القائمة إغلاق

ثق لا تتزعزع – الجزء 4 Trust And Not Be Shaken – Part

 

لمشاهدة العظة علي الفيس بوك اضغط هنا

لسماع العظة علي الساوند كلاود اضغط هنا 

لمشاهدة العظة علي اليوتيوب 

 

 

ثق لا تتزعزعالجزء 4

▪︎ النشأة وأسباب عدم التَزعزُّع.

▪︎ تأثير زراعة الكلمة منذ الطفولة.

▪︎ لا شيء يَحدُّث فجأةً بل تدريجيًا.

▪︎ الصبر والمُثابرة وعدم التزعزع.

▪︎ عدم السلوك بالإيمان يُطلق عليه ارتداد.

▪︎ عدم الاستنارة في الكلمة وتأثيره في حالة التَزعزُّع.

▪︎ أبناء أم نغول!

▪︎ التأديب وما يصنعه في حياتك.

▪︎ التدريب والتمرُّن منذ الصِغر.

 

 

▪︎ النشأة وأسباب عدم التَزعزُّع:

 رصيد الكلمة داخلك هو ما يُحدِّد ردود أفعالك في المواقف وبالتالي سيُحدِّد شكل حياتك، عليك أن تفحص ما هو مركز اعتمادك، ومن هنا يبدأ تجهيز الإنسان منذ نشأته فهو يشاهد والديه وردود أفعالهم في المواقف، وما هو أول ما يلجأون إليه عند المواجهات في أعمالهم أو مشاكل الحياة؟

 إن كل ما يُشاهده الطفل من ردود أفعال والديه هو ما يُشكلِّه، فهذه هي المَدرسة المُتحرِّكة أمامه، وأيضًا الكلمات التي تَخرُّج منهم، وهل هم قادِرون على عبور المواقف بانتصار، أم بالضغط على أنفسهم. إذًا ماذا عن الشخص اليتيم؟ إنه يُشاهد العالَم حوله، فالطفل كالورقة البيضاء التي يتم ملئها.

 من أهم أساسات عدم تزعزُّعك هو نشأتك منذ الصغر! منذ التواجُد في بطن الأم، وأيضًا الجو المُحيط بالجنين أثناء الحمل، مثلاً: إسماعيل الذي حُبِلَ به في جوٍ مليء بالشكّ وعدم الإيمان مما أدَّىَ في النهاية أنه كان يتحرَّش بإسحاق (بحسب المراجع اليهودية).

 ذَكَرَ الكتاب أن إسماعيل كان يُلاعب إسحاق (هنا كان يتكلَّم عن الأعضاء التناسلية)، بدأ إسماعيل بحالة من التَحرُّش وانتهى بحالة من الشراسة والعدوانية. ما الذي جعله هكذا بالرغم من روعة إبراهيم أبيه؟! السبب هو الجو الذي وُلِدَ فيه إسماعيل كان مليئًا بالشك والريبة والخوف والاستعجال لحدوث معجزة ومن هنا تبدأ النكبات في حياة الإنسان.

 بالعكس كان إسحاق، فهو مولودٌ في جو من الإيمان المُؤسَّس على كلمة الله فخرج إسحاق بكل صفاته، إذًا النشأة والطفولة هما أمران هامان جدًا. ليس لكي نمدح أو نلوم الوالدين نقول هذا لكن لتفهم من أين تأتي سبيكة الشخصية، يشاهد الطفل الوالدين كيف يتصرفان في المواقف وماذا يُقال من تعليم وماذا يُعاش منه.

▪︎ تأثير زراعة الكلمة منذ الطفولة:

“1 اِصْغَ يَا شَعْبِي إِلَى شَرِيعَتِي. أَمِيلُوا آذَانَكُمْ إِلَى كَلاَمِ فَمِي. 2أَفْتَحُ بِمَثَل فَمِي. أُذِيعُ أَلْغَازًا (أمور غامِضة أو مُحيِّرة) مُنْذُ الْقِدَمِ. 3الَّتِي سَمِعْنَاهَا وَعَرَفْنَاهَا وَآبَاؤُنَا أَخْبَرُونَا. 4لاَ نُخْفِي عَنْ بَنِيهِمْ إِلَى الْجِيلِ الآخِرِ، مُخْبِرِينَ بِتَسَابِيحِ الرَّبِّ وَقُوَّتِهِ وَعَجَائِبِهِ الَّتِي صَنَعَ. 5أَقَامَ شَهَادَةً فِي يَعْقُوبَ (أعطاه تعليمًا)، وَوَضَعَ شَرِيعَةً فِي إِسْرَائِيلَ، الَّتِي أَوْصَى آبَاءَنَا أَنْ يُعَرِّفُوا بِهَا أَبْنَاءَهُمْ، 6لِكَيْ يَعْلَمَ الْجِيلُ الآخِرُ (التعليم المُتوارَث). بَنُونَ يُولَدُونَ فَيَقُومُونَ وَيُخْبِرُونَ أَبْنَاءَهُمْ، 7فَيَجْعَلُونَ عَلَى اللهِ اعْتِمَادَهُمْ، وَلاَ يَنْسَوْنَ أَعْمَالَ اللهِ، بَلْ يَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ. 8وَلاَ يَكُونُونَ مِثْلَ آبَائِهِمْ، جِيلاً زَائِغًا وَمَارِدًا، جِيلاً لَمْ يُثَبِّتْ قَلْبَهُ وَلَمْ تَكُنْ رُوحُهُ أَمِينَةً لِلهِ.” (مزمور 78: 1- 8).

 “7 فَيَجْعَلُونَ عَلَى اللهِ اعْتِمَادَهُمْ” أي لا تَزعزُّع! فهذه هي النتيجة لِما قبلها، الأمر يبدأ بتدريبات، 8 وَلاَ يَكُونُونَ مِثْلَ آبَائِهِمْ، جِيلاً زَائِغًا وَمَارِدًا، جِيلاً لَمْ يُثَبِّتْ قَلْبَهُ وَلَمْ تَكُنْ رُوحُهُ أَمِينَةً لِلهِ.” هذا ما يكشف لنا لماذا أُخِذَ شعب الله في إذلال لسنوات طويلة في أرض مصر، فهو جيلٌ لم يزرع ما أُعطِيَّ له من تعليم من إبراهيم وإسحاق ويعقوب.

