القائمة إغلاق

ماذا تفعل عندما يفتش إبليس منزلك؟ What Do You Do When the Devil Searches Your House

1ملوك20

(1)وَحَشَدَ بَنْهَدَدُ مَلِكُ أَرَامَ كُلَّ جَيْشِهِ، بَعْدَ أَنِ انْضَمَّ إِلَيْهِ اثْنَانِ وَثَلاَثُونَ مَلِكاً بِخَيْلِهِمْ وَمَرْكَبَاتِهِمْ، وَحَاصَرَ السَّامِرَةَ عَاصِمَةَ إِسْرَائِيلَ. (2)ثُمَّ بَعَثَ بَنْهَدَدُ رِسَالَةً إِلَى أَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ فِي السَّامِرَةِ تَقُولُ: (3)«لِي كُلُّ فِضَّتِكَ وَذَهَبِكَ وَأَجْمَلُ نِسَائِكَ وَبَنُوكَ الْحِسَانُ». (4)فَأَجَابَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: «لَكَ مَا طَلَبْتَهُ يَا سَيِّدِي الْمَلِكُ، فَأَنَا وَكُلُّ مَا أَمْلِكُهُ لَكَ». (5)فَبَعَثَ بَنْهَدَدُ رِسَالَةً أُخْرَى إِلَى أَخْآبَ تَقُولُ: «كُنْتُ قَدْ أَرْسَلْتُ إِلَيْكَ طَالِباً أَنْ تُقَدِّمَ لِي كُلَّ فِضَّتِكَ وَذَهَبِكَ وَأَجْمَلَ نِسَائِكَ وَبَنِيكَ الْحِسَانَ، (6)وَلَكِنِّي أَيْضاً فِي نَحْوِ هَذَا الْوَقْتِ غَداً أُرْسِلُ رِجَالِي إِلَيْكَ لِيُفَتِّشُوا قَصْرَكَ وَبُيُوتَ عَبِيدِكَ، لَيَسْتَوْلُوا عَلَى كُلِّ مَا هُوَ نَفِيسٌ». (7)فَاسْتَدْعَى مَلِكُ إِسْرَائِيلَ جَمِيعَ زُعَمَاءِ الْبِلاَدِ وَقَالَ: «اعْلَمُوا وَانْظُرُوا أَنَّ بَنْهَدَدَ يَبْغِي الشَّرَّ، فَقَدْ بَعَثَ يَطْلُبُ إِلَيَّ تَسْلِيمَ نِسَائِي وَبَنِيَّ وَفِضَّتِي وَذَهَبِي، فَوَافَقْتُ». (8)فَقَالَ لَهُ كُلُّ زُعَمَاءِ الْبِلاَدِ وَسائِرُ الشَّعْبِ: «لاَ تَسْمَعْ لَهُ وَلاَ تَخْضَعْ لِطَلَبِهِ». (9)فَقَالَ أَخْآبُ لِرُسُلِ بَنْهَدَدَ: «قُولُوا لِسَيِّدِي الْمَلِكِ إِنَّنِي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أُنَفِّذَ جَمِيعَ مَطَالِبِهِ الأُولَى، أَمَّا الْمَطَالِبُ الثَّانِيَةُ فَلاَ أَسْتَطِيعُ تَلْبِيَتَهَا». فَرَجَعَ الرُّسُلُ بِجَوَابِهِ إِلَى بَنْهَدَدَ. (10)فَبَعَثَ إِلَيْهِ بَنْهَدَدُ قَائِلاً: «لِتُعَاقِبْنِي الآلِهَةُ أَشَّدَ عِقَابٍ وَتَزِدْ، إِنْ بَقِيَ مِنْ تُرَابِ السَّامِرَةِ مَا يَكْفِي لِمِلْءِ قَبْضَةِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ رِجَالِي» (11)فَأَجَابَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: «قُولُوا لَهُ: لاَ يَفْتَخِرُ مَنْ يَشُدُّ دِرْعَهُ كَمَنْ يَحُلُّهُ» (أَي الفَخْرُ يَكُونُ بَعْدَ الْمَعْرَكَةِ لاَ قَبْلَهَا) (12)فَلَمَّا سَمِعَ بَنْهَدَدُ هَذَا الْكَلاَمَ وَهُوَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ فِي الْخِيَامِ مَعَ حُلَفَائِهِ الْمُلُوكِ، أَمَرَ رِجَالَهُ أَنْ يَتَأَهَّبُوا لِلْقِتَالِ، فَاسْتَعَدُّوا لِلْهُجُومِ عَلَى الْمَدِينَةِ.

