القائمة إغلاق

ثق لا تتزعزع – الجزء 6 Trust And Not Be Shaken – Part

 

 

لمشاهدة العظة علي الفيس بوك اضغط هنا 

لسماع العظة علي الساوند كلاود اضغط هنا

لمشاهدة العظة علي اليوتيوب 

 

 

ثق لا تتزعزعالجزء 6

  • أسباب التزعزع وعدم الاستقرار.
  • معاني التقلقل والارتياب.
  • ما الأثقال التي واجهها أبطال الإيمان وطرحوها؟
  • ما السر الذي جعل إبراهيم ثابتًا غير متزعزع؟
  • كيف تصح هادئًا، مستقرًا، وثابتًا؟

الخلاصة.

  

٢٤اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضًا أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ. ‏٢٥لأَنَّ دَاوُدَ يَقُولُ فِيهِ: كُنْتُ أَرَى الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ، أَنَّهُ عَنْ يَمِينِي (مُساند لي)، لِكَيْ لاَ أَتَزَعْزَعَ. ‏٢٦لِذلِكَ سُرَّ قَلْبِي وَتَهَلَّلَ لِسَانِي. حَتَّى جَسَدِي أَيْضًا سَيَسْكُنُ عَلَى رَجَاءٍ. ‏٢٧لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَادًا. ‏٢٨عَرَّفْتَنِي سُبُلَ الْحَيَاةِ وَسَتَمْلأُنِي سُرُورًا مَعَ وَجْهِكَ (في حضورك)” (أعمال الرسل ٢: ٢٤ – ٢٨).

 تظهر قوة الشخص في المواقف والمحكات، وليس وأنت جالس في الكنيسة. رد فعلك مرتبط بما هو مخزون داخلك من كلمة الله، تتزعزع الناس لأنها تفكر بطريقة غير سليمة كتابيًا، لأن التزعزع يأتي من الأفكار المتزعزعة.

  • أسباب التزعزع وعدم الاستقرار:-

يأتي التزعزع نتيجة لأمرين، أولاً: صراع داخلي للأشخاص والريبة في قرارات يقوم بها. ثانيًا: هي صراع خارجي من أفكار يعرضها عليه إبليس تجاه عيان ومواقف يمر بها.

  • الصراع الداخلي:-

ثقتك وعدم تزعزعك مرتبط برصيد الكلمة داخلك؛ فهي التي تجعلك ثابتًا في المواقف، عكس مَن لديه أفكار غير سليمة التي بدورها ستجعله متزعزعًا. فالصراع الداخلي للشخص نتيجة فكرة لا يعرف هل يوافق عليها أم لا، وعندما يتعامل معها بصورة فيها تقلقل وخوف هذا يضرب الإيمان.

٢٠لاَ تَنْقُضْ لأَجْلِ الطَّعَامِ عَمَلَ اللهِ. كُلُّ الأَشْيَاءِ طَاهِرَةٌ، لكِنَّهُ شَرٌّ لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَأْكُلُ بِعَثْرَةٍ. ‏٢١حَسَنٌ أَنْ لاَ تَأْكُلَ لَحْمًا وَلاَ تَشْرَبَ خَمْرًا وَلاَ شَيْئًا يَصْطَدِمُ بِهِ أَخُوكَ أَوْ يَعْثُرُ أَوْ يَضْعُفُ. ٢٢أَلَكَ إِيمَانٌ؟ فَلْيَكُنْ لَكَ بِنَفْسِكَ أَمَامَ اللهِ! طُوبَى لِمَنْ لاَ يَدِينُ نَفْسَهُ فِي مَا يَسْتَحْسِنُهُ. ‏٢٣وَأَمَّا الَّذِي يَرْتَابُ فَإِنْ أَكَلَ يُدَانُ، لأَنَّ ذلِكَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، وَكُلُّ مَا لَيْسَ مِنَ (خارج) الإِيمَانِ فَهُوَ خَطِيَّةٌ” (رومية ١٤: ٢٢ – ٢٣).

 “٢٢ طُوبَى لِمَنْ لاَ يَدِينُ نَفْسَهُ فِي مَا يَسْتَحْسِنُهُ هي حالة من الفحص والنقض والتأكد من الشيء هل هو صحيح كتابيًا أم لا، وهنا الاستحسان قائم على دراسة من الكلمة وفحص الأفكار، وليس على المشاعر.

أثناء ذلك من الطبيعي أن تتعرض لإدانة لأنك تسير عكس العالم في أفكاره، حيث يقول العالم انتقام في موقف ما في حين إنه من المفترض أن تسير بالمحبة. وفي أحيان أخرى ممكن تشتكي الشخص لفعل خاطئ معك بالرغم من وجود مَن يقول لك تغاضى عما فعله. كل هذا يحدث بدون تذبذب عن طريق سبيكة فكرية من الكلمة. وأشجعك أن تدرس تعليم المحبة من على موقعنا.