 كان شعب الله في حالة من الشكّ والريبة والخوف، بالرغم مِمَّا قَدَّمه موسى من معجزات إلَّا أنهم كانوا في حالة من التراجُع والتقهقُر والاشتياق للعودة لأرض مصر، والسبب هو أنهم لم يلهجوا في الكلمة وكانوا مَسحوبين في ثروات مصر لسنوات عديدة وخَفَّتْ الكلمة من أذهانهم وتبقَى منها فقط الوعود (ذات يوم سينقذنا الله!) وماذا عن التعليم الذي تمَّ توارثه؟ لقد كان لديهم كُتب توارثتها الأجيال لكن لم يفتحها إلّا قِلة قليلة منهم.

 بحسب المراجع اليهودية سبط لاوي هو الوحيد الذي لم يُستعبَد في أرض مصر، فالله يستخدم الأشخاص الذين زُرِعَتْ فيهم الكلمة منذ الطفولة، وهذا يُفسِّر اختلاف ردود أفعال الأشخاص عند مواجهة المواقف الصعبة. الأمر مُرتبِطٌ بأن تُشكِّل جيلاً يكون مُستريحًا في المستقبل وغير ناسي الله. نسى شعب الله في أرض مصر أن يزرع الكلمة في أولاده والنتيجة أنهم أتعبوا موسى.

 التربية شيءٌ مهمٌ جدًا، يا لها من أنانية! عندما يتشاجر الزوجان بسبب بعض الكلمات فهما يُؤثران على أطفالهما، وليس الحلّ أن تكتم داخلك! لكن ادرسْ ماذا تقول الكلمة، لذلك التَزعزُّع والشكّ والريبة هم عند الأشخاص الذين شاهدوا والديهم ضعفاء ومُنحنين تحت ثِقْل المشاكل.

 إن كان طفلك يراك راكِعًا تصلي لكي تعّبُر أي مشكلة سيتعلََّم أن يفعل الشيء نفسه، لا نتعجَّب اليوم من مقاومة الأشخاص الذين تحاول جذبهم للرب، فهذا الشيء لم يُزرَع داخلهم، أو لم يستمرّ الوالدان في تدريب أطفالهم فيه.

 حالة السحب موجودة بالفِعْل في العالَم وسيُحسَّب كلُّ أبٍ وأمٍّ مسئولين عن هذا الأمر. تَذكَّرْ عالي الكاهن، لقد وَبَّخَه الرب شخصيًا بسبب أنه لم يقف ضد تصرفات أبنائه، كل مرة تتعامل مع التعاليم الكتابية بخِفة سيُكرِّر أطفالك نفس الشيء، انتبه! فالأمر يحتاج إلى تدريبات.

▪︎ لا شيء يَحدُّث فجأةً بل تدريجيًّا:

 “7 فَيَجْعَلُونَ عَلَى اللهِ اعْتِمَادَهُمْ، وَلاَ يَنْسَوْنَ أَعْمَالَ اللهِ، بَلْ يَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ”

 هذا ما يكشف لنا كيف كانت حالة شعب الله أثناء وجودهم في مصر، قضى شعب الله أربعمائة سنة في أرض مصر، مائتان وعشرة سنة كانوا في حالة روعة وازدهار ومُرحَّب بهم، ثم تغيَّرَ الحاكِم إلى أن وصلوا إلى انحراف القلب عن الكلمة مما أدَّى إلى استعبادهم ولم يكن لهم كرامة حتى وصل الأمر إلى ذروته فصرخوا. حدث لهم زيغان قلب وفي المقابل حدث استيلاء شيطاني على حياتهم وأرواحهم لإذلالهم.

 تولََّدتْ حالة من التَزعزُّع حيث لا يوجد اعتمادية على الله ولا يلجأ الإنسان له، لأنه لم يُربَى على هذا المنوال، أو لم يستمر الوالدان في تدريبه بمثابرة، وفي حالة حصار فكري وفحص، وهذا يحتاج أبًّا وأمًّا مُعطين اهتمامًا للكلمة، وليس للميديا ووسائل الاتّصال والألعاب التي لها استراتيجية في سَحْب الأجيال.

 ثباتك مُرتبِطٌ برصيد الكلمة لديك منذ الطفولة والتدريبات التي نشأت عليها، وقت المشاكل يلجأ الكثيرون إلى الدموع، ومن يستطيع أن يكبتها تتحوَّل إلى أمراض كالضغط والسكري، في حين أن الحلّ يكمُن في أن ترى الأمر من عالَم الروح وترى الفِكْرة وتُصرّ عليها بحسب الكلمة وهذا يُحتِّم أن يكون لديك رصيدٌ من الكلمة.

 دور الروح القدس أن يهاجم الأبراج المَبنيَّة على الثقة في رأيك والعِلم والتجارة، فبينما كل تركيزك وهدفك هو حدوث معجزة لكن الله يستهدف ضرب الثقة التي وضعت اعتمادك عليها وهذه هي استراتيجية المعجزات فالروح القدس يعمل على الأفكار.

 بينما أنت مُصِرّ ومُنزعِج تطلب إصلاح الأمر بحدوث معجزة لكن الروح القدس يُهاجم ما زُرِعَ داخلك، قد يكون من أصدقائك أو العلوم التي درستها أو الأرواح الشريرة التي تَبُث أفكار داخلك إلى أن تصل إلى اقتناع داخلي (ليس فجأةً بل تدريجيًا).

 إن كنت تدرس الكلمة بعدم تأمُّل مُعتمِدًا على سرعة تحصيلك للمعلومات الدراسية في وقت قصير وتعتقد بأن نفس الأمر يَحدُّث مع الكلمة، لكن الأمر يحتاج إلى تأمُّل وأن تترُّك الكلمة لتعمل على أفكارك، لذلك الأمر يحتاج إلى وقتٍ.

 انتبه! يبدأ فالأمر مبكرًا، مَن يتدرَّب على السلوك بالجسد فإنه يُرتِّب كارثة لحياته دون قصد! عندما تُهمِل حياتك الروحية تأتي أوقات الانزعاج على حياتك ولا تدري كيف تَعبُر حيث إنك مُتدرِّبٌ سابقًا على السلوك بحواسك الخمس. أيضًا يتزعزع الشخص الكثير الأسئلة مُعتقِدًا إنه بذلك يجمع المعلومات مُستنِدًا على أن الخلاص بكثرة المُشيرين، بينما هذا ليس التطبيق السليم للآية.

 يعمل الروح القدس على معلوماتك وعندما يريد إصلاح أمرًا فهو يُصلح هذه المعلومات مما يؤدي للمُعجزة في حياتك.

