القائمة إغلاق

هل خلق الله الأرض خربة وخالية؟ Did God Create the Earth Desolate and Empty

هل خلق الله الأرض خربة وخالية؟

Tohu wa-bohu

تـو هـــو بـوهـــو

 

فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالارْضَ. وَكَانَتِ الارْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ (تك 1: 1-2)

خربة وخالية بالعبري هي توهو بوهو

Tohu wa-bohuתֹהוּ וָבֹהוּ

يقول عن الأرض انها كانت خربة وخالية.

  • ما الذي أصابها؟

لاشك أن عدوًا صنع هذا. هو تخريب طاريء، ليس أصيلاً في ما خلق الله، ولو تأملنا هذين الشاهدين لعرفنا أن ”الخراب والخلاء“ هما في الكتاب دائمًا نتيجة أو أثر للشر.

ففي (إشعياء 11:34) نقرأ القول « وَيُمَدُّ عَلَيْهَا خَيْطُ الْخَرَابِ وَمِطْمَارُ الْخَلاَءِ» وهذا طبيعي ـ نتيجة لشرور أدوم، ثم نقرأ في (إرميا 23:4) القول « نَظَرْتُ إِلَى الأَرْضِ وَإِذَا هِيَ خَرِبَةٌ وَخَالِيَةٌ وَإِلَى السَّمَاوَاتِ فَلاَ نُورَ لَهَا»

أي أن لفظي توهو و بوهو (خربة وخالية) مرتبطتين بالقضاء والدمار.

لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «خَالِقُ السَّمَاوَاتِ هُوَ اللَّهُ. مُصَوِّرُ الأَرْضِ وَصَانِعُهَا. هُوَ قَرَّرَهَا. لَمْ يَخْلُقْهَا بَاطِلاً. لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ.  (إشعياء 18:45)

لم يخلقها باطلاً وهذه هي نفس كلمة خربة في تك1. فالأرض لم تُخلق خربة بل خُلقت للسكنى

 

هناك فاصل زمني غير معروف بين تك1: 1 و تك1: 2  … تك 1 هو إعادة تجديد الخليقة وليس الخلق:

إليك الأسباب

 