فى الفقرة السابقة نرى واحدة من أغرب الأحداث التى جرت فى حياة الملك أخاب. كان أخاب ملك شرير والكتاب يشهد عنه بأنه من أسوء الملوك فى كل تاريخ إسرائيل. تزوج أخاب إيزابل الشريرة. واسم إيزابل فى العبري يترادف مع كل ما هو سيء وشرير. وهكذا كانت بالفعل. أخاب كان سيء إلى حد ما , لكن بعد أن تزوج بإيزابل صار أسوء. فهي كانت تكره الله وكل شعب الرب وفعلت كل ما بوسعها لتستأصل عبادة الرب الملك من على كل وجه الأرض. بالرغم من كل مساوئ وشر أخاب إلا أنه فى بعض الأحيان كان يظهر بعكس ذلك. ففي بعض الأوقات أظهر أمام الرب أتضاع كبير والرب أعانه. يذكر الكتاب فى إنجيل لوقا أن الرب منعم على غير الشاكرين والأشرار. الله يحب الناس , ومنعم عليهم حتى على من لا يحبونه.

بعد أن درست الفقرة السابقة لعدة سنوات, أحسست أن الرب يريدني أن أعظ عنها أكثر من مرة, لما أراه فيها من سيناريو مشابه للحرب الروحية وهجمات إبليس على شعب الله. هذا هو السبب فى أن هذه القصة غير عادية , فهي تتكرر من حين لآخر.

لننظر الآن إلى بنهدد , فقد جمع اثنان وثلاثون ملكاً وذهب ليحارب أخاب. أرسل بنهدد إليه رسل يقول له, “«لِي كُلُّ فِضَّتِكَ وَذَهَبِكَ وَأَجْمَلُ نِسَائِكَ وَبَنُوكَ الْحِسَانُ».  بماذا ستشعر عندما تكون فى بيتك ذات يوم, ويرسل إليك أحد رسالة يقول فيها, ” أموالك التي فى البنك هي لي وكذلك زوجتك وأولادك وكل ما تملكه”. ألن يكون هذا أسوء يوم يمر على حياتك ؟ لننظر إلى (عدد4) ” فَأَجَابَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: «لَكَ مَا طَلَبْتَهُ يَا سَيِّدِي الْمَلِكُ، فَأَنَا وَكُلُّ مَا أَمْلِكُهُ لَكَ»”. بنهدد يطلب أن يأخذ زوجة أخاب وأمواله وأولاده , وأخاب يجاوبه بحماقة ويقول ” نعم , سيدي”. ومع كل هذا لم يكتفي بنهدد بذلك. لم يكتفي بأن يأخذ كل ما يمتلكه أخاب بل قال له ” فَبَعَثَ بَنْهَدَدُ رِسَالَةً أُخْرَى إِلَى أَخْآبَ تَقُولُ: «كُنْتُ قَدْ أَرْسَلْتُ إِلَيْكَ طَالِباً أَنْ تُقَدِّمَ لِي كُلَّ فِضَّتِكَ وَذَهَبِكَ وَأَجْمَلَ نِسَائِكَ وَبَنِيكَ الْحِسَانَ، وَلَكِنِّي أَيْضاً فِي نَحْوِ هَذَا الْوَقْتِ غَداً أُرْسِلُ رِجَالِي إِلَيْكَ لِيُفَتِّشُوا قَصْرَكَ وَبُيُوتَ عَبِيدِكَ، لَيَسْتَوْلُوا عَلَى كُلِّ مَا هُوَ نَفِيسٌ». ” (1ملوك5:20 ,6)