▪︎ الصبر والمثابرة وعدم التَزعزُّع:

35 فَلاَ تَطْرَحُوا ثِقَتَكُمُ الَّتِي لَهَا مُجَازَاةٌ عَظِيمَةٌ. 36لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ اللهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ، 37لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيل جِدًّا «سَيَأْتِي الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ. 38أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا، وَإِنِ ارْتَدَّ لاَ تُسَرُّ بِهِ نَفْسِي». 39وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا مِنَ الارْتِدَادِ لِلْهَلاَكِ، بَلْ مِنَ الإِيمَانِ لاقْتِنَاءِ النَّفْسِ.” (عبرانيين 10: 35- 36).

 “الصَّبْرِ” هو أن تقف على أرضك بمثابرة ولا تتراخى عن مبادئك أو تتنازل عن أرضك فهي حالة من تصليب الرأس، كثيرًا ما شَرَحَ موسى النبي عن الصبر، وللأسف هناك بعض الخلط بين الألفاظ لديهم حيث يوجد الكثير من الألغاز في الشريعة في العهد القديم، لأنهم آنذاك لم يَمتلكوا حقًّا كتابيًّا واضِحًا وكامِلاً مثل العهد الجديد فكان الروح القدس يكشف لهم كما لو كان الشخص يتأمَّل في الكلمة وتجد هذا واضِحًا في المِدراش (مرجع يهودي موثوق فيه).

 من هنا نجد أن كلمة صبر لها علاقة بالاجتهاد والمثابرة إلى اللحظة الأخيرة حتى لو اضطرَّ الشخص أن يُقدِّم حياته مقابل أن يظل صامِدًا! بالرجوع إلى مُعلمي اليهود تجدهم يضربون المَثَل بشخص يجري في سباق وكان هو الأخير بين المُتسابِقين (آخِر من وصل إلى خط النهاية) وعندما وَجَّهَ الجمهور إليه سؤالًا حول لماذا أكمل السباق حتى خط النهاية وهو عالم أنه خاسرٌ، فكان رده أنه تمّ إرساله من قِبَل بلده ليصل إلى خط النهاية وليس ليبدأ السباق فقط.

 هذه الحالة من المُثابَرة (والتي ربما تجدها مُتزعزِعة عند بعض الأشخاص) هي ما يستهدفها الروح القدس، فهي ما تجعلك قصيرَ النَفَس ولا تُكمِّل للنهاية حتى تستلِم معجزتك، فتخاف من آراء الناس وتتزعزع من التقارير الطبية أو الأخبار العالمية، وتُحاول أن تُخفِي تزعزُعك بأن تنتقي ما يستهويك من أخبار لتصغي إليها أو تصير في حالة من الكآبة والحزن (وهي أشبه بأنك تمتصّ دم نفسك).

 أَخبرني أحد القساوسة من دولة أجنبية عن كيفية اصطياد الدُبّ، فهي عملية تتمّ بدون إرهاق حيث يتم تجهيز الطعام الذي يحبه الدُبّ ويتم إخفاء سكين به وبينما هو يأكله يُجرَح وهو يحب الدم وبالتالي يشرب دم نفسه دون أن يدري ويُ0صفَّى دمه ويستلموه كجثة هامِدة، ومثال ذلك يَحدُّث في حياة الكثيرين؛ لذلك الأمر مُرتبِطٌ بمثابرتك.

 ماذا عن خدمة الملائكة في حياتك؟ فالملائكة تنتظر المُثابِر، مثابرتك هي مَن تجعلهم يتدخَّلون لمساعدتك؛ “29 أَرَأَيْتَ رَجُلاً مُجْتَهِدًا فِي عَمَلِهِ؟ أَمَامَ الْمُلُوكِ يَقِفُ. لاَ يَقِفُ أَمَامَ الرَّعَاعِ! (أشخاص عاديون)” (أمثال 29:22).

 انتبه فالروح القدس يُعني باطن الكلمات، وفي اللغة العبريّة الكلمات لها جذور، فكلمات اللغة لا تتخطَّى 210 أو220 كلمة وينبثق منها كل الكلمات الأخرى، أشجِّعك بالرجوع لسِلسلة “الرب قريب” حيث شرحت في التعليم عن الأخرويات إنه يوجد كلمات في العبرية لها جذور لدى اليهود.

 كلمة الْمُلُوكِ” تأتي في العبري מלך“meh’-lek “مِلخايم”، ولها نفس جذر كلمة “ملاك”.

 تمّ شرحها بحسب المِدراش (المراجع اليهودية التأمليَّة الدراسية الموثوق فيها لدى اليهود) كالآتي: رباي (مُعلِّم يهودي) لم يكن يَملُّك المال ليُقدِّم ذبيحة، فقرَّرَ أن ينحت صخرة ليُقدمها في الهيكل كتقدمة، وبالفعل انتهى من نحتها لكنه لم يستطِع حِملها بمفرده وكان يملك القليل جدًا جدًا من المال، فآتي إليه رجلان وعرضا المساعدة بأن يحملا معه الحجر المنحوت حتى وصلوا إلى الهيكل واختفيا الرجلان (هذه قصة واقعية).

 كان يستخدم هذا المثل لشرح هذه الآية فالشخص المُجتهِد هو المُثابِر لآخر لحظة هو من تقف معه الملائكة ويقف أمام الملوك.

 هذه هي الطريقة التي ينظر بها اليهود إلى الصبر والمثابرة إلى آخِر لحظة، والأبائيات تنظر إلى هذه الصفة بأنها من أحسن وأعلى الصفات والفضائل المسيحية.

▪︎ عدم السلوك بالإيمان يُطلَّق عليه ارتداد:

38 أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا” من قَبِل يسوع بالإيمان يحيا بالإيمان وإن لم يسلك بالإيمان فهذا يُسمَى ارتدادًا.

“33 الَّذِينَ بِالإِيمَانِ: قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرًّا، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، 34أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَوَّوْا مِنْ ضُعَفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ، 35أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ. وَآخَرُونَ عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ لِكَيْ يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ. 36وَآخَرُونَ تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضًا وَحَبْسٍ. 37رُجِمُوا، نُشِرُوا، جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ، 38وَهُمْ لَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقًّا لَهُمْ. تَائِهِينَ فِي بَرَارِيَّ وَجِبَال وَمَغَايِرَ وَشُقُوقِ الأَرْضِ. 39فَهؤُلاَءِ كُلُّهُمْ، مَشْهُودًا لَهُمْ بِالإِيمَانِ، لَمْ يَنَالُوا الْمَوْعِدَ، 40إِذْ سَبَقَ اللهُ فَنَظَرَ لَنَا شَيْئًا أَفْضَلَ، لِكَيْ لاَ يُكْمَلُوا بِدُونِنَا.” (عبرانيين 11: 33-39).