  1. حرف الواو “وكانت الأرض خربة” استخدم في تك١-٢ … ١٥٣ مرة وفصل بين ١٠٢ حدث مستقل. إذا ع٢ في تك١ يبين أنه عمل مستقل وليس استكمال.
  2. كلمة “كانت” في “كانت الأرض خربة”، تأتي من الفعل يصبح وليست من الفعل يكون، لتثبت أن الأرض أصبحت خربة وخالية.
  3. كلمة “خربة” من الفعل العبري “توهو” وتعني خراب ودمار وخلاء، ويقول الكتاب في إش٤٥: ١٨ انها لم تخلق خربة “توهو”. لذا فالارض كانت رائعة وكاملة في البداية ويابسة (تث٣٢: ٤؛ جا ٣: ١١).
  4. كلمة “خالية” هي “بوهو” وتعني خلاء وبقايا تحطيم (إر ٤: ٢٣) “نظرت إلى الأرض وإذا هي خربة وخالية وإلى السماوات فلا نور لها. الجملة “خربة وخالية توهو بوهو” تصف حالة الأرض بعدما تم القضاء عليها بطوفان بسبب سقوط إبليس ومحاولته السيطرة على الأرض .. الفاظ قضائية.
  5. جُعلت الأرض لتسكن (إش ٤٥: ١٨) وكانت مأهولة قبل الطوفان الاول .
  6. الأرض يطلق عليها في تك١: ١٠ انها اليابسة، إذن تك ١: ١ يمكن أن تُقرأ في البدء خلق الله الماء واليابسة، لذا الماء الذي كان يغطي الأرض في ع٢ كان هو ماء القضاء لان الأرض من الاساس لم تكن مغطاة  بالمياه بل بُسطت على المياه (مز ١٣٦: ٦)
  7. لم تكن الأرض فقط خالية وعليها مياه بل ايضا يوجد ظلام وهذا يتطابق مع إر ٤: ٢٣-٢٦ الذي يقول بوجود خليقة أخرى تم القضاء عليها.
  8. تك١: ٢ نفهم منه أن الأرض والماء والظلام كانوا موجودين قبل إعادة تجديد الخليقة.
  9. الفاظ الخلق لم تذكر كثيراً في تك 1 بل الفاظ الصنع .. “لتنبت الأرض، لتفض..”
  10. روح الله يرف اي يقوم بإحتضان وبتجديد الأرض التي خربت.
  11. في الكلمة الظلام مرتبط بالقضاء (تك٦: ٨، ٨: ٢٢؛ خر ١٠: ٢١-٢٣؛ إش ٥: ٣٠؛ إر ٤: ٢٣-٢٥). كل ما ذكر كنبوات عن الظلام ارتبطت بالقضاء (من ٨: ١٢؛ ٢٤: ٢٩-٣١؛ رؤ ٦: ١٢-١٧؛ ٨: ١٢؛ ٩: ٢؛ ١٦: ١٠؛ إش ١٣: ١٠؛ يؤ٢: ٣٠-٣: ١٦؛ عا٥: ١٨-٢٠). فهل تك ١: ٢ سيكون هو الوحيد المختلف
  12. وباركهم الله وقال لهم: «اثمروا واكثروا واملأوا الارض واخضعوها وتسلطوا” mâlê وصية الرب لادم replenish اي تجديد واعادة ملء مرة أخرى هذا يعني أنها كانت ممتلئة في وقت ما تك١: ٢. والرب أعطى نفس الوصية لنوح بعد الطوفان تك٩: ١-٢ ” اثمروا واكثروا واملاوا الارض
  13. تعبيرات الخلق في تكوين 1 … bârâʿāśâyâtsar بل نجد تعبيرت عن امور موجودة مثل لتبنت … لتفض …
  14. وجود إبليس قبل الإنسان يرينا أنه لم يكن الإنسان هو أول من أتى على الأرض، كان هناك خليقة قبلنا.

 

  • إذاً هناك عصور تسبق وجود الإنسان؟؟

دعونا نبدأ القصة من قبل البداية:

هناك دهور أي فترات زمنية، هناك اواخر الدهور، الدهور الآتية، الدهر الحاضر، الدهر الآتي

لفظ “الدهور”: فَهذِهِ الأُمُورُ جَمِيعُهَا أَصَابَتْهُمْ مِثَالاً، وَكُتِبَتْ لإِنْذَارِنَا نَحْنُ الَّذِينَ انْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ الدُّهُورِ. (١ كورنثوس ١٠: ١١)

لِيُظْهِرَ فِي الدُّهُورِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الْفَائِقَ، بِاللُّطْفِ عَلَيْنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. (أفسس ٢: ٧)

أَوْصِ الأَغْنِيَاءَ فِي الدَّهْرِ الْحَاضِرِ أَنْ لاَ يَسْتَكْبِرُوا، وَلاَ يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى غَيْرِ يَقِينِيَّةِ الْغِنَى، بَلْ عَلَى اللهِ الْحَيِّ الَّذِي يَمْنَحُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِلتَّمَتُّعِ. (١ تيموثاوس ٦: ١٧)

وَذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الصَّالِحَةَ وَقُوَّاتِ الدَّهْرِ الآتِي، (العبرانيين ٦: ٥)

 

  • ماذا كان يفعل الله قبل الخلق ؟

تجد عقولنا المحدودة صعوبة في فهم أنه قبل خلق الكون، كان الله موجودًا بمفرده، لأننا محدودون بالزمان والمكان والمادة، الله خارج الكون وخارج القوانين الفيزيائية التي تحكمه.

نحن كبشر نستعمل مصطلحات لا ندركها تماماً مثل مصطلح مالانهاية في الرياضيات مع اننا لا نقدر أن نحصرها. فهذا يؤكد اننا نقدر أن نقبل الأمور الأبدية مع ان عقولنا لا تستوعبها بالكامل.

