصلت على معجزتها.

شرحت أيضًا في العظة السابقة عن شعب الله حينما أرادوا تجسُس أرض كنعان رغم إنه لم يكن هذا فكر الرب ولا فكر موسى أيضًا، ولكن مع إلحاحهم أذنَ لهم موسى بالذهاب، وعاد عشرة منهم بتقرير سلبي وبكوا وجعلوا الشعب يبكي، أما يشوع وكالب فقالا قولاً مُعاكسًا رغم تورطهم في خطية التجسُس أيضًا.

نتيجةً لهذا الفعل، لم يدخل موسى أرض الموعد، وانقلبت الأربعين يوم لأربعين سنة توهان للشعب في البرية! هناك أمور كثيرة يفعلها الناس لا يعلمون أنهم سيحصدون ثمرها لسنين طويلة! ربما تقول في وقت هزارك “مش كل حاجة روحيات” ولا تعلم أنك رسمت طريقك لأربع أو خمس سنين للأمام خطأ حتى توقف مفعول ما زرعته وتُغير مسارك.

مثال آخر: “وَيَكُونُ عِنْدَ تَمَامِ السَّبْعِينَ سَنَةً أَنِّي أُعَاقِبُ مَلِكَ بَابِلَ، وَتِلْكَ الأُمَّةَ، يَقُولُ الرَّبُّ، عَلَى إِثْمِهِمْ وَأَرْضَ الْكَلْدَانِيِّينَ، وَأَجْعَلُهَا خِرَبًا أَبَدِيَّةً” (إرميا ٢٥: ١٢). ما هي قصة السبعين سنة؟

“لإِكْمَالِ كَلاَمِ الرَّبِّ بِفَمِ إِرْمِيَا، حَتَّى اسْتَوْفَتِ الأَرْضُ سُبُوتَهَا، لأَنَّهَا سَبَتَتْ فِي كُلِّ أَيَّامِ خَرَابِهَا لإِكْمَالِ سَبْعِينَ سَنَةً” (أخبار الأيام الثاني ٣٦: ٢١).

قُضيَ على الشعب قضاء سبعين سنة عناء في سبي بابل نظير عدم حفظهم للسبت لمدة سبعين عامًا، لم يعطوا تقديرًا واحترامًا للرب. السبت ليس للاسترخاء والنوم، ولكن لقضاء وقت مع الرب في عبادة ودراسة للكلمة. عدم الراحة لسبعين عامًا تحولت لسبعين سنة عناء كما قال الكتاب في سفر الشريعة:

٣٤ حِينَئِذٍ تَسْتَوْفِي الأَرْضُ سُبُوتَهَا كُلَّ أَيَّامِ وَحْشَتِهَا وَأَنْتُمْ فِي أَرْضِ أَعْدَائِكُمْ. حِينَئِذٍ تَسْبِتُ الأَرْضُ وَتَسْتَوْفِي سُبُوتَهَا. ٣٥ كُلَّ أَيَّامِ وَحْشَتِهَا تَسْبِتُ مَا لَمْ تَسْبِتْهُ مِنْ سُبُوتِكُمْ فِي سَكَنِكُمْ عَلَيْهَا” (اللاويين ٢٦: ٣٤، ٣٥).

“سَبْعُونَ أُسْبُوعًا قُضِيَتْ عَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى مَدِينَتِكَ الْمُقَدَّسَةِ لِتَكْمِيلِ الْمَعْصِيَةِ وَتَتْمِيمِ الْخَطَايَا، وَلِكَفَّارَةِ الإِثْمِ…” (دانيال ٩: ٢٤). سبب حدوث هذا القضاء هو بعدهم عن الرب.

إن لم تعطِ راحة لموظفيك ولجسدك، سيطالبك بها بالقوة. إن لم تعطِ الرب حقه في وقتك لدراسة الكلمة، أنت تعطي مساحة لإبليس يتدخل فيها. في كل مرة تفعل ما يقوله الرب تُعطِيه السيادة على حياتك. والعكس صحيح، عندما لا تعمل بكلامه تعطي إبليس السيادة في حياتك. تمسُكك بكلمة الحياة هو اعتناقك للفكر الكتابي في كل موقف على حدى، وإعطاء الربوبية للرب على حياتك.