 “مَوَاعِيدَ” هي حقوقهم في العهد الإبراهيمي، بينما “الْمَوْعِدَ” هو مجيء المسيا ودخولهم ملكوت الله الذي لا يتزعزع، “لِكَيْ لاَ يُكْمَلُوا بِدُونِنَا” أي نحن من أكملنا ونلنا الموعد.

“لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ (نضع أنفسنا في) بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، 2نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ. 3فَتَفَكَّرُوا فِي الَّذِي احْتَمَلَ مِنَ الْخُطَاةِ مُقَاوَمَةً لِنَفْسِهِ مِثْلَ هذِهِ لِئَلاَّ تَكِلُّوا وَتَخُورُوا فِي نُفُوسِكُمْ (تفكيركم). 4لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ الْخَطِيَّةِ، 5وَقَدْ نَسِيتُمُ الْوَعْظَ الَّذِي يُخَاطِبُكُمْ كَبَنِينَ: «يَا ابْنِي لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ، وَلاَ تَخُرْ إِذَا وَبَّخَكَ. 6لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ». 7إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟ 8وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِلاَ تَأْدِيبٍ، قَدْ صَارَ الْجَمِيعُ شُرَكَاءَ فِيهِ، فَأَنْتُمْ نُغُولٌ لاَ بَنُونَ. 9ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ. أَفَلاَ نَخْضَعُ بِالأَوْلَى جِدًّا لأَبِي الأَرْوَاحِ، فَنَحْيَا؟ 10لأَنَّ أُولئِكَ أَدَّبُونَا أَيَّامًا قَلِيلَةً حَسَبَ اسْتِحْسَانِهِمْ، وَأَمَّا هذَا فَلأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ. 11وَلكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ. 12لِذلِكَ قَوِّمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ وَالرُّكَبَ الْمُخَلَّعَةَ، 13وَاصْنَعُوا لأَرْجُلِكُمْ مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً، لِكَيْ لاَ يَعْتَسِفَ الأَعْرَجُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يُشْفَى.” (عبرانيين 12: 1-13).

 “نحْنُ أَيْضًامن الممكن أن نكون من هذه السحابة إن أصبحنا من أبطال الإيمان.

 انتبه جيدًا؛ الصبر هو وقوفك بثبات أمام الموقف والعيان أو ما تشعر به وليس قوة احتمال المشاكل. “ناظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ” أي مُبعدين نظرنا عن ما يَحدُّث (الواقع) وناظرين إلى رئيس الإيمان الذي استطاع أن يُكمِّل للنهاية، أي أن الصبر هو ما يجعلك تستمر للنهاية.

 إن ضَعُفَ إيمانك في منتصف المشوار، فأنت تحتاج إلى الصبر وهو له عوامل تبدأ بأن تضع ذخيرة الكلمة داخلك منذ الطفولة وأن تضع اعتمادك على الرب. فَتَفَكَّرُوا” أي استمرْ في تذكير نفسك ولا تدعْ هذا الأمر يُفارِق ذهنك.

 “لِئَلاَّ تَكِلُّوا وَتَخُورُوا فِي نُفُوسِكُمْ” تبدأ حالة الكللّ والمللّ في تفكيرك حين تتمعَّن في العيان والمواقف فتستسلم وتُرخي قبضتك.

 “4 لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ الْخَطِيَّةِ“؛ لم تصلوا لمرحلة أن تُقتَلوا من أجل هذا الأمر فهو هنا لا يتحدَّث عن الاضطهاد بل مقاومة الأفكار.

 وَقَدْ نَسِيتُمُ الْوَعْظَ”، عندما ينسى المؤمن التشجيع الكتابي حتمًا سَيَخور، يَتكلَّم الله معك بصيغة الابن فالله لا يجد صلاحيات أن يتكلَّم إلى أحد إلا إن أعطى الشخص نفسه صلاحيات لله، مثلً: يوجد من يصلي صلاة “يا رب غيرني” بينما هو لا يرى نفسه كابن، فلن يخاطبه الرب في هذه اللحظة بلغة الابن بل النغول (شخصٌ خارج العائلة) وفي الحقيقة هو من وضع لنفسه حدودًا!

 أيضًا تجدّ البعض يقول: “ممنوع أن يُصححّني أحدٌ” هذا الشخص لن يخاطبه الروح القدس مثل البنين فالوضع يُشبه المُعلِّم الذي يُعطي تلميذًا ما عنده معلومات أكثر من التي في المنهج بسبب تفوُّقه، إذًا أنت ستستقبل منه على قدر سماحك له وانفتاحك عليه، فالجوع هو ما يُحرِّك هذه المملكة. ما جعل الأشخاص يُقابِلون الرب يسوع بينما هو على الأرض، جوعهم!

 أيضًا ما تَوفَّرَ في الأشخاص الذين أنكروا الرب يسوع هو عزة النفس بعيدًا عن الكلمة وأنهم رأوا أنفسهم أفضل من غيرهم الخطاة اعتمادًا على فهم الشريعة بصورة خطأ. كما ذَكرتُ أيضًا في المرات السابقة عن أخيتوفل وخيانته لداود لأنه كان يحمل مرارة تجاهه، حيث إن بثشبع حفيدته.

 من زاوية أخرى كان لداود أيضًا تبريراته -التي بالطبع خاطئة- التي مِن الشريعة كَمن رفضوا الرب يسوع حيث تقول الشريعة إن المسيا سيأتي بصورة معينة لكن وُجِدَتْ استنارة ناقِصة لديهم بالرغم من أنهم مُعلمي الناموس إلّا أنّ نقص الاستنارة لديهم جعلهم يَصلبون يسوع بدلًا من أن يُرحبوا به (حدث العكس تمامًا). لا يوجد بعالَم الروح به وسطيّة، فَمَن لا يسير للأمام فهو يرتدّ.

 لنعُدْ لقصة داود، ما الذي جعله يزني مع بثشبع؟! في الشريعة غير مسموح له أن يرتبط بامرأة متزوِّجة، وأيضًا كان الزوج الخارج للحرب يكتب كتاب طلاق احتياطيًا لزوجته لتصير حرة طليقة إن مات في الحرب، وفي حالة عودته يرتبط بها من جديد.

