القائمة إغلاق

ما حدث عندما انشق الحجاب؟ ?What Happened When the Veil Was Rent

كان هناك العديد من الأشياء المصيرية التي حدثت بينما كان يسوع مُعلقاً على الصليب، لكنني

أريدك أن تفكر في اثنين من الأحداث التي لها أهمية أبدية. 

تتذكرون ما قاله يسوع: “هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا” (متى ٢٣: ٣٨).

نطق يسوع بنبوة عن أكثر الأحداث الصاعقة التي حدثت على الإطلاق للشعب الإسرائيلي. مرة أخرى؛

“وَقَالاَ: «هذَا قَالَ: إِنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ اللهِ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِيهِ»” (متى ٢٦: ٦١)

وقتها كان يسوع واقفاً أمام السنهدريم والكهنوت الأعلى والشيوخ، أخيراً قبضوا عليه، ثم أتوا بشهودٍ ضده، واتهمه اثنان منهم بأنه قال: “أنا قادر على هدم الهيكل وبنائه في ثلاثة أيام”

لم يدركوا ما كان يشير إليه يسوع، أو ما سيحدث بالفعل. دُمر الهيكل كمسكن الرب يهوه عندما انشق الحجاب من أعلى إلى الأسفل.

في (متى ٢٧: ٥٠، ٥١) “فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ”

وقبل حدوث ذلك بقليل، كان يسوع قد قال تلك الكلمات الغريبة؛ “قد أُكمل”.

ماذا كان يعني؟ 

أولاً أريدك أن تلاحظ عبارة “قد أُكمل”.

لقد جاء باعتباره الله المتجسد، الإله الإنسان، يهوه!

لقد سار أمام أبيه لمدة ثلاثة وثلاثين سنة ونصف. مرتين قد سمع أبيه يقول: “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت”. لم يسبق من قبل أن إنساناً أدخل السرور لقلب الآب، أحب أن أدعوه مُبهِج الآب.

كل إنسان عاش لإرضاء نفسه، وأخيراً الله عنده إنسان يعيش على الأرض ليفعل إرادته.

لعلّك تتذكر هذه المقاطع الأربعة الرائعة:

“فَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا لِي طَعَامٌ لآكُلَ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ أَنْتُمْ». فَقَالَ التَّلاَمِيذُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «أَلَعَلَّ أَحَدًا أَتَاهُ بِشَيْءٍ لِيَأْكُلَ؟». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ” (يوحنا ٤: ٣٢-٣٤(

أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي” (يوحنا ٥: ٣٠).

قال يسوع مرة أخرى: “لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ، لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي” (يوحنا ٦: ٣٨).

إن السبب في مجيئه هو أن يعمل إرادة أبيه، فقد مات من أجل خطايانا لأنها كانت إرادة الآب.

لكن بالنسبة لي فإن هذا الشاهد هو الأروع:

“وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي، لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ»” (يوحنا ٨: ٢٩).

كم كان يسوع عزيزاً على قلب الآب. كم هو ثمين من يعيش حياة يسوع، ويعطي حياته لمن أعطانا يسوع.

عاش يسوع ليُرضي ويُدخل السرور لقلب الآب الذي خلق الإنسان الأول في الجنة، وهذا الإنسان أصبح فشل البشرية.

بعد ذلك، لم يُشبع يسوع فقط قلب الآب، بل تم ختانه ليدخل العهد الإبراهيمي، ليصبح جزءًا من إسرائيل. لقد كان هو الرب يهوه خليل إبراهيم الذي صنع عهد الدم معه.

والآن يجب أن يُتمم هذا العهد الإبراهيمي.

ماذا يعني هذا العهد لإسرائيل؟   

هذا العهد قد أعطاهم أن يحيوا كأمة، كما أعطاهم الناموس، والذبائح والكهنوت.    

لقد أعطاهم أرضهم كالوطن.    

أعطاهم الدم للتكفير.     

أعطاهم هيكلهم حيث سكن الله في قدس الأقداس. كما أعطاهم مسيحهم الذي سمّروه على الصليب. الذي هو الرب يهوه الظاهر في الجسد!