“٢٠لاَ تَنْقُضْ لأَجْلِ الطَّعَامِ عَمَلَ اللهِ” مثال على ذلك شخص يتحرك بخوف، وعدم يقينية من الخطوة التي أخذها هل هي صحيحة أم لا، ومن هنا يتحول ما صنعه لخطية مع أن الفعل ذاته ليس خاطئ، ولكن الأفكار التي فعلها بعدم إيمان صارت خطية.

“٢٣ وَأَمَّا الَّذِي يَرْتَابُ فَإِنْ أَكَلَ يُدَانُ” الدينونة هي حالة الفصل في الشيء وإعطاء الرأي بدون ريبة؛ عندما يفعل الشخص شيء بريبة وعدم تأكد يضع نفسه في وضعيه إدانة وهدم لشخصيته، لهذا يعمل الروح القدس أن يدربك طوال الوقت كي لا تتزعزع حتى وإن واجهت أعراض سلبية.

 ما هو رد فعلك عندما يأتيك خبر سلبي؟ إن لم تتعامل معه بريبة فستجد نفسك تتعامل بصلابه في المواقف والظروف، مع أنك ستشعر في البداية بشيء أخذك لأسفل. لذلك المشاعر شيء والريبة شيء آخر.

‏١٣مِنْ أَجْلِ ذلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا” (أفسس٦: ١٣).

يدبر إبليس في أوقات معينه ضربات للإنسان، فإن لم يكن مُستعدًا سيتذبذب. أما إن كان مُستعدًا فسيقف بصمود؛ وهذا لا يحدث في يوم وليلة، لكنه يبدأ من الحيرة مثلاً في اختيارات معينه، أو موقف معين وليكن نوع طعام وآخر، أو شراء شيء معين أو لا، ولا يعلم انه يتدرب في الشك والريبة في مواقف حياتيه تؤثر في حرب الإيمان في مواقف كبيرة. من هنا لا بد أن تكون حياتنا بالكلمة في كل خطوة.

  • الريبة هي حالة تفكير مزدوجة:-

“٢اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، ‏٣عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا. ‏٤وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ. ‏٥وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ. ‏٦وَلكِنْ لِيَطْلُبْ بِإِيمَانٍ غَيْرَ مُرْتَابٍ الْبَتَّةَ، لأَنَّ الْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجًا مِنَ الْبَحْرِ تَخْبِطُهُ الرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ. ‏٧فَلاَ يَظُنَّ ذلِكَ الإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ. ‏٨رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ” (يعقوب١: ٢ – ٨)

 “٤وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ” يتحدث الرسول يعقوب عن ذات الأمر الذي ذكره الرسول بولس: ٣٥ فَلاَ تَطْرَحُوا ثِقَتَكُمُ …٣٦ لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْر…” (العبرانيين ١٠: ٣٥، ٣٦) وبذلك يكون قد وَضَّح لهم: إن أردت أن لا تطرح ثقتك فعليك أن تستعمل الصبر.

الصبر هو: وقوفك أمام العيان المضاد بثبات، وتقاوم لإنهاء الموقف للآخر وليس احتمال الموقف. حينئذ تجد شخصيتك انضبطت. مع العلم أن طول الأناة يختلف عن الصبر وقد شرحت هذا في عظات سابقة.

لا تطرح ثقتك بل قف بثبات على أرضك (بصبر) بقوة الله فلا يوجد احتمالية للفشل، أي قف بصرامة، وهي التعامل مع المواقف وكأن أسدًا يخرج منك أما في التعامل مع الناس تتصرف بوداعة. هذا ما وصف به الكتاب الشخص المؤمن إنه جريئًا كالأسد: “١اَلشِّرِّيرُ يَهْرُبُ وَلاَ طَارِدَ، أَمَّا الصِّدِّيقُونَ فَكَشِبْل ثَبِيتٍ” (أمثال٢٨: ١).

‏٤وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ” دع الصبر يعمل فيك للآخِر، عندما تبدأ بالصلاة في الأمر الذي تواجهه وتثابر، بعدما تكون استحسنته كتابيًا بشكل صحيح؛ ستكون النتيجة أن شخصيتك تُرسَم بقوة وتصبح غير ناقص في شيء.

 حينما تضع قدمك موضوع ثابر فيه ولا تسمح للإدانة أن تعمل فيك؛ بذلك أنت تعمل على المشكلة لإنهائها وأيضًا شخصيتك لتنضيجها، لذا فهما وجهان لعملة واحدة (الصبر). إلى أن تنضح وتسير بفرح، وإيمان، وثبات، وغيره….. فلن يوجد شيء ينقصك نتيجة أنك مُفَعِل الصبر.