 ما فَعَله داود هو أنه بَحَثَ عن بثشبع ومَن تكون، وأدركَ أنها تٌعتبَر مُطلَّقة. أما المُبرِّر الثاني فهو إنه طلب من أوريا الحثي أن يعود إلى بيته لكنه رفض وهذه مُخالفة لأوامر الملك وعاقبتها القتل! فَهُم في حالة حرب.

 لم يشعُر داود بخطيته إلا بعدما أتى إليه النبي وذَكَّرَه بأنه أَخَذَ ما ليس له حقٌّ فيه، ثالث مُبرِّر أنه أعطى لنفسه الحقّ في أن يرتبط بها مُستنِدًا على كلمة “سلاو” الموجودة لديهم في كُتبهم، والتي تُعني إنه مِن حقه نبويًا الارتباط بها. تعامل داود مع الأمر مِن الشريعة وحاليًا يَحدُث الشيء نفسه عندما تُرتِّب آيات مع بعضها بشكل خطأ في ذهنك، وهذا ما حَدَثَ مع الكتبة والفريسيين وأدَّىَ بهم أخيرًا لقتل يسوع.

▪︎ عدم الاستنارة في الكلمة و تأثيره في حالة التَزعزُّع:

 سبب التَزعزُّع عند الأشخاص هو عدم فهم الاستنارة في الكلمة وليس فهم الكلمة فقط.

“8 وَلكِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ صَالِحٌ، إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَسْتَعْمِلُهُ نَامُوسِيًّا. 9عَالِمًا هذَا: أَنَّ النَّامُوسَ لَمْ يُوضَعْ لِلْبَارِّ، بَلْ لِلأَثَمَةِ وَالْمُتَمَرِّدِينَ، لِلْفُجَّارِ وَالْخُطَاةِ، لِلدَّنِسِينَ وَالْمُسْتَبِيحِينَ، لِقَاتِلِي الآبَاءِ وَقَاتِلِي الأُمَّهَاتِ، لِقَاتِلِي النَّاسِ، 10لِلزُّنَاةِ، لِمُضَاجِعِي الذُّكُورِ، لِسَارِقِي النَّاسِ، لِلْكَذَّابِينَ، لِلْحَانِثِينَ، وَإِنْ كَانَ شَيْءٌ آخَرُ يُقَاوِمُ التَّعْلِيمَ الصَّحِيحَ، 11حَسَبَ إِنْجِيلِ مَجْدِ اللهِ الْمُبَارَكِ الَّذِي اؤْتُمِنْتُ أَنَا عَلَيْهِ.” (تيموثاوس الأولى 1: 8).

 الناموس صالحٌ فقط عندما يُستعمَل قانونيًا، من المُمكن أن يَستغِل إبليس بعض الآيات ليوقعك في الخطية، يحتاج الأمر إلى استنارة وليس حفظ أو قراءة الكتاب المقدس فقط، يبحث إبليس ويجول مُلتمِسًا مَن يبتلعه، إذًا ليس الكل قابِلاً للابتلاع، ويجد هدفه عند الشخص السطحي أو العارِف بالحق لكن بدون استنارة، لا تتعجَّب من أمور تَحدُّث في حياة أشخاص يحبون الرب فالأمر مُرتبِط بالاستنارة.

 تورَّطَ داود في خطية الزنا، وأعطى تبريرات لنفسه -تبدو صحيحة- من الكلمة. لذا يشتكي بعض الأشخاص في جلسات الرعاية من أحلام مُدعَّمة بالكثير من الآيات ويأخذون قرارات مَبنيّة على هذه الأحلام، فالأرواح الشريرة هي من أوحت له بهذه الآيات.

 لا تنسَ الرب يسوع أثناء التجربة (الحرب) يقول الكتاب: “إنه تركه إلى حين” وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.” (لوقا ٤: ١٣). أي إنها حدثتْ مرارًا وتكرارًا مع الرب، فعندما جُرِبَ الرب يسوع، استخدم إبليس معه آيات كتابية في هذه الحرب، فهذا شيءٌ غير مُستبعَد، افهم خُبث هذا العدو!

 مِن أين يأتي التَزعزُّع؟ من الممكن أن يكون بسبب تربيطات خطأ لديك في كلمة الله، فالناموس صالحٌ فقط لِمَن يستخدمه قانونيًا، لكن هو نفسه مُؤذِي إن لم يُستعمَل تحت إشراف الروح القدس، يدرس الكثيرون أمور متنوعة من الكلمة وبعد سنوات تجدهم باقين في طريقة التفكير القديمة نفسها! فَلم يسمحوا للكلمة بتجديد أذهانهم.

 كما تجد أحدهم يُركِّز على الاتّضاع وكأنه يدفع ثمن الخطية، نعم الاتّضاع مُهم لكن توجد أشياء أخرى في الكلمة يجب معرفتها، أو يُركِّز مثلاً على أن تتوحّد الكنيسة كلها ورابط حياته بهذا الأمر ولكن هذا كتابيًا لن يَحدُث لأن الكنيسة الروحية فقط هي التي ستتوحَّد.

 يرتبط الأمر بتفاسير سليمة وتحتاج استنارة، وعلى النقيض تجد مَن يُرخي قبضته ويترك الأمر ويظل سطحيًّا في كلام الله. إن كنت جائِعًا ستصل لحقّ كتابي نقي واضح، وتستند عليه لكي لا تتزعزع، فالله أمينٌ.

▪︎ أبناء أم نغول!

5 وَقَدْ نَسِيتُمُ الْوَعْظَ الَّذِي يُخَاطِبُكُمْ كَبَنِينَ: «يَا ابْنِي لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ، وَلاَ تَخُرْ إِذَا وَبَّخَكَ. 6لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ». 7إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟ 8وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِلاَ تَأْدِيبٍ، قَدْ صَارَ الْجَمِيعُ شُرَكَاءَ فِيهِ، فَأَنْتُمْ نُغُولٌ لاَ بَنُونَ 9ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ. أَفَلاَ نَخْضَعُ بِالأَوْلَى جِدًّا لأَبِي الأَرْوَاحِ، فَنَحْيَا؟ 10لأَنَّ أُولئِكَ أَدَّبُونَا أَيَّامًا قَلِيلَةً حَسَبَ اسْتِحْسَانِهِمْ، وَأَمَّا هذَا فَلأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ (تفرُّده). 11وَلكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ. 12لِذلِكَ قَوِّمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ وَالرُّكَبَ الْمُخَلَّعَةَ، 13وَاصْنَعُوا لأَرْجُلِكُمْ مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً، لِكَيْ لاَ يَعْتَسِفَ الأَعْرَجُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يُشْفَى.” (عبرانيين 12: 5-13).