يقول رجل الله موسى في مزمور 90: 2 ، ” مِنْ قَبْلِ أَنْ تُولَدَ الْجِبَالُ أَوْ أَبْدَأْتَ الأَرْضَ وَالْمَسْكُونَةَ مُنْذُ الأَزَلِ إِلَى الأَبَدِ أَنْتَ اللهُ“.

إن الله سعيد ومتلذذ من قبل وجود الإنسان، لم يكن الله كئيبا أو يشعر بالوحدة والملل؛ هو فَرِح ومكتفٍ وقائم بذاته. الله هو ثالوث في أقانيمه، الابن هو في حضن الآب في علاقة فريدة. والروح هو روح الله. “والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم” (يو17: 5) هناك أحاديث دائرة ” لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم” (يو 17: 24)

الله كائن في علاقة مع أقانيمه طوال الوقت هؤلاء الثلاثة معًا في شركة مع بعضهم البعض منذ الأزل.

30 كُنْتُ عِنْدَهُ صَانِعاً وَكُنْتُ كُلَّ يَوْمٍ لَذَّتَهُ فَرِحَةً دَائِماً قُدَّامَهُ.
31 فَرِحَةً فِي مَسْكُونَةِ أَرْضِهِ وَلَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمٍَ

أمثال 8

حيث حضوره ” أمامك شبع سرور. في يمينك نعم إلى الأبد” (مز 16: 11). الفرح والشبع الكامل هذا ما كان الله عليه. لذا ما كان بامكان الله ان يصاب بالملل.

 

  • الغرض من خلق الإنسان؟

مشروع الله الضخم … هو الإنسان.

كان يريد علاقه، شراكه، صُحبه مع الانسان. ولم يخلق عبيد بل ابناء.

خلقني ليعطيني من روعته وجماله، لأتلذذ به ومعه ويتلذذ بي ومعي (ام 8: 31)

فبسبب كثرة صلاحه وفرط محبته أراد ان يأتي بالانسان إلي الوجود ليعطيه من حياته،

ليعطيه من طبيعته، ليعطي ذاته. “مَغبوطٌ هو العَطاءُ أكثَرُ مِنَ الأخذِ».(أع ٢٠ : ٣٥).

المُحب يبحث عن محبوب ليفيض عليه عليه بحبه، هو لا يبحث عن نفسه وإشباع رغباته

لفظ “غرام الله” ذُكر في  (تيطس 3: 4) “إحسانه philanthrōpia أي غرام الله بالإنسان وهذا ظهر في [خلق-باركه وجعل ملك على الخليقة-جبل-غرس-عدن أي مسرات-دخل الإنسان على يوم الراحة-صنع الكل حسناً]. لم تكن هناك لغة عوز أو احتياج في الجنة او ما يزعج.

قصد الله من خلق الإنسان: شراكة وتواصل الله لديه حلم

إن قصد الله أن يصنع الإنسان على شبهه كصورته، ليكون في شراكة معه. وقد وعَدَ منذ الأزل أن يجعل الحياة الإلهية متاحة للبشر.

 

  • إعطاء حياته فِكر أزلي وليس علاجًا للخطيئة:

قرَّر الله، ووعدَ، قبل الأزمنة الأزلية، بإعطاء حياته “زوي” لكائن يكون على صورته، فلم يخلق الإنسان صدفة، أو ليتألم، أو يعاني، .بل يقول الكتاب إن “لذاته مع بني آدم”؛ أي يستلذ بلذته، وليس بحزنه ووجعه.

فالتجسد ليس رد فعل، فلم يُفاجىء الله بدخول الخطية فقرر أن يتجسد، فلقد اختارنا قبل تأسيس العالم. “اختارنا فيه [المسيح] قبل تأسيس العالم ، حتى نكون قديسين أمامه بلا لوم” … كان سيتجسد كالكلمة ليعطي حياته للبشر وهذا نجد عندما وضح الرب يسوع الغرض من مجيئة ليعطي حياة أفضل “اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ. (يوحنا ١٠: ١٠)

رؤ ٢١ : ٣ “وَسَمِعْتُ صَوْتاً عَظِيماً مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْباً. وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلَهاً لَهُمْ”.