ما حدث فى هذه القصة يتشابه مع الحرب الروحية وهجمات إبليس على المؤمن. بنهدد هو رمز لإبليس. وما فعله هو رمز لهجماته وشكايته على المؤمنين. هذه القصة هي مثال لما يفعله إبليس ضد شعب الله. لقد تعجبت كثيراً عندما فهمت ذلك ورأيت ما فعله بنهدد. فقد رأيت فيه مقارنة مع إبليس. وعندما بحثت عن اسمه فى العبرية وجدت أنه يعني ” ابن الإله هدد “. هدد كان إله. إله وليس الله. وهذا هو إبليس. هدد يعني ” مثل إله قدير”. وعندما تركب اسم بنهدد تجد أنه ” ابن لإله قدير”. هو ليس ابن لإله قدير. لكنه هو من يطلق على نفسه هذا. لكنه ليس كذلك. فمعنى اسمه بالعبرية يوحي بالاحتيال والخداع. هو ليس ابن الله القدير لكنه ينتحل هذه الصفة. إبليس محتال. إلا تعرف أن كل ما يخص الله يقلده إبليس؟. إبليس يقلد كل ما يتعلق بأمور الله. هل تعرف “ضد المسيح” ؟ هو شخص يشبه المسيح , لكنه ضده. المسيح هو ” الشخص الممسوح بمسحة الله “. وضد المسيح هو روح ” ضد مسحة الله “. إبليس يحاول دائماً أن يجعلك تشعر بأنه أعظم وأقوى. حتى جعل الكثيرين يؤمنون بهذا. بل للأسف, أن مؤمنين أيضاً صدقوا أنه الشخص التالي فى القوة بعد الله مباشرة. هذا لأنهم لا يعرفون اسم يسوع. أنا أعرف اسم يسوع وأعرف كيف أستخدمه. أنا أعرف كلمة الله وأعرف كيف أستخدمها. أنا لا أخاف إبليس بل هو الذي يخافني. لا تحتاج أن ترتعب من إبليس فيما بعد و فهو ليس له أي قوة أو سلطان عليك. سأثبت لك هذا من الكتاب : عندما كان إبليس فى جنة عدن, كان مجرد تماماً من أي قوة. إبليس لم يكن يقدر أن يفعل أي شيء مع آدم وحواء إن لم يسمحوا له بذلك. لقد كانوا أغبياء بالقدر الكافي عندما أعطوه السلطان الذي أعطاه لهم الله. الآن إنا لن أعطيه أو أسمح له بأي شيء. فأنا قبلت آدم الأخير الذي أعاد لي كل شيء فقده آدم وحواء. هلليويا. الآن أريدك أن تلاحظ التشابه بين طلبات بنهدد إلى أخاب والأمور التى يريد أن يهاجمه فيها, وبين هجمات قوات الجحيم على المؤمن. بالقراءة الدقيقة للفقرة السابقة نكتشف أربع مناطق أراء بنهدد أن يهاجم فيها أخاب. أربع طلبات سألها منه نراها فى عدد3 فى (1ملوك3:20)” «لِي كُلُّ فِضَّتِكَ وَذَهَبِكَ وَأَجْمَلُ نِسَائِكَ وَبَنُوكَ الْحِسَانُ».

هل لاحظت أن أول منطقة أراد بنهدد أن يهاجم أخاب فيها, هي الأمور المادية ؟ أول طلبة سألها بنهدد هي الفضة والذهب التي يملكها أخاب. وهل تعرف ما هي الأمور الأساسية التي يهاجم فيها إبليس شعب الله ؟

واحدة من أهم المجالات التى يهاجم فيها إبليس شعب الله هي أمورهم المادية. سيهاجمك فى عملك. ربما يكون هذا هو السبب أنك لم تحصل على ترقيات أو حوافز فى عملك. ليس لأنك لست كفء , أو ليس لديك تعليم كافي , أو تدريب كافي , أو ليس لديك مقدرة كافية على العمل, ….. لكن لأن إبليس مترصد لك فى عملك محاولاً أن يفشلك حتى لا تحصل على بركة. كل غرض إبليس هو أن يضيع أموالك ويراك مفلس. أما عندما تبدأ تعطى عشور , فهذه قصة أخرى. فهجمات إبليس ستتضاعف لأنه لا يريدك أن تدفع عشورك. لذا سيفعل أي شيء حتى يوقفك من دفع العشور. لأنه يعلم أنك إن فعلت هذا, ستتبارك مادياً. إبليس لا يريد أن يراك أبداً مباركًا فى أمورك المادية. لذا سيحاول أن يوقفك عن دفع عشورك. (حجي8:2) ” فَالذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ لِي يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ.” . عندما تعطي العشور والتقدمة, تنكسر قوة الجحيم التى تهاجم مادياتك. أريدك أن تفهم هذا جيداً : إبليس سارق ويبدأ بأن يهاجم أمورك المادية ليمنعك من دفع العشور والتقدمات. وعندما يفعل هذا يكون قد سلب الله. لأن كل عشورك وتقدماتك هي لله. فإن نجح فى أن يوقفك عن العطاء. بهذا تكون قد سمحت له بأن يسرق بركتك.