 “كَبَنِينَ” أي إن المؤمن وَصَلَ لمرحلة فيها يخاطبه الروح القدس بطريقة أقرب من الإنسان العادي.

 “يَا ابْنِي لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ”، هنا يقتبس الكاتب مِن (أمثال 3) وهي حالة أن يُنكِر شخص ويرفُض تهذيب وتعليم وتدريبات الرب.

 “وَلاَ تَخُرْ إِذَا وَبَّخَكَ”، كلمة “توبيخ” هنا تعني أن الروح القدس سيستعيد الأمور القديمة لتتعلَّم منها دروسًا، إن لم تكُن اجتزتها بعد. انتبه إن كنت ترفض أن تتحدَّث في القديم فإبليس سيَطعن عليك في هذه الملفات القديمة، فهي مثل قنابل موقوتة يستخدمها إبليس في وقت مُحدَّد ضد الإنسان. إذًا لابد مِن مواجهة الملفات القديمة والإجابة على الأسئلة المشمولة فيها.

 أسئلتك غير المُجاب عنها سواء تَخُصّ الكلمة أو أمور في العهد القديم أو آيات تبدو مُعقَّدة أو الراعي، الحلّ حيالها هو استعادة هذه الملفات بشرح كتابي سليم حتى لا تَسقُط فيها مرة أخرى، فالبعض يخور ويرخي قبضته.

 “6 لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ”، لا يُؤدِّب الله أولاده بالمرض بل بالكلمة وهذا اقتباس من (أمثال 3)، طالما أنك ابنٌ لله، فلابد أن يؤدِّبك. هناك من يلفظ علاقته بالرب ويبتعد فهو يكتفي بحضور الكنيسة والتسبيح ومن الممكن أن يُردِّد آيات لكنه لا يفتح قلبه، فتجد من لا يقلبون التصحيح يَخرُجون من كنيسة لأخرى حين يبدأ الراعي في تصحيحهم.

 كل مرة تخضع فيها لتدريبات الكلمة حيث يُوجِّهك الروح القدس لخطأ ما في فِكْرة ويعطيك التصحيح، فهكذا أنت تُؤدَّب وتُشكَّل كابن، كل مرة يُوجِّهك الروح القدس بأن لا تسلك بالمشاعر فهو يتعامل معك كابن وأنك قابِلٌ للتصحيح.

 اقتصر الكثيرون العلاقة مع الرب على إنه يُحبنا وبالتالي لن يُذكرِّنا بأخطائنا بينما يقول الكتاب: “الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ” أي إن محبة الرب تَظهر في تصحيحه للإنسان وتشكيله له. يُدرِّبك الروح يقدس لكي تتعلَّم أن تكون هادئًا، وذلك لأنك تعرف الرب بصورة شخصية وعميقة وهذا ما يجعلك هادئًا.

 ▪︎ التأديب وما يصنعه في حياتك:

 “لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ” أي مُتفرِّدين مِثله ونستطيع أن نعيش على الأرض بصورة مُختلِفة، مُنعزِلين عن العالم وإيذائه، فنحن نُؤثِّر ولا نتأثَّر، أي نعيش قداسته هنا على الأرض، ولكن أثناء الـتأديب قد يكون الجسد مُتضايقًا.

“وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ”؛ حينما تستمر في التدريبات للنهاية (فقط للبنون وليس النغول) حتمًا ستحصُد ثمر البر. يُعنَى بلفظ “سَّلاَمِ” المذكور أعلاه حالة الهدوء الداخلي وعدم الانفعال أو القلق، قد تحزن أثناء التدريب حيث يتمّ إصلاحك، فإن استمريت ينتج داخلك حالة هدوء وترى من حولك قلقين بشأن مشكلتك أما أنت فغير مُرتبِك.

 “القداسة” هي حالة التَفرُّد مثل تنقية الحبوب (الأرز)، أي عُزلة فأنت في العالم ويجب أن تكون غير مُتأثِّر به.

 قال رجل الله كينيث هيجن: “رأسي أصلب من الصوان وأضعُ في ذهني أن أعبر الموقف فأعبره لا يوجد احتمالية فشل”. بالرغم من أن أمه وجِدته كانتا بطلتان في القلق، لكن اختلف الوضع عندما بدأ الروح القدس يعمل طبقًا لسماحية الإنسان، فهو شَبَهَ تعامُل الروح القدس مع الإنسان بآلة عصر الملابس في وقته، فكلما خرجت منها الملابس مُبللة يتم إدخالها مُجددًا لتُعصَر جيدًا.

 مع الروح القدس لا يتمّ تخطي أي درس بدون النجاح فيه، فحياتك مُرتبِطة بطريقة تفكيرك أي تَزعزُّعك وثباتك في الموقف، كلما تضع نفسك أمام الكلمة وتسمح بتدريبها لك وتقرأها بطريقة صحيحة وتستخدمها لبنيانك، بالتأكيد ستتعلَّمها.

 “لِذلِكَ” تلخيص للأعداد السابقة، فبناءً على الطريقة التي ذكرها في الأعداد السابقة أن يحاضر بالصبر ويستمر في الأمر للنهاية ولا ينسى التشجيع الذي يحتوي تصحيح وتوبيخ وتدريب، لأنك إن أهملته فأنت تلفظ نفسك من علاقة البنوة مع الرب، عندما قبلت الرب فهي حقيبة مُتكاملة وليس لكي تذهب للسماء فقط وإلّا يسوع لم يَعد ربًا على حياتك.

 إذًا! لتقبلْ الموضوع بأكمله، اقبل التصحيح والعمل فيك! فتسمع صوت الروح القدس وتقول لا لجسدك وتضع نفسك عن عمد في دراسة الكلمة والصلاة بألسنة وبالتالي أنت لا تنتظر الرب أن يفعلها لك بل أنت من تضع نفسك وبالطبع هو يساعدك في صُنْع الكلمة، وإلّا دون أن تقصد فأنت تضع نفسك خارج دائرة تأديب أبيك. “وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ” أي إن الشخص تاب عن عدم قبوله للتصحيح.

 نتيجة اشتراكك في التدريبات وإكمالها للنهاية تَحصُد سلامًا أي حالة من الهدوء. لا تتزعزع فهي حالة صُلح داخلي، تَعْرف طريقك ومتأكد من نتائج إيمانك لأن التعليم مرتب ويعمل في ذهنك.