سنكتشف ان الخلاص الذي ندور حوله هو وسيلة لإرجاع الإنسان للغرض، ألا وهو إعطاء الإنسان الحياة الأبدية التي هي حياة الله ذاته.

 

  • لنرى معاً الحياة التي وعد الله أن يعطيها للإنسان قبل الأزل:

تيط ١ : ١ “بُولُسُ، عَبْدُ اللهِ، وَرَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، لأَجْلِ إِيمَانِ مُخْتَارِي اللهِ وَمَعْرِفَةِ الْحَقِّ، الَّذِي هُوَ حَسَبُ التَّقْوَى، 2 عَلَى رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، الَّتِي وَعَدَ بِهَا اللهُ الْمُنَزَّهُ عَنِ الْكَذِبِ، قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، 3 وَإِنَّمَا أَظْهَرَ كَلِمَتَهُ فِي أَوْقَاتِهَا الْخَاصَّةِ، بِالْكِرَازَةِ الَّتِي اؤْتُمِنْتُ أَنَا عَلَيْهَا، بِحَسَبِ أَمْرِ مُخَلِّصِنَا اللهِ”.

رجاء الحياة الأبدية، ما كان يتمناه الناس .. وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً:«يَا مُعَلِّمُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» (لوقا ١٠: ٢٥)

2 تي ١ : 1، ٨ “ بُولُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ، لأَجْلِ وَعْدِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي يَسُوعَ الْمَسِيحِفَلاَ تَخْجَلْ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا، وَلاَ بِي أَنَا أَسِيرَهُ، بَلِ اشْتَرِكْ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ بِحَسَبِ قُوَّةِ اللهِ،

9 الَّذِي خَلَّصَنَا وَدَعَانَا دَعْوَةً مُقَدَّسَةً، لاَ بِمُقْتَضَى أَعْمَالِنَا، بَلْ بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ”.

كشف الحياة للنور. الحياة والخلود صارا متاحان ف”َإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا” (١ يوحنا ١: ٢)

(2بط1: 3) ” كَمَا أَنَّ قُدْرَتَهُ الإِلَهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى، بِمَعْرِفَةِ الَّذِي دَعَانَا بِالْمَجْدِ وَالْفَضِيلَةِ،اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلَهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ

 

  • الحياة الإلهية:

هي حياة وطبيعة الله zoe  قيلت في افسس4 “متجنبون عن حياة الله

كلمة الحياة الأبدية “زوي” Zoe وهي موصوفة بالأبدية لأنها حياة وطباع وشخصية الله، فهي ليست حياة النبات أو الحيوان، بل حياة الله غير القابلة للفناء أو التحطيم، فهي أبدية.

توحي كلمة أبدية للبعض بأنها فترة الأبدية التي سنقضيها، لكنها تعني نفس حياة الله، الأبدية هي طبيعة روحية، وبالطبع من سيأخذها سيقضي أبديته مع الله. لكن اللفظ يصف نوعية حياة وليس فترة حياة.

لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. (رومية ٦: ٢٣)

الحياة الأبدية ليست ستأخذها عندما تذهب للسماء. بل هبة تستقبلها الآن في هذا العالم. لن تأخذها حينما تذهب للسماء ولكن من لديه هذه الحياة هنا هو من سيذهب للسماء.

وَهذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ: أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ. (١ يوحنا ٥: ١١)

لاحظ أنه يقول: أعطانا بالماضي وليس سيعطينا.

الحياة الأبدية هي أخْذ طبيعة الحياة الإلهية عبر قبول يسوع.

يو ١٧ : ٣ “وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.”