إبليس سارق , وأنا لن أسمح له أن يسرق أموالي. لا يوجد لدي قرش واحد ملك لإبليس. أموالي هي لله , ولن اسمح له أن يوقفني عن تقديمها لله. هل تعلم ماذا سيحدث عندما تبدأ فى شراء أجهزة أو شرائط أو كتب لتنشر بها كلمة الله ؟ لن يهدأ إبليس حتى يعطلك عما تفعله. فهو لا يريد أن يرى كلمة الله تذاع وتنشر, لذا سيهاجمك مادياً حتى يمنعك من أن تنشر كلمة الله . وبهذا هو يسرق أموال الله ويسرق بركتك أيضاً. لكني أدركت شيء : إن كنت أعطي عشوري لله, فالله سيحمي ويحفظ أموالي. أموري المادية ستكون فى أمان ولن أخشى من خطر الإفلاس أبداً.

تضع كثير من البنوك والمؤسسات المالية إعلانات يقولوا فيها “أموالك فى أمان”, “نحن نضمن لك أموالك” , لكني اريد أن أريك طريقة كتابيه تحمي بها أموالك, وسيلة تضمن بها أموالك. (ملاخي8:3 -11) ” أَيَسْلُبُ الإِنْسَانُ اللهَ ؟ لَقَدْ سَلَبْتُمُونِي! وَتَسْأَلُونَ: بِمَاذَا سَلَبْنَاكَ؟ فِي الْعُشُورِ وَالْقَرَابِينِ. أَنْتُمْ، بَلِ الأُمَّةُ كُلُّهَا، تَحْتَ اللَّعْنَةِ لأَنَّكُمْ سَلَبْتُمُونِي . هَاتُوا الْعُشُورَ جَمِيعَهَا إِلَى بَيْتِ الْخَزِينَةِ لِيَتَوافَرَ فِي هَيْكَلَي طَعَامٌ، وَاخْتَبِرُونِي لِتَرَوْا إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ كُوَى السَّمَاءِ وَأَفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً وَفِيرَةً، يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ وَأَكُفُّ عَنْكُمْ أَذَى الْجَرَادِ الْمُلْتَهِمِ، فَلاَ يُتْلِفُ لَكُمْ غَلاَّتِ الأَرْضِ، وَلاَ تُصَابُ كُرُومُكُمْ بِالْعُقْمِ، يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ ” . هذا هو صك الضمان. إن كنت تعشر وتعطي تقدمات, فتوقع أن الله يحمي أموالك وكل مادياتك. آمن أن أي قرش سيحاول إبليس أن يسلبه أو يسرقه منك الله القدير, سيوقفه الله. أومن أن الله سيحميني لأني أعشر وأعطي. البعض قال لي, ” نعم , هذا صحيح , لكن العشور كانت تحت العهد القديم. نحن الان تحت عهد النعمة “. إبراهيم قدم عشوره 400 سنة قبل نزول الشريعة أو العهد . لاحظ إن الله لا يتكلم عن العشور فقط, بل العشور والتقدمات. العشور 10% (نسبة محدودة). أما التقدمات, فالكتاب لا يذكر مقدارها (الله يتركك أن تحددها أنت). بالعشور والتقدمات تحمي أموالك وأمورك المادية.

يحتاج كل مؤمن إن يحمي أمواله بالعشور والتقدمات. لا تدع إبليس يسلب أموالك. لا تترك له قرش واحد ليأخذه. أموالك كلها تخص الله, فلا تدعه يسلب منك شيء. لابد أن تفهم هذا : أموالك كلها هي ملك لله وأنت وكيل عليها. كنت أحضر اجتماع ذات مرة, وعندما أتى وقت العطاء تكلم الرب لقلبي وقال لي, ” أعط كل ما معك عندما يمر طبق العطاء من أمامك “. كان وقتها معي مبلغ كبير من المال. فقلت له, ” أظن الآن أني سأحيا بالإيمان. أنا سأفعل ما تريده , والآن أنت ستعتني بي. وإن فعلت, فكل بركة ستعطيني إياها سأذهب وأخبر بها فى كل مكان. وإن لم تعتني بي, سأذهب وأذيع فى كل مكان أنك قلت لي أن أعطي كل ما معي ولم تفعل معي شيء “. فسمعته يقول بداخلي ” يا ابني , لا تضطرب ولا تخف بخصوص أي شيء , لأني سأسدد كل احتياجاتك وفقاً لغناي فى المجد “. مجداً لله . لقد فعل وأنا أخبر بهذا فى كل مكان. تعلم كيف تحمي مالياتك بالعشور والتقدمات.