عندما سار بطرس على الماء لم يسر على أرض سلسة ومياه ساكنه، بل موج متحجر أي (موج طالع نازل). وهذا يفهمنا إن بعض المواقف تظهر وكأنها لم تتغير بعد (مثل وجود الأمواج كما هي) ولكنك في الحقيقة أنت تحدث تغييرًا وتسير فوقها.

“٦وَلكِنْ لِيَطْلُبْ بِإِيمَانٍ غَيْرَ مُرْتَابٍ الْبَتَّةَ هنا يفهمنا الكتاب أن الإيمان والتردد أعداء، فالتردد والارتياب هو حالة الأفكار عكس بعضها.

“٦ تَخْبِطُهُ الرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ” تستخدَم هذه الكلمة بمعنى روح، أي (فكرة تجيبه وفكرة توديه) ويصبح متذبذبًا ويتأثر بالعيان، فعندما يسمع الكلمة يتأثر بها ويفرح، ثم يرى العيان فيتغير تفكيره وهكذا.

“٧ فَلاَ يَظُنَّ ذلِكَ الإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ” نتيجة الريبة بَطُلَ الإيمان وكذلك الصلوات.

‏”٨رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ” تعني رجل ذو عقليتين عكس بعض ومتزعزع؛ عندما يكون الشخص متردد في الصلاة، هذا ما إلا دليل على وجود فيروس في ذهنه، وأن أفكاره مترددة في كل شيء، من حيث نظرته للأمور، قراراته، اختياراته.

 الأمر يشمل نظامك الفكري طول اليوم وليس وقت صلاتك. ليس لأن الشخص شك في الصلاة فهو متقلقل في كل طرقه، ولكن لأنه لديه طريقه التفكير هذه في كل شيء لذا تردد في الصلاة أيضًا.

 مَن لديه عقليتين عكس بعض يرهب الشيء ويخاف منه، ثم يقول: “لكن الرب معي”. لذلك قولك: “الرب لن يتركني” لا تعني أن تسلك بإيمان رغم أنها جملة جيدة، لكنها تحوي داخلها “أنك لست أنت من تتعامل مع الموضوع أي أنه في يد الرب”، وهذا يندرج في دائرة الإيمان وفهمه والذي سوف ندرسه لاحقًا.

مثال: إن كان هناك شخص خاطي ومتذبذب طوال الوقت وجاء لكي أساعده على التغيير، واتحد معي فيما قلته عن خلاص الرب يسوع وأنه حمل عنه خطاياه، سيخلص، لأن الأمر يتوقف على اختيار عقلية من الاثنين والسلوك بها.

 معجزة الشخص الخاطئ (وهكذا أي معجزة أخرى) تتوقف على جعل ذهنه يتفق مع كلمة الله ولا يفكر في الماضي (أنا عملت كذا وكذا) بذلك يَخلُص لأنه هنا اختار عقلية من الاثنين واقتنع بعمل الرب يسوع الكفاري، والعكس إن ظل يُفكر أنه عمل خطايا كذا وكذا فهل يعقل أنني سأتغير بهذه السهولة! ستكون النتيجة أنه لن يخلص.

ربما تجد شخصًا متذبذبًا في زاوية كتربيته لأطفاله وقيادته لبيته لكنه غير متذبذب في زاوية أخرى مثل العمل لأنه رفض التذبذب في هذه الزاوية فيكون مقدامًا ويأخذ قراراته فيه بسهوله، ولكن لن ينعم بالاستقرار في باقي زوايا حياته وربما تجده سقط في خطايا أو ربما يلجأ لمهدئات تساعده على النوم رغم استقراره ظاهريًا في بعض الزوايا الأخرى.

  • معاني التقلقل والارتياب:-
  • حالة التمييز:

 هذا ذُكِر في يهوذا ٢٢ “‏٢٢وَارْحَمُوا الْبَعْضَ مُمَيِّزِينَ

 وتعني أن الشخص يبدأ في قول “لا” للشيء ويرفضه، فالريبة لها علاقة بقول نعم أو لا على أشياء، حيث أنها حالة فكرية ومرتبطة بحالة التمييز. فهي قوة الإرادة المُفَعًلًة من الكلمة أن تقول “لا” لأفكار إبليس والتي إن ضُربت فيها لن تعرف أن تقاوم.

  • حالة التفرقة:

التفرقة أمر يختلف عن الانحياز لشيء ما.