عندما قال يسوع: “قد أُكمل”     

فقد أتم وأنهى العهد الإبراهيمي، لقد انتهى العهد فيما يتعلق بإسرائيل. ليس فقط انتهى العهد، ولكن انتهى أيضاً كل شيء متعلق بالعهد.

لقد كانت نهاية ناموس العهد؛ الوصايا العشر.

كانوا يخدمون هذا الناموس؛ ناموس الموت. إنه القانون الذي وّلد الخوف في قلوب الناس، لم يكن قانون حب، ولا قانون حياة.

أطلق عليه بولس “ناموس الخطية والموت”، لكنهم أحبوه. صُمم هذا القانون للإنسان الطبيعي، تمامًا كما كان العهد الإبراهيمي عهدًا للإنسان الطبيعي.

ولن يكون هناك أبداً تيس عزازيل ليحمل خطايا إسرائيل بعيداً فيما بعد. لقد كانت نهاية قدس الأقداس في هيكل إسرائيل.

هذا ما قصده يسوع عندما قال: “قد أُكمل”، ثم أسلم الروح، “فانشق الحجاب من الأعلى إلى الأسفل”، وتُرك هيكلهم مقفرًا.

فلا عجب أن حدث زلزال في ذلك الوقت، لا عجب أن حّل الظلام واستقر على أورشليم والجلجثة.    

لقد سُحق قلب ابن الإنسان على هذا الصليب، جُعل خطية.    

قال: “قد أُكمل”، وسمعته كل السماء. لكنّ آذان الناس لم تستوعب.

لعلك تدرك أن هذا لم يكن فقط نهاية إسرائيل ويهوذا، وكل ما يخصهم كأمة؛ لكنها كانت بداية عهد جديد.

تذكر أن يسوع قال قبل موته بقليل: “وَقَالَ لَهُمْ: «شَهْوَةً اشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هذَا الْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّمَ، لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ آكُلُ مِنْهُ بَعْدُ حَتَّى يُكْمَلَ فِي مَلَكُوتِ اللهِ»”(لوقا ٢٢: ١٥، ١٦).     

هنا كان يتكلم أثناء تأسيس عشاء الرب، لاحظ اللغة؛ “وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي». لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا” (متى ٢٦: ٢٦، ٢٨).

والآن قد مات العهد القديم، ووُلد العهد الجديد. بدأ العهد الجديد في العمل منذ يوم الخمسين. لم يتم توثيق هذا العهد في السماء حتى حمل يسوع دمه إلى قدس الأقداس وسكبه هناك كختم أحمر على وثيقة خلاصنا.

كم قللنا من تقديرنا للعهد الجديد المصنوع بدمه. كان لدى رجال العهد القديم بر محدود، وعلى أساس ذلك قاموا بالمعجزات والآيات التي رآها شعب إسرائيل. نسمع صلاة إبراهيم الرائعة في تكوين ١٨، والمعجزات التي حدثت في ظل خدمة موسى أثناء خروج إسرائيل من مصر، ومعجزات يشوع، وإيليا وإليشع، وداود ودانيال، كل هذه المعجزات تمت ببرٍ محدود. وقد استندت إلى عهد مختوم بدم إبراهيم إلى جانب دم الذبائح المُقدمة لله. ولكن الآن لدينا عهد جديد، وهو مختوم ليس بدم ثيران وتيوس، ولكن بدم الله الإنسان. والعلامة المميزة والغريبة في هذه التقدمة هو أن أطراف العهد الإبراهيمي قد قدموا يسوع، إلههم يهوه على مذبح الصليب، ولم يعرفوا.

سُلم لأيدي الحكومة الرومانية ليُصلب. حتى أن أيدي الكهنوت وأيدي الرومان الأممية اتحدوا في ذبيحة يسوع التي قدموها على مذبح الصليب.

وارتبطت هوية إسرائيل والأمم بهذه التقدمة. تمامًا كما لم تكن أي تقدمة مقبولة إلا إذا وُضعت الأيدي على رأسها في ظل العهد الإبراهيمي، لذا فإن تقديم جسد يسوع أصبح مقبولاً لأن الكهنوت والحكومة الرومانية قد وضعوا أيديهم على ربنا الحبيب، حمل الله الذي سيرفع خطية العالم.