(2) بنهدد يطلب زوجة أخاب

لاحظ الجزء الثاني من (1ملوك3:20) ” ….. وَأَجْمَلُ نِسَائِكَ وَبَنُوكَ الْحِسَان. “. هل تعرف لماذا يهاجم إبليس حياة الناس الزوجية ؟ لأنه يعلم أنه إن استطاع أن يفكك العائلة , فقد دمر كل شيء. أهم كيان فى المجتمع هو العائلة. لذا يفعل إبليس كل ما بوسعه ليحطم عائلتك ويدمر زواجك. إبليس يجتهد ليمزق زواجك. سيأتي ليسرق منك زوجتك / زوجك. سيأتي ليأخذ قرينك. لا تترك له زوجتك. منذ عدة شهور مضت , كنت جالس فى مكتبي فى الدور الأسفل , وشارون زوجتي نائمة فى الغرفة العليا. وفى وقت متأخر من الليل, وجدتها تنادي عليّ لأصعد إليها وهى تمشي بصعوبة بالغة. عندما وصلت , وجدتها تعاني من أزمة قلبية حادة. كان قلبها ينبض بشدة لدرجة أني كنت أرى النبض فى يدها. وفى النهاية لم تستطع أن تقف ووقعت على الأرض. بدأ نفسها يضعف وظهرت عليها كل أعراض الأزمة القلبية. عندما رأيت هذا المنظر قررت أني لن أدع إبليس يأخذ زوجتي مني ( أنا أعلم أن الكثيرين منكم , كل ما يحتاجه إليه , هو أن يرى زوجته تموت أمامه , لكني لست كذلك ). صممت أنه لن يأخذ زوجتي . أريد أن أقول لك : لقد كنت فى حرب , حرب بكل معاني الكلمة , لم أكن أتوقع أنها يمكن أن تحيا لثلاثين ثانية أخرى. وعندئذٍ تكلم إبليس إلى عقلي وقال, ” أنها تموت”.  قلت له, “لا. لن يحدث هذا. الموت : أنا أطردك من هنا. أنا آمرك أن تغادر هذا المنزل. ليس لك شيء هنا “. ظللت لمدة 45 دقيقة حتى بدأ الألم يتضاءل وكل شيء يعود لطبيعته. ومازالت زوجتي بصحة جيدة إلى هذا اليوم. لم أترك إبليس يأخذ زوجتي. رفضت إن يأتي الموت ويأخذها مني. أنا أحتاجها لتساعدني فى الخدمة. أنا أحتاجها ولن أتركها لإبليس ليأخذها مني.

إبليس أتى ليطلب مني فضتي وذهبي. فقلت له ” لن أعطيك قرشًَا واحدًا من أموالي “. أتى وقال لي, ” سآخذ زوجتك”. فقلت له, ” لن أدعك تأخذها , وأنا لن أتركها لك “. (1ملوك6:20) ” وَلَكِنِّي أَيْضاً فِي نَحْوِ هَذَا الْوَقْتِ غَداً أُرْسِلُ رِجَالِي إِلَيْكَ لِيُفَتِّشُوا قَصْرَكَ وَبُيُوتَ عَبِيدِكَ، لَيَسْتَوْلُوا عَلَى كُلِّ مَا هُوَ نَفِيسٌ “.

(3) بنهدد يطلب أولاد أخاب :

ثالث مجال يهاجم فيه بنهدد أخاب هو أولاده. من الملاحظ لي أن إبليس يهاجم الأولاد وبالأخص أبناء المؤمنين. هل تعرف لماذا ؟ (مز3:127) ” هُوَذَا الْبَنُونَ مِيرَاثٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، وَالأَوْلاَدُ ثَوَابٌ مِنْهُ “

كلمة “ثروة” تعني أيضاً “ميراث”. إبليس يهاجم العائلات وبالأخص الأولاد لأنهم ثروة من الرب. ربما سبب آخر يجعله يفعل هذا هو أنه إن استطاع أن يفسد أولادك ويجعلهم ينغمسوا فى أمور غبية, لأمكن بذلك أن يشغل معظم وقتك وتركيزك. وعندئذٍ فلن تلتفت لأي شيء. سيفقدك التركيز فى معظم مجالات حياتك. لأنك عندما تصل إلى مرحلة لا تعرف فيها إلى أين أولادك ذاهبون أو متي سيرجعون, سيتمزق قلبك عليهم وتعيش شارد الذهن طوال الوقت. فإبليس يعلم أنه عندما يهاجم أولادك, ستضع كل تركيزك وهمك عليهم وعلى عائلتك , وعندئذ لن تلتفت إلى أي شيء آخر.