  • أمور تبدو أنها رموز لكنها تُجسِد كلمة الله في حياتك:-

١١ وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَحِدْ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ الَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ، بَلْ سَارَ بِهَا. ١٤ وَمَرِضَ أَلِيشَعُ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ بِهِ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ يُوآشُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ، وَبَكَى عَلَى وَجْهِهِ وَقَالَ: «يَا أَبِي، يَا أَبِي، يَا مَرْكَبَةَ إِسْرَائِيلَ وَفُرْسَانَهَا». ١٥ فَقَالَ لَهُ أَلِيشَعُ: «خُذْ قَوْسًا وَسِهَامًا». فَأَخَذَ لِنَفْسِهِ قَوْسًا وَسِهَامًا. ١٦ ثُمَّ قَالَ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: «رَكِّبْ يَدَكَ عَلَى الْقَوْسِ». فَرَكَّبَ يَدَهُ، ثُمَّ وَضَعَ أَلِيشَعُ يَدَهُ عَلَى يَدَيِ الْمَلِكِ ١٧ وَقَالَ: «افْتَحِ الْكَوَّةَ لِجِهَةِ الشَّرْقِ». فَفَتَحَهَا. فَقَالَ أَلِيشَعُ: «ارْمِ». فَرَمَى. فَقَالَ: «سَهْمُ خَلاَصٍ لِلرَّبِّ وَسَهْمُ خَلاَصٍ مِنْ أَرَامَ، فَإِنَّكَ تَضْرِبُ أَرَامَ فِي أَفِيقَ إِلَى الْفَنَاءِ». ١٨ ثُمَّ قَالَ: «خُذِ السِّهَامَ». فَأَخَذَهَا. ثُمَّ قَالَ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: «اضْرِبْ عَلَى الأَرْضِ». فَضَرَبَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَوَقَفَ. ١٩ فَغَضِبَ عَلَيْهِ رَجُلُ اللهِ وَقَالَ: «لَوْ ضَرَبْتَ خَمْسَ أَوْ سِتَّ مَرَّاتٍ، حِينَئِذٍ ضَرَبْتَ أَرَامَ إِلَى الْفَنَاءِ. وَأَمَّا الآنَ فَإِنَّكَ إِنَّمَا تَضْرِبُ أَرَامَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ»” (الملوك الثاني ١٣: ١١، ١٤-١٩).

كان الملك يؤاش ذات قلبٍ شرير، سار في طريق يربعام بن نباط تاركًا عبادة الأوثان والسواري (شيء يشبه خشبة كبيرة أو عَلَمًا كان الشعب يقدِم عنده الذبائح ويعبدون آلهة أخرى) لكنه استنجدَ برجل الله أليشع مُعتبره حماية إسرائيل لأنهم هكذا ينظرون للأنبياء. فطلب منه النبي أن يحضر قوسًا وسهامًا ووضع يديه على يد الملك، كانت هذه علامة نبوية قوية واضحة جدًا، مثلما يخبرك الرعي أن تصلي أو تدرس تعليمًا كتابيًا محددًا لكنك تُشتت عنه غير عالم إنك لو أطعت قوله لحدث تغيير قوي جدًا.

هل ترى؟ هناك أمور تبدو كالرموز لكنها تُجسِد كلمة الله في حياتك. طلب منه النبي أن يطرب على الأرض بالسهام وكان من المفترض أن يستمر حتى يأمره بالتوقف لكنه توقف بعد ثلاث مرات، لأنه لم يضع كامل قلبه في طاعة رجل الله ولم يرَ فائدة ما يفعله، مما جعل رجل الله يغضب عليه، وطبقًا لعدد الأسهم التي ضربها كان عدد انتصاره على ملك آرام، لو أطاع للآخر لكان أنتصر انتصارًا تامًا.

عندما تتبع الحق الكتابي الذي يُقال لك تتجسد الكلمة في حياتك. سيظهر الأمر كما لو أنك تجازف أو تُخاطر بشيء. اسمع للنصيحة التي قيلت لك أنْ تنتبه أنّ ازدهارك مرتبط بعطائك في ملكوت الله وكلماتك وطريقة تفكيرك، حتى وإن كان هذا عكس منطق الادخار، أو كنت تعبر بضائقة مادية.

أخبرني أحد الأشخاص الذي قرر دفع عشوره رغم احتياجه لإنجاز أمور معينة في تشطيب شقته قبل غلاء الأسعار، لكنه تفاجأ بمعجزات مادية في تشطيبه للشقة ووجد بركة إلهية لأنه أعطى الرب حقه أولاً.

  • الكلمة تحتاج لعزم القلب لكي تتمسك بها:-

٢٢ سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، ٢٣ وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا، فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَمًا فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ! ٢٤ «لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ” (متى ٦: ٢٢-٢٤).

تحدث الرب في العدد الثاني والعشرين عن أهمية التفكير ووضَّحَ أنه هو سراج الجسد، فإن كنت ترى مشهدًا واحدًا سيتأثر جسدك كله بالإيجابي، والعكس صحيح. وإن كان النور الذي لديك هو ظلام في نظر الرب فهذه مشكلة كبيرة.

لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ” يعني هذا اللفظ في الأصل اليوناني حالة الخضوع والانحناء والطاعة، ووضح الرب أن لا أحد يمكنه طاعة اتجاهين عكس بعضهما. لماذا؟ “ لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ”

 يُظهر لك هذا إنه لا يمكنك السلوك بالروح والجسد في ذات الوقت كما رأينا الملك يؤاش، لن ينتصر بالكامل بل لثلاث مرات فقط. يحث الأمر نفسه مع شخص يضع إيمانه ليس بكامل القلب. إن أردت أن ترى نتائج كاملة عليك أن تتحرك في الكلمة بكامل عزم القلب. نحن في حالة حرب، لن يناسبك الإحباط والتراجع والمضايقة.

إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ” تعني يُفكر عكس، يتحرك ببغضه وكُره تجاه الطرف الآخر.

وَيُحِبَّ الآخَرَ” يحب بلا شروط، بمعنى مهما حدث سأستمر، وحتى وإن كان الأمر جديدًا ويبدو إنه فيه مجازفة. وهذا معنى من معاني التمسك بكلمة الحياة “أن تلتزم للنهاية”. عكس مَن يقول: “عندما أرى نتائج سأعبد الرب بكامل قلبي، أو عندما أنتهي من عملي أو دراستي سأنتبه للرب”.

قالها الرب بوضوح: لن يمكنك أن تخدم سيدين، لأنه إما أن تبغض الواحد وتحب الآخر.

 “يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ” تعني يتمسك بتحزب خصيصًا ضد الطرف الآخر. هذا يُفهمك إنه لكي تتمسك بالكلمة يجب أن تُشحَن خصيصًا مُسبقًا ضد الحواس الخمس والعيان، واضعًا في اعتبراك أن الأفكار ستأتي وأن العيان ربما يزداد. آخذًا في حسبانك أنك ستتعامل مع أشخاص لديها أخطاؤها. بمعنى أنك تُهيء نفسك قبل دخول المواقف وتُبَيت النيّة وبالتالي لا تسقط كما حدث مع إبليس.

يَحْتَقِرَ الآخَرَ” تعني يقلل محبته، يقلل شأن، عدم التفكير في الشيء. تقليل محبتك للأمور التي تبهرك في العالم، أو الأمور التي كالصنم في حياتك مثل العقلية العلمية والتجارية والخبرات السابقة، كيف يحدث شفاء رغم التقرير الطبي، كيف تحيا في وفرة رغم غلاء الأسعار!

من معوقات التمسك بكلمة الله هي التفات الشخص لذاته وثقته برأيه وخبراته ومعلوماته الطبية والفلسفية، أو الالتفات لآراء أشخاص حوله ربما يكونون في الشغل أو في العائلة أو أصحاب أو شريك الحياة أو وسائل التواصل الاجتماعي فتنقاد لفكر ما يكون عكس الكلمة، مما يجعلك تحصد أمورًا خطيرة.

يحب أن تفعل العكس وهو أن تُلازم الكلمة وتتحزب للفكر الكتاب وتُقرر أن تسير فيه بكامل قلبك، ولا تتنازل عما تمارس إيمانك فيه وتضع الصورة وتختار أن تتمسك بها، لا تتنازل عن الشخص الذي تصلي لأجله حتى يعرف الرب، تمسك بالأمر داخلك.

الاحتقار هو عدم التفكير في الشيء حتى لا تنسحب فيه، كمن يرفض الاطلاع على الأخبار بكثرة. عكس مَن أحب الدخول لأعماق أكثر ويسعى أن يكشف أخبارًا مُفاجئة أعلى ممن حوله حتى ينبهر الناس به، لأنه يشعر بالنقص وقلّة القيمة والاحتقار، فيسعى لعمل ضجّة ليلتفت له الناس. يأمرك الكتاب أن تكره هذا الاتجاه وإلا لن تحب الرب، لا تعطِ لنفسك سماحية الاستمرار هكذا تحت بند أنّ الشغل يطالبك بهذه المعلومات، في حقيقة الأمر أنت مستمتع به.

هناك فرق بين أن تقرأ الأخبار وتعلن أنك أعلى مما يحدث وبين أن تصبح لغتك مثلها وتتأثر بها، إبليس لم يثبت في الحق ليس بمعنى أن يأخذ الخلوة أو يقرأ الكتاب المقدس في السماء بل لم يكن منسجمًا فكريًا مع فِكر الله تجاه العالم والكرة الأرضية والخليقة، وظن أنه يمكنه التغلب على هذا الإله.