أعطانا هذا العهد الجديد بداية الخلقية الجديدة، ختان القلب.  

وَبِهِ أَيْضًا خُتِنْتُمْ خِتَانًا غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، بِخَلْعِ جِسْمِ خَطَايَا الْبَشَرِيَّةِ الخروج من سيطرة الحواس)، بِخِتَانِ الْمَسِيحِ. مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِي فِيهَا أُقِمْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ بِإِيمَانِ عَمَلِ اللهِ، الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ” (كولوسي ٢: ١١، ١٢).  

يدخل الإنسان العهد الإبراهيمي بالختان. ندخل العهد الجديد بختان القلب أي الولادة الجديدة. صُنع العهد الأول للإنسان الطبيعي، وكل شيء مرتبط بها كان للإنسان الطبيعي. أما العهد الجديد هو للإنسان المخلوق من جديد، الإنسان الجديد في المسيح. إنه ليس فقط بداية الخليقة الجديدة، لكنه بداية كهنوت جديد.

(عبرانيين ٨: ١-٢ كتاب الحياة) “وخلاصة القول في هذا الموضوع، أن المسيح هو رئيس كهنتنا الذي وصفنا كهنوته هنا. إنه الآن جالس في السماء عن يمين عرش الله العظيم. وهو يقوم بمهمته هناك، في قدس الأقداس: في خيمة العبادة الحقيقية التي نصبها الرب، لا الإنسان”.

يجب أن تقرأ بعناية (عبرانيين ٨: ١-١٣) 

ليس لدينا المتسع لذكره، لكنه يخبر عن العهد الجديد الذي سُيعطى للخليقة الجديد. ويُختتم بهذه العبارة الهامة: “وهكذا، نلاحظ أن الله بكلامه عن عهد جديد، جعل العهد السابق عتيقًا. وطبيعي أن كل ما عتق وشاخ، يكون في طريقه إلى الزوال!”.

تم إلغاء الوصية السابقة والعهد السابق، والكهنوت والذبائح. وصار تدشين العهد الجديد والكهنوت الجديد مع الخليقة الجديدة الذين يطلق عليهم شعب العهد الجديد. 

وللعهد الجديد قانون جديد؛ “وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ»” (يوحنا ١٣: ٣٤، ٣٥).

كان قانون العهد القديم هو قانون خوف، أما العهد الجديد فهو قانون الحياة وقانون الحب. يخبرنا بولس: “إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ. لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ” (رومية ٨: ١، ٢).

لاحظ التباين بين العهدين، العهد القديم مع الإنسان الطبيعي والعهد الجديد مع الإنسان المخلوق من جديد.

لا يمكن لقلوبنا أن تدرك بوضوح أهمية حقيقة أن قانون حب العهد الجديد يجب أن يسود الكنيسة بشكل مطلق.

سفري اللاويين والتثنية عبارة عن عرض لقانون العهد القديم، المعروف باسم “الوصايا العشر”. 

الإعلان بحسب بولس هو عرض لقانون العهد الجديد. 

تعطينا (١كورنثوس ١٣) بشكل مكثف السمات البارزة لقانون العهد الجديد.

كما تعطينا رسالة (العبرانيين ٩: ١١-١٢) وصفاً لدخول المسيح لقدس الأقداس السماوية بدمه.

لاحظ بعناية هذه الترجمة: “فإلى قدس الأقداس في هذه الخيمة، دخل المسيح مرة واحدة، حاملاً دم نفسه، لا دم تيوس وعجول. وذلك بعدما سفك دمه عوضًا عنا. فحقق فداءً أبديًا”

كان رئيس الكهنة يدخل بالدم مرةً في السنة للتكفير عن تعديات الناموس لشعب إسرائيل الموتى روحياً، لكن يسوع دخل بدمه إلى قدس الأقداس السماوية مرةً واحدةً من أجل الجميع، ليحصل لنا على الخلاص الأبدي.

كم أن هذا يُلهب ويبهج القلب؛ أن فداءنا أبديٌ.