كم من قصص سمعتها عن أمهات كن يصرخن الليل كله لأجل أولادهن حتى يخلصوا ويرجعوا لبيوتهم. هذه هي النتيجة التي يمكن أن تصل إليها إن لم تأخذ حذرك على أولادك من إبليس. إبليس سيعذبك بأفكار وكلمات. سيقول لك ” ابنك سيذهب للجحيم. ماذا أنت فاعل معه.  تدعي أنك تذهب للكنيسة وتحيا باستقامة أمام الله وتخدم , وهذه هي النتيجة التى وصلت إليها “. هل تعى ما أقوله ؟ إبليس سيضع كل أفكارك على هذه المشكلة حتى يفقدك التركيز فى أي شيء آخر. إبليس يتلذذ بأن يقسم العائلات ويتلذذ بأن يرى الأسر منشقة وخربة.

كيف تصد هجمات إبليس عن عائلتك , وبالأخص أولادك ؟

أول شيء هو أن تعلمهم الكلمة. خذهم إلى الكنيسة باستمرار. سأخبرك بما حدث مع أولادي : عندما كان سوزي وجوني أطفالاً, لم يكونوا مهتمين بالذهاب إلى الكنيسة, فهم لديهم أنشطتهم الخاصة , وأصدقائهم , والنوادي ,…. وعندما وجدتهم كذلك قلت لهم, ” سوزي , جوني لابد أن تعرفا أننا بيت مسيحي. نحن أولاد الرب. لا يصح أن نذهب إلى أي مكان أخر فى ميعاد اجتماع الليل. سنذهب إلى الكنيسة وسنلغي أي ترتيبات فى ميعاد الاجتماع.  فهذا  هو الأولوية الأولى لنا “. وكنت افتح الكتاب وأعلمهم ما هو صواب حتى يفعلوه. أيها الآباء والأمهات: تحتاجوا أن تفعلوا هذا مع أولادكم. تحتاجوا إن تعلموهم كلمة الله وهم أطفال. فإن تركتموهم يفعلوا ما يشائوا ويذهبوا إلى ما يريدونه دون أن تعلموهم ما هي الأولويات, سيكبرون معتقدين أن ما يفعلونه هو الصواب .

الأمر الثاني الذي تحتاج أن تفعله,هو أن تحيا باستقامة أمام أولادك – لا تكذب – رتب أولوياتك ترتيبًا صحيحًا .لا تستبدل ميعاد الاجتماع بأى شئ أخر – لاحظ تصرفاتك وردود أفعالك وسلوكك أمامهم – لا تجعلهم يسمعونك تتكلم على الأخريين بكلام سلبي . لا تجعلهم يرونك وأنت تستبدل ميعاد الاجتماع ببرامج تلفيزونية . أحيا باستقامة أمام أولادك وصلى لأجلهم – كرس صوم لأجلهم وأعلن دائماً أثناء صيامك ( أش 6:58) أَلَيْسَ الصَّوْمُ الَّذِي أَخْتَارُهُ يَكُونُ فِي فَكِّ قُيُودِ الشَّرِّ، وَحَلِّ عُقَدِ النِّيرِ، وَإِطْلاَقِ سَرَاحِ الْمُتَضَايِقِينَ، وَتَحْطِيمِ كُلِّ نِيرٍ؟

(4) بنهدد يطلب أن يأخذ كل ما يجده حسن عند أخاب .