“١يَا إِخْوَتِي، لاَ يَكُنْ لَكُمْ إِيمَانُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، رَبِّ الْمَجْدِ، فِي الْمُحَابَاةِ. ‏٢فَإِنَّهُ إِنْ دَخَلَ إِلَى مَجْمَعِكُمْ رَجُلٌ بِخَوَاتِمِ ذَهَبٍ فِي لِبَاسٍ بَهِيٍّ، وَدَخَلَ أَيْضًا فَقِيرٌ بِلِبَاسٍ وَسِخٍ، ‏٣فَنَظَرْتُمْ إِلَى اللاَّبِسِ اللِّبَاسَ الْبَهِيَّ وَقُلْتُمْ لَهُ: “اجْلِسْ أَنْتَ هُنَا حَسَنًا”. وَقُلْتُمْ لِلْفَقِيرِ: “قِفْ أَنْتَ هُنَاكَ” أَوِ: “اجْلِسْ هُنَا تَحْتَ مَوْطِئِ قَدَمَيَّ”‏٤فَهَلْ لاَ تَرْتَابُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ، وَتَصِيرُونَ قُضَاةَ أَفْكَارٍ شِرِّيرَةٍ؟” (يعقوب ٢: ١ – ٤).

خلفية رسالة يعقوب كانت هناك مشكلة في الكنيسة في هذا الوقت؛ وهي أنهم كانوا يتعاملون مع الأغنياء اليهود بهيبه، اللذين كان لهم مكانة في الدولة الرومانية؛ لأنهم كانوا يدفعون ضرائب بكثرة لذلك معروفين. فعندما كانوا يدخلون الكنيسة كانوا يجدون تقديرًا، ويجلسون في الصفوف الأولى. فهنا يذكر لهم في الرسالة أنكم تتحركون بحكمة بشرية وتميزون ناس عن ناس، أليس هؤلاء من يجروكم إلى السجن؟

“٤فَهَلْ لاَ تَرْتَابُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ” ألم تميزوا أو تنحازوا بينهم؟ اللفظ يُستخدَم في التمييز العنصري بين الفقراء والأغنياء.

وَتَصِيرُونَ قُضَاةَ أَفْكَارٍ شِرِّيرَةٍ؟” من هنا نفهم أنّ الريبة جاءت نتيجة تردد الشخص نتيجة لوجود أفكار مُسبقة، والكتاب يسميها “أفكار شريرة”. على سبيل المثال تأتيك أفكار أنك ستموت بالمرض الفلاني؟ كون الفكرة عُرِضَت عليك هذا أمر طبيعي لكن ما يهم حقًا هو الصورة التي ستختار أن تراها، فهي ما ستحدد المعجزة.

مثل تلميذ يسمع لأصحابه فيما يقولوه عن امتحان ما إنه سيأتي صعب لكي يحبطوه، هنا الأمر متوقف على طريقة تعامله مع الأمر، وأي صوره سيختار أن يراها؟ فالفكرة عُرِضَت عليه. فإن كمَّل بعزم قلبه أن يذاكر فهو لم ينحاز إلى أو يُعطي تمييز لأفكار أصدقائه.

“١ لاَ يَكُنْ لَكُمْ إِيمَانُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، رَبِّ الْمَجْدِ، فِي الْمُحَابَاةِ” تعني أن لا تستخدموا إيمان يسوع المسيح وكلمة الله في المحاباة أي بشكل غلط. مثل السكينة هي بريئة من القتل، لكن يمكن استخدامها في القتل، لأنك أنت من تعطي طبيعة للألة.

مثال توضيحي:

سقط داود في الريبة والتردد نتيجة ذخيرة تعليم مُستخدَم بشكل خاطئ وتربيطات خاطئة من كلمة الله بقيادة بأرواح خاطئة؛ أدت إلى سقوطه في الخطية، وخطية تلو الأخرى، إلى أن جاء له نبي الله وكشف له الأمر بروح صح (شرح وتفسير من روح الله).

لذلك هل يمكنك استخدام كلمة الله بصورة خاطئة؟ نعم، وليس الخطأ في الكلمة، بل في دوافعك وما تريد سماعه، فالبعض يريد بقلبه سماع أمور معينه، لذا يستدعيها.

قال الرب للنبي في العهد القديم قل للشعب ما يريدوا أن يسمعوه (كلام حلو)؛ لأنهم اختاروا بقلبهم هذا الشيء لذا إعطه لهم. توجد مراحل في حياة المؤمن يتوجب عليه أن يفهم وهو يقرأ الكتاب المقدس إنه قد يستدعي آيات بصورة معينه. ألم يستعمل إبليس الكلمة ضد الرب يسوع (الكلمة المتجسد)؟ لذلك اتضاع قلبك أمر هام حتى لا يفلت منك زمام الأمر -تنجرف في تفسيرات خاطئة- ولا تضيع بسببه.

عندما تعرض عليك أفكار إبليس مصاحبة بمشاعر ومخاوف لا تنخدع فيها، لا يمكننا إيقاف الأفكار لكن ما يهم حقًا هو هل أنت تتجاوب معها أم لا! إن خُدعت فيها فقد تم سِحرك. فالسحر هو استخدام أمور خارقة للأذى والتأثير على الناس وهو إبليس نفسه، ودون أن تدري تجد نفسك حزنت، هذه مشاعر ملقاه عليك وليست أنت. أًخرِج الفرح عن عمد. ارفض الريبة وانظر لأفكارك هل هي سليمة أم شريرة، كما نفض بولس الأفعى من يديه.