لاحِظ أنه لم يقل “وهذه الحياة الأبدية أن يقضوا الأبدية معك”، لا، بل أن يعرفوك، هللويا، فبأن تعرف الله عبر الميلاد الثاني، تصير هذه الحياة في روحك.

كمن يُكوّن أسرة، يجهز البيت قبل وجود الأسرة. هكذا، كان الوعد الذي وعد به الله قبل الأزمنة الأزلية أن يكون في شراكة مع الإنسان، هذا غرض الله، لذا كان يتحتم وجود استعدادات قبل مجيء الإنسان:

أ. خَلق سماء السماوات، لتكون مقرا له. ويوجد ٣ سماوات حسب ٢ كو ١٢ : ٢ لكنها لم تُخلق في وقت واحد.

ب. خَلق الملائكة لخدمة الإنسان، عب ١ : ١٤.

ج. خَلق السماء الثانية والأولى على أن تكون الأرض للسكن البشري.

د. خَلق الإنسان، وهو الهدف.

 

 

أ. خَلق الله السماوات

توجد سماء وتوجد سماء السماوات.

نح ٩ : ٦ “أَنْتَ هُوَ الرَّبُّ وَحْدَكَ. أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاوَاتِ وَسَمَاءَ السَّمَاوَاتِ وَكُلَّ جُنْدِهَا، وَالأرض وَكُلَّ مَا عَلَيْهَا، وَالْبِحَارَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، وَأَنْتَ تُحْيِيهَا كُلَّهَا. وَجُنْدُ السَّمَاءِ لَكَ يَسْجُدُ

ولأنه سيتواصل مع الإنسان، كان يجب أن يكون لله عرش، وهذا خلقه الله.

كلمة سماء في العبري دائما تأتي مثنى: السماء الأولى والثانية يُنظر إليهما كالسماء. وسماء التواجد الإلهي هي سماء السماوات. او السماوات القديمة.

السماوات الثلاث:

الأولى: هي ما داخل الغلاف الجوي، حيث تطير الطيور.

الثانية: ما خارج الغلاف الجوي، الفضاء.

الثالثة: فيها عرش الله.

تم خلق سماء السماوات وبعد هذا السماوات والأرض معا.

 

ب. خلق الله الملائكة: تدبير الملائكة:

تم خلق الملائكة قبل خلق الأرض حسب:

أي ٣٨ : ٧ “عِنْدَمَا تَرَنَّمَتْ كَوَاكِبُ الصُّبْحِ مَعاً وَهَتَفَ جَمِيعُ بَنِي اللهِ؟”،

ذلك يثبت وجود الملائكة قبل الأرض (الملائكة يدعوا بني اللله)

ملحوظة: اليهود يسمونها نجوم (فكلمة كواكب أساسا معناها نجوم) . لماذا. لأن مز ١٠٤ : ٤ الصانع ملائكته رياحا وخدامه نارا ملتهبة. الأدق الصانع ملائكته أرواحا. وخدامه لهيب نار، فهم كالنجوم الملتهبة. هذه رُنِّمت وقت خلق الأرض، كانت أوركسترا من التسبيح، وهم يرون خلق الأرض، إذا كانت الملائكة موجودة قبل خلق الأرض.

الملائكة  يقومون بأعمال كثيرة، والهدف خدمة الإنسان. الإنسان أعظم من الملائكة. (مز 8: 5) ” وَتَنْقُصَهُ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ وَبِمَجْدٍ وَبَهَاءٍ تُكَلِّلُهُ

عب ١ : ١٣ “ثم لمن من الملائكة قال قط اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك. أليس جميعهم أرواحا خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص”.

لأن الملائكة كائنات حرة الإرادة يجب أن تتعلم وتُدرَّب.

قد يسأل البعض عن إثبات أن الملائكة كانت تسود على كائنات قبل الإنسان، وأنها يجب أن تتعلم، حسب أف ٣ : ١٠ “لِكَيْ يُعَرَّفَ الآنَ عِنْدَ الرُّؤَسَاءِ وَالسَّلاَطِينِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ بِوَاسِطَةِ الْكَنِيسَةِ بِحِكْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَةِ”.