نجد مطلبًًا أخر لبنهدد فى (1مك 5:20-6 ). فَبَعَثَ بَنْهَدَدُ رِسَالَةً أُخْرَى إِلَى أَخْآبَ تَقُولُ: «كُنْتُ قَدْ أَرْسَلْتُ إِلَيْكَ طَالِباً أَنْ تُقَدِّمَ لِي كُلَّ فِضَّتِكَ وَذَهَبِكَ وَأَجْمَلَ نِسَائِكَ وَبَنِيكَ الْحِسَانَ، (6)وَلَكِنِّي أَيْضاً فِي نَحْوِ هَذَا الْوَقْتِ غَداً أُرْسِلُ رِجَالِي إِلَيْكَ لِيُفَتِّشُوا قَصْرَكَ وَبُيُوتَ عَبِيدِكَ، لَيَسْتَوْلُوا عَلَى كُلِّ مَا هُوَ نَفِيسٌ»”. من هنا نرى أننا لا يمكن أن نتفاوض مع إبليس. فى أول الأمر, طلب بنهدد فضة أخاب, ذهبه , زوجتة , أولاده. وأخاب وافقه. لكن بعد هذا, بدأ يطلب منه أمور أخرى .لا يمكنك أن تتفاوض مع إبليس . لا تعطه من البداية أي مساحة لديك . لأنه عندما يمتلك شئ, سيأتي اليوم التالي ليطلب الباقى. لا تعطى إبليس أي مكان لديك .”أنا مريض جداً أيها الراعي, أنت تعرف أنى معتاد أن أصاب بهذا … كثيراً. أنا لا أعرف ماذا أفعل”. حسناً, أريدك أن تظهر لي من الكتاب ما تقوله. لن تجد فى أى مكان فى الكتاب أى يشى يتعلق بما تقوله, بل العكس, يحثنا الكتاب ألا نعطى أى مساحة فى حياتنا لإبليس. فإبليس لا يقدر أن يأخذ كل ما يريده منك. البعض منكم يعتقد خلاف هذا “كلا أيها الراعى, يستطيع أبليس أن يفعل أي شئ ,لأنه قوى”. ليس الأمر كذلك. لا يقدر إبليس أن يفعل أى شئ إن لم تسمح له بذلك. لقد نجح إبليس فى أن يقنع الكثيرين وبالأخص المؤمنين, “كما مات جدك بمرض …. ستموت أنت به أيضاً” , “ستفلس وتتعرض لأزمات مالية, فهذا هو حال الكثيرين. الحالة الاقتصادية للبلد سيئة” , “ستصاب بالأنفلونزا لأنها منتشرة فى البلد وكل شخص يصاب بها “. لا تجد أبدًا فى كلمة الله  أنى يجب أن أخضع لأي شئ , سواء مرض او فقر او أوضاع سائده, ألا لله . لن أخضع لأي شئ بل لله وحده. أخضوعى له ينقذنى من  الخضوع لإبليس. لست فى احتياج أن أقبل أي شئ يضعه علىّ إبليس. لا يفرق عندي ما إذا كان مرض – فيروس – فقر – موت – وبأ – حالة اقتصادية ….لا يفرق أي شئ من هذا, فأنا لست مجبراً أن أقبل هذا. لا يوجد فى كل الكتاب ما يشير أن إبليس له قوة أو سلطان علىّ. هل دخلت عالم ديزني من قبل ؟ توجد هناك صالات  معينة تشاهدها فيها أفلام إيحاء. تصور لك مناظر, تراها صحيحة, لكنها خداع .هذا هو ما يفعله إبليس اليوم. يوحى الناس أن لديه قوة وسلطان عليهم مع أنه ليس كذلك أبداً.

يعقوب 7:4  “إِذَنْ، كُونُوا خَاضِعِينَ لِلهِ. وَقَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ”. كيف تخضع نفسك لله ؟ أخضع لكلمته. كلمته تقول ” وَبِجِرَاحِهِ هُوَ تَمَّ لَكُمُ الشِّفَاءُ “. هذا هو ما يجب أن تخضع له. أيهما ستقبل الحقيقة أم الحق؟ الحقيقة تخبرك أنك مريض جداً. أما الحق فيقول “بجلدة يسوع قد شفينا “. أيهما ستقبل ؟  ليس لأنها حقيقة, فهذا يجعلها حق. كلمة الله دائماً هي الحق. قال يسوع  فى يوحنا 8 “تَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ”. هليللويا. قاوم باسم يسوع, لأنه ووفقاً لكلمة الله لابد أن يهرب .

 (1مك6:20 ) “وَلَكِنِّي أَيْضاً فِي نَحْوِ هَذَا الْوَقْتِ غَداً أُرْسِلُ رِجَالِي إِلَيْكَ لِيُفَتِّشُوا قَصْرَكَ وَبُيُوتَ عَبِيدِكَ، لَيَسْتَوْلُوا عَلَى كُلِّ مَا هُوَ نَفِيسٌ»”.