  ‏٧فَاخْضَعُوا ِللهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ. ‏٨اِقْتَرِبُوا إِلَى اللهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ. نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ.” (يعقوب٤: ٧ – ٨)

‏٧فَاخْضَعُوا ِللهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ” إن لم تخضع لأفكار الروح القدس، لن يهرب إبليس فزعًا. وإن خضعت سيهرب فزعًا.

٨اِقْتَرِبُوا إِلَى اللهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ. نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ هنا يعقوب يُكلِم مؤمنين ويقول لهم أيها الخطاه؛ لأنهم ذوي رأيين وبدأوا يسمحوا للميوعة في الأفكار (كلمة الله ليست كل شيء، ليس كل شيء الصلاة، أنت لا تعرف علاقتي مع الرب،…..) هنا الشخص انغلق داخليًا واستسلم للأفكار. وفي الوقت يقول: “أنا مؤمن بكذا وكذا في الكلمة”. ما يهم هو ضبط ذهنك بشكل صحيح على الكلمة.

  • حالة الخصومة:

‏٢وَلَمَّا صَعِدَ بُطْرُسُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، خَاصَمَهُ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ‏” (أعمال الرسل ١١: ٢).

الخصومة هي في الأصل حالة الريبة. هناك مشكلة يسقط فيها كثير من الأشخاص وهي مخاصمته لنفسه وسقوطه من نظر نفسه، وعندما يُضرب الشخص داخليًا في ذاته؛ سيتزعزع الذي بدوره يؤدي للخصومة تجاه الرب، ثم تجاه الأشخاص الذين يتكلمون الكلمة وهو يريد أن يسمع ما يريد سماعه (أرواح مُضلة) أي مستحكة مسامعه وهذه من علامات نهاية الأيام.

٢٩لأَنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ بِدُونِ اسْتِحْقَاق يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ، غَيْرَ مُمَيِّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ” (١ كورنثوس ١١: ٢٩)

“غَيْرَ مُمَيِّزٍ” أي مُرتاب؛ أي لم ينحاز إلى؛ بذلك يشرب دينونة لنفسه.

 لا بد أن تنحاز لجسد الرب، كنيسة المسيح، والحق الكتابي، فالصراع جاء نتيجة عدم الانحياز للكلمة والتعامل مع الأفكار بجدية والإصرار الداخلي للكلمة أنها الصح، وجاء نتيجة للأفكار الشريرة وعدم الفصل فيها، أو الانحياز للأرواح الشريرة؛ لأن العيان سيتكلم وكذلك الأرواح الشريرة ستعرض أفكارها وإن تمشيت معها ستتردد، وتخاف. لذا لا بد من تكره هذه الأفكار وترفضها، ولا تنحاز إليها، ولا تسير في منوالها.

٢٠لكِنْ قُمْ وَانْزِلْ وَاذْهَبْ مَعَهُمْ غَيْرَ مُرْتَابٍ فِي شَيْءٍ، لأَنِّي أَنَا قَدْ أَرْسَلْتُهُمْ” (أعمال الرسل ١٠: ٢٠).

٢١فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: “اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ وَلاَ تَشُكُّونَ، فَلاَ تَفْعَلُونَ أَمْرَ التِّينَةِ فَقَطْ، بَلْ إِنْ قُلْتُمْ أَيْضًا لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ وَانْطَرِحْ فِي الْبَحْرِ فَيَكُونُ.” (متى ٢١: ٢١)

من خلال هاذين الشاهدين يمكننا أن نفهم أنّ الريبة هي حالة شك مبنية على أفكار مضادة لبعض، عقليتان مختلفتان؛ لهذا يجب أن تنحاز للكلمة عن عمد عبر توجه تفكيرك فيها عمدًا، ولا تكتفي بتمييز أنّ الفكرة من إبليس. ولا تصدق مشاعرك فهذا وقت تصلي فيه بألسنة، وتعلن الكلمة بصوت مرتفع، وتصدق نفسك ولا تشك.

تتحرك الأرواح الشريرة في عالم الروح للتخريب، عندما ترفض أمر يُعرض عليك منهم، يعرضون عليك أمرًا آخرًا وهكذا. لذلك من الهام أن تسيطر على فكرك ومشاعرك ومزاجك، وهذا سيأخذ وقت لكن لابد أن تبدأ فيه، لأن حالة الريبة والشك متشعبه في النظام كله.