كلمة “يُعرَّف” أي يتم تعليمهم، أي هم لا يعلمون كل شيء، أي هم يتعلمون لأنهم ليسوا كُلي المعرفة. عندما ذهب ملاكان للوط لم يعرفوا كم عدد أولاده ” وَقَالَ الرَّجُلانِ لِلُوطٍ: «مَنْ لَكَ ايْضا هَهُنَا؟ اصْهَارَكَ وَبَنِيكَ وَبَنَاتِكَ وَكُلَّ مَنْ لَكَ فِي الْمَدِينَةِ اخْرِجْ مِنَ الْمَكَانِ

لهذا يجب أن تُعّد وتُدرب قبل مجيء الإنسان. لا تنسَ أن الهدف الإلهي أن يصنع عائلة، أن يسكن مع الإنسان.

 

 ج. خلق الله السماوات والأرض

تك ١ : ١ في البدء خلق الله السماوات والأرض.

هذا تم عبر الكلمة المنطوقة  ” بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ  rhema، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ”.. ليكن نور.. وتكرر  في إعادة الخلق بعد تدمير الأرض بالقضاء وخَلق آدم الأول.. كان أيضا عبر الكلمات المنطوقة. وهي محفوظة بتلك الكلمة ” حَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ

إن أكد العلماء أن يوجد إنفجارات كونية وأصوات تم بها الخلق، فالكتاب يوضحه للعلم أن الله تكلم بصوته لكي يخلق …في الخلق الله يتكلم بصوته حسب ما ذكر في تك 1 فيتم الخلق…وصوت الرب قد يسمع كرعد كما في يوحنا 12 : 28 و 29 … فإن وجد إثباتات أن إنفجار أو صوت هو ما بسببه خلقت أشياء فهذا بسبب صوت الله الخالق..وببساطة لا تعرف هذا الخليقة أن تفسر الصوت…لكنه صوت إلله.

          فالكتاب المقدس الوحيد الذي يتكلم عن العصور والدهور بطريقة دقيقة وصحيحة، وبما فيهم هذا الدهر الحالي دون خطأ، فبكل تأكيد أن كاتبه الروح القدس يحيا بين العصور وهو الله…فالكلمة تعرفنا ما سيحدث في الأرض قبل وبعد الضيقة.

يصف لنا الكتاب الخلق الإلهي الجميل في إشعياء ٤٥، أعطاها صورة أي هيئة، وهذا عكس أنها كانت خربة وليس بها أية هيئة أو شكل، وما ذُكر في تك ١ : ٢ هو قضاء سأقوم بشرحه بعد قليل.

عمر الارض ملايين السنين وكل العلماء اثبتوا هذا

 هل فكرت الحفريات التى اكتشفت من أين الدنياصورات و الحيوانات العملاقه وكيف اندثرت

خُلقت الأرض جميلة لتُسكن، ووُصِفت الأرض بأنها كانت جميلة ومأهولة بمخلوقات، وجعل الله الملائكة تتدرب فيهم قبل مجئ الإنسان.

فترة الدهر الحالى : 4000 عهد قديم / 2000 سنه عهد جديد بالتقريب.

 

للمزيد ادرس هذه المقالة:

https://lifechangingtruth.org/gods-purpose-to-the-man-fellowship/

 

 

 

__________

من تأليف وإعداد وجمع خدمة الحق المغير للحياة وجميع الحقوق محفوظة. ولموقع خدمة الحق المغير للحياة الحق الكامل في نشر هذه المقالات. ولا يحق الاقتباس بأي صورة من هذه المقالات بدون إذن كما هو موضح في صفحة حقوق النشر الخاصة بخدمتنا.

 

Written, collected & prepared by Life Changing Truth Ministry and all rights reserved to Life Changing Truth. Life Changing Truth ministry has the FULL right to publish & use these materials. Any quotations are forbidden without permission according to the Permission Rights prescribed by our ministry.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

$