أنا لا أعرف عنك شئ , لكنى لن أسمح لإبليس أن يفتش منزلي. ربما تسمح أنت له, لكنى لن أسمح أن يأخذ منى ما يريده. يسر إبليس جداً عندما يأخذ أشياء عزيزة عليك. هذا ما قاله لأخاب, “كل ما هو غالى عليك سأتي وأخذه”. ليس لدى شئ لأعطه لإبليس, ولن أسمح له بأن يأخذ شئ. ولا شئ واحد. أن أتى أبليس الى منزلى , هل تعرف ماذا يجد ؟ سيجد بيت مغطى بدم يسوع – سيجد بيت ترفع فيه صلوات يومياً – سيجد بيت يتحرك فيه الروح القدس بحرية . بيت يملئه سلام الله – بيت تعلن فيه كلمة الله باستمرار . هذا هو كل ما سيجده فى بيتى .

بنهدد كان يطلب أن يأخذ كل ما يريده من أخاب , فقط عندما يعرف أن هذا الشئ يريده أخاب. توجد أمور تستمتع بها, سيحاول إبليس أن يأخذها منك. ربما تستمع بقرأة كلمة الله فى وقت معين أو مكان, لا تسمح لإبليس أن يأخذه منك. سيفعل كل ما بوسعه ليضيع الوقت الذي تخصصه  فى قرأة الكلمة. سيحاول أن يضع نهاية لقراءاتك اليومية. لقد حاول أن يفعل معي هذا , لكنى صممت أن أقرأ كلمة الله يومياً. كل يوم أقرأ فيه كلمة الله, مهما يكن. فهو لن يأخذ هذا منى. إن كنت تتلذذ بالصلاة ,لا تسمح له أن يأخذ هذا منك – إن كنت تقضى وقت فى الشركة مع الله, سيحاول أن يأخذه منك لأنه لا يريدك أن تستمتع بالوجود فى محضر الله . لا تسمح لإبليس أن يمنعك من الذهاب للكنيسة. أنا أحب الكنيسة جداً. أنا مثل داود الذي قال “سررت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب”.

أعتدت أن أحمل كاسيت جيب فى كل مكان أذهب إليه .لا أخرج من المنزل وإلا به .كنت أسمع دائماً إلى كينيث كوبلاند- كينيث هيجن –جويس ماير – شارلز كابس, و بالأخص عندما يكون ذهني مضطرب. عندما يعمل إبليس فى عقلي . وعندما يحدث هذا ,لابد أن أستمع إلى شريط عظة ,عندئذ يهدأ عقلي .عقلك سيصمت عندما يستمع إلى كلمة الله .عندما تزحم الأفكار عقلك ,ضع سماعات الكاسيت فى أذنك وأستمع إلى كلمة الله .ستجد عقلك يهدأ ويستريح.

خرجت ذات يوم وأنا أحمل كاسيت الجيب المفضل لدى. وبينما أعبر الطريق , سقط من جيبي ونزل تحت سيارة. فنزلت تحت السيارة لألتقطه , وبدلاًً من أن أجده قطعة واحدة وجدته ثلاث قطع . فلعبت به كرة قدم. عندئذٍ قلت لإبليس, ” لا يهمني ما فعلت, سأشترى بدلاً من واحد خمسة. سأستمع إلى شرائط الكاسيت 24 ساعة فى اليوم. إبليس لن تقدر أن تعكر على الوقت الذي كنت أستمع فيه إلى شرائط الكاسيت ,لأن هذا الوقت أستمتع به كثيراً “. أن وضعت فى موقف كهذا حاول أن تخرج نفسك فى أسرع وقت ممكن.

أريد أن أقول لك شئ : سيفتش إبليس منزلك ليبحث عن أشياء يمكن أن يدمرها . فقط لأنها غالية عليك وأنت تستمتع بها. يمكن أن يخرب لك جهاز التلفاز . ربما يحاول أن يخرب لك سيارتك , أو ثلاجتك ……سيفعل هذا , فقط, لأنك تحتاج الى هذه الأشياء . ربما يخرب لك الكاسيت الذي تستمع فيه إلى العبادة والتسبيح . سيحاول أن يدمر لك الأمور التى تستمع بها. لكن لا تسمح أن يأخذ منك ما تفضله .فإبليس لا يقبلك على الطلاق .

مأخوذة بإذن من خدمة أ.ب  بالولايات المتحدة الأمريكية

Taken by Permission from LBF Ministry, USA.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$