 مضاد كلمة الريبة: هو الخداع أو التشتيت أن يؤخذ الشخص في فخاخ. وتذكر أن الريبة هي رأيين عليك أن تختار واحد منهما، وهي تُستخدم في أمر سلبي أو إجابي حسب موقعها واستخدامها في اللغة اليونانية، ثبت ذهنك على أمر واحد فقط وتتأمل فيه، إن كان لديك معجزة تريدها في أمر ما، وأنت غير ثابت في تفكير، قد تفقدها. أما الفعل الصحيح في هذا الموقف أن توجهه ذهنك على أمر واحد، وتبدأ تتأمل فيه يوميًا.

التأمل هو تثبيت صورة عن عمد، وعندما تتمرس فيه تقدر على المواقف عندما تأتي عليك في اليوم الشرير، وتستطيع التمييز. فما تراه هو ما سيحدث. اذًا هو حالة من الإصرار والسيطرة على المشاعر وما يُعرَض على الذهن البشري، بذلك تحدث المعجزة بسلاسة.

مثال توضيحي: إن كنت تقرأ أمر روحي على هاتفك وأتي أمامك إعلان، إن لم تطفئه فأنت انحزت له.

 ما الأثقال التي واجهها أبطال الإيمان وطرحوها؟

١لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، ٢نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ” (العبرانيين١٢: ١ – ٢)

١لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ” كونه قال “نحن أيضًا” فهذا يؤكد لنا أنه بإمكاننا أن نكون ضمن هذه القائمة، أي سحابة الشهود.

“١ لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل” ما الأثقال الذي يتحدث عنها الرسول بولس هنا؟ هي ذات الأثقال التي طرحها أبطال الإيمان في الإصحاح السابق ويجب أن نتعلم منها لفائدتنا في حياتنا، منها على سبيل المثال:

  1. نوح:

‏٧بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ خَافَ، فَبَنَى فُلْكًا لِخَلاَصِ بَيْتِهِ، فَبِهِ دَانَ الْعَالَمَ، وَصَارَ وَارِثًا لِلْبِرِّ الَّذِي حَسَبَ الإِيمَانِ.” (العبرانيين ١١: ٧)

ثقل نوح: هو مواجهه مجتمع كامل مليء بالعماليق ضده (العماليق هم هجين الملائكة الساقطة مع نساء البشر). ومَن لم يتلوث بالخطية لم يصدقوا ما يقوله، وهذا أخذ منه وقتًا؛ ومع ذلك ظل يرى صورة هو مقتنع بها رغم وجود أمور مقاومة.

  1. إبراهيم:

  ‏٨ بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثًا، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي.” (العبرانيين ١١: ٨)

ثقل إبراهيم: هو لا يعلم على أين سيذهب؛ أي (القلق والتحليل) لكنه يعلم أنه يسير مع الإله الحي، لذا طرح ثقل عدم القلق لكي يعرف أن يخرج خارج بلده.

قد يكون القلق عند كثير من الناس التي تحب تحليل الأمور بشكل خاطئ مُبررًا، فيقع في فخ. كان من المفترض أن يستخدمه بشكل جيد وهو التحليلات في الكلمة.

“١٧ بِالإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُجَرَّبٌ. قَدَّمَ الَّذِي قَبِلَ الْمَوَاعِيدَ، وَحِيدَهُ ١٨ الَّذِي قِيلَ لَهُ: «إِنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ». ١٩ إِذْ حَسِبَ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى الإِقَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ أَيْضًا، الَّذِينَ مِنْهُمْ أَخَذَهُ أَيْضًا فِي مِثَال” (العبرانيين ١١: ١٧-١٩)

هنا أيضًا كان يعلم أن إسحاق سيحيا. اذًا هو طرح ثقل التأكد إنه سيرجع بإسحاق حي.

  1. أبوي موسى:

‏٢٣بِالإِيمَانِ مُوسَى، بَعْدَمَا وُلِدَ، أَخْفَاهُ أَبَوَاهُ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ، لأَنَّهُمَا رَأَيَا الصَّبِيَّ جَمِيلاً، وَلَمْ يَخْشَيَا أَمْرَ الْمَلِكِ” (العبرانيين١١: ٢٣).

لأَنَّهُمَا رَأَيَا الصَّبِيَّ جَمِيلاً” يوجد خلفية يهودية في هذا الشاهد أن والديه رأوا إنه سيخرج خلاص من هذا الصبي، وليس جميل المنظر. حيث أن جماله هو في خلاصه للشعب.

ثقل أبوي موسى: في مواجهه قرار قتل الأطفال؛ فأخفوه.

لذلك خذ حزرك من الإيمان المليء بالأثقال. فقد تكون قلق على أحد أفراد أسرتك من عدم النجاح؛ هذا ثقل يُزيد الحمولة على كتفك، والنتيجة أن إيمانك يصير متزعزعًا، ولا تعرف أن تسير بسرعة. قم بدراسة باقي الإصحاح وتعلم من أبطال الإيمان وكيف طرحوا الأثقال التي واجهتهم.

١ وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا“. يجب ندرك أننا في حالة حرب دائمة، وهذا لا يعني أن إبليس سينتصر علينا؛ بل نضع أنفسنا بالصبر أن نجعل الأرض للرب. فالموضوع ليس أناني شخصي مع إن إبليس يحاول الاقتراب من أبطال الإيمان ليشتتهم، في هذا الوقت إن كنت تسير بالإيمان؛ ستعرف أن تقف بشكل صحيح في أرضك.

“١ لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل…٢ نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ” كيف تطرح كل ثقل؟ بأن لا تنظر للشيء الخاطئ أو تعتبره. مبعدين نظرنا على ما هو حادث وموجهين نظرنا عن عمد للشيء الصحيح.

  • ما السر الذي جعل إبراهيم ثابت غير متزعزع أمام العيان المضاد؟

‏١٧كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: “إِنِّي قَدْ جَعَلْتُكَ أَبًا لأُمَمٍ كَثِيرَةٍ”. أَمَامَ اللهِ (مثل الله) الَّذِي آمَنَ بِهِ، الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَى، وَيَدْعُو الأَشْيَاءَ غَيْرَ الْمَوْجُودَةِ كَأَنَّهَا مَوْجُودَةٌ. ‏١٨فَهُوَ عَلَى خِلاَفِ الرَّجَاءِ، آمَنَ عَلَى الرَّجَاءِ، لِكَيْ يَصِيرَ أَبًا لأُمَمٍ كَثِيرَةٍ، كَمَا قِيلَ: “هكَذَا يَكُونُ نَسْلُكَ”. ‏١٩وَإِذْ لَمْ يَكُنْ ضَعِيفًا فِي الإِيمَانِ لَمْ يَعْتَبِرْ جَسَدَهُ ­ وَهُوَ قَدْ صَارَ مُمَاتًا، إِذْ كَانَ ابْنَ نَحْوِ مِئَةِ سَنَةٍ ­ وَلاَ مُمَاتِيَّةَ مُسْتَوْدَعِ سَارَةَ. ‏٢٠وَلاَ بِعَدَمِ إِيمَانٍ ارْتَابَ فِي وَعْدِ اللهِ، بَلْ تَقَوَّى بِالإِيمَانِ مُعْطِيًا مَجْدًا ِللهِ. ‏٢١وَتَيَقَّنَ أَنَّ مَا وَعَدَ بِهِ هُوَ قَادِرٌ أَنْ يَفْعَلَهُ أَيْضًا.” (رومية٤: ١٧ – ٢١)

 “ أَمَامَ اللهِ” أي مثل الله، سار إبراهيم بالإيمان مثل الله. تذكر أن الرب يسوع قال لتلاميذه: “لِيَكُنْ لَكُمْ إِيمَانٌ بِاللهِ” (مرقس ١١: ٢٢) أي ليكن لكم نفس إيمان الله، لأنه يسلك بالإيمان. لا يعني بالضرورة الإيمان من شخص صغير لشخص أكبر منه، بل هو طريقة تفكير لا يعتبر فيها ما يحدث، بل يرى الحقيقة التي في عالم الروح الغير قابلة للتزعزع.

 الإيمان هو ضبط ما يحدث في الأرض ليكون مطابق لسجلات السماء وليس العكس. تعامل إبراهيم مع الأشياء الغير موجودة وكأنها موجودة. هذا هو فكر الرب حيث يرى الأمر موجودًا؛ حينها تدب القوة لتتميمه. فآلية المعجزة مرتبط بالارتياب، وطريقة التفكير، وليس الرب. كما قال للمفلوج قم احمل سريرك وامشِ، فور أن يتفاعل الشخص بتوجيه فكره ووضع إيمانه ولا يتردد في كلمة الرب وحالته التي عليها؛ تحدث المعجزة.

مثال توضيحي: إن كان هناك مبنى خرج له قرار إزالة، هذا يعنى أنه غير مُرَخَّص، ليس لديه قرار بأن يستمر. إذًا هنا لا يوجد مطابقة بين الواقع (وجود المبنى) وما هو مرسوم أن يكون (عدم وجوده). بذلك تخرج القوة التنفيذية لإزالته.

إذًا آلية وطريقة صنع المعجزة في عدم الارتياب (طريقة التفكير المزدوجة)؛ أن يرى الشخص مشهدين وعليه أن يختار أيهما ينحاز إليه، وليس الأمر في يد الرب. لهذا قال الرب للمرأة “إيمانك قد شفاك”. وبالمثل أنت مَن تصنع معجزتك المعجزة.