 تشويش الذهن وتضارُب الأفكار ليس علاجه أن يُصلي لك أحد الرعاة بوضع الأيدي ولكن أن تُصحَّح من الكلمة ويكون لها سلطانٌ عليك فلا تتزعزع، لكي يعمل الربّ في حياتك فإنه يعمل على حالة التزعزع الداخلي الفِكْري وتضارُب الأفكار.

12 لِذلِكَ قَوِّمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ وَالرُّكَبَ الْمُخَلَّعَةَ، 13وَاصْنَعُوا لأَرْجُلِكُمْ مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً، لِكَيْ لاَ يَعْتَسِفَ الأَعْرَجُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يُشْفَى.” (عبرانيين 12:12-13).

 هنا اقتباس من أيوب، تَذكَّر أصدقائه كانت مبادئهم صحيحة ولكن تشخيصهم لأيوب كان خطأ؛ “1 فَأجَابَ أَلِيفَازُ التَّيمَانِيُّ وَقَالَ: 2«إِنِ امْتَحَنَ أَحَدٌ كَلِمَةً مَعَكَ، فَهَلْ تَسْتَاءُ؟ وَلكِنْ مَنْ يَسْتَطِيعُ الامْتِنَاعَ عَنِ الْكَلاَمِ؟ 3هَا أَنْتَ قَدْ أَرْشَدْتَ كَثِيرِينَ، وَشَدَّدْتَ أَيَادِيَ مُرْتَخِيَةً. 4قَدْ أَقَامَ كَلاَمُكَ الْعَاثِرَ، وَثَبَّتَّ الرُّكَبَ الْمُرْتَعِشَةَ! 5وَالآنَ إِذْ جَاءَ عَلَيْكَ ضَجِرْتَ، إِذْ مَسَّكَ ارْتَعْتَ.” (أيوب 4: 1- 5).

 لا تنسَّ أن رسالة العبرانيين كُتِبَت إلى كهنة فاهمين الشريعة جيدًا.

“قَوِّمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ…وَاصْنَعُوا لأَرْجُلِكُمْ مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً”، كيف؟ عن طريق المعرفة الكتابية والإرشاد والتدريبات، واجعل مستقبلك مستقيمًا أي بدون تجاعيد (كانت الطرق ملتوية في الجبال، فكانوا يخلعون الحجارة أو يضعون الطين ليرفعوا بعض الحُفر مثل رصف الطرق حاليًا)، هذه هي خلفية النص.

 بينما تسير في طريق ملتو ومليء بالحُفر والتجاعيد أنت من تصنع لنفسك مسالك بدون تجاعيد، ولا تكون صلاتك؛ يارب سَهِّلْ طريقي، اجعل طريقك سَلِس وتكون النتيجة أن الأعرج (الذي لم يُشفى بعد) ينال شفائه، لأنه أصلح طريقه بنفسه عن طريق خضوعه للكلمة.

 انتبه لهذا التَسلسُّل حينما تخضع للكلمة تجعل طريقك سَلِس ومستقيم، فبينما مازالت تعرج لكنك خضعت ستُشفَى، أي إن الطريق هو مسئوليتك إما تصنعه أو تتلفه. “قَوِّمُوا الأَيَادِيَ” مقصود بها أنّ إنسان يُساعد آخر، فهو يخاطب الكهنة أن يَقوموا في رسالة العبرانيين عن طريق الاستمرار في النظر لرئيس الإيمان الذي أكمل الأمر لآخِره وأن يُبعِدوا نظرهم عن الواقع بالسماع للكلمة وأن لا يتنصَّلوا منها.

▪︎ التدريب والتمرُّن منذ الصِغر:

 يستهدف الله النَفْس البشرية لكي تصير في حالة استقرار لتُواجه تحديات الحياة، وهذه هي الخميرة التي تجعلك غير مُتزعزِع.

 “لا تتزعزع!” هذا القول ليس كافيًا، لكن بناء شخصية الإنسان عن طريق تدريبات الروح القدس، في بعض المواقف تجد الروح القدس يُوجِّه لك سؤالًا مِثْل: “هل تضايقت من هذا الأمر؟” إذًا فهو غالٍ عندك وأنت تعاني من Mr. perfect ولا تقبل الآخرين كما هم، يُدرِّبك الروح القدس في الأمور الصغيرة في وقت الهدوء، وبالتالي فهو بذلك يُعدَّك للمشاكل الكبيرة.

14 اِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ، وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ، 15مُلاَحِظِينَ لِئَلاَّ يَخِيبَ أَحَدٌ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ. لِئَلاَّ يَطْلُعَ أَصْلُ مَرَارَةٍ وَيَصْنَعَ انْزِعَاجًا، فَيَتَنَجَّسَ بِهِ كَثِيرُونَ. 16لِئَلاَّ يَكُونَ أَحَدٌ زَانِيًا أَوْ مُسْتَبِيحًا كَعِيسُو، الَّذِي لأَجْلِ أَكْلَةٍ وَاحِدَةٍ بَاعَ بَكُورِيَّتَهُ. 17فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَيْضًا بَعْدَ ذلِكَ، لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرِثَ الْبَرَكَةَ رُفِضَ، إِذْ لَمْ يَجِدْ لِلتَّوْبَةِ مَكَانًا، مَعَ أَنَّهُ طَلَبَهَا بِدُمُوعٍ. 18لأَنَّكُمْ لَمْ تَأْتُوا إِلَى جَبَل مَلْمُوسٍ مُضْطَرِمٍ بِالنَّارِ، وَإِلَى ضَبَابٍ وَظَلاَمٍ وَزَوْبَعَةٍ، 19وَهُتَافِ بُوق وَصَوْتِ كَلِمَاتٍ، اسْتَعْفَى الَّذِينَ سَمِعُوهُ مِنْ أَنْ تُزَادَ لَهُمْ كَلِمَةٌ، 20لأَنَّهُمْ لَمْ يَحْتَمِلُوا مَا أُمِرَ بِهِ: «وَإِنْ مَسَّتِ الْجَبَلَ بَهِيمَةٌ، تُرْجَمُ أَوْ تُرْمَى بِسَهْمٍ». 21وَكَانَ الْمَنْظَرُ هكَذَا مُخِيفًا حَتَّى قَالَ مُوسَى: «أَنَا مُرْتَعِبٌ وَمُرْتَعِدٌ». 22بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ. أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ، 23وَكَنِيسَةُ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ، 24وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ، يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ (يتشفَّع) أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ. 25اُنْظُرُوا أَنْ لاَ تَسْتَعْفُوا مِنَ الْمُتَكَلِّمِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أُولئِكَ لَمْ يَنْجُوا إِذِ اسْتَعْفَوْا مِنَ الْمُتَكَلِّمِ عَلَى الأَرْضِ، فَبِالأَوْلَى جِدًّا لاَ نَنْجُو نَحْنُ الْمُرْتَدِّينَ عَنِ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ! 26الَّذِي صَوْتُهُ زَعْزَعَ الأَرْضَ حِينَئِذٍ، وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ وَعَدَ قَائِلاً: «إِنِّي مَرَّةً أَيْضًا أُزَلْزِلُ لاَ الأَرْضَ فَقَطْ بَلِ السَّمَاءَ أَيْضًا». 27فَقَوْلُهُ «مَرَّةً أَيْضًا» يَدُلُّ عَلَى تَغْيِيرِ الأَشْيَاءِ الْمُتَزَعْزِعَةِ (القابِلة للتَزعزُّع) كَمَصْنُوعَةٍ، لِكَيْ تَبْقَى الَّتِي لاَ تَتَزَعْزَعُ. 28لِذلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتًا لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى. 29لأَنَّ «إِلهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ».” (عبرانيين 13: 14-29).