الآية الرابعة عشرة مُلهمة للغاية؛ “فكم بالأحرى دم المسيح الذي قدم نفسه لله بروح أزلي ذبيحة لا عيب فيها، يطهر ضمائرنا من الأعمال الميتة لنعبد الله الحي”

“لهذا السبب هو وسيط العهد الجديد”، مات من أجل الذنوب في ظل العهد الأول.

لا يجب أن تتجاهل (العبرانيين ٩: ٢٤): “فالمسيح، رئيس كهنتنا، لم يدخل إلى ”قدس الأقداس” الأرضي، الذي صنعته يد بشرية وما هو إلا ظل للحقيقة، بل دخل إلى السماء عينها، حيث يقوم الآن بتمثيلنا في حضرة الله بالذات”

يعطينا (بطرس الأولى ٢: ٣-١٠) صورة عن الذبائح الجديدة التي يجب أن نقدمها إلى الآب.

إليكم نظرة إلى كهنوت الكنيسة المزدوج.

 من الآيات (٣ – ٥) نرى تقدمات الكهنوت المقدس

 “.. لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ”، هذا هو قدس الأقداس الخاص بالمؤمن الفرد. 

(عبرانيين ١٣: ١٥) يعطي صورة جميلة عن هذا؛ “فَلْنُقَدِّمْ بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ ِللهِ ذَبِيحَةَ التَّسْبِيحِ، أَيْ ثَمَرَ شِفَاهٍ مُعْتَرِفَةٍ بِاسْمِهِ”، في الكهنوت المقدس نقدم تسبيحنا، وعبادتنا ومحبتنا بيسوع المسيح ربنا، إن هذا يرتبط بشكل مثالي مع (أفسس ٥: ٢٠)

“شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ِللهِ وَالآبِ”

لا نقدم أبداً الشكر للآب إلا من خلال اسم يسوع. لماذا؟

لأن هذا يُمجد الابن، إنه يؤكد باستمرار في قلوبنا على مكانة الوساطة وخدمته الكهنوتية العظيمة.

في الآيات التاسعة والعاشرة، نلقي نظرة على الكهنوت الملوكي:

“وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ. الَّذِينَ قَبْلاً لَمْ تَكُونُوا شَعْبًا، وَأَمَّا الآنَ فَأَنْتُمْ شَعْبُ اللهِ. الَّذِينَ كُنْتُمْ غَيْرَ مَرْحُومِينَ، وَأَمَّا الآنَ فَمَرْحُومُونَ.”

لاحظ الخدمة العجيبة هنا. إنها تجاه العالم وأيضاً تجاه الكنيسة؛ تجاه العالم هي الكشف عن المسيح كمخلصهم.

أقف أمام الجمع وأخدمهم من خلال الكهنوت الملوكي.

لكن القلب يجب أن يتذكر هذا دائمًا؛ الكهنوت الملوكي لا يعمل في الواقع ما لم يكن هناك وقت نقضيه في الكهنوت المقدس.

ما لم تحمل شفتيّ ثمار الحب والعبادة والعلاقة مع الآب في الكهنوت المقدس، ستكون شفاه ميتة عندما أحاول شرح كلمة الله لجسد المسيح في الكهنوت الملوكي.

تصبح الكلمة شيئًا حيًا في الشفاه التي تحب. شفاه الحب هي دائماً شفاه تخلق الإيمان. الكلمات التي تتكلمها ستكون مُشبعَة بالحب والنعمة والحكمة اللطيفة.

لن يكون كياننا كله مُشبعاً بالحب، ما لم نأخذ كتابنا المقدس، ونذهب إلى المكان المقدس في شراكة ومقابلة مع أبينا.

فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ، طَرِيقًا كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثًا حَيًّا، بِالْحِجَابِ، أَيْ جَسَدِهِ، وَكَاهِنٌ عَظِيمٌ عَلَى بَيْتِ اللهِ، لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِق فِي يَقِينِ الإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ” (العبرانيين ١٠: ١٩-٢٢)

في (عبرانيين٤: ١٦)؛ دعانا أن نأتي بجرأة لعرش النعمة.