“٢١وَتَيَقَّنَ أَنَّ مَا وَعَدَ بِهِ هُوَ قَادِرٌ أَنْ يَفْعَلَهُ أَيْضًا” اقتنع تمامًا داخليًا عن طريق التأمل الكافي إلى أن صار هذا طريقة تفكيره. تصبح الصورة حقيقية في نظره، ويُلزِمها ويفرضها على الواقع.

  • كيف تصح هادئًا، مستقرًا، وثابتًا؟

 “‏ ٩ مُسَكِّنُ الْحُرُوبِ إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ. يَكْسِرُ الْقَوْسَ وَيَقْطَعُ الرُّمْحَ. الْمَرْكَبَاتُ يُحْرِقُهَا بِالنَّارِ. ١٠ كُفُّوا (اهدأ) وَاعْلَمُوا أَنِّي أَنَا اللهُ. أَتَعَالَى بَيْنَ الأُمَمِ، أَتَعَالَى فِي الأَرْضِ. ١١ رَبُّ الْجُنُودِ مَعَنَا. مَلْجَأُنَا إِلهُ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ” (المزامير ٤٦: ٩-١١).

 كيف تصبح شخص هادي وخالي من القلق؟ عبر أن تعرف شخصية الرب، وأعماقه (أتعالى بين الأمم، أتعالى في الأرض) كلما تعرفت على هذا الإله، تعرف أنه فوضنا نحن ككنيسة للسيطرة؛ لذلك تحتاج أن تعرف السلطان تجاه المواقف، فتستطيع كبح جماح جسدك، والخطية تحت سلطان روحك؛ لأنك فهمت من هو المولود من الله.

 الفراغ السلطوي (أي عدم ممارسة سلطانك) هو أكثر شيء يريده إبليس، أما الرب فهو يريد لك أن تُبنى شخصيتك وتعرف أن تقول “لا” للأفكار الخطأ، أي أن تسيطر على أفكارك والمواقف بالصبر (وقوفك على الموقف بثبات وعدم تنازل) فأنت من في يديك زمام الأمور.

 من هنا نفهم أن الريبة والخوف والتزعزع نتيجة عدم بناء الشخص في الكلمة بشكل صحيح، وعدم ممارسة الإنسان لسلطانه. فإبليس يبحث عن شخص لا يعرف، وذهنه فارغ، ومتزعزع، وخائف، وفاتح أبواب لم تُسَد بعد. فلا يمكن للأمور الشريرة أن تقدر عليك طالما أنك تمارس سلطانك وترفض أي أمور من إبليس نتيجة أنك تعرف من هو الرب وما هي شخصيته.

 ينبغي أن تدرك أن الرب أتاح نفسه لك، ويسكن فيك، وحي في داخلك، ولا يمكن أن تنكسر أو يهزمك المرض أو أي موقف، أو العيان هذا أن يستمر. فيمكنك أن تكبح هذا وتضعه تحت سلطانك. لا يمكن للخطية أن تسود عليك أو أي أمور شريرة ضدك أن تنجح. يرتعب إبليس إن فَكّرَ أن يعاند ضد هذا الإله لأنه سيعاقب إن سار عكس الكلمة؛ شرط أن يمارس الإنسان سلطانة بالكلمة بصورة صحية.

  • الخلاصة:

صبرك مُرتبط بأفكارك، وكذلك عدم ريبتك. ما هي الأفكار التي تثبت عليها ذهنك، لا أحد يمكنه أن يقوم بهذا نيابة عنك، الحرب في ذهنك. والأمر مرتبط بأن تقف على أرضك بثبات، يدخل إبليس نتيجة النفس القصير أو نتيجة عدم ممارسة السلطان. وسيحاول أن يُشعِرك أن الأمر لازال ويزداد سوء. لذلك من الهام أن تعرف أن إبليس نَفَسه قصير جدًا إن ثبت للأخر.

‏١٦لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ، أَنْ تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ” (أفسس٣: ١٦)

 “ ‏١٣أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي.” (فيلبي٤: ١٣)

أنت مُقوى في روحك في الإنسان الباطني لأنك لست وحيد، حيث يبث الروح القدس القوة والجرأة والصرامة (طبيعة الأسد) في داخلك، وعليك أن تُطلِقُه. ليكن إيمانك شرسًا ضد العيان والأرواح الشريرة وليس ضد البشر؛ حيث أنه لا يمكن لإبليس أن يستمر، فهو تافه جدًا أمام من يعرف أن يضع سلطانه للآخر.

لا تفقد صبرك، دعه يُكمل عمله فيك للآخر حتى تنضج شخصيتك، وتُخرِج القوة والصرامة في المواقف رغم حنانك ولطفك تجاه البشر، هذه هي شخصية الرب يسوع الذي أخرج الأرواح الشريرة بكلمة واحدة، نهاية إبليس عندما تقف بثبات للنهاية.

ـــــــــــــــــــــ

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة  الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الإقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations is forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

Download

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$