15مُلاَحِظِينَ” هو لفظ مثل التليسكوب، أي فحص جيد جدًا للأشخاص لئلا يسقطوا (هي حالة مراقبة مثل الجيش)، وهي ردٌّ على مَن لا يقلبون التصحيح إلّا من مرشديهم فقط.

“21 وَكَانَ الْمَنْظَرُ هكَذَا مُخِيفًا حَتَّى قَالَ مُوسَى: «أَنَا مُرْتَعِبٌ وَمُرْتَعِدٌ»” أي إن موسى أيضًا عَبَرَ بنفس ما عَبَرَ به الشعب من رُعب لكنه اختار أن يُكمِّل بعكس باقي الشعب.

 “25 اُنْظُرُوا أَنْ لاَ تَسْتَعْفُوا مِنَ الْمُتَكَلِّمِ”، احذرْ من أن تنسحب عندما يتكلَّم إليك الروح القدس وإلا فأنت لست من البنين وتصنع عقبات في طريقك.

 عندما يَخرُج صوت الرب من فمك فهو يُزعزِع الأمور القابِلة للتَزعزُع (المرض والمشاكل)، عند قبولك الرب تتَّحد به روحيًا ويجب أن تتَّحد به فكريًّا وجسديًّا أيضًا، فيقوم الروح القدس بأعمال نيابة عنك مثل ما ذَكرتُ عن الشخص المُجتهِد وكيف تقف الملائكة معه كتفًا بكتف وهذا نتيجة لصبره ووقوفه.

 “29 لأَنَّ «إِلهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ»”؛ هذه النار تَخرُج منك على الظروف والأحداث إن سلكتْ بهذا التسلسل. بالنسبة للشخص الذي يقع في أيدي هذه النار فأنت تصلي من أجل رحمته، وحينما يقترب إبليس تحرقه هذه النار الآكلة، فقط إن سلكت بهذه الحالة من الخضوع والهيبة المذكورة في هذا الإصحاح، إن كنت جائعًا للروح القدس في حياتك، يَتحوُّل الخارق للطبيعي إلى طبيعي.

 تربينا على فَهْم المعجزات بشكل خطأ مما أدَّى إلى تبريد وتقليل من المعجزة. المُخفِّض هو الشخص الذي يطعن دائمًا على روعة الكلمة والنتائج في الحياة، ويوجد من لديه هيبة فلا يستطيع أن يطعن على التعليم لأن بقايا التعليم التي نشأ عليها مازالت موجودة عندما تَضبُط ذهنك فأنت تصنع لنفسك مسالك مستقيمة، فتُكمِّل الطريق إلى آخره وتُشفَى. اهتم أن تضع للروح القدس مجال في حياتك وأن لا تتزعزع.

21 مَنْ فَتَّقَ عَبْدَهُ مِنْ حَدَاثَتِهِ، فَفِي آخِرَتِهِ يَصِيرُ مَنُونًا.(أمثال 29: 21)

 من يُدلِّل عبدًا وهو طفلٌ فعندما يكبر سيُطالِب هذا العبد بحقوق الابن، وبنفس السياق: جسدك ومشاعرك وحواسك إن لم تسيطر عليها الآن، فعندما يشكو جسدك من مرض لن تستطيع أن ترفضه.

 لكن إن ألزمت جسدك وقت الصلاة من البداية فحينما يشكو جسدك لن تسمع له لأنه تَربَّى على أن يكون خاضِعًا لروحك، إن لم تأخذ روحك الصدارة وتكون هي المُحرِّك تجد بعد وقت إنه هو المُتحكِّم ويكون له سلطان، انتبه جسدك هو عبدٌ لك! ظروف الحياة لابد أنْ تُستعبَد لك!

 عندما تسلك بالكلمة فهي نار آكلة ومن يقترب منك ليُؤذيك فأنت تصلي وتأتي بنتائج، هذا ما فعله الرب يسوع واسطفانوس، وتجد مَن حولك مُتأثِّرين جدًا لهول الموقف الذي يواجهك وأما أنت فتَعبُر بسلاسة.

 ذات مرة طلب مني الروح القدس أن أتأمَّل في الأسد، ذاك الكائن مهما حدث بجواره من ضجيج هو لا يلتفت، نظرته مليئة بالثقة، ليس بقليل أن يتكلَّم الكتاب عن الرب على إنه أسدٌ في الجرأة، ووديع كالحمل. تعاملَ الرب يسوع مع الصليب بحالة “أنا قد غلبت”، وتأتي هذه الثقة من البناء.

 حالة القبضة والارتباك التي تَحدُّث لبعض الأشخاص هي حالة إعطاء قيمة للعيان وعدم تدريب مُسبَق تجاه المواقف الحياتية، وتبدأ بأمور صغيرة وتنتهي بأمور ضخمة.

35 فَلاَ تَطْرَحُوا ثِقَتَكُمُ الَّتِي لَهَا مُجَازَاةٌ عَظِيمَةٌ. 36لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ اللهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ.” (عبرانيين 10: 35-36).

 “35فَلاَ تَطْرَحُوا” هي حالة الاستسلام وهي تختلف عن (عبرانيين 12: 1) حيث يقول: “لنطرح كل ثقل” أي يرميها بعيدًا حتى لا يأخذها مجددًا. لا تستسلم! لا تطرح ثقتك ولا تتزعزع! فالروح القدس يضمن النتائج!

ـــــــــــــــــــ

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة  الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$