هذا هو قدس الأقداس الجديد، مقر العرش الجديدة، حيث لدينا كأبناء وبنات دعوة دائمة للمجيء. فنحن لا نأتي فقط عندما تكون قلوبنا مثقلة بالحزن والاحتياج، لكننا نأتي عندما تكون قلوبنا ممتلئة بالفرح والضحك. نأتي عندما تكون قلوبنا مليئة بالامتنان والحب والحمد. 

فأبانا يقيم حفل استقبال لنا طوال الوقت.

نذهب إلى هناك ونعلن طلباتنا. نفتح له قلوبنا بثقةٍ كاملة.

لدينا تأكيد من يسوع؛ “كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ.”

فنحن أبناؤه المحبوبون.

والآن نأتي إلى واحدة من أبرز العبارات التي نطقتها شفاه يسوع.

لقد ذكرناها بالفعل، لكني أريدك أن تدونها مرة أخرى. (متى ٢٦: ٦١؛ ١كو٣: ١٦)؛ أخبرهم يسوع أنه قادر على تدمير ذلك الهيكل وبناءه مرة أخرى في غضون ثلاثة أيام، لكنهم لم يفهموا، وبالفعل دمر الهيكل، أليس كذلك؟!

عندما قال “قد أُكمل”

صار الهيكل عبارة عن مبنى فارغ، وكان الله يستعد للانتقال إلى مكان جديد. كما انشق الحجاب الذي كان يحرس قدس الأقداس إلى نصفين من الأعلى إلى الأسفل. لم يعد يوجد قدس الأقداس على وجه الأرض الآن. 

“أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ اللهِ فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ، لأَنَّ هَيْكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الَّذِي أَنْتُمْ هُوَ”.

هذا هو الهيكل الذي أقامه يسوع في ثلاثة أيام، هذا هو بيت الله الجديد.

الكنيسة كجماعة ليست فقط هي المؤسسة التي يسكن الله فيها، ولكن في (١كو٦: ١٩) يوضح لنا أكثر عن مكانتها القريبة وعلاقتها بالله.

“أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ للهِ”.

لاحظ أن جسدك هو هيكله، لذا صار شيء مقدس.

فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ’ (رومية ١٢: ١)

يصبح هذا الجسد قدس الأقداس لله. إنه أكثر شيء مقدس على وجه الأرض اليوم.

الآن يمكنني أن أفهم كم يكره الشيطان هذا الجسد لذا يسعى أن يملأه بالمرض والسقم، كما يمكنني فهم؛ كيف أمضى يسوع معظم سنوات خدمته الثلاث في شفاء الأجساد المريضة، لقد كان يعرف ما ستكون عليه هذه الأجساد، كان يعرف ما ستكون عليه عندما تُخلق روح الإنسان مرة أخرى، تلك الروح التي تسكن الجسد، وتستقبل طبيعة وحياة الآب. كان يعلم أن الجسد سوف يصبح قدس الأقداس الأرضي الذي يسكن فيه الله.

يا له من شيء رائع أننا نحمل الله في داخلنا!

“الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ”

أتساءل عما إذا كان (أفسس٢: ١٩-٢٢) قد تحدى قلبك؟

“فَلَسْتُمْ إِذًا بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ، مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ، الَّذِي فِيهِ كُلُّ الْبِنَاءِ مُرَكَّبًا مَعًا، يَنْمُو هَيْكَلاً مُقَدَّسًا فِي الرَّبِّ. الَّذِي فِيهِ أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيُّونَ مَعًا، مَسْكَنًا ِللهِ فِي الرُّوحِ.”

لاحظ أننا متحدون معاً بشكل مناسب ومنسجم وننمو كهيكل مقدس في الرب، بُنينا معاً لنكون مسكن الله في الروح.

الآن يمكنك أن تفهم تلك الظاهرة الغريبة التي تحدث حينما يسلك جسد المؤمنين بالمحبة، فالغرفة التي يجتمعون فيها تكون مشحونة بشيء يمكن للحاضرين الإحساس به. لقد عرفت كم تكون قوة الله تكون عظيمة جداً في الاجتماع حتى الرجال والنساء يمكن أن يشعروا بها وهم يمرون من أمام باب الاجتماع المفتوح.