يحدث الأمر نفسه معك حينما لا تتفق مع راعي كنيستك أو راعي مجموعتك في قراراته، اذهب واسأل بدلاً من قبول أي شيء دون فهم. ربما يحدث شيء غريب جدًا لا يفهمه أحد، تحرك واسأل أفضل من جلوسك في عدم اتفاق مع راعيك، فَجَّر أسئلتك وإلا لن تستطيع الاستمرار معه وسيقف إيمانك ويتعطل.

سبق وذكرت مثالاً عن نحميا حينما كان يدشن سور المدينة، طلب من الشعب أن ينقسموا لنصفين ويتحرك كل مجموعة منهم ويلفوا حول السور من ناحية عكس المجموعة الأخرى صانعين نصف دائرة، وطبقًا للمراجع اليهودية كان خبز الوجوه (أي خبز الحضور الإلهي) ينقسم لنصفين، وبهذا نحميا كأنه يقول: “كل المدينة أمام حضورك يا رب”.

 مَن مِن الشعب كان سيفهم معنى هذا دونما الرجوع لنحميا الذي كان يتحرك بفكر كهنوتي إلاهي صحيح له رموز ويسأله، فبدلاً من الانتقاد يذهب وسأل ليفهم معنى الأمور.

حينما سقطت الملائكة انعزلوا عن مصدر الحياة، فقدوا اللمسة الإلهية. أي روح شرير تتعامل معه ستجده تعيسًا حزينًا مملوءًا بالفشل والمرارة والكره ويسكب هذا على البشر، تجد استعلانات الأرواح الشريرة ظاهرة على البشر في تعاملهم مع بعضهم، كما أوضحت هذا في تعليم عن الأرواح الشريرة في اجتماعات الأعضاء، واستشهدت بوصف الكتاب عن مجنون كورة الجدريين والاستعلانات الظاهرة عليه مثل شدّة الأعصاب وكرمشة الوجه التي نراه في أوجه الناس اليوم وما هي إلا استعلانات لأرواح شريرة.

يظن البعض أنّ استعلانات الأرواح الشريرة على الشخص يجب أن يتشنج وسيقط على الأرض ويصرح أو يزبد، والبعض الآخر يعتقد أنه ما دم يوجد كتاب مقدس أو صليب مجاور لا يكون هناك روح شرير، لا! دخل الروح الشرير يهوذا وهو في حضور الرب يسوع، حضوره لم يمنع دخول الأرواح أو خروجها من الأشخاص.

 مَن طلب مِن الرب تحرير وخضع له تحرر، أما يهوذا رغم وجوده بجانب الرب قيل عنه: “فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ” (يوحنا ١٣: ٢٧). كان يأكل بجواره! هذا يعني أن الأمر مرتبط بطريقة التفكير، يوجد أشخاص مخدوعين فاكرين إنهم فاهمون كل شيء. تحتاج أن تتضِع إن كنت منهم!

تمسُكك بالكلمة هو أن تلازمها وتتعصب لها، ليس أن تتعصب ضد الناس، لكن بمعنى أن تُشحن بها وتقول: “ليكن الكتاب فوق الجميع، هو الحقيقة وكل إنسان كاذب” تؤمن أنّ ما يقوله الكتاب هو الصحيح والسليم، إن قال إنك صحيح وسليم فأنت كذلك. سأتكلم في السلسة القادمة عن الإيمان وكيف تصير صلبًا راسخًا وتأخذ معجزتك.

في نهاية الأمر أود أن أترك معك هذه الكلمة: ربما لا تكن على دراية بما يحدث حولك ولا أشجعك أن تبحث، لكن افهم ما لم تتمسك بكلمة الحياة ربما تخطئ أخطاء خطيرة لها نتائج خطيرة. يجب أن يقف كل واحد منا ويحجز الإثم عن نفسه وأسرته وشارعه وبلده، نصلي أن يعبر هذا الشتاء بصورة صحيحة وبحمايه بقوة الروح القدس، ليس فقط لنا بل على العالم كله، هناك محاولات كثيرة للإثارة بلبلة وتشويش في العالم.

 تمسك بكلمة الحياة في وسط جيل أعوج (ابتعد عن الحل الإلهي بعدًا كاملاً) ملتوي (يخلط بين التعاليم) ويدّعي أنّ الرب يكلمه من أي منشور أو آية تأتي أمامه وليس بمبادئ منظمة في ذهنه، اِثبت في الحق وستُضئ بسلاسة، وتصبح الحياة لعبة في يدك مثل لمرأة الحكيمة تضحك على الزمن الآتي غير مرتعبة منه بل مستعدة لأي شيء.

هللويااا…آمين.

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة  الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$