لقد سمعت اعترافهم الغريب: “كانت هناك بعض القوة التي دفعتني إلى داخل الكنيسة في ذلك اليوم”.

ذلك عندما يصبح جسد المسيح مسكنًا للروح، عندما ندع الحب يفيض فينا، ويهيمن علينا الله نفسه.

 في (كولوسي ١: ١٨) يُدعى يسوع رأس الكنيسة، وبصفته رأس الجسد، أي الكنيسة، فهو الأول والبكر من الأموات. لعلك تتذكر أنه ذاق الموت (الموت الروحي) على الصليب، ففي اللحظة التي وُضعت فيها الخطية على روحه، مات روحياً.

أريتك في جزء آخر من الكتاب أنه مات روحياً أولاً، ثم مات جسدياً. لذا أُحيي مرتين.

“مُحْيىً فِي الرُّوحِ” (١بط٣: ١٨)، ثم أُقيم جسده من بين الأموات. لذا كان هو أول شخص قد وُلد ثانيةً. وأولئك المجتمعون في يوم الخمسين كانوا المجموعة الأولى على الإطلاق الذين وُلدوا ثانيةً.

يا له من أمرٍ عجيب أن نصبح شركاء الطبيعة الإلهية!

لنصبح أبناء وبنات الله بالحقيقة!

لتذعن لهذا قليلاً، ينبغي أن تعرف أن العهد لقديم لم يكن للأمم، بل لإسرائيل وحدها. ولا يمكن للأمم أن تدخل في هذا العهد إلا من خلال عملية طويلة.

هذا العهد كان فقط للإنسان الطبيعي، وليس للمسيحيين. وقد تم إتمام هذا العهد القديم وتنحيته جانباً.

كم هذا غير مُسر أن الرجال والنساء يحاولون الدخول في هذا العهد الآن. اليوم يوجد أعداد كبيرة من الأشخاص الذين يحاولون السلوك بناموس موسى كما يسمونه، ولكنه قد أُتم وتنحى جانباً. لاحظ هذه الحقيقة؛ لا أحد يستطيع أن يحفظ هذا العهد خارج إسرائيل. فلا يمكنهم أن يحفظوه بدون كاهن وذبائح ودم التكفير.

فقد كان على الإسرائيلي الذي غادر وطنه لأسباب تجارية مُضطراً أن يعود مرة واحدة في السنة من أجل الحفاظ على الذبيحة الدموية في العهد الإبراهيمي. يا لتعاسة من يحاول أن يخضع لهذا العهد اليوم محاولاً حفظ الناموس، في حين أن الله قد نحاه جانباً بكل ما يتعلق به.

العهد الجديد له كهنوته وتضحياته وقدس أقداسه، لديه الخلاص بدلاً مجرد التكفير عن الخطية، لديه أيضاً محو الخطية بدلاً من تيس عزازيل، ولديه الولادة الجديدة بدلاً من الختان.

فيه شركة مع الآب بدلاً من ذبيحة المحرقة، وذبيحة السلامة والقربان.

لديه اسم يسوع بدلاً من الأوريم والتميم. العهد الجديد لديه مائدة الرب بدلاً من الفصح.

ونحن أبناء بدلاً من عبيد.

لدينا قانون المحبة بدلاً من قانون الخطية والموت.

لدينا حياة بدلاً من الموت.

لدينا البر بدلاً من الإدانة.

وحينما نخالف قانون الحب، لدينا محامي. أما هم فكان لديهم دينونة ورجم وموت. 

لدينا أب حي يحرسنا. 

_______

نشرت بإذن من مؤسسة كينيون لنشر الإنجيل Kenyon’s Gospel Publishing Society وموقعها www.kenyons.org.    

جميع الحقوق محفوظة. ولموقع الحق المغير للحياة الحق في نشر هذه المقالات باللغة العربية بإذن من خدمة كينيون.

Taken by permission from Kenyon Gospel Publishing Society, site: www.kenyons.org. All rights reserved to Life Changing Truth.

